سوء الخلق وآثاره في نظر أهل البيت عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
سوء الخلق في نظر أهل البيت عليهم السلام
تقدم الكلام عن حسن الخلق ومكارمه في نظر أهل البيت عليهم السلام فكان كلاما يسر العقول ويشنف الأسماع ويقوي القلوب ويبعث على التنافس في المكارم، فحسن الخلق طيب يتعطر به المؤمنون، وتاج يتزين به العقلاء، ودرع يتوقى بها مجاهدوا النفوس، ووسيلة يتقرب بها المتقربون، وجلباب يتجلبب به أهل الحياء، ودرجة يرتقي بها أهل العلو والرفعة، وفضل يمنّ به المحسنون، وعدل يحكم به الحاكمون، وبر يبذله أهل المعروف، ورضا تقنع به النفوس، واطمئنان تتحلى به القلوب، وأنس يأنس به الأصحاب.
وأمّا سوء الخلق! فمرض يصيب الجاهلين، ونتانة يفر منها أهل الذوق، ودناءة للنفوس، وتسافل في الدرجات، وفساد للعمل الصالح، وقرين مانع للخير، ووحشة للأهل والأحباب، وحاجب عن التوبة، وغم لا ينجلي، وهم لا ينكشف، وعذاب لا يزول إلا بزوال صاحبه، ونكد للعيش، وبعد عن الله تعالى، وجفوة للدين، ومخالفة لسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، وترك لسيرة المعصومين عليهم السلام وسبيل إلى النار.
آثار سوء الخلق
بعد هذا الوصف الذي وصف أهل البيت عليهم السلام فيه سوء الخلق نجد أنفسنا في غنى عن ذكر آثاره ولكن ليطمئن قلب القارئ بذكر بعض أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام الذين حذروا من سوء الخلق وبينّوا سوء عواقبه:
1ــ ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ العَبدَ لَيَبلُغُ من سُوءِ خُلقِهِ أسْفَلَ دَرَكِ جَهنَّمَ». (المحجّة البيضاء: ج5، ص93. ميزان الحكمة: ج3، ص1086، ح5101).
2ــ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا أُخبِرُكُم بأبعَدِكُم مِنّي شَبَهاً؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: الفاحِشُ المُتَفَحِّشُ البَذيءُ، البَخيلُ، المُخْتالُ، الحَقودُ، الحَسودُ، القاسِي القَلبَ، البَعيدُ مِن كُلِّ خَيرٍ يُرجى، غَيرُ المَأمونِ مِن كُلِّ شَرٍّ يُتَّقى». (الكافي: ج2، 291، ح9. ميزان الحكمة: ج3، ص1086 ــ 1087، ح5110).
3ــ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «الخُلقُ السَّيِّئُ يُفسِدُ العَملَ كما يُفسِدُ الخَلُّ العسَلَ». (الكافي: ج2، 321، ح1. ميزان الحكمة: ج3، ص1084، ح5086).
4ــ ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «مَن ساءَ خُلقُهُ أعْوَزَهُ الصَّديقُ والرَّفيقُ». (غرر الحكم: 9187. ميزان الحكمة: ج3، ص1086، ح5105).
وقال عليه السلام: «مَن ساءَ خُلقُهُ ضاقَ رِزْقُهُ». (غرر الحكم: 8023. ميزان الحكمة: ج3، ص1086، ح5106).
5ــ ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «سُوءُ الخُلقِ شَرُّ قَرينٍ». (غرر الحكم: 5567. ميزان الحكمة: ج3، ص1085، ح5089).
وعنه عليه السلام: «سُوءُ الخُلقِ نَكَدُ العَيْشِ وعذابُ النَّفْسِ». (غرر الحكم: 5639. ميزان الحكمة: ج3، ص1085، ح5090).
وقال عليه السلام أيضا: «سُوءُ الخُلقِ يُوحِشُ النَّفسَ، ويَرفَعُ الأُنْسَ». (غرر الحكم: 5640. ميزان الحكمة: ج3، ص1085، ح5091).
6ــ ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن ساءَ خُلقُهُ عَذّبَ نَفْسَهُ». (بحار الأنوار: 78، ص246، ح62. ميزان الحكمة: ج3، ص1086، ح5102).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته الطاهرين.
اللـهم صل على محمد وال محمد
اللـهم حسّن خُلُقَنا كما حسّنت خَلقَنا
لا حرمنا الله منك ومن مواضيعك الرائعة والقيّمة
جزاك الله كل الخير استاذي الفاضل
جوهرة الجنان
مرورك المعطربالصلاة على محمد وال محمد
وتعليقاتك المباركة تسعدني....
اسال الله تعالى ان يحفظك ويرعاك ويتقبل اعمالك
وان تنالي ماتتمنين قبل انقضاء شهر الله الاعظم
لك تحياتي ودعائي
بارك لله فيك استاذنا الموضوع قيم ورائع رزقنا الله واياك شفاعة امير المؤمنين عليه السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل سامر علي
اشكر مرورك المبارك
تقبل الله صالح اعمالنا في هذه الليالي المباركة
رزقك الله زيارة امير المؤمنين ع في الدنيا وشفاعته في الاخرة