|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51434
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 301
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
عالم رباني .... لا يمكن ان ينساه التاريخ (السيّد علي بن طاووس )
بتاريخ : 13-04-2011 الساعة : 08:53 PM
السيّد عليّ بن طاووس الحسني كما قيل فيه ( حين تُقبِل عليه فإنك تشعر أن قلبك بدأ يتنوّر ويتغيّر ) فقد كان عالماً عزيزاً شفّاف القلب، يفيض بالمعرفة الهادية وفيه العمق وفيه الصدق والمحبة و ينضح بالتعبّد و الإقبال على الله تعالى .
هنالك سرّ عميق يغطي حياة السيّد عليّ بن طاووس رضوان الله عليه يظهر في طريقة تعرّفه على حقائق الوجود في منهج المعرفة الإلهية وهو يعتمد تهذيب وتطهير القلب لتنزّل المعرفة الالهية النورانية .
يظهر ذلك حين يقول مثلاً: « واعلَمْ أن الله جلّ جلاله تفضّل علينا بأسرار ربّانية وأنوار محمدية ومَبارّ علَوية. منها: تعريفنا بأوائل الشهور وإنْ لم نشاهد هلالَها. وليس ذلك بطريقة الأحكام النجومية، ولا الاستخارات المَرويّة، وإنما ذلك ـ كما قلنا ـ بالأمور الوجدانية الضرورية ».
وقال وهو يتحدّث عن الإمام المهدي عليه السّلام خلال زيارة قام بها إلى سامّراء: « وكنتُ أنا بـ « سُرّ مَن رأى »، فسمعتُ سَحَراً دعاءه عليه السّلام، فحفظتُه منه... وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمئة ».
ومن خلال ما كان يتحدّث به إلى ولده محمّد: « فإنْ أدركتُ يا ولدي موافقةَ توفيقك لكشف الأسرار عليك، عرّفتُك من حديث المهدي صلوات الله عليه ما لا يشتبه عليك، وتستغني بذلك عن الحجج المعقولات وعن الروايات... فإنّ أباك معرفتُه أبلغ من معرفة ضياء شمس النهار ».
ومما ظهر من ملامح شخصيته هي طريق الاستخارة الإلهية التي هي من توكّل المؤمنين في حياة ابن طاووس رضوان الله عليه وهو موقن أنها « الاستخارة الصادرة عن الإشارة الإلهية » كما يقول.
كان إلحاح حكّام عصره من أُمراء ووزراء وخلفاء على التقرّب إليه وإصرارهم على تقليده المناصب والولايات ولكنّ موقف ابن طاووس ما خيّب آمالَ أصحاب الحكم والسلطان.
هذا الموقف الحازم الحاسم من المشاركة في السلطة موقف قوي راسخ لم يتزعزع ولم يهتز و ظهر من خلال وصاياه لولَده : « فإيّاك ثمّ إيّاك أن تُشمِت بي الشيطانَ بعد وفاتي، وأن تجعله يوافيني بعد وفاتي ويقول: قد ظفرتُ بولدك الذي هو قطعة من كبدك! وتأتينا يوم القيامة وعليك لباس الندامة... فبأيّ وجه تَلقى جدّك محمداً صلّى لله عليه وآله، وأباك عليّاً عليه السّلام، وسلَفَك الأطهار، وقد أعَنتَ عليهم وقبّحتَ ذِكرهم وكنتَ عدوّاً لهم؛ لأجل عارِ أيّام قصار ؟!... باللهِ، لا تُفارِقْ هذا البابَ الشريف الإلهيّ المقدس المهجور الآن... والزَمْه ».
في عام 656 هـ حدثت الموجة المغولية الزاحفة نحو بغداد و كان للرجل المقدس موقف كبير إلى التوجه بمفرده لملاقاة كبار زعماء المغول قبل أن يقتحموا المدينة ولكنّ « المستنصر » العباسي لم يأذن له، وعدّ خروجه إليهم لوناً من الضعف يُحسَب على سلطته أمام قادة المغول.
يقول في ختام كتاب « إقبال الأعمال » في أدعية السنة وأعمالها: « وأسالك أن تَقبل ما عملتُه بما وهبتَني من قوّتك، وصنّفتُه بهدايتك.. أفضلَ ما قبلتَه ممّن شرّفتَه بإقبالك عليه... وقد بَعثتُ بهذا العمل أمامَ القُدوم إليك، وأنا مشتاق إلى لقائك والمجيء إليك. تخلّفتُ ستين سنة في دار الفناء... ».
ما يزال السيد ابن طاووس حاضراً فيما كتب عليه سيماء التوفيق وفي مؤلفاته دقّة وعمق وتدرك سعةَ الدائرة المعرفية التي كتب فيها هذا العالم يتخلّلها جمال عفوي وصفاء فطري.
من تأليف السيّد بن طاووس:
1 ـ إقبال الأعمال.
2 ـ الأمان من الأخطار.
3 ـ رسالة عدم مضايقة الفوائت.
4 ـ سعد السعود.
5 ـ فَرَج المهموم.
6 ـ فلاح السائل.
7 ـ كشف المحجّة.
8 ـ مُهَج الدعوات.
أبو فاطمة العذاري
[COLOR=window****][/COLOR]
|
|
|
|
|