|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 68264
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 6
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
شرعية العمل السياسي للمرأة
بتاريخ : 14-10-2011 الساعة : 12:23 PM
بقلم : الباحث والخطيب الحسيني
الشيخ فاضل البهادلي
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نستذكر فاطمة الزهراء(ع) ونستعيد حركيتها في الواقع الإسلامي ووقفها إلى جانب الإمام أمير المؤمنين ومواجهتها لكل الظلم والحيف الذي وقع عليه وعليها وخروجها إلى نساء المهاجرين والأنصار لتذكيرهم والاحتجاج عليهم ومخاطبتهم بالحقائق الإسلامية والقرآنية أننا عندما نستعيد ذلك كله فإننا نستوحي منه شريعة دخول المرأة في ساحة الصراع السياسي من موقع المسؤولية المنفتحة على الإسلام والمسلمين الآن فاطمة(ع) هي المرأة المعصومة ومن ثم فإن ما تقوم به من عمل وتتحرك به أو تتحدث به إنما يمثل شرعية بكل ما تعنيه الشرعية كما أننا نستطيع ان نستعيد شرعية العمل السياسي للمرأة المؤمنة من القرآن الكريم أيضاً من خلال قوله سبحانه وتعالى
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } (1) فان المعروف يتسع لكل عدل وكل حق في الحياة والمنكر على عكسه تماماً فالمعروف لا ينحصر بالصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات وأعمال الخير كما ان المنكر لا ينحصر بشرب الخمر وأكل مال اليتيم والسرقة وغيرها من المحرمات بل هو يتسع لكل الظلم والباطل في الحياة ان المعروف والمنكر يتجاوزان ذلك ويتجاوزان معنى الحركة الفردية في واقع المسلمين ويمتدان إلى الحركة العامة الاجتماعية المتعلقة بقضايا المسلمين العامة والآية الشريفة كما تلاحظ لم تقصر مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعنى الذي ذكرناه للمنكر والمعروف على الرجل بل جعلت المرأة في صف الرجل والمؤمنين إلى جانب المؤمنات في هذه المهمة وهي مهمة الأمر بالمعروف الذي ينطلق من خلال يد تتحدى وكلمة تثور وقلب يرفض ومهمة النهي عن المنكر سواء المنكر السياسي أو الشرعي أو العقيدي أو الاجتماعي تماماً كما هي مهمة الأمر بالمعروف تشمل الرجل والمرأة معاً ولهذا رأينا الإمام الحسين يقول وهو يحدد هدف ثورته (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد ان آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر)(2) فجهاد الإمام الحسين (ع) وثورته كانا آمرا بالمعروف ونهياً عن المنكر وقد رأينا المؤمنين والمؤمنات معه في كربلاء يشاركون في أداء هذه المهمة كما رأينا المؤمنين والمؤمنات من قبل في مكة والمدينة يقفون مع النبي الخاتم (ص) في كل ساحات الصراع فكان النبي الخاتم (ص) ومعه خديجة بنت خويلد(رض) وكان الإمام علي ومعه فاطمة وكان الإمام الحسين ومعه زينب الحوراء(ع) التي سارت إلى نهج أمها الزهراء(ع) وتحركت إلى كربلاء ومن ثم إلى الكوفة والشام وقامت بوظيفتها على أتم وجه وجسدت كلمة أبيها أمير المؤمنين (ع) (أفضل الجهاد كلمة عدل عند أمير جائر)(3) هكذا كانت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع) رائدة العمل السياسي والجهادي من خلال معارضتها وثورتها واحتجاجها وخطبها في المسجد مسجد رسول الله(ص) ومع نساء المهاجرين والأنصار وهكذا ينبغي ان تكون المرأة المسلمة مقتدية بالزهراء(ع) غير منشغلة بنفسها وزينتها عن القيام بواجباتها الاجتماعية والسياسية .
مسؤولية المرأة الثقافية
من حياة سيدتنا فاطمة الزهراء(ع) أنها كانت تكتسب العلم عن أبيها رسول الله (ص) حتى أنها كانت أول مؤلفة في الإسلام وكانت تلقي دروساً إسلامية على نساء المهاجرين والأنصار اللواتي كن يجتمعن عندها لغرض التعلم .
والدروس الذي نستفيده من ذلك هو أن على المرأة المسلمة والمثقفة إسلامياً أن تجعل حياتها في خدمة الدعوة الإسلامية والتبليغ وهذا يفرض عليها أولاً أن تنمي ثقافتها الإسلامية وتغنيها بالمعارف الإلهية المتنوعة ومن ثم تعمل على القيام بوظيفة الدعوة والتبليغ بما يتناسب مع حجابها وسترها والتزامها الشرعي والتزاماتها الزوجية كما قامت البتول فاطمة(ع) بواجبها خير قيام ولم تمنعها أعباء البيت وتربية الأولاد من القيام بهذه المسؤولية ولم يمنعها كون زوجها أمير المؤمنين (ع) مجاهداً في سبيل الله يخرج من غزوة إلى غزوة ومن حرب إلى أخرى ومن ثم يأتيها وهو مثقل بالجراحات والدماء وتقوم هي بمداواته وتنظيف جروحه وغسل ثيابه وسيفه من الدماء لم يمنعها ذلك ولا غيره من المسؤوليات التي كانت ملقاة على عاتقها من أن تقوم بوظيفة التبليغ والدعوة وإرشاد المسلمات إلى أحكام دينهن وتعاليمه والقيام بمسؤولية العلم في حياتها يستوحي من هذه المسألة أن المرأة لابد ان تتحمل مسؤولية العلم مسؤولية ما تقرأ وتدرس وتعقل مسؤولية أن تكتب بحسب إمكاناتها في الكتابة ومسؤولية أن تنقل ما تعلمه إلى الآخرين ما أمكنها العمل بالإرشاد والموعظة والنصيحة كما كانت البتول الزهراء(ع) تنقل علمها إلى الآخرين من أجل قوة الإسلام والدفاع عن الإسلام الحنيف على المرأة أن لا تحتقر طاقاتها أو تستصغر إمكاناتها فقد يكشف الإنسان نفسه التجربة فإذا لم يجرب فلن يكشف نفسه لذا يدعوا الإسلام إلى حركة المرأة الفكرية والثقافية وحركة المرأة الأدبية وحركة المرأة السياسية والجهادية وحركة المرأة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن تستهدي الزهراء(ع) في كل خطواتها لأننا عندما ندرس شخصية الزهراء(ع) فأننا نجد أنها تمثل الشرعية في كل ما عاشته وانطقلت فيه ودخلت في ساحات لهذا علينا أن ننطلق لنأخذ ايجابيات هذه المرأة العظيمة وكلها ايجابيات في حياتها الحركية حتى تصل إلى مرحلة يتكامل فيها الرجل والنساء في المجتمع الإسلامي فلا تكون المرأة كمية مهملة على هامش الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي العام للرجال فالله تعالى يقول (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض أي أولياء في التعاون والنصر والتكامل يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) .
|
|
|
|
|