السلام عليكم ، الاستاذ مرتضى الحلي ، بارك الله بكم ، وزادكم من فضله
احب بعد اذنكم ان استزيد واستوضح محل هذا البحث ، وهو اني كنت اضن في تاملي لما قال الله تعالى قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ، ان الاشارة لهذا الكائن البشري الادمي بالانسان هو اشارة الى جنسه الذي يميزه عن بقية الاجناس المخلوقة ، وهذا الجنس ( الانسان ) يحمل نفس لها قوى متعدة ، منها القوة الحيوانية ، والشهوية والغضبية والتخيلية والعقلية الحاكمة على كل القوى ، وقد زود هذا الجنس الانساني بقدرة الاختيار ، وبالتالي لطبيعة القوى التكوينية لخلقية النفس الانسانية جعل منها حمالة لطرفي غاية الكفر وغاية الايمان بحسب الاختيار ، وبالتالي لعله هنا محل الذم هو ذالك الاختيار السيئ الذي يكون في طرف الكفر بمفهومه الاوسع ، ومن هنا افترض ان الاية ليست بمحل وصف الكفر والكافر بمقابل المؤمن الذي يستثنى من محل الذم ، حيث ان محل الذم له منشاء في ذات كل انسان مهما يكن ولكن يصدق عليه اذا شاء واختار الاختيار السيئ بعد ان اعطي العقل ، ونفس هذا الانسان هو محل اعضم مدح من خالقه اذا احسن الاختيار ، ونفس وما سواها ، فالهمها فجورها وتقواها ، قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ... اذن هنا يتبين طرفي الاختيار معا بصورة اوضح لكم ومحل الفلاح والمدح ومحل الخيبة والذم حسب اختيار صاحب هذه النفس الانسانية ، والله اعلم
السلام عليكم استاذنا مرتضى الحلي ، وزاد الله
في
علمكم ، قد فتح جوابكم فضول سؤالنا الذي سوف اطرحه بعد الاقتباس ادناه من جوابكم الاخير
إنَّ الإستفهام التعجبي أو التوبيخي أو سمه ما شئتَ في قوله تعالى ( ما أكفره )
ينحصر مورده وموضوعه بمن تلبس بالكفر واقعا وفعلاً من بني الإنسان . انتهى الاقتباس
سؤالي ماسبب او دليل انحصار الاستفهام التوبيخي بالمتلبس بالكفر
، وما عنى بالانسان هنا ، هل مطلق الانسان ام حيثية ما في مجمل وصف الانسان محل الاية ،
وقد ذكرتم ان الكفر المذكور هنا مطلق الاصطلاح لكلمة الكفر ، وبالتالي فان المؤمن هنا قد ينطبق عليه مصداق الكفر ولو مؤقتا مثلا اذا ما جنى ذنب الا ان يتوب
ارجوا ان لا يكون محل سؤالي ازعاج في استمرارية مباحثكم والا اتركوا الجواب اذا رايتم الافضل في ذالك وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل
وأهلا وسهلا بكم ثانيةً
:1:
من الواضح إنحصار الإستفهام التعجبي بمورده وهو خصوص الكافر مُطلقا
(أي أنكر وجود الله تعالى أو ترك طاعته أو كفر بنعمه وغيرها )
ذلك لأنَّ المؤمن لايمكن أن يُستَفهَم في حقه تعجباً أو توبيخا
لنقول (ما أكفره )
والمعنى لايستقيم بيانيا
لاتقول
(ما أكفر الإنسان المؤمن )
هذا إذا فككنا اللغة برهانيا
:2:
نعم إنَّ الذي قصدته الآية الشريفه هو طبيعي الإنسان
ولكن الإستفهام التعجبي هنا هو بمثابة الإستثناء حكماً وموضوعا
فأخرجَ من يُحتمل دخوله تحت طبيعي الإنسان (وهو المؤمن)
بصيغة (ما أكفره)
السلام عليكم ، وشكرا لتوضيحكم ، فللعلم اهل وانتم انشاء الله من اهله ، وهذا من توفيقات المنتدى ان تكونون فيه لخدمة الدين والعقيدة ، ولكن ان سمحت سيكون لي لعله اسئلة اخرى في مجالات العقيدة والفهم العميق لها في مناسبة اخرى ونحن متابعون لبحوثكم وطروحكم وشكرا