أن تؤمن بالله فقد آمنت بالحق والإيمان بالحق نزع للشوائب والدنايا....لا كبرياء ولا دونية مع إيمان إلا عزة نفس وسعادة ذات، فالكبرياء مدعاة التجبر وتصوره جالب للأحقاد والبلايا..أما الإيمان معرفة وامتلاكه علو عن الشهوات-بأنواعها- وحض علي الخيرات..
النفس تتوق إلي السعادة وحين تدعي بلوغ الكمال -ببلوغها الحقيقة- كان سقوطها، لذا قيل أن العالم يظل عالما ما طلب العلم فإذا ظن أنه عَلِم فقد جَهِل، وطلب العلم درب الحقيقة، ودرب الحقيقة هو السعادة، والسعادة مرادف لتجاوز الذات أو ما يسمي لدي الصوفية بإنكار الذات، فالمُنكر لذاته عارف بالحقيقة مطلع عليها، وأن تكون واعيا ليس شرطا أن تزعم نفسك مؤمنا.
فالوعي له مدخل للكبرياء ذلك أنه إدراك وفهم، ولا إدراك للحقيقة إلا بإيمان النفس واستسلامها لفطرتها،أما الإيمان فهو خضوع وخنوع لمن وجد الأشياء ، وعليه فلابد أن ينعكس إيمانك علي أفعالك وألا تقرب نفس بأذاها قولا أو فعلا، حينها كان وعيك كبرياءك لكونك اعتقدت امتلاكك للحقيقة والآخر شر مستطير جاهل أو حقود متربص أو متآمر.
أما إيمانك بالله فهو حُب والحُب طارد للكراهية، فلا يجتمع الإثنان في قلب إلا وأصابه النفاق، وحب الله حب الحق وحب الحق حب الناس والغضب حادث وبإيمانك يزول، أما الكراهية فمرض ولن تتعافي منه إلا بمعرفة من أحاط بكل الأشياء علما، ذلك أن نفسك ونفس كريهك شئ، فإذا عرفت الله عرفت من تكرهه، وإذا عرفت الله أحببته لحب الخير له ، ذلك أن سر السعادة في مساعدة الآخرين وسعادتهم،فلا بُغض مع إيمان ولا حقد مع معرفة ولا حسد مع بلوغ العلم..