قال رسول الله (ص) ((فاطمة بضعة مني وهي نورعيني وثمرة فؤادي وروحي التي بين جنبي وهي الحوراء الأنسية)
لقد ولدت الصديقة الزهراء في الجمعة العشرين من جمادى الثاني في السنة الخامسة من البعثة المباركة .
ولدت عليها السلام في بيت النبوة وترعرعت في ظلال الوحي ورضعت لبن الايمان من خديجة
(ع) فهي روح النبوة ووارثة الخلق العظيم فكانت الوارث والشبيه لرسول الله (ص)،حتى قالت عائشة فيها:
((ما رأيت أحدا أشبه سمتاً ولا هدياً برسول الله (ص) في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله (ص)وكانت اذا دخلت على النبي(ص) قام اليها فقبلها وأجلسها في مجلسه ،وكان النبي (ص) اذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها ))
لقد كان خلف ولادتها الميمونة سر سماوي عظيم اذ بينا الرسول(ص) جالس بالأبطح إذ هبط
عليه جبرائيل (ع) فناداه :يامحمد العلي الأعلى يقرء عليك السلام ،وهو يأمرك ان تعتزل
خديجة أربعين صباحا، فاعلمها رسول الله بالأمر،وأخذ رسول الله (ص) يصوم اانهار ويقوم
الليل طوال الأربعين فلما كان كمال الأربعين هبط جبرائيل (ع) فقال : يامحمد (ص)العلي
الأعلى يقرئك السلام،وهو يأمرك ان تتأهب لتحيته وتحفته وإذا بميكائيل يهبط ومعه طبق مغطى بمنديل سندس فوضعه بين يدي النبي (ص) وأقبل جبرائيل (ع) وقال: يامحمد يأمرك ربك
أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام ...ثم تاتي منزل خديجة فإن الله عز وجل آلى على نفسه
أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة .
وفي هذا الشأن تقول السيدة خديجة (ع) :فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ما تباعد عني النبي (ص) حتى أحسست بثقل فاطمة في بطني .
ولهذا كان رسول الله (ص) يقول ((إذا اشتقت الى الجنة قبلتُ نحر فاطمة)) وكانت السيدة خديجة (ع) تقول :الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ،ورسول الله (ص) يجيبها قائلا :هذا جبرائيل يبشرني أنها أنثى وأنها النسمة الطاهرة الميمونة وأن الله تعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة الأمة يجعلهم خلفاء في أرضه بعد أنقضاء وحيه.
ولما حضر خديجة (ع) الطلق أرسل الحق تبارك وتعالى نسوة وملائكة من السماء ففزعت منهن فقالت أحداهن :لاتحزني يا خديجة فأنا رسل ربك إليك ونحن إخواتك فوضعت خديجة فاطمة (ع) طاهرة مطهرة فلما سقطت الى الأرض أشرق منها النور ولم يبق في شرق الأرض وغربها موضع إلا أشرق منه ذلك النور.فسماها رسول الله (ص) فاطمة (ع).
وورد في الحديث أن رسول الله (ص) قال لأمير المؤمنين (ع):أتعلم ياعلي لمَ سميت إبنتي فاطمة؟
قال :لمَ يارسول الله(ص) ؟
فقال (ص) (ن الله عز وجل فطمها ومحبيها من النارفلذلك سميت فاطمة)) .
وقال الصادق (ع) وسميت الزهراء(ع):لأن الزهراء كانت زاهرة كالنور،فإذا وقفت في محرابها للصلاة كانت تزهر لأهل السموات كما تزهر النجوم لأهل الأرض ولهذا سميت بالزهراء.
وتبركا بهذه الولادة الميمونة فأني اتحفكم بهذه الهدية -راجيا من سيدتي ومولاتي ان تدخلني وأياكم في شفاعتها يوم يقوم الاشهاد بين يدي رب الحساب -فقد ورد ان من تعهد هذا الدعاء قضيت حاجته وهو:(اللهم صلِ على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك)
والسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تقوم للحساب.