|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 51427
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 52
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
سهل بن زياد بين الوثاقة والعدم
بتاريخ : 13-07-2013 الساعة : 06:11 PM
من الشخصيات الرجالية التي وقعت مورداً للخلاف، وذلك لكثرة روايته في الكتب الأربعة حتى عدت ففاقت الألفي حديث، شخصية سهل بن زياد المعروف بأبي سعيد الآدمي.
وقد تضاربت فيه آراء الرجاليين، بل ربما تضارب رأي الرجالي الواحد فيه مدحاً وقدحاً ولا باس ان نتكلم شيئا حول هذه الشخصية لعظم الفائدة فيها
ونذكر كلام علمين احدهما قال بتوثيقه والاخر قال بتضعيفه
ذكر صاحب الفوائد الرجالية السيد بحر العلوم (ج3-ص19)
والأصح توثيقه، وفاقا لجماعة من المحققين، لنص الشيخ على ذلك في (كتاب الرجال) ولاعتماد أجلاء أصحاب الحديث - والكليني وغيرهم - عليه، وإكثارهم الرواية عنه، مضافا إلى كثرة رواياته في الأصول والفروع، وسلامتها من وجوه الطعن والضعف، خصوصا عما غمز به من الارتفاع والتخليط، فإنها خالية عنهما.
معجم رجال الحديث - (ج 9 / ص 250)
إن سهل بن زياد وقع الكلام في وثاقته وعدمها فذهب بعضهم إلى
وثاقته ومال إلى ذلك الوحيد قدس سره واستشهد عليه بوجوه ضعيفة سماها
امارات التوثيق ، منها : أن سهل بن زياد كثير الرواية ومنها رواية الاجلاء عنه ،
ومنها : كونه شيخ اجازة ومنها : غير ذلك .
وهذه الوجوه غير تامة في نفسها وعلى تقدير تسليمها فكيف يمكن
الاعتماد عليها مع شهاده أحمد بن محمد بن عيسى عليه بالغلو والكذب وشهادة
ابن الوليد وابن بابويه وابن نوح بضعفه واستثنائهم روايات محمد بن احمد بن
يحيى عنه فيما استثنوه من رجال نوادر الحكمة وشهادة الشيخ بأنه ضعيف
وشهادة النجاشي بأنه ضعيف في الحديث غير معتمد عليه فيه بل الظاهر من
كلام الشيخ في الاستبصار أن ضعفه كان متسالما عليه عند نقاد الاخبار فلم يبق
الا شهادة الشيخ في رجاله بأنه ثقة ووقوعه في اسناد تفسير علي بن ابراهيم ،
ومن الظاهر أنه لا يمكن الاعتماد عليهما في قبال ما عرفت بل المظنون قويا
وقوع السهو في قلم الشيخ أو أن التوثيق من زيادة النساخ ويدل على الثاني خلو نسخة ابن داود من التوثيق وقد صرح في غيرموضع
بأنه رأى نسخة الرجال بخط الشيخ قدس سره والوجه في ذلك أنه كيف
يمكن أن يوثقه الشيخ مع قوله : إن أبا سعيد الآدمي ضعيف جدا عند نقاد
الاخبار .
وكيف كان فسهل بن زياد الآدمي ضعيف جزما أو أنه لم تثبت وثاقته)
اقول على كل حال
قد يستدل لضعف سهل بن زياد بامور
اولا : قول النجاشي (ج 1 / ص 131)
سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي
كان ضعيفا في الحديث، غير معتمد فيه. وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الري وكان يسكنها
اقول
اما قوله (ضعيفا في الحديث) فلا دلاله لها على تضعيف شخصه اصلا بل غاية ما تفيده انه ليس من نقاد الاخبار وليس من اهل الخبرة ي هذا الفن فقد يعتمد على الضعفاء والمجهولين والمجروحين ويعتمد المراسيل واما قوله (ليس معتمدا فيه) فكذلك اذ هي ناظرة لحديثه لا لشخصه وهذا لايعني ان نطرح روايته راسا بل نحن نتفحص الرواية فان وجدنا خللا في سندها كأن تكون مرسلة او عن ضعيف او مجهول فنطرحها والا فلا
واما قوله (وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب) فهنا دعويان
1- انه مغاليا
وفيه
ان هذا الاتهام غير عزيز من القدماء فما اكثر ضحايا هذا الاتهام وما اكثر من اتهم من الغلو وهو منه براء فالقدماء من حوزة قم كانوا بدرجة من التشدد لايحتملون بعض الامور التي هي من ضروريات مذهبنا وعلى سبيل المثال نذكر قول الشيخ الصدوق (اعلى الله مقامه)
من لا يحضره الفقيه - (ج 2 / ص 29)
(وأنا أحتسب الاجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي صلى الله عليه وآله والرد على منكريه إن شاء الله تعالى .)
2- انه كذابا
وفيه
انه هذه التهمة بحسب ظاهر العبارة لما يرويه فلانه مغاليا باعتقادهم فهو كذاب فيما يرويه وقد عرفت عدم تمامية كونه مغاليا اصلا اذ لادليل الى الان على ذلك
ثانيا: قول الشيخ في الفهرست انه ضعيف
الفهرست للطوسي - (ج 1 / ص 66)
سهل بن زياد الآدمي الرازي، أبو سعيد ضعيف .........
وهذا العبارة واضحة الدلالة على التضعيف المطلق وغير مختصة بحديثه بل ناظرة الى ضعفه شخصا ايضا
نعم قد يقال كما قد قيل بانه ناظرة لضعفه في الحديث بقرينة قوله في كتابه الاستبصار في باب انه لا يصح الظهار بيمين في ذيل الحديث 935, (حيث علق على الخبر بكون راويه سهل بن زياد, وهو ضعيف جداً عند نقاد الأخبار)
اي ان نقاد الاخبار لا يقبلون اخباره فهي ضعيف جدا عندهم ولعل ذلك لما ذكرناه من كون احمد بن محمد بن عيسى اتهمه به
ولكن الظاهر ان هذا غير صحيح فهو وان ذكر ذلك في الاستبصار الا ان ذلك لا يعني ان التضعيف مختص بالحديث بل هو ضعيف مطلقا كما ذكر ذلك في الفهرست واحد افراد التضعيف هو ضعفه بالحديث
ثالثا : قول الغضائري
الرجال لابن الغضائري - (ج 5 / ص 2)
سَهْلُ بنُ زِياد، أبُو سَعيد، الآدَميُّ، الرازيُّ كانَ ضَعيفاً جِدّاً، فاسِدَ الرِوايةِ والدِينِ
وهنا كلام حول تضعيفات الغضائري وكيف تنشأ وما هو ملاكه في توثيق او تضعيف الرجل فضلا عن ثبوت اصل الكتاب للرجل وعلى كل حال من لايرى ثبوت الكتاب فالكلام واضح ومن يرى ثبوته فالكلام ايضا واضح اذ من الواضح فساد روايته وضعفه ناشئ من فساد دينه كما كانوا يعتقدون وكما ذكرنا في مسالة الغلو فلا نعيد
الرابع : ما ذكره الكشي
قال الفضل بن شاذان(قده) هو الاحمق وكان لايرتضيه ولا يمدحه.
ولكن واضح ان عدم الارتضاء وعدم المدح وحتى وصفه بالحمق لا دلالة لها على التضعيف
الى هنا قد تم فعلا من وجوه التضعيف الوجه الثاني فقط
ثم انه قد تذكر وجوه اخرى للتضعيف لكن لاحاجة للتعرض اليها لعدم اهميتها انما المهم ماذكرناه
وقد يستدل لوثاقته بامور
اولا :وقوعه في اسانيد تفسير القمي حيث ذكر مرتين اسانيد الكتاب المذكور
وقد ادعى غير واحد من الاعلام ابرزهم السيد الخوئي وثاقة كل من ورد اسمه في التفسير المذكور
وفيه
ان مجرد وقوع الشخص في اسناد التفسير لا يدل على توثيقه وذلك
1- عدم احراز كون المقدمه التي ذكرت فيها العبارة التي ادعي دلالتها غلى التوثيق للمصنف
2- اختلاط التفسير المذكور بتفسير ابي الجارود
3- اصل العبارة محل تامل في دلالتها على التوثيق
ثانيا :وقوعه في اسانيد كتاب كامل الزيارات
حيث ذكر اسمه في الكتاب المذكور ثلاثة عشر مرة
وقد ادعي بان من ورد اسمه في الكتاب المذكور ثقة وبعضهم ادعى انه خصوص المشايخ المباشرين ثقة علما ان سهل بن زياد ليس من مشايخ ابن قوليه المباشرين
والتحقيق ان عبارة ابن قولويه ليست ناظرة لذلك اصلا بل هي ناظرة الى اعتبار روايات كتابه وانه لا ينقلها الا من كتب مشهورة وعليها المعول والاعتماد
ثالثا : رواية جملة من الاجلاء عنه إذ روى عنه الفضل بن شاذان ومحمد بن يحيى العطار ومحمد بن الحسن الصفار وعليبن إبراهيم ومحمد بن جعفر الأسدي ومحمد بن علي بن قولويه وعلي بن محمد بن إبراهيمالمعروف بعلان، وسعد بن عبد الله الأشعري وغيرهم.
وفيه
انا لا نسلم مجرد رواية الثقة او الجليل عن شخص دليل وثاقته كما ادعى ذلك صاحب المستدرك اذ ما اكثر رواية الجليل عن اشخاص نص على ضعفهم
رابعا :توثيق الشيخ له في كتابه الرجال ،حيث نص على ذلك عندما ذكره في أصحاب الإمام الهادي (ع)وقال عنه أنهثقة
وهذا الوجه صريح في الوثاقة
وفيه
1- ما ذكره ابن داود من عدم وجود لفظة (ثقة) في النسخة الاصلية التي وصلته بخط الشيخ مما يجعل احتمال كونها تصحيفا وزيادة من النساخ واردا جدا
2- تضعيف الشيخ له في جملة من الموارد كما ذكرنا في كتابه الفهرست وفي الاستبصار فهذا ينافي توثيقه
ان قلت
ان تضعيف الشيخ في كتابه الفهرست بقرنة هذا التوثبق يحمل على ضعفه في الحديث لا مطلقا
قلت
1- تضعيف الشيخ في الفهرست نص ومحكم وحمله ولو بقرينة هذا التوثيق على ضعفه قي خصوص الحديث ليس واضحا بل مستبعدا جدا
2- لا وثوق بوجود كلمة ثقة اصلا كما قلنا
خامسا: كونه من مشايخ الاجازة
وقد اشكل السيد الخوئي (قدس) على استفادة الوثاقة من شيخوخة الاجازة بان فائدة الاجازة ليست إلاّ ان الشيخ المفيد مثلاً سوف يحق له بسبب الاجازة ان يقول اخبرني احمد بن محمد بن الحسن ابن الوليد بهذه الاخبار الموجودة في الكتاب الذي اجازني روايته وكأنه يصير قد سمع الرواية منه .
وحيث ان سماع الثقة الرواية عن شخص ونقلها عنه لا يدل على وثاقته ـ لما تقدم من ان رواية الثقة عن شخص لا تدل على توثيقه ـ فلا يمكن ان تكون شيخوخة الاجازة دليلاً على التوثيق .
وفيه
ان شيخوخة الاجازة تدل على الوثاقة في الجملة فشيخ الاجازة اذا كان كثير الاجازة ومعروف بكثرة الاجازة لا ياتيه العلماء لكي يستجيزونه لو لم يكن ثقة
سادسا: اكثار الشيخ الكليني الرواية عنه بالواسطة في كتابه الكافي وقد اعتمد على هذا الوجه الشيخ الوحيد الخراساني كما نقل ذلك احد تلاميذه فالكافي معروف بشدة احتياطه وتورعه ولا يمكن ان يروي بها الكم عن شخص غير ثقة بل ان نفس اكثار الجليل الرواية عن شخص امارة الوثاقه
وهذا الوجه تام
الى هنا تبين ان الوجه السادس تام على التوثيق وهو يعارض الوجه الثاني من التضعيف
والخلاصة قبول روايته هو الاقرب
|
|
|
|
|