صحيح البخاري في الميزان-موضوع للباحثين-متجدد-بالوثائق
بتاريخ : 02-04-2012 الساعة : 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد اخذ الاذن من صاحب الموضوع الشيخ الفاضل الاحمدي 313 وهو صاحب الموضوع الاصلي وانا ازوده فقط بالوثائق سابدأ هذا الموضوع المبارك وفيه امور لم يعرفها حتى شيوخ الوهابيه وسيكون الامر تباعا
كل ما في هذا البحث هو ثمرة عمل ثنائي بيني وبين الاخ الفاضل الطالب313
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواجد لا من قلة والموجود لا عن علة والصلاة والسلام على من كان للوجود علة سيدي ومولاي أبي القاسم محمد (ص) سيد الملة وعلى آله الأطهار النجوم والأهلة.
أما بعد فان المسلمين قدأجمعوا على حجية السنة النبوية واتفقوا على أنها المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله جل جلاله, لكن اختلفوا في مصادرها فجعلت كل فرقة من فرق المسلمين لها كتبا خاصة وادعت انها تحوي صحيح ما ورد عن المصطفى (ص).
بحثنا الآن ينصب على فرقت وسمت نفسها بالسنة ورفعوا شعار الحديث والأثر وانفردوا بعقائد وأحكام أصبحت نسبتها للنبي(ص) من المسلمات عندهم نتيجة لكتب صنفوها واطلقوا عليها اسم الصحاح.
وسنتناول كتاب البخاري الذي يعتبر عند القوم أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل ونبحث في كل ما يتعلق بهذا الكتاب.
قبل وضع الكتاب على طاولة النقد العلمي لابد لنا من وقفة مع صاحبه المسمى "محمد بن اسماعيل البخاري"فان القيمة العلمية للكتاب متوقفة على تحصيل مؤلفه, فلا يعقل أن يصدر من جاهل كتاب يصبح الأول على مدار ألف عام أو أكثر, بل انه يقرن بكتاب الله ويدانيه في الصحة!
1- البخاري والعقائد:
كل من راجع سيرة محمد ابن اسماعيل يعلم قطعا أن الرجل لم يكن من المرضي عليهم في الجانب العقدي بل انه عد منحرفا ومبتدعا!
وقد طعن فيه أكابر علماء أهل السنة منهم:
*محمد ابن يحيى الذهلي:روى الخطيب في تاريخ بغداد(ج2/ص31): أخبرنا أبو سعيد محمد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي ، قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، قال : سمعت أبا حامد الشرقي يقول : سمعت محمـد بن يحيى يقول :
القران كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته ، وحيث يتصرف فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ وعما سواه من الكلام في القران ، ومن زعم أن القران مخلوق فقد كفر وخرج عن الإيمان وبانت منه امرأته يستتاب ، فان تاب وإلا ضربت عنقه وجعل ماله فيئا بين المسلمين ولم يدفن في مقابر المسلمين ، ومن وقف وقال لا أقول مخلوق أو غير مخلوق فقد ضاهي الكفر ومن زعم أن لفظي بالقران مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم ، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه .
*أبو حاتم الرازي:روى ابنه في الجرح والتعديل(ج7/ص191):سمع منه أبي وأبو زرعة ، ثم تركا حديثه عنـدما كتب إليهما محمـد بن يحيى النيسابـوري أنه أظهر عنـدهم أنّ لفظه بالقرآن مخلوق.
*أبو زرعة الرازي: نفس الكلام المتقدم عن ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل (ج7/ص191)
çفهؤلاء كلهم يرون أن البخاري مبتدع منحرف زائغ بغض النظر عن نفس المسألة العقدية والرأي الراجح فيها..
بل ان ما قاله البخاري يعتبر من التجهم عند أحمد بن حنبل امام أهل السنة كما يعبر عنه حيث نقل عنه:
الذهبي في سير أعلام النبلاء(ج11/ص510):ثم نشأت طائفة فقالوا : كلام الله تعالى منزّل غير مخلوق ، ولكن ألفاظنا به ،مخلوقة يعنون تلفظهم وأصواتهم به وكتابتهم له ونحو ذلك وهو حسين الكرابيسي ومن تبعه، فأنكر ذلك الإمام أحمد وأئمة الحديث ، وبالغ الإمام أحمد في الحط عليهم وثبت عنه أن قال : اللفظية جهمية، وقال : من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قـال لفظي بالقرآن غير مخلـوق فهو مبتـدع وسـد باب الخوض في هذا.
فالبخاري جهمي عند أحمد بن حنبل والجهمية كفار عنده كما صرح بذلك في اكثر من مورد بل انه صرح بكف من يقول بخلق اللفظ بالتحديد كما نقل:
طبقات الحنابلة (ج1/ص29):والقرآن كلام الله تكلم به ، ليس بمخلوق ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ،ومن زعم أنّ القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ، ومنزعم أنّ ألفاظنا به ، وتلاوتنا له مخلوقة ، والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يكفر هؤلاء القوم فهو مثلهم.
وعليه فان مؤلف أصح كتاب بعد كتاب الله –عند القوم- قد كفره وبدعه طائفة من كبار أئمة أهل الحديث فلا ندري كيف يكون كتابه مصدرا للعقائد والأحكام!
من أهم العلوم الاسلامية علم الفقه وهو العلم الذي يعنى ببيان الأحكام الشرعية للمكلف, ولقد بحثنا في تاريخ البخاري العلمي في هذا الفن فوجدنا العجب العجاب!
قال السرخسي في مبسوطه(30/298):ولو أن صبيين شربا من لبن شاة أو بقرة لم تثبت به حرمة الرضاع ؛ لأن الرضاع معتبر بالنسب ، وكما لا يتحقق النسب بين آدمي وبين البهائم فكذلك لا تثبت حرمة الرضاع بشرب لبن البهائم وكان محمد بن إسماعيل البخاري صاحب التاريخ رضي الله عنه يقول تثبت الحرمة وهذه المسألة كانت سبب إخراجه من بخارى ، فإنه قدم بخارى في زمن أبي حفص الكبير رحمه اللهوجعل يفتي فنهاه أبو حفص رحمه الله وقال لست بأهل له فلم ينته حتى سئل عن هذه المسألة فأفتى بالحرمة فاجتمع الناس وأخرجوه.
انظروا اخواني الاعزاء هذا النص يحتوي عدة فوائد:
*ان البخاري ليس من أهل الفتوى
*انه كان يرى ان لبن البهائم يسري الحرمة بين شاربيه
*انه مطرود من بلده بسبب جهله بالاحكام الفقهية
çاذا كان الأمر كما ينقل السرخسي فكيف يقال أن هذا الرجل المطرود من بلده امام؟؟
وبما أننا نقلنا هذه الفتوى المضحكة لابأس بنقل بعض فتاواه الغريبة كي يعلم القارىء مقدار علم هذا الرجل:
صحيح البخاري(كتاب الحيل/حيل النكاح): وقال بعض الناس إن لم تستأذن البكر ولم تزوج فاحتال رجل فأقام شاهدين زورا أنه تزوجها برضاها فأثبت القاضي نكاحها والزوج يعلم أن الشهادة باطلة فلا بأس أن يطأها وهو تزويج صحيح.
وقال في نفس المصدر: وقال بعض الناس إن احتال إنسان بشاهدي زور على تزويج امرأة ثيب بأمرها فأثبت القاضي نكاحها إياه والزوج يعلم أنه لم يتزوجها قط فإنه يسعه هذا النكاح ولا بأس بالمقام له معها.
وفيه: وقال بعض الناس إن هوي إنسان جارية يتيمة أو بكرا فأبت فاحتال فجاء بشاهدي زور على أنه تزوجها فأدركت فرضيت اليتيمة فقبل القاضي بشهادة الزور والزوج يعلم ببطلان ذلك حل له الوطء.
لا يخفى على القارىء أن العنوان فيه مسامحة اذ أنه لا يمكن الفصل بين التاريخ وعلم الحديث فكلاهما عند أهل الخلاف يعاملان بنفس الطريقة وبنفس القواعد...
قصدي من هذا الباب هو اطلالة على كتب البخاري من غير الصحيح وهي كتب التاريخ التي ترجم فيها أسماء الرجال الذين هم رواة الأحاديث بالأساس..
اذا أردنا أن نعرف القيمة العلمية لهذه الكتب فما علينا الا مراجعة كتاب:
(بيان خطأ البخاري في تاريخه) لابن أبي حاتم الرازي
طبعا عنوانه لا يحتاج الى أي تفصيل أو بيان بل هو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار:
çكتاب التاريخ مليء بالأخطاء والأوهام
قد يقول البعض أنه لا يوجد أي كتاب يخلو من أخطاء أو أوهام فلا داعي للتحامل على البخاري بهذه الطريقة..
والجواب أن الخطأ هو طبيعي جدا ولكل جواد كبوة لكن كثرة الخطأ هي التي تميز بين العالم وغيره فمن كثر خطؤه لا يمكن أن يجعل في مصاف العلماء وينصب اماما على الناس..
ولو نظرنا لفهرس هذا الكتاب لعلمنا أنه أحصى قرابة 800 خطأ للبخاري في كتاب التاريخ !!
وهذا الرقم ليس بسيطا خصوصا اذا كان الشخص الذي يثبت هذه الأخطاء ليس انسانا عاديا أو جاهلا بل أنه أبو زرعة الرازي و أبو حاتك الرازي وهما من فرسان هذا الميدان!
وكل هذه الأخطاء انما هي في أسماء الرواة وتراجمهم بل جل من أخرج له في الصحيح قد ترجم له في هذا الكتاب
وعليه فمن كان بهذه المرتبة العلمية كيف يقال ان كتابه أفضل الكتب وأصحها؟
وكيف يقال أنه امام الدنيا؟
لعل أهم نقطة في بحثنا هي اثبات كون البخاري ليس بعالم في علم الرجال والحديث بل سنثبت أنه ليس من أهل هذا الفن أصلا انما مجرد متطفل عليه قد خدمت بعض الظروف السياسية كتابه لتشهره..
نقلنا فيما سبق بعض النقول المتعلقة ببحثنا هذا وهي:
ما رواه ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل(ج7/ص191):سمع منه أبي وأبو زرعة ، ثم تركا حديثه عنـدما كتب إليهما محمـد بن يحيى النيسابـوري أنه أظهر عنـدهم أنّ لفظه بالقرآن مخلوق.
çفهؤلاء تركوا حديثه يعني أنه ضعيف بنظرهم
كتاب (بيان خطأ الرازي في تاريخه) الذي ألفه ابن أبي حاتم الرازي وثبت فيه 771 خطأ للبخاري
ç البخاري في نظر الرازي كثير الوهم والخطأ
ونضيف على هؤلاء موقف مسلم بن الحجاج النيسابوري صاحب الصحيح من البخاري صاحب الصحيح!!
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/573):ثم إن مسلما، لحدة في خلقه، انحرف أيضا عن البخاري، ولم يذكر له حديثا، ولا سماه في " صحيحه "، بل افتتح الكتاب بالحط على من اشترط اللقي لمن روى عنه بصيغة " عن "، وادعى الاجماع في أن المعاصرة كافية، ولا يتوقف في ذلك على العلم بالتقائهما، ووبخ من اشترط ذلك.وإنما يقول ذلك أبو عبد الله البخاري...
اذن فمسلم:
انحرف عن البخاري
ولم يروي عنه أي أنه ترك حديثه كسابقيه
بل لم يذكر اسمه أصلا!!
وما علينا الا أن نرجع الى مقدمة صحيح مسلم لنعلم رأي هذا الأخير في البخاري صاحب الصحيح: وهذا القول يرحمك الله في الطعن في الأسانيدقول مخترع مستحدث غير مسبوق صاحبه إليه ولا مساعد له من أهل العلم عليه وذلك أن القول الشائع المتفق عليه بين أهل العلم بالأخبار والروايات قديما وحديثا أن كل رجل ثقة روى عن مثله حديثا وجائز ممكن له لقاؤه والسماع منه لكونهما جميعا كانا في عصر واحد وإن لم يأت في خبر قط أنهما اجتمعا ولا تشافها بكلام فالرواية ثابتة والحجة بها لازمة إلا أن يكون هناك دلالة بينة أن هذا الراوي لم يلق من روى عنه أو لم يسمع منه شيئا فأما والأمر مبهم على الإمكان الذي فسرنا فالرواية على السماع أبدا حتى تكون الدلالة التي بينا فيقال لمخترع هذا القول الذي وصفنا مقالته أو للذاب عنه قد أعطيت في جملة قولك أن خبر الواحد الثقة عن الواحد الثقة حجة يلزم به العمل ثم أدخلت فيه الشرط بعد فقلت حتى نعلم أنهما قد كانا التقيا مرة فصاعدا أو سمع منه شيئا فهل تجد هذا الشرط الذي اشترطته عن أحد يلزم قوله ؟ وألا فهلم دليلا على ما زعمت فإذا ادعى قول أحد من علماء السلف بما زعم من إدخال الشريطة في تثبيت الخبر طولب به ولن يجد هو ولا غيره إلى إيجاده سبيلا وإن هو ادعى فيما زعم دليلا يحتج به قيل له وما ذاك الدليل ؟ فإن قال قلته لأني وجدت رواة الأخبار قديما وحديثا يروي أحدهم عن الأخر الحديث ولما يعاينه ولا سمع منه شيئا قط فلما رأيتهم استجازوا رواية الحديث بينهم هكذا على الإرسال من غير سماع والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة - احتجت لما وصفت من العلة إلى البحث عن سماع راوي كل خبر عن راويه فإذا أنا هجمت على سماعه منه لأدنى شيء ثبت عنه عندي بذلك جميع ما يروى عنه بعد فإن عزب عني معرفة ذلك أوقفت الخبر ولم يكن عندي موضع حجة لإمكان الإرسال فيه ...
وكان هذا القول الذي أحدثه القائل الذي حكيناه في توهين الحديث بالعلة التي وصف - أقل من أن يعرج عليه ويثار ذكره إذ كان قولا محدثا وكلاما خلفا لم يقله أحد من أهل العلم سلف ويستنكره من بعدهم خلف فلا حاجة بنا في رده بأكثر مما شرحنا إذ كان قدر المقالة وقائلها القدر الذي وصفناهوالله المستعان على دفع ما خالف مذهب العلماء وعليه التكلان.
çواضح جدا لكل صاحب عقل أن مسلم شديد التحامل على البخاري حتى أنه تجنب التصريح باسمه توهينا له بل عرض به في أكثر من موضع بانه لا علم له ويكفينا ما ختم به مقالته (اذ كان قدر المقالة وقائلها القدر الذي وصفناه).
فان كان أقرب الناس للبخاري يرى فيه هذا الرأي فكيف يريدون منا ان نسلم بما يقوله ونصدق بما يرويه؟؟
نختم الباب الأول من بحثنا بما أورده الذهبي حول محمد ابن اسماعيل البخاري..
المفاجأة التي يجهلها الكثير أن الذهبي ترجم للبخاري في كتابه المغني في الضعفاء!!
قد يقول البعض أنه ترجم له لرد تضعيف الرازيين له كما نقلنا سابقا وكما حاول بعض الناس التبرير للذهبي لكن الحقيقة غير هذا..
فكل من قرأ مقدمة الكتاب يعلم أن كل الذين أوردهم الذهبي هم من الضعفاء والمتروكين..
قال الذهبي في مقدمة المغني(1/34): قد احتوى على ذكر الكذابين الوضاعين ثم على ذكر المتروكين الهالكين ثم على الضعفاء من المحدثين والناقلين ثم على كثيري الوهم من الصادقين ثم على الثقات الذين فيهم شيء من اللين أو تعنت بذكر بعضهم أحد من الحافظين ثم على خلق كثير من المجهولين..
فكل من ذكرهم الذهبي يندرجون تحت هذه الأقسام وعليه فان البخاري اما كذاب وضاع أو متروك هالك أو ثقة قد لين أو مجهول الحال!!
بعد أن انتهينا من الفصل الأول وهو الحديث عن شخصية البخاري وبيان أنها قد طعن فيها عند بعض علماء وأئمة أهل الخلا ننتقل اليوم الى فصل جديد من البحث وهو المسيرة التاريخية لكتاب البخاري.
كما هو معلوم أن الكتب في تلك العصور لا تتداول كيومنا هذا يعني مطابع ودور نشر وحقوق علمية و..و.. بل كان تداول الكتاب بطريقة القراءة والسماع والاجازة والكتاب المطبوع والمتداول الآن باسم صحيح البخاري ليس الا ثمرة مسيرة تاريخية نكشف عنها الآن..
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب(9/46): قال مسلمة وألف علي بن المديني كتاب العلل وكان ضنينا به فغاب يوما في بعض ضياعه فجاء البخاري إلى بعض بنيه وراغبه بالمال على أن يرى الكتاب يوما واحدا فأعطاه له فدفعه إلى النساخ فكتبوه له ورده إليه فلما حضر علي تكلم بشئ فأجابه البخاري بنص كلامه مرارا ففهم القضية واغتنم لذلك فلم يزل مغموما حتى مات بعد يسير واستغني البخاري عنه بذلك الكتاب وخرج إلى خراسان ووضع كتابه الصحيح فعظم شأنه وعلا ذكره وهو أول من وضع في الاسلام كتابا صحيحا فصار الناس له تبعا بعد ذلك.
هذا النقل يدل على أن البخاري قام بسرقة علمية لكتاب علي ابن المديني وكانت هذه السرقة هي النواة الأولى لكتابه الموسوم بالجامع الصحيح والذي عدله اتباعه بكتاب الله!
وقد حاول ابن حجر العسقلاني رد هذه الشهادة بقوله:وأما القصة التي حكاها فيما يتعلق بالعلل لابن المديني فإنها غنية عن الرد لظهور فسادها وحسبك أنها بلا إسناد وأن البخاري لما مات علي كان مقيما ببلاده وأن العلل لابن المديني قد سمعها منه غير واحد غير البخاري فلو كان ضنينا بها لم يخرجها إلى غير ذلك من وجوه البطلان لهذه الاخلوقة والله الموفق.
وهذا الكلام الذي أورده ابن حجر هو الباطل بلا شك لعدة أمور:
- ما ذكره من أن عدم وجود سند لها دليل بطلانها لا نسلم به لأن القصة منقولة من كتاب الصلة لمسلمة ولعل المصنف أورد سندها هناك لكن ابن حجر امتنع عن ذكره اخفاء للحقائق كما تعودنا منهم.. ثم العجيب أن القوم اعتمدوا على نقل مسلمة لقصة عرض صحيح البخاري على أئمة الحديث وتصحيح العقيلي له المذكورة في نفس المصدر: قال وسمعت بعض أصحابنا يقول سمعت العقيلي لما ألف البخاري كتابه الصحيح عرضه على ابن المديني ويحيى ابن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه وكلهم قال كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث قال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة.
فعجبا من هؤلاء كيف يقبلون قوله لما وافق هواهم ورفضوه عندما خالفه!
القوم ملزمون اما برد الخبرين أو برد كليهما وفي الحالتين الصحيح سيسقط عن الاعتبار..
- ثانيا استدل ابن حجر على بطلان هذه القصة بشهرة كتاب ابن المديني وانه قد سمعه منه أكثر من واحد.. ولا أدري كيف علم ابن حجر أن كتاب كتاب العلل قد سمع من أكثر من واحد فليته أتانا باسمائهم ولو سلمنا له جدلا بهذا فان السماع شيء وحيازة الكتاب شيء آخر فالأول سيبقى محتاجا لاستاذه لكي يسمع منه ويستفيد من علمه أما الثاني الذي حاز ينبوع علم استاذه فقد استغنى به عن الحضور والسماع بل سينافس ويضاهي استاذه في العلم.
اذن فالخطوة الأولى التي كانت مبدأ لكتابة الجامع الصحيح هو هذه السرقة العلمية التي سود بها صحيفة أعماله..
الوقفة الثانية التي لابد من الاشارة لها والتي قد تكون غريبة عند كل من سيعلمها هو أن البخاري مات ولم يترك كتابا!!
نعم... البخاري غادر هذه الحياة ولم يترك كتابا اسمه الصحيح كما يعبرون عنه أو (الصحيح الجامع) كما يدعون أنه سماه!!
هذه الحقيقة نقلها جملة من علماء أهل السنة واعترفوا بها ولم ينكروها:
قال ابن حجر في الفتح:ولم أقف في شيء من نسخ البخاري على ترجمة لمناقب عبد الرحمن بن عوف ، ولا لسعيد بن زيد ، وهما من العشرة ، وإن كان قد أفرد ذكر إسلام سعيد بن زيد بترجمة في أوائل السيرة النبوية ، وأظن ذلك من تصرف الناقلين لكتاب البخاري ، كما تقدم مرارا أنه ترك الكتاب مسودة ، فإن أسماء من ذكرهم هنا لم يقع فيهم مراعاة الأفضلية ولا السابقية ولا الأسنية ، وهذه جهات التقديم في الترتيب ، فلما لم يراع واحدا منها دل على أنه كتب كل ترجمة على حدة فضم بعض النقلة بعضها إلى بعض حسبما اتفق.
نستنتج من هذا النقل عدة أمور:
- نسخ البخاري متفاوتة ومختلفة وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا
- الناقلين والنساخ قد تصرفوا وتلاعبوا بالبخاري وهذا أيضا سنتعرض له
- النقطة الأهم أن البخاري ترك مسودة وليس كتاب!!..
السؤال المهم: كيف تحولت هذه المسودة الى كتاب؟؟
يتبع..
التعديل الأخير تم بواسطة الطالب313 ; 04-04-2012 الساعة 03:11 PM.