السلام عليكم
موضوع قرأته اعجبني فنقلته
حدد أرسطو عدة مبادئ للمنطق الصوري اعتبرها ضرورية للتفكير العقلاني، حيث يستند عليها العقل الانساني في استدلالاته وبراهينه وطريقة تفكيره. وتعتبر مبادئ المنطق الصوري مبادئ شاملة للنوع البشري في كل زمان ومكان، بحيث يتمكن العقل بواسطتها من انتاج تفكير سليم متماسك منطقيا وخالي من التناقض، كما يقيس عليها العقل جميع المعارف فيميز بين الصحيح والخاطئ. وقد حدد أرسطو قوانين ومبادئ التفكير السليم (المنطق) في أربعة مبادئ هي:
1- مبدأ الهوية: ويدل على أن الشيء يظل متطابقا مع نفسه، بمعنى كل شيء يبقى هو هو، ويتمتع بوحدة الذات التي تجعله يبقى دائما نفس الشيء. ويرمز الى هذا المبدأ ب " أ=أ" أو "أ هي أ" ، ومن خلال هذا المبدأ يستطيع العقل الانسان أن يعرف الاشياء ويفهم هويتها. فلكل شيء هوية ثابتة يستطيع العقل ادركها وفهمها والاحتفاظ بها. ويسمى كذلك مبدأ الذاتية.
2- مبدأ عدم التناقض: فالشيء لا يحتمل حكمين متناقضين،أي أن كل قضية لا يمكن أن تكون صحيحة وليست صحيحة في نفس الوقت وبنفس المعنى ومن نفس الجهة، ويرى المناطقة حكم القضية اذا كان صادقا بطل الحكم الخاطئ واذا كان الحكم خاطئا بطل الحكم الصادق، اذ لا يمكن الجمع بين النقيضين في قضية واحدة. فمثلا لا يصح أن نقول إن هذا الشيء موجود ومعدوم في وقت واحد.كما لا يصح أن نقول إن عمر مجتهد وكسول في نفس الوقت: ويرمز الى هذا المبدأ كما يلي:" أ ليس هو ب"
3- مبدأ الثالث المرفوع:ويسمى كذلك بالحد الوسط الممتنع أو الوسط المستبعد، والرفع في اللغة يدل على الحكم المرفوض، ويعني أن الشيء لابد أن تكون له صفة ما أو نقيضها، كأن يكون الشخص إما صادقا وإما كاذبا، فإذا كان المبدأ السابق ينفي امكانية اجتماع الصفتين معا من نفس الوجوه في قضية واحدة، فهذا المبدأ يحتم أن تتصف القضية بحكم أو وصف منهما. ويقول المناطقة "إن المتناقضان لا يصدقان معا ولا يرتفعان معا".
4- مبدأ السببية أو العلية: يدل هذا المبدأ على أن لكل حادثة او ظاهرة سبب، ولكل معلول علة، ويقصد بالعلة الشرط اللازم لحدوث او غياب او تعديل ظاهرة ما. وقد حدد أريسطو أربعة علل هي:
العلة المادية: ويقصد بها المادة التي يتكون منها الشيء.
العلة الصورية: وتدل على الصورة أو الشكل او الهيأة التي وجد عليها الشيء.
العلة الفاعلة: وتعني من قام بخلق او صنع او فعل ذلك الشيء.
العلة الغائية: وتقصد بها الهدف والغاية التي وجد من أجلها الشيء.
ولو أخذنا الكأس بمثابة مثال لتوضيح هذه العلل، فسيكون الزجاج علته المادية، ويكون الشكل الاسطواني علته الصوررية ويكون صانع الكؤوس علته الفاعلة ويكون الشرب علته الغائية.