|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 69554
 |  | 
الإنتساب : Dec 2011
 |  | 
المشاركات : 518
 |  | 
بمعدل : 0.10 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 فاطمة الزهراء ( ع ) هي الكوثر 
			 بتاريخ : 19-05-2012 الساعة : 08:19 PM 
 
بسم الله الرحمن الرحیم
 
 اللهم صلی علی محمد وال محمد وعجل فرجهم
 فاطمة الزهراء ( ع ) هي الكوثر
 
 
  يقول المفسرون في سبب نزول سورة الكوثر :
 أن أحد أقطاب المشركين ، و هو العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله  ( صلى الله عليه وآله ) عند باب المسجد الحرام ، فتحدّث مع النبي ( صلى  الله عليه وآله ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش ، و هم جلوس في  المسجد الحرام ، فما أن أتمَّ حديثه مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) و  فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين ، فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟
 قال : ذلك الأبتر  ، و كان مقصوده من هذا الكلام أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليس له  أولاد و عقب ، إذن سينقطع نسلُه ، فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر ، و هي  : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ *  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) سورة الكوثر .
 رَدّاً على العاص ، الذي زعم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبتر .
 أما المعنى ، فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة ، لا ينقطع إلى يوم القيامة .
 و قال فخر الدين الرازي  في تفسيره ، الكوثر أولاده ( صلى الله عليه وآله ) ، لأن هذه السورة ،  إنما نزلت رَدّاً على مَن عَابَهُ ( صلى الله عليه وآله ) بعدم الأولاد .
 فالمعنى  أنَّه سيعطيه نسلاً يبقون على مَرِّ الزمان ، فانظر كم قُتل من ذرية رسول  الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لكن العالم ممتلئٌ منهم ، بينما لم يبق من  بني أمية أحد يُعبَأُ به .
 
 
 هذا ، و إنَّ للمفسرين آراءً  أخرى في معنى الكوثر ، تصل إلى ( 26 ) رأياً ، منها : العِلْم ، النبوَّة ،  القرآن ، الشفَاعة ، شَرَف الجنة ، الحوض ، إلى غيرها من الأقوال في معنى  الكوثر ، لكنَّ جميع ما قيل في معنى الكوثر ، يندرج تحت عنوان الخير الكثير  ، فلا تناقض بين الأقوال إذن .
 و ممّا يؤيِّد ذلك ما روي عن ابن عباس ، أنه قد فَسَّر الكوثر بالخير الكثير ، فقال له سعيد بن جبير ، ان أناساً يقولون هو نهر في الجنة .
 فقال : هو من الخير الكثير .
 و لعلَّ أحسن الأقوال و أكثرها إنطباقاً على سبب نزول السورة ، هو ما قيل بأن المراد من الكوثر كثرة النسل و الذرية .
 و  قد ظهر ذلك في نسله ( صلى الله عليه وآله ) من ولد فاطمة ( عليها السلام )  ، إذ لا ينحصر عددهم ، بل يتَّصل بحمد الله إلى آخر الدهر مَدَدهم ، و هذا  يطابق ما ورد في سبب نزول السورة .
 بل ، و هذا الرأي أرجحُ في ميزان  التحليل العلمي المُحايِد ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي ( صلى  الله عليه وآله ) بعدم استمرار نسله
 ، نزلت هذه الآية لكي تُقرِّر في الحقيقة أمرين ؛الأول : أنَّ البنت هي كالابن ، من حيث اعتبارها من الذرِّية و النسل والعقب .الثاني :  إن الله عَزَّ و جَلَّ ، سَيرزُقُ النبي ( صلى الله عليه وآله ) من هذه  البنت نسلاً و ذرية ، و إن اسمه ( صلَّى الله عليه وآله ) ، سيبقى حياً و  متألقاً على مرِّ العصور ، و على طول التاريخ .
 
 و المتأمِّل في التأريخ الإسلامي على امتداده إلى يومنا هذا ، يتيقَّن عمق الأصالة الإيمانية ، و الروح المحمدية في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) .
 و  لذا نجد أن حقَّهم ( عليهم السلام ) من الحقوق الواجب على المؤمنين و  المؤمنات معرفتها ، كمعرفتهم و طاعتهم وموالاتهم ، وغير ذلك من الحقوق  الأخرى .
 و لم يوجب الله تعالى علينا أداء حقوقهم ( عليهم السلام )  إلاَّ لأنهم أهل الحق ، و النجاة ، و الصراط المستقيم ،  و باب الله العظيم  .
 و لقد تكرَّم الله تعالى على نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله )  بفيوضات كثيرة ، وَنعَمٍ متعدِّدة ، و هباتٍ جزيلة ، ذكرها في كتابه الكريم  .
 ويكفيه ما أعطاه من نعمة الرضا فقال : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ، ( الضحى : 5 ).
 ولكن  مع ذلك لا يفوتنا ، أن نذكر ما تحصل عليه ( صلى الله عليه وآله ) من خير  هو أساس الخير كله على الأمة الإسلامية عامة ، و على الأمة الشيعية خاصة ،  ألا و هو الكوثر .
 أخيراً :
 وبناءً ما مرَّ نقول ، إنَّ كلَّ  المعاني التي جاءت لتوضيح الكوثر - و إن اختَلَفَت في ألفاظها - إلا أنَّ  لها اتِّحاد في المعنى ، و تُصَبُّ تحت قالب واحد ، و هو كون تَمَتَّع  النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالخير السخِي المُستمر .
 و الله تعالى  إضافة للبُشرى المستمرة في بقاء هذه النعمة و استمرارها ليوم القيامة ،  يشير سبحانه إلى قضية الإخبار بالمستقبل أيضا ، و هذا إخبار إعجازي ، يدل ،  و يثبت ظهور الخير بعد زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، سواء بَعُدَ أم  قَرُب .
 و لو رجعنا إلى سبب نزول السورة لعرفنا أن القوم ، و سموا  النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالأبتر ، أي الشخص المَعْدوم العقب ، و جاءت  الآية لتقول : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ،( الكوثر : 1 ).
 إذن  فالخير الكثير ، أو الكوثر هي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، لماذا ؟ ،  لأن نسل الرسول ( صلى الله عليه و آله ) انتشر بواسطة الزهراء ( عليها  السلام ) ، مع العلم أن امتداد الذرية الطيِّبة لم يكن فقط جسماني ، بل  رساليٌ أيضاً .
 و بما أن علماء الأمة الإسلامية هُم حُمَاة الشريعة ، و الذين يدفعون عنها كل الشُبُهات فما كان عِلمهم إلاَّ من نتاج هذا الكوثر .
 وك ون المذهب الشيعي منبثق من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و هُم درٌّ مستخرج من بحر فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، و لؤلؤ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، و العلماء يأخذون من فيض هذا البحر العميق بلا قاع .
 فيمكن القول أيضاً : إن من مصاديق الكوثر هو ما يقدّمه العلماء الكرام من خدمات رسالية جليلة للإسلام .
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |