[الباحث الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

دراسة احتمالية لتفسير سبب تاخر رايتي الخرساني واليماني عن راية السفياني في الوصول للكوفة

....... تحقيق سياسي عسكري في ملابسات التحركات والضروف ........

المقدمة
الخروج من دائرة الفهم الكلاسيكي ومحاولة تحديث الفهم وتحليل المعلومات في روايات الظهور وخاصة الجانب السياسي والعسكري , اصبح وواقعنا الحالي مسالة ضرورية ومن الناحية العلمية والمنطقية هي تعتبر حالة ايجابية وضرورية
ولعله ما يصب من اهتمام وفكر في القضية المهدوية بهذه الحيثية وان هو شهد في السنوات الاخيرة تطور كبير وسعة - لكن يبقى لعله لا يتناسب ومقام التحديات والاستعداد اضافة الى ان نوعية الطروح المهمة قليلة والاكثر تدور في المحيط البسيط العمق . اذا ما اضفنا وجود عدد لا باس به من الباحثين والكتاب

نحن الان امام تحدي وضرف علاماتي مهم جدا ( ولكن لا نقطع كالمتعجلين ) وسياسي وعسكري مهم ايضا

ومن خلال تفحصنا لحركة الرايات الثلاثة ( السفياني واليماني والخرساني ) - والتي نعلم انها تخرج في سنة وشهر ويوم واحد


كما في الرواية التي وردت عن الامام الصادق عليه السلام قال: ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً .

ووفق اطروحتنا التدقيقية في هذا القضية ( اطروحة جديدة في حركة السفياني يمكن متابعتها في القسم المهدوي لمزيد فهم ) وجدنا بالدليل العلمي الممكن هناك ان هذا التحرك باتجاه الكوفة سيكون مع موعد واثر الصيحة الجبرائيلية في ال 23 شهر رمضان .

ووفق قرائن اخرى نجد ان ما بين بداية نية توجه راية السفياني العسكرية من وقت موعد الصيحة في 23 رمضان وحتى دخوله الكوفة في يوم الزينة ( اول ايام عيد الاضحى ) ستكون هذه المدة تقريبا هي شهرين ونصف

ولحد هنا لا يوجد مشكلة من هذه الناحية ومتعلقها بحركة راية السفياني التي ستسبق وصول راية الخرساني للكوفة باسبوعين او اكثر قليلا .

انما المشكلة والتسائل هنا : ما سبب تاخر راية الخرساني في الوصول في ظل هذه الاحداث المهمة وتحديات الظهور ( واترك قليلا راية اليماني هنا )
ونحن نعلم ان وضع السفياني صعب بما فيه الكفاية لانه سيواجه رايتي الابقع والاصهب ويتطلب في طريقه نحو هدفه الرئيسي ( الكوفة ) ان يسيطر على الكور الخمسة ويجعلها تحت امرته ويخوض معركة قرقيسيا الكبرى قبيل دخوله العراق .
ومع كل هذه الاحداث نراه يصل للكوفة اسرع من راية الخرساني الذي بنص الرواية يخرج في نفس توقيت خروج السفياني ومعه راية اليماني

فلماذا وكيف نعلل تاخير وصوله - ولا يوجد في الروايات حسب اطلاعي العام قرينة مهمة تفيد لتعليل ذالك !!!

فكيف نفسر مثل هكذا مسالة ؟

وخاصتا اذا ما ادخلنا الان فرضية عصر الظهور وقربنا من ارهاصاته الاخيرة المحتملة , فان المسالة : 1- في تصورها يكون اوضح ... 2- وفي اشكاليتها اكبر

لان ايران الان دولة شيعية موالية ومستقلة . وأولي قوة ولها جيش كبير . ومقتدرة
وهذا يضع علامة استفهام كبيرة ؟ في ضروف فرضية عصر الظهور لمن ينتبه للاحداث بدقة

وهي لا تخلوا من علامة استفهام جديدة نطرحها في الفكر التفسيري لحركة الرايات اذا كنا وقعنا على الفهم الصحيح

...............


انقل لكم بعض تفاصيل هذا فيما اقتطعته من كتاب عصر الظهور للشيخ الكوراني وكما ادناه :

فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( ويبعث مئة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة. وينزلون الروحاء والفاروق ، فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة ، موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة ). ( البحار : 52/273 ).
لكن حملة السفياني لاتحقق هدفها في السيطرة على العراق ، بل تقرر بعد أسابيع الإنسحاب من العراق والتوجه الى الحجاز لأداء دورها الجديد في القضاء على حركة الإمام المهدي عليه السلام في مكة ، حيث تذكر بعض الروايات أن السفياني يرسل جيشه إلى الحجاز من العراق ، وبعضها يذكر أنه يرسله من الشام ، ويمكن أن يكون قسم منه من الشام وقسم من العراق ،

فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات سود من قبل خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ) ( البحار : 52/238 ).
وفي مخطوطة ابن حماد ص 84 : ( يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام ، ويقتل من أهلها ستين ألفاً ، ثم يمكث فيها ثمانية عشرة ليلة. وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء ، فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون. ويخرج قوم من السواد الكوفة ليس معهم سلاح إلا قليل منهم ، ومنهم نفر من أهل البصرة فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون مافي أيديهم من سبي الكوفة. وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي ).


وكذالك ما ورد عن الامام امير المؤمنين ع :

ويبعث السفياني مئة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق ، وموضع مريم وعيسى بالقادسية ، ويسير منهم ثمانون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة ، وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر ، فيخرج من مدينة يقال لها الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفاً ، حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد. ويسبي من الكوفة أبكاراً لايكشف عنها كف ولا قناع ، حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن للثوية وهي الغريين.
ثم يخرج من الكوفة مئة ألف بين مشرك ومنافق ، حتى يضربون دمشق لايصدهم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد.
وتقبل رايات ( من ) شرقي الأرض ليست بقطن ولاكتان ولا حرير مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد ، يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر ، يسير الرعب أمامها شهراً.

...............................

واقول :
ولعله وحسب تصوري لتفسير هذا التاخير وحسب فهمي العام لتفاصيل الاحداث وتحرك الرايات اضع التفاسير الاحتمالية الممكنة لهذا الامر

1- تعرض ايران ( او دخولها ) ما قبيل احداث خروج السفياني الى حرب او ضربة عسكرية وخاصتا نحن نعلم ان هناك حرب كبيرة قدام الخروج مباشرتا ونسميها في عرف الاصطلاح المتداول الان بالحرب العالمية - ( وان بالعموم ورد ان الدول الاسلامية في منطقة الظهور ستنجوا منها ولكن لا يعني تاثرها وعلاقتها بها بمقدار ما ) وعليه فلعل ايران تدخل فيها ولو بمقدار معين وقد يستمر هذا الامر حتى مرحلة خروج السفياني مما يترتب عليه تاخر استعدادها وبطئ حركتها باتجاه استحقاق مواجهة وتحرك السفياني نحو الكوفة
- ولكن هذا الاحتمال لما نضعه مع منطوق الرواية والتي تقول بان خروج الرايات سيكون في يوم واحد كافراس رهان نحو الكوفة نجده لا يتناسب كثيرا ودقة تعبير الامام ، وهذا بخصوص راية الخرساني ، لانه وجدنا ان فرس رهان السفياني ومن خلال الروايات لما يخرج نحو الكوفة سيكون عمله متناسب والتعبير ، اي انه يتحرك عسكريا بقوة وبسرعة وله بطش شديد في المنطقة وهذا احد اسباب تفسير سرعته في تملكه الكور الخمسة وحتى الوصول للكوفة ،
ومن هنا نتوقع ان يكون تحرك راية الخرساني التي تسابق راية السفياني ان تتناسب حركتها وصيغة التعبير ، فاذا عللنا ان الحرب المحتملة قد اثرت في جهوزية راية الخرساني فهنا سيكون الاحتمال ممكن ولكن فيه غموض او صعوبة في تقبله بارتياح ، إلا ان نقول ان الحرب المفترضة على ايران سوف تكون قاسية ومؤثرة بشكل كبير بالاضافة الى مثلا عوامل داخلية مربكة سياسيا وعسكريا تؤدي الى هذا التاخر ، وطبعا هذا يزيد تاكيده في ظل فرضية عصر الظهور وما نعلم من قوة وجهوزية ايران العسكرية والعقائدية .

2- الاحتمال الثاني هو ان تعرض ايران لحرب او اشتراكها في حرب او عمليات عسكرية نعتبره مسألة ثانوية في هذا الاحتمال ( اي لربما نفترض تدخلها بشكل محدود ) - ولكن يحصل ان تكون هناك اضطرابات سياسية كبيرة في الداخل الايراني وبسبب ما ، وهذا يؤدي الى صراع داخلي وربما تطرفات داخلية وعسكرية مثلا تضعف قوة البلاد واتخاذها قرارات مهمة بسرعة ، فاذا حصل اثناء هذه الحالة ان خرجت راية السفياني نحو الكوفة ، فبالتاكيد سيكون الخرساني هنا في عملية صعبة لاعداد راية قوية واخراجها باتجاه الكوفة والسفياني . ومن هنا يمكن تعليل سبب التاخر او حتى اخذها وقت طويل نسبيا لو كانت مستقرة وقوية !

3- الاحتمال الاسوء - هو ان تشترك وتدخل ايران في حرب وتتعرض لضربة عسكرية كبيرة او مهمة تؤثر عليها ، وفي نفس الوقت تقريبا وبسبب ما تتعرض لمشاكل سياسية داخلية مهمة ، مما ينتج عنه اضطراب سياسي كبيرة وضعف سيطرة على الامور بمقدار معين ، فاذا خرج السفياني هنا فسيخرج معه الخرساني وحسب منطوق الرواية ولكن بسبب اوضاع ايران الصعبة سيكون هذا هو سبب تاخره المنطقي

ملاحظة : في ظل فرضية عصر الظهور المعتبرة التي نحن بصددها لما ننظر الى ايران الان كدولة اسلامية قوية سياسيا وعسكريا ، وننظر الى الروايات وشخصيتي الخرساني وشعيب بن صالح قائد قواته - يذهب بنا المنطق وكما هو حال جميع من تصور المسألة واسقطها على الوضع الايراني ، بان الخرساني هنا سيمثل الولي الفقيه وقائد الثورة الاسلامية وبغض النظر من هو سيكون على راسها ذالك اليوم
واما قائد قوات الخرساني الذي يتجه للكوفة وهو شعيب بن صالح ، فسيكون هنا احد القادة العسكريين الافذاذ والعقائديين

هذا التصور اعلاه في ظل فرضية عصر الظهور اذا طبقنا الاحتمال رقم (1) اعلاه فلا مشكلة او اعتراض محتمل مهم فيه
واذا طبقنا الاحتمال رقم (2) او (3) اعلاه - فهنا لعله من المحتمل ان يكون الخرساني فيه غير قائد الثورة الاسلامية لانه احيانا في الصراعات الداخلية السياسية الكبيرة تتغير الهيكلية او تنهار ويخرج اتجاهات او قادة جدد ، وهذا كله من حيث الاحتمال الممكن

واخيرا تصور كل هذه الاحتمالات والامور والمتغيرات قد يكون في حدود فترة متقاربة من الظهور وخروج هذه الرايات حين تشتد الامور في كل الارض ومن ضمنها منطقة الظهور ، اي لعله لا يمكن وحتى في فرضية عصر الظهور الحالية وما نعلمه من قوة ايران ان نترقب مقدمات مثل هذه الاحداث لانها ستكون مضغوطة وقوية في وقتها وتتغير الموازين والاحوال بسرعة ، وهذا محتمل جدا اذا صحت احدى الاحتمالات في الواقع الخارجي
هذا مقدار فهمنا ، ووجهة نظري البحثية في هذه الحيثية والله اعلم
نسال الله ان يحفظ ايران الدولة المسلمة قيادتا وشعبا وبقية شيعة ال البيت في كل مكان في العالم

الباحث الطائي