الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها مع التشبيه:
(أي: إثبات هذه الصفات لله مع تشبيهها بصفات الإنسان).
2 ـ قول الأشاعرة
الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها لله بعد سلب كيفيتها.
(أي: إثبات هذه الصفات لله بعد انتزاع كيفيتها من مفهومها).
3 ـ قول المعطّلة
تعطيل العقل في مجال فهم معنى هذه الصفات، وتفويض معناها إلى الله تعالى.
(أي: إنّ الإنسان غير مكلّف بفهم معاني هذه الصفات بل تكليفه هو الإيمان بلفظها فحسب).
4 ـ قول المؤوّلة
عدم الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها مع التأويل.
(أي: إثباتها وتأويل معناها إلى المعنى المنسجم مع تنزيه الله).
5 ـ قول الإمامية
عدم الأخذ بظواهر هذه الصفات وإثباتها على نحو المجاز من غير تأويل.
(أي: حمل هذه الصفات على معانيها اللغوية من باب الكناية عن مفاهيم عالية لا من باب التأويل).
يذهب أصحاب هذا القول إلى الأخذ بظواهر الصفات الخبرية، وإثباتها لله مع تشبيهها بصفات الإنسان.
ومن هذا المنطلق جوّز هؤلاء الانتقال والنزول والصعود والاستقرار المادي والملامسة والمصافحة لله; لأنّهم يتمسّكون بظواهر هذه الصفات ويفهمون منها ما يفهم عند إطلاقها على الأجسام.
موقف أهل البيت(عليهم السلام) من المشبّهة :
1 ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ما عَرَف الله من شبّهه بخلقه.
2 ـ قال الإمام علي(عليه السلام): "اتّقوا أن تمثّلوا بالربّ الذي لا مثل له أو تشبّهوه من خلقه، أو تلقوا عليه الأوهام، أو تعملوا فيه الفكر، وتضربوا له الأمثال، أو تنعتوه بنعوت المخلوقين...".
3 ـ كان الإمام زين العابدين(عليه السلام) ذات يوم في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ سمع قوماً يُشبِّهون الله تعالى بخلقه، ففزع لذلك وارتاعَ له، ونهض حتّى أتى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)فوقف عنده ورفع صوته يناجي ربّه، فقال في مناجاته: "إلهي بدت قدرتُك ولم تبدُ هيئةٌ فجهلوك وقدّروك بالتقدير على غير ما به أنت، شبّهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك..."
4 ـ قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... تعالى عمّا يصفه الواصفون المشبّهون الله بخلقه المفترون على الله".
5 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام): "إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج، ظاعناً في الاعوجاج، ضالاًّ عن السبيل،
قائلاً غير جميل، أعرفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس معروف بغير تشبيه...".
6 ـ قال الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام):
"إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب:
: الأخذ بالظاهر وإثباتها بعد سلب كيفيتها
يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الصفات الخبرية ثابتة لله بالمعنى المتبادر منها عرفاً، وأنّ لله وجه وعين ويد و... ولكن كيفية هذه الصفات مغايرة لكيفية صفاتنا.
فله تعالى وجه، ولكنّه ليس كوجوهنا.
وله تعالى عين، ولكنّها ليست كأعيننا.
وله تعالى يد، ولكنّها ليست كأيدينا.
وله تعالى نزول، ولكنّه ليس كنزولنا.
قال أبو الحسن الأشعري: "إنّ له سبحانه وجهاً بلا كيف... وأنّ له سبحانه يدين بلا كيف... وأنّ له سبحانه عينين بلا كيف
يرد عليه :
إنّ "الوجه" و "العين" و "اليد" وغيرها من الصفات الخبرية عبارة عن ألفاظ وضعت لأشياء لها كيفية خاصّة.
ولا يصح استعمال هذه الألفاظ في موارد وإثبات معانيها بلا كيفية.
لأنّ "الكيفية" هي المقوّمة والمثبتة للمعنى، فإذا حُذفت الكيفية فستكون الألفاظ من ناحية المعنى مبهمة ومجهولة، وما هو مبهم ومجهول غير صالح للدلالة على شيء أو حقيقة.
توضيح ذلك:
إنّ القول بأنّ لله تعالى يداً حقيقية ولكنّها بلا كيف، كلام متناقض; لأنّ اليد الحقيقية لها كيفية معلومة، وحذف الكيفية حذف لحقيقتها، فيكون لفظ "اليد" بعد حذف الكيفية لفظاً غير مفهوم وغير معقول، فلا يمكن جعل هذا اللفظ وسيلة للإشارة إلى حقيقة معيّنة; لأنّ اللفظ المبهم لا يصلح لذلك
تنبيه :
إن انتزاع "الكيفية" من اللفظ يجعل اللفظ غير مفهوم وغير معقول، ولا يصح هذا الانتزاع في جميع الأحوال حتّى في الكناية والاستعارة، ففي هذه الحالات أيضاً يُستعمل اللفظ مع كيفيته، ولكن يكون استعماله في غير ما وضع له، ويكون إطلاقه مع كيفيته على نحو المجاز.