رجال وفهرست الشيخ من الاقدم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وبعد
نناقش ان شا الله في هذا البحث الصغير مسئلة مهمة نوعا ما وقد تترتب عليها امور وهي أي كتاب الف الشيخ الطوسي رضوان الله عليه اولا هل هو كتاب الرجال او كتاب الفهرست؟؟ نبدأ بحثنا المتواضع على بركة الله
قال بعض الاعلام ان كتاب الفهرست الف قبل كتاب الرجال للشيخ الطوسي رضوان الله عليه واستدلو بدليلين كما وصلنا اليه نذكرها ان شا الله تعالى
الادلة
الدليل الاول
ان الشيخ في الرجال يحيل في بعض المواضع الى كتابه الفهرست
جاء في بحوث في فقه الرجال تقرير بحث الفاني لمكي ص١٧٥:
ان تضعيف الشيخ معارض بتوثيقه نفسه في رجاله وكتاب الرجال متأخر عن الفهرست فانا إن لم نقل بتقديم قوله الأخير نظر لكشفه عن تبدل رأيه فلا أقل من تعارض قوليه مما لا يوجب الاعتماد عليهما معا.
السيد الخوئي في المعجم ج9 في ترجمة سهل يقول:
إن كتاب الرجال متأخّر عن كتاب الفهرست
يقول محقق كتاب رجال الطوسي ص8: والظاهر أن تأليف الفهرست كان قبل تأليف كتاب الرجال، لأنه يحيل عليه في كثير من موارد الرجال في قسم من لم يرو عنهم عليهم السلام. انتهى
والكلام صحيح فقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ص442 في باب من لم يروي عنهم عليهم السلام:
احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمان بن ابراهيم بن زياد بن عبدالله ابن عجلان مولى عبدالرحمان بن سعيد بن قيس الهمداني السبيعي الكوفى المعروف بابن عقدة يكنى أبا العباس جليل القدر عظيم المنزلة له تصانيف كثيرة ذكرناها في كتاب الفهرست.
وفي ص 450:
ابراهيم بن صالح الانماطي روى عنه احمد بن نهيك ذكرناه في الفهرست
ابراهيم بن رجا الجحدري من بني قيس بن ثعلبة له كتب ذكرناها في الفهرست
اابراهيم بن محمد بن سعيد الثقفى كوفى له كتب ذكرناها في الفهرست
ابراهيم بن سليمان النهمي له كتب ذكرناها في الفهرست
اسماعيل بن علي العمي ابوعلي البصري له كتب ذكرناها في الفهرست
احمد بن داود بن سعيد الفزاري ابويحيى الجرجاني كان عامي.
متقدما في علم الحديث ثم استبصر له كتب ذكرناها في الفهرست.
والامثلة على ذلك كثير ويتضح دليل العلماء هذا والشيخ الطوسي احال كثير من المواضع في كتابه الرجال الى كتابه المعروف بالفهرست .
ذكر الشيخ في الفهرست في ترجمة زرارة رض ص134: ولهم روايات كثيرة واصول وتصانيف سنذكرها في ابوابها ان شا الله ولهم روايات عن علي بن الحسين والبافر والصادق عليهم السلام نذكرهم في كتاب الرجال ان شا الله.انتهى
فهم البعض من الجملة السابقة ان كتاب الرجال متأخر عن الفهرست خصوصا ان كلمة الشيخ (نذكرهم) قد توضح ان الشيخ في هذا الوقت لم ينتهي من تأليف كتاب الرجال والا لستخدم كلمة (ذكرناهم) فهذا الدليل الثاني الذي استدل به البعض.
نذكر بعض الاشكال الذي اشكلها البعض على من قال ان كتاب الرجال متأخر عن الفهرست ونناقشه لاحقا
كيف نستطيع ان نقول ان الشيخ الطوسي كتب كتاب الرجال بعد كتابه الفهرست؟؟
وان الشيخ نفسه ذكر في كتابه الفهرست عندما ترجم لنفسه في الصفحة مئة وستين وذكر كتبه وعد منهم كتاب الذين رووا عن النبي و الأئمة الاثني عشر عليهم السلام و من تأخر عنهم ؟؟
فاصبح هنا الاشكال ففي كتاب الرجال احال في بعض المواضع الى كتاب الفهرست
وفي كتاب الفهرست ذكر في ترجمته ان من جملة كتبه كتاب الرجال المذكور
فكيف نستطيع حل الاشكال عند من يقولون ان كتاب الرجال متأخر عن كتاب الفهرست؟؟
فهل هذا يكون دليل على انه كتاب الفهرست متأخر عن الرجال؟؟
الاشكال ثاني ينبغي الالتفات له وهو ان الشيخ الطوسي في الفهرست ص 98 ترجم للسيد المرتضى علم الهدى رضوان الله تعالى عليه وذكر سنة وفاته في ترجمته وقال: توفي في شهر ربيع الأول سنة ست و ثلاثين و أربع مائة و كان مولده في رجب سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة و سنة يومئذ ثمانون سنة و ثمانية أشهر و أيام نضر الله وجهه...الخ
وفي رجاله في ص458 ترجم له ودعا له بطول العمر فقال:علم الهدى ادام اللله تعالى ايامه اكثر اهل زمانه ادبا وفضلا متكلم فقيه جامع للعلوم...الخ
فكيف يكون الشيخ الطوسي رض الف الرجال بعد الفهرست وهو في الرجال يدعي ان يمد الله في عمر السيد المرتضى علم الهدى وفي فهرسته يذكر سنة وفاته؟؟؟
فهل يكون هذا دليل على ان الفهرست متأخر عن الرجال؟؟
يمكن مناقشة الامر وهو ان الشيخ الف الرجال قبل الفهرست ولكنه بعد الفراغ من الفهرست زاد في الرجال زيادة للفائدة مثل ما حدث في الاستبصار فقد ذكر الشيخ في الفهرست من كتبه الاستبصار ولما نرجع الى خاتمة الاستبصار نجده يقول: ولتفصيل ذلك شرح يطول هو مذكور في الفهارست للشيوخ فمن اراده وقف عليه من هناك ان شا الله.
فواضح ان الشيخ بعد ان كتب الاستبصار كتب بعده الفهرست وبعد ان انتهى من الفهرست ذهب وزاد في خاتمة الاستبصار هذه الجملة الي ذكرنها سابقا فيكون حدث بالمثل في كتاب الرجال فهذا وجه لحل الاشكال ويكون الفهرست متأخر عن الرجال
يقول السيد محمد حسين الجلالي في كتابه دراسة الحديث ص442:
وقد احال الطوسي في الرجال في اكثر من مورد الى الفهرست منها 443 و446و450 و451 وغير ذلك وقد يستظهر من ذلك انه الف الرجال بعده وهذا لا اساس له حيث ان المؤلفين كثيرا ما يجددون النظر في كتبهم ويحيلون الى كتبهم الاخرى عند الحاجة. انتهى
ولكن يوجد احتمال ايضا وهو ان الشيخ كتب الكتابين في وقت واحد
نقول لا دلالة قطعية في هذه الجملة على ان الرجال متأخر على الفهرست بل يكون هناك احتمال كون الشيخ كتب الاثنين في وقت واحد لذا قال الشيخ محمد عبيدان في موقعه : والإنصاف عدم وضوح العبارة المذكورة في كون التأليف لكتاب الرجال متأخر عن الفهرست، ضرورة احتمال كونهما قد ألفا في زمان واحد، فيكون كتابته لهذا في عرض كتابته لذاك، وبالتالي الجزم بظهور هذه العبارة في تقدم الفهرست صعب غايته. انتهى
قد يكون هذا دليل قوي على ان كتاب الفهرست متأخر عن الفهرست وخصوصا ان الواضح انه عندما ترجم الى نفسه في الفهرست كان قد انتهى من كتاب كتابه الرجال ولكن يوجد احتمال بسيط ان الشيخ عندما كان يكتب الفهرست في بدايته كان قد يكتب في نفس الوقت كتاب الرجال خصوصا انه الفهرست في ترجمة زرارة ذكر ان سيذكر في كتاب الرجال وهذا يعني انه في هذا الوقت أي عندما كان يكتب ترجمة زرارة لم يخلص من كتابة كتاب الرجال فهذا من الاحتمالات المطروحة.
قد يكون هذا ايضا دليل قوي على ان كتاب الفهرست متأخر عن الفهرست ولكن للانصاف ايضا يوجد احتمال وهو ان ان الكتابين كتبا في نفس الوقت ولكن في كتاب الرجال عندما ترجم للعلامة علم الهدى كان العلامة على قيد الحياة ولكنه عندما ذكر في الفهرست ترجمة العلامة علم الهدى كان العلامة في ذلك الوقت قد انتقل الى رحمة الله فهذا وجه محتمل.
الخلاصة المستفادة من المناقشات
ما استفدناه من بحثنا السابق ومناقشتنا الادلة والاشكلات وجدنا انه لا يمكن ان نقول ان كتاب الرجال متأخر عن كتاب الفهرست لما ذكرناه في بحثنا ومناقشتنا السابقة ولكن ما توصلنا اليه من البحث وهو الاقرب الينا على حسب تتبعنا وهو ان الشيخ كتب الكتابين في وقت واحد حيث ان الشيخ في ترجمة زرارة لم يكن قد انتهى من الرجال فهذا دليل قوي على ان الاثنين كتبا في وقت واحد غير ان الظاهر من البحث السابق ان كتاب الرجال انتهى منه الشيخ قبل ان ينتهي من كتاب الفهرست خصوصا ان الشيخ في الرجال دعا الله ان يمد بعمر العلامة علم الهدى وفي الفهرست ترحم عليه فمن هنا نستطيع القول ان الشيخ كتبها في وقت واحد غير انه انتهى من الرجال قبل الفهرست خصوصا ان تأليف كتاب مثل الفهرست قد يحتاج وقت طويل من التتبع والتدقيق والجمع والترتيب قد تصل الى عدة سنين ولكن كما ذكرنا بالقرائن التي وجدناها رجحنا ان الشيخ كتب الاثنان في وقت واحد غير انه انتهى من الرجال قبل الفهرست وتوجد ايضا قرينة لكلامنا وهو ان الشيخ الف كتاب الرجال والفهرست بناء على طلب الشيخ الفاضل الذي لم يذكر اسمه في مقدمة كتاب الفهرست والرجال فنبرى ليبي طلب الشيخ الفاضل الذي طلب منه ان يكتب الكاتبين فتكون هذه قرينة على انه كتب الكتابين في نفس الوقت تقريبا او وقت متقارب جدا.. وهذا طبعا اجتهاد منها قد نصيب وقد نخطأ فيه وما العصمة الا لأهلاه والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.
حرر بتاريخ ــ 12-10-1433 هــ