[بحراني22]

قصة المرأة الكبيرة و القوات العسكرية في مستشفى السلمانية
اهلا و سهلاً هذي قصة مرة كبيرة بتروح مستشفى السلمانية

خرجت من دارها مترنحة يمنة و يسرى بعدما تجاوز عمرها الثمانون .... لكبر سنها طلبت مني والدتي و من أخي أن نبقى مع جدتنا لكي نقوم براعيتها ... و لكن أخي أصيب بعدة رصاصات أدخلته المستشفى من ذلك اليوم الجمعة الذي أطلق فيه الجيش أعيرته النارية و سقط الشهيد الفدائي للوطن عبدالرضا بوحميد ... فقد كان أخي من ضمن الحضور الى جنب الشهيد فأصيب و ارقدته الرصاصات المستشفى ... تلاحقت عيناي جدتي و أنا أصر عليها بعدم الخروج من المنزل ففي ذلك خطورة عليها و هي امرأة كبيرة في السن و تعاني ما تعاني من أمراض ... لكنها أبت و خرجت مستعينة بجدران حينا في المنامة ( فريج المخارقة ) لتصل الى الشارع و بعد ذلك تستعين بسيارة او تواصل المشي الى المستشفى ... فما أن وصلت الى الشارع القريب من وزارة الداخلية ( القلعة ) حتي خرج لها بعض البلطجية يسألونها عن مقصدها ... فأجابتهم بكل طيبة ( الى المستشفى ) ... فقالوا لها ( و لهجتهم تكشف عن ان بعضهم ليس بعربي و الاخر ليس ببحريني ) و اين ابناؤك و اين بناتك و اين زوجك ؟؟؟ فأجابتهم : كلهم في المستشفى .... فأخذ البعض يسخر منها قائلا : و ماذا يفعلون في المستشفى ؟؟؟ ... قالت لهم : ينتظروني أن أصل لكي يموتوا بين يدي ... عندها قال بلطجية النظام : دعوها فإنها خرفة و لا تعي شيئا ... واصلت دربها و استغرق وصولها الى المستشفى قرابة الثلاث ساعات ... لانها كانت تجلس في الطريق بعد عدد من الخطوات لكبر سنها ... فما أن وصلت الى المستشفى و أرادت الدخول حتى استقبلها الجيش السعودي بفظاظته و خشونة اسلوبه الوحشي البريري ( الى وين يا حرمة ) ... لكن جدتي لم تعر هذه البعرة التي أمامها أي اهتمام ظنا منها أنه يفهم الى أين مقصدها و هي تقف بباب مستشفي السلمانية ... فأشهر السلاح في وجهها ليوقفها و كرر عليها السؤال ... فأجابته : أني رايحة الى قوة دفاع البحرين .... فقال لها : يا حرمة انتي خرفانة و هذي مي قوة الدفاع هذي مستشفى ... فقالت له : واذا هذا مستشفى ليش كل هالقوات و المدرعات والدبابات و الطائرات و الجيش و الشرطة و المباحث و الجواسيس ( طبعا جدتي رأت وهي واقفة عند الباب طائرة هوليكبتر في مواقف السيارات بمستشفى السلمانية ) ... فقال لها مرة أخرى : يا حرمة ممنوع ممنوع ... فقالت له : اذا لم أدخل المستشفى سأموت ... فقال لها : ردي بيتكم و موتي هناك .... فلم تكترث بكلامه الوقح و سارت في طريقها نحو بوابة المستشفى و هنا كانت الطامة الكبرى ... فما إن وصلت حتى رأت جيشا و شرطة و مباحث و بلطجية و شبابا و شابات في المستشفى و ما أن فتحت الباب حتى تلقفها الجميع باشهار اسلحتهم في وجهها فتقدمت احدى الشرطيات و بعض البلطجيين للتحقيق معها ... كيف وصلت و مع من أتيت و ما اسمك و اين بطاقتك و كم عمرك و اين جوازك و ماذا تريدين ... حتى وصل بهم الحال الى ان طلبوا منها التفتيش الجسدي ... فعندها بدأت جدتي بالصراخ لان ذلك مما يهين كرامة الانسان ... حينها أصر المسؤول الكبير على جدتي أن يكون نزعها لملابسها أمام الملأ من الشرطة النسائية و الرجالية و البلطجية ... قالت لهم جدتي : لو أني أم واحد منكم ترضون أحد يسوي فيني جذي ؟؟؟ ... فنكسوا رؤوسهم جميعا الا كبيرهم أصر على ذلك ... و أخذ الباقي في الهرج و المرج الى ان انتهى بها الحال الى اخراجها من المستشفى ووضعها في سيارة مع عامل أجنبي و هذه السيارة ( وانيت او بيك اب ) و تجلس في الخلف يلفح وجهها حر البحرين و تجري دموعها على خديها لعدم رؤية حفيدها الذي لا يعلم عن مكانه بعد أن اختطفوه من غرفته بالجناح الى مكان مجهول ... و يتمتع العامل الاجنبي في الداخل بالمكيف و ليوصلها الى دوار القلعة و بعده تأتي الى البيت محملة بكل أنواع الهموم مما لاقته ....