|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 76794
|
الإنتساب : Dec 2012
|
المشاركات : 23
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
القتل اسرع من ركض البراذين، ومن السيل إلى صِمره
بتاريخ : 27-06-2013 الساعة : 11:34 PM
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
عن سعد بن طريف: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجاء جميل الأزرق، فدخل عليه قال: فذكروا بلايا للشيعة وما يصيبهم، فقال أبو جعفر عليه السلام: إن أناسا أتوا علي بن الحسين عليهما السلام وعبد الله بن عباس، فذكروا لهما نحو ما ذكرتم، قال: فأتيا الحسين بن علي عليهما السلام، فذكرا له ذلك، فقال الحسين عليه السلام: والله البلاء والفقر والقتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين، ومن السيل إلى صِمره ، قلت: وما الصمر ؟ قال : منتهاه، ولولا أن تكونوا كذلك لرأينا أنكم لستم منا.
فهذا حال أنصار الولاية ان تسعى لهم بلايا الدنيا اسرع من ركض البراذين، وهو لفظ يُطلق على الخيول الضخمة غير العربية، وتلكم البلايا تعرف طريقها للموالي كما يعرف السيل صميره ومنتهاه، وذكرت لنا المدونات في ثناياها عدة نماذج من أنصار عليٍ عليه السلام ممن سارعت إليه البلايا والمنايا لنتخذهم أسوة وقدوة لنا في صمودهم وعزيمتهم وتضحيتهم دون أمير المؤمنين عليه السلام.
ومن هؤلاء الصامدين عدي بن حاتم الطائي رضوان الله عليه حيث روي أنه دخل على معاوية فقال له معاوية: ما صنعت يا عدي بأبنائك فلست أراهم معك؟ قال: قتلوا بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام، فقال معاوية: ما أنصفك علي، قَتل أولادك وأبقى أولاده، فقال عدي: ما أنصفْتُ علياً إذ قُتل وبقيتُ. فقال معاوية: أعلم إنه لا تزال قطرة من دم عثمان باقية، ولن يمحوها إلا دم شريف من أشراف اليمن، فقال عدي: أقسم برب تلك القلوب التي مُلئت غضباً منك ألا إنها لا تزال في صدرونا باقية، وتلك السيوف التي قاتلناك بها فهي لا تزال على عواتقنا، فإذا تقدمت من باب الخديعة شبراً، دنونا منك في طريق الشر شبراً، أعلم أنه لقطع الحلقوم وسكرات الموت أهون عندنا من قول سوء نسمعه في علي عليه السلام، وإن سُلَّ سيف يا معاوية شُهر سيف به! فرأى معاوية أن المصلحة تقضي مجانبة الغضب فأنهى الحديث.
فأي صلابة يمتلكها هذا الرجل الكريم الشجاع! وهو يعلم أن معاوية سيد الغدر ولا أمان له ومع ذلك يفتح عدي بن حاتم صدره مُقبلاً على الموت غير مبالٍ ولا مكترث دفاعاً عن أمير المؤمنين عليه السلام، بل ويُهدد معاويةَ أن قف وصه؛ إياك ان تنطق بحرف سوء بحق علي عليه السلام فإن قطعك رقابنا وإرسالك إيانا للموت أهون عندنا من قول سوء نسمعه في علي عليه السلام!
أخوتي الأعزاء..
ينبغي أن نقتفي أثر الشيخ المجاهد أسد الولاية في مصر حسن شحاته قدس سره، فبالرغم من طوامير السجون والعذابات التي لاقاها فيها، لم يتراجع خطوة بل زاده حباً وتمسكاً بمنهج العترة الطاهرة، وبالرغم من التهديدات المستمرة من التكفيريين الأرجاس لم يهن ولم ينكل في دفاعه عن خط الولاية طرفة عين، بل رفع كفنه بيده مستعداً للمنية، وتحدى بأدبه وخُلقه وبثبات موقفه وصلابة قلبه وبقي يصدح مدافعاً عن علي وذرية علي صلوات الله عليهم اجمعين..
وفي خِضم هذه المصائب تذكرتُ ما يقوله دائماً الشيخ أحمد كريمة وهو من علماء الأزهر الشريف بحق هؤلاء المتأسلمين السلفية بأنهم خوارج هذا العصر حيث لا دين لهم ولا رحمة، وتذكرتُ ما جرى على عبد الله بن خَبّاب بن الأرت رضوان الله عليه وما فعلوا الخوارج به لما ساروا خارج النهروان وعبروا موضعاً فيه نخل وماء، حينها رأوا عبد الله وقد وضع مصحفاً على عنقه يركب حماراً ومعه عياله وزوجه وكانت حاملاً، فقال الخوارج له: ماذا تقول في علي بعد التحكيم؟ قال: إن علياً أعلم بالله، وأشد توقّياً على دينه، وأنفذ بصيرة. قالوا: إن هذا القرآن الذي تحمله حول عنقك يأمرنا بقتلك! ثم أخذوه فدنوا به من النهر وألقوه على حافته وذبحوه كما تُذبح النعجة حتى سال دمه مع الماء، ثم عمدوا إلى زوجه فبقروا بطنها، وقتلوا بعض النسوة ممن كن معها!! وهكذا يفعل خوارج العصر في مصر مع من يقول أن علياً أعلم بالله وأنفذ بصيرة من غيره، فيقتلون ويمثلون بقتلاهم، وبذات الحجة والدليل بإن القرآن يأمرنا بقتلكم!! والقرآن بريء من تخرصاتهم.
فسلام على شهداء العقيدة، وسلام على دمائهم الزكية ونفوسهم الأبية وأرواحهم النجية.
|
|
|
|
|