قبسـات مـن حيـاة الصحـابـي الجـليـل ميثم بن يحيى التمار (رض)
من الانتاجات العظيمة التي ميزت مدرسة أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم هي إعداد جيل من الرجال الأفذاذ وأصحاب الإيمان المتكامل والفطرة السليمة والضمائر الحية النابضة بالحب والولاء لله والدين وللرسول وأهل بيته الأطهار الذين اشرأبت نفوسهم وعلت في سماء الخلود فكانوا كواكب متوهجة أشرقت وأنارت الدرب لباقي الأجيال التي أخذت تنتهل العبر والمعاني الجليلة والمُثل السامية لأولئك الأفذاذ أصحاب آل البيت حواريو آل محمد، تلك النجوم الساطعة في سماء الحرية والعدل الإلهي فكانت تلك الثلة المؤمنة التي آزرت وناصرت وأحبت آل الرسول وجسدت أروع الأمثلة في التضحية والفداء فوضعوا أرواحهم على اكفهم وحملوا قلوبهم على دروعهم وقدموها قربانا لله وإخلاصاً لآل بيت رسوله الكرام الذين بهم ولأجلهم خلق الله كل شيء، فكانوا نعم الأصحاب ونعم الرجال لأنهم جاوروا الأطايب من أهل بيت الرسول فامتزجت أرواحهم مع أرواح آل الرسول وطاروا حباً واقتداءً بسلوك وسيرة المعصومين من البيت فتدرجوا في مدارج الكمال المعنوي وارتشفوا مناهل صافية من المُثل والأخلاق العظيمة ففازوا باستحقاق وجدارة فكان لهم شرف معرفة الأسرار الخفية والعلوم الغيبية من أسرار الوصية والعِبَر العرفانيه العالية فمُيزوا عن سائر الخلق وتشرفوا بلقب حواريو آل الرسول (ص) الذين ميزهم الله بحسن ألرفقه وجميل الصحبة لعلي وأولاد علي فكانوا أوعيه نظيفة وضع أهل البيت علومهم وأسرارهم فيها وعلموهم مالا يعلمون ومن أولئك الحواريون سيدنا ميثم بن يحيى ألتمار رضوان الله عليه الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء بحب آل الرسول مبتدئين بحياته حتى سقوطه مخضباً بدمه الشريف فمن هو ميثم؟ وكيف جاء إلى الكوفة؟ وكيف استشهد؟
هو (أبو سالم ميثم بن يحيى التمار النهرواني، وُلد في النهروان بالقرب من الكوفة، وكان في صباه غلاماً لامرأة من بني أسد أما أسمه وأسم أبيه فهما عربيان، وقد أستعمل الأعاجم الأسماء العربية بعدما وصل إليهم الإسلام وتغلبت اللغة العربية على بلاد العجم، وهكذا نسبته أي (النهرواني) حيث النهروان كوره واسعة بين بغداد و واسط من الجانب الشرقي وهي وادٍ في العراق، إلا انه وان كان هذا الوادي (النهروان) في العراق ولاسيما شرق دجلة فانه كان فارسياً لأنه كان قريباً من عاصمة الأكاسرة. وهو كوره واسعة وعليه قرى كثيرة وقيل انه واد جِرارٍ يُقبل في نواحي أذربيجان ولعل ميثماً من أعاليه التي في أذربيجان، بل وحتى لو كان من أدانيه التي بالقرب من دجلة لكان فارسياً لان القرى التي على النهروان كانت على فارسيتها بعد الفتح الإسلامي إلى عهد الحسن أو قبله بقليل.
ومما يصرح بأعجميته ما جاء من أمير المؤمنين عند سؤاله عن اسمه بعدما اشتراه من المرأة الاسدية التي كانت تملكه حين قال له أمير المؤمنين عليه السلام (ما أسمك فقال سالم، فقال له أمير المؤمنين: اخبرني حبيبي رسول الله (ص) إن أسمك الذي سّماكَ به أبوكَ في العجم ميثم).
وهذه دلاله قاطعة على إن ميثماً كان أعجمياً أو بالأحرى فارسي الأصل.
كان أمير المؤمنين عليه السلام في شبابه يعمل بيده يحفر الآبار والعيون ويسقي البساتين، فإذا توفر لديه بعض المال كان يشتري به عبداً أو جارية ثم يهبهم الحرية، فكان ميثماً من أولئك العبيد الأحرار الذين وهبهم أمير المؤمنين الحرية. بعدما استعاد ميثم حريته اتجه إلى سوق الكوفة وأصبح بائعاً للتمر فعاش حياةً بسيطة فلم يكن يملك من حطام هذه الدنيا شيئاً إلا شيئاً واحداً كان ينمو في قلبه: إيمانه بالإسلام، وحبه لعلي ابن أبي طالب لقد علمه الإمام إن الإسلام هو طريق الحرية فإذا أراد المرء أن يحيا كريماً ويموت سعيداً فما عليه إلا إن يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يخشى أحدا إلا الله، إلا إن كتب التاريخ لم تروِ لنا وقت إسلام ميثم، ولكن يعتقد إن إسلام ميثم كان سابقاً على شراء الإمام له، لان مثله من رجاحة العقل لا يبقى على الكفر حتى لو كانت ولادته في غير بلاد الإسلام، لان هناك ما يشهد لإسلامه قبل اجتماعه بأمير المؤمنين، حينما ردَّ على أمير المؤمنين بـ(صدق الله ورسوله) عندما سأله عن اسمه فقال له: اسمي سالم فقال له أمير المؤمنين: (اخبرني حبيبي رسول الله إن اسمك الذي سّماك به أبوك في العجم وهو ميثم) فأجاب ميثم (صدق الله ورسوله) وهذا القول منه يشهد له بالإيمان والولاء لأمير المؤمنين (عليه السلام) قبل أن يلاقيه ولا غرابة لان مثله حقيق أن يهتدي إلى الإيمان ما دامت البراهين ساطعة وما دام أمير المؤمنين حديث الناس في كل فضيلة وشأن وما دام ميثم ساكناً في الكوفة العلوية حتى قبل أن تكون عاصمة لأمير المؤمنين.
وبما إن ميثماً نشأ في مثل هذه الأجواء فكان من المنطقي أن يهتدي هذا الرجل صاحب العقل الراجح والقلب السليم إلى ولاية أمير المؤمنين.
كان أمير المؤمنين يحب ميثماً لصفاء روحه وطهارة نفسه لهذا كان يقصده في دكانه في السوق ويتحدث إليه ويعلمه وكان ميثم يُصغي إلى حديثه لأنه يعرف إن علياً هو باب علم النبي (ص) مؤمناً بقول النبي (ص) أنا مدينة العلم وعلي بابها وقد اخبره باب علم مدينة الرسول عن النخلة التي يُصلب عليها والمكان الذي يُدفن فيه وكان ميثم يزور هذه النخلة دوماً ولأكثر من عشرين سنة، لم تكن هذه النخلة مجرد جذع يابس، لقد كانت عشرين سنة نخلة باسقة تهب الرطب والتمر والظلال، وتمر الأيام والشهور والأعوام وميثم يزورها كل مرة فيصلي عندها، وطالما كان يخاطبها قائلاً: (بوركت من نخله، لك خلقت ولي غُذيت) كان ميثم يحب هذه النخلة ويسقيها عندما كانت خضراء تنبض بالحياة. وشاءت المصادفة العجيبة أن تُقطع هذه النخلة قبل أن يُصلب عليها ميثم وكأن لها عداءً خافياً مع ابن زياد، وكأنها تريد أن تقف حجر عثرة في طريق هذا الطاغوت الملعون، وكأنها تحس بان هذا هو قاتل رفيقها وجليسها ميثم، فبعد عودة ابن زياد من احدى غزواته مرَّ بقرب هذه النخلة الشمّاء (فتخرق علمه بها فتطير منها) وأمر بقطعها وظلت جذعاً يابساً ولكن ميثماً لم يترك ذلك الجذعَ اليابس بل كان يراه جذع الشهادة ونعش الخلود، وظل يتعاهده ويتردد إليه حتى بعد أن قطع هذا الجذع إلى أربعة أجزاء لم يتركه ميثم بل ظل يتردده وهو مركون في احد دكاكين باعة الأخشاب، وموصياً ولده بأن يدق مسماراً في احد تلك الأجزاء لئلا يضيع ذلك النعش نعش الشهادة، وكأنه يستعجل الرحيل ويتلهف للحاق بركب الخالدين في جنات النعيم، فما أعظم منزلتك يا ميثم وما أكرمك.
الاسم الحقيقـي
كما أسلفنا سابقاً بحديث اللقاء الذي سما بميثم وارتفع به إلى عليين، حيث انتهل ذلك الثغر الطاهر كلمات خالدة انطبعت في ذهنه، وتنسم من خلالها أنوار الولاية وعُشقْ الحق والإخلاص لله، سالكاً بذلك اقصر الدروب وأسرعها إلى الحياة السرمدية والخلود الأبدي، ولولا ذلك اللقاء لظل ميثماً عبداً عند تلك المرأة الاسدية، ولكان اسمه سالماً، إلا إن القدر الباسم ابتسم له عند ذلك اللقاء الحبيب، ولعل الابهج من ذلك هو ما سمعه ميثم من أمير المؤمنين عليه السلام عن اسمه عندما سأله (ع): (ما إسمك فقال له: اسمي سالم فقال الإمام عليه السلام: لقد اخبرني حبيبي رسول الله (ص) إن اسمك عند العجم ميثم) فأندهش ميثم لان أحداً لا يعرف اسمه الحقيقي ومجيباً بتلقائية تنم عن إيمان سابق (صدق الله ورسوله) ومنذ ذلك الوقت وميثم لا يفارق أستاذه، لان التلميذ وجدَ أستاذاً عظيماً ليتربى في أحضانه وينتهل من علومه، فأصبح لصيقاً له في كل مكان وزمان وحتى عندما كان أمير المؤمنين يخرج إلى الصحراء بعيداً عن الناس في ظلام الليل المدلهم الموحش كان يصحب معه ميثماً، وهذه دلالة على عمق الصحبة وجليل القدر وعلو المنزلة لميثم عند أمير المؤمنين، فما كان أمير المؤمنين ليصحب معه أحداً عندما يذهب للتعبد، إلا من علم منه الإيمان القوي والصبر الكبير، ليصبر على عبادة سيد الأوصياء، واعبد المتعبدين، فكان ميثم ينظر ويستمع بهدوء إلى تلك الكلمات العرفانيه، والمعاني الوجدانية التي تصدر من فم أبي الحسن الطاهر، تلك الكلمات التي تصك أسماع الملكوت وتهز مشاعر الإنسانية متذللا لله (... الهي كيف ادعوك وأنا أنا، وكيف اقطع رجائي منك وأنت أنت، الهي فكما فلقتَ البحر لموسى ونجيته أسألك أن تنجيني مما أنا فيه ..) (الهي كيف ادعوك وقد عصيتك وكيف لا ادعوك وقد عرفتك وحبك في قلبي مكين... مددتُ إليك يداً بالذنوب مملوءة، وعيناً بالرجاء ممدودة ....) ثم يبكي ويجهش بالبكاء، ويتململُ تململَ السليم، ويذكر الله قياماً وقعودا، ويسجد سجدة طويلة، ويرفع طرفه إلى أعنان السماء، ويرمقها بنظرة طويلة ويشهق شهقة وكأن زفير جهنم في آذانه، ثم يفترش التراب فيعفر وجهه، ويمرغ رأسه به، وتأخذه الرهبة في الله، عظم الخالق في نفسه فصغر ما دونه في عينه، وترتعد فرائصه وأطرافه حتى يغمى عليه، وينظر ميثم إلى ذلك الخشوع وتلك الرهبانية فيجهش بالبكاء، ويأن لأنين سيده، ويتأوه لآهاته، فيكبر الإيمان في قلبه ويزداد العشق لله، فتزهد نفسه عن هذه الدنيا الفانيه، وهذا مزيد من الاختصاص ليمثم باطلاعه على الأسرار والأمور العرفانيه، فان ساعة الخلوة والمناجاة لا يصحب فيما أبو الحسن كل احد لا يقوى على الوقوف على سرها وأطوار التعبد فيها والخضوع والخشوع إلا قوي الإيمان قوي اليقين من لا يفزع ولا يهلع، وقد ينكشف فيها مالا يتحمله ضعيف البصيرة والقلب فكانت تلك الحروف تنطبع في قلب ميثم وتضيء في نفسه الكلمات.
فـي دكان ميثم
كان الإمام عليه السلام يقصد السوق للقاء ميثم فعندما يخرج من الجامع بعد الصلاة كان يجلس عند ميثم ويتحدث إليه، وكان بعض الناس يمرون فلا يعرفون الخليفة، وكان بعضهم يعرفون الخليفة فيتعجبون كيف يجلس الخليفة الذي يحكم ثلثي المعمورة مع رجل بيع التمر، رجل بسيط ليس له أهل ولا عشيرة، بل انه مملوكاً له واعتقه، لكن الإمام لا ينطلق في التعامل مع الناس وفق هذه الأطر الاجتماعية الوضعية التي كانت تحكم الناس في ذلك الزمان، بل ينطلق من قيم الإسلام الأصلية التي لا تجعل فرقاً بين الناس، كل الناس، فالناس عند أمير المؤمنين سواسية كأسنان المشط لا فرق بينهم إلا بمقدار قربهم إلى الله جل وعلا (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
كما إن هذه الغاية القصوى في التواضع والعناية الكبرى بأهل العلم والإيمان، فقائد كبير مثل أمير المؤمنين (ع) عند جلوسه مع بائع تمر لا شأن يذكر له، إنما يرسم لباقي الناس نظرية اجتماعية راقية تعلمهم كيفية التعامل بين القائد والرعية، وبين الرئيس والمرؤوس، وهذا هو الحد الأقصى في شرف العلم، وهذا هو تقدير أهل البيت لأهل الإيمان والتقوى، فلا عجب فهذا شأن أهل البيت وقادة الشريعة الذين لا همّ لهم إلا إعلاء كلمة الحق وتقدير رجاله لان ميثم من كبار رجال العلم ومن أصحاب المعدن النفيس وكيف لا يكون كذلك وقد اخذ العلم من عالم حكيم وان صحبة الحكيم ساعة تُغنيك عن كل علم اولست خبيراً بما يقول أمير المؤمنين عليه السلام (علمني رسول الله (ص) ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب... وفي رواية ألف ألف باب) فكيف لا يصبح عالماً وقد جلس ساعات طويلة عند الذي (عنده علم الكتاب) وكيف لا يرتقي هذه الدرجة من العلم وهو بجوار المدرسة الشامخة والقلعة الرصينة المملوءة بنفائس العلوم والإبداع وعجباً كيف لا يأخذ ميثماً الزهو والعُجْبْ، ويتداخله الكِبَر وباب مدينة العلم معلمه ومغذيه وجليسه.
وفي يوم عرضت لميثم حاجه فجلس أمير المؤمنين مكانه في الدكان ليبيع التمر، فجاء رجل واشترى تمراً بأربعة دراهم ومضى، وعندما عاد ميثم ورأى الدراهم تعجب لان الدراهم كانت مبهرجة (مزيفة)، ابتسم الإمام عليه السلام وقال له: (سوف يعود صاحب الدراهم، لأنه سيجد التمر مراً) فتعجب أكثر إذ كيف يعود صاحب الدراهم بعدما اشترى تمراً جيداً بدراهم مزيفه فما لبث هُنيهة حتى عاد صاحب الدراهم قائلاً إن هذا التمر مرّ كالحنظل فقال له أمير المؤمنين (كما تكون دراهمك مزيفه) فاندهش الرجل وابتعد مسرعاً، فزال عجب ميثم بل زادَ إيمان ميثم وتعلقه بالإمام فكل يوم يرى فيه من الإعجاز ما يشده إليه وكل يوم كان الحب والولاء يكبر في قلب ميثم.
عـلمــه
ميثم وعبد الله بن عباس (حبر ألامه)
كان ميثم عالماً كبيراً فقد تلقى علمه عن عليم العلماء أمير المؤمنين قال يوماً لعبد الله بن عباس وقد اجتمع به في مدينة رسول الله (ص) (يا بن عباس سَلْ ما شئت من تفسير القرآن فلقد تعلمت تنزيله من أمير المؤمنين وعلمني تأويله ومعرفة باطنه، فجلس ابن عباس كما يجلس التلميذ أمام أستاذه ودعا بدواة وقرطاس وقبل أن يكتب قال له ميثم: (كيف بك يا بن عباس إذا رأيتني مصلوباً تاسع تسعه أقصرهم خشبه وأقربهم إلى المطهرة) فقال ابن عباس انك لتكهن عليَّ ثم رمى القرطاس وأنكر على ميثم هذا الإخبار وعده من الكهنة على الرغم من إن ابن عباس شاهد وسمع من أبي الحسن أمثال تلك الأسرار الغامضة والإعلامات عن الكائنات ولكنه لم يكن يقوى على احتمال تلك العلوم وعليه لم يستودعه أبا الحسن شيئاً منها ولا ادعاها ابن عباس ولا ظهرت عليه. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على إن ميثماً كان عالماً وجهبذاً من الجهابذة ومن أقوياء الإيمان، ومن أصحاب البصيرة الثاقبة فكان وعاءً نظيفاً ليحتوي تلك الأسرار والإعلامات كيف لا وقد استمد علمه وبصيرته وإيمانه من علم وبصيرة وإيمان أمير المؤمنين عليه السلام، كما إن تلك الحادثة تظهر إن ميثماً كان من أصحاب علم المنايا والبلايا كما كان عالماً بتأويل القرآن ومعرفة باطنه لأنه قرأ التنزيل وتعلم من أمير المؤمنين التأويل. وان العلم الذي عند ميثم لم يكن عند ابن عباس ومن هنا نعرف الفرق بين الرجلين والتفاضل بين العلمين والمنزلتين فضلاً عن إن ابن عباس كان من تلاميذ أمير المؤمنين أيضاً. وكذلك تدل على إن ميثم كان بمنزلة رفيعة من العلم والصلاح حتى إن ابن عباس بعد هذه الحادثة اخذ يكتب عنه دون تريث وتروِ، ولو لم يكن ميثم بتلك المنزلة لما استرسل ابن عباس في الأخذ عنه وتدل هذه الحادثة أيضاً على إن عباس كان عارياً عن علم المنايا والبلايا لذا أنكر على ميثم هذا الإخبار.
كان ميثم من المؤتمنين على علم أسرار البلايا والمنايا فقد استودعه أمير المؤمنين هذا العلم النفيس وهو علم الآجال والحوادث والوقائع التي يبتلي بها الناس فكان أهلاً لحمل هذا العلم فنجده يعلم من يقتله وزمن قتلهِ، بل كان عالماً ب%