أُمِّي ...
=====
بقلمي :جعفر المندلاوي
6-7-2013
كم يلهب صوتكِ ؛ شوقي اليكِ ..
وددتُ أن أرتمي حتى الرمق الأخير ..
تحت قدميكِ ..
لألثم ثرىً ألقيتِ عليها عبق حضوركِ ..
ونثرتِ عليها ضوع شذاكِ ..
فأحظى بدفء حنانك الملائكي ..
أيُّ شيءٍ أكتب فيكِ وعنكِ وإليكِ .. ؟
وأيّ حرفٍ يحتويكِ .. ؟
أي حرفٍ سيرسم خارطة وجودكِ .. ؟
وأيّ حرفٍ سيضاهي إمتداد نقاءكِ .. ؟
وأيّ حرفٍ سيجاري دموع تضرعكِ .. ؟
في غلس الليل ؛ وتحت بياض الشمس ..
وأيّ حرف سيكون له معنى ..
إن لم ينسكب حنانكِ في جوف السطر ليحيا .. ؟
فالنبض أنتِ ..
والصبر أنتِ ..
والحياة أنتِ ..
وحاشى لبضع سطورٍ أن تعانق سمو روحكِ ..
أو أن تسبح في فيض عطفك ..
وتجاري تيار عمق حنينكِ ..
ولا زلتُ ..
أتضور إحتياجاً لصفاء قلبكِ ..
وأحتضر إختناقاُ لأنفاس قربكِ ..
وأعطش إشتهاءً للغرق في سيل برائتكِ ..
ولا زلتُ ..
أتوق لأحتمي بكنفكِ ..
لأتدفأ بنبضكِ الذي يُلهم خافقي ..
وآهٍ ؛
لفقدِكِ ..
لبُعدكِ ..
لفراقكِ ..
لرحيلكِ ..
لوجدي عليكِ ..
الذي يكبر مع الأيام ..
يكتظُ في الحنايا ..
وتتقادم السنين وتمر ..
وكفوف التضرع لا تخلو منكِ ..
وذاكرة الدعاء ممتلئة بكِ ..
وقفار الروح مبللة بذكركِ..
ووجدٌ يتمدد نحوكِ ..
ولا ينساك شيء مني ..
بعد أن سكنتِ كُلِّي ..
وكلمّا إحتجت إليكِ ..
أدرتُ وجهي ؛ صوب الغريّ ..
بعد أن ثواكِ ثراها ..
وإحتواكِ كثيبها ..
وذرفتُ سكوب المآقي ..
أمام محراب رمسكِ ..
وإحتبستُ غُصةَ ؛ حتى ألقاكِ ..
والقي سلاما يلامس رفيف روحكِ ..
رحماك آلهي ..
فاسقها من كوثر حبيبك ..
وأكحل ناظرَيَها بحبيبة نبيك الزهراء ..
وَقّرّ عينيها .. في يوم الجزاء ..
يا مَن لا يخلو منه أرضٌ ولا سماء ~~