حينما شاء الله إن يخلق ادم , " وإذ قال الله للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة , قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك, قال إني اعلم ما لا تعلمون", طنت الملائكة من إجابته تبارك وتعالى انه غضب عليها فقامت تسبحه وتقدسه وتطوف بالبيت المعمور في السماء والذي هو اقرب ما تكون عليه الكعبة في الأرض بل إنها توازيه تماما لو سقط منه حجر مستقيما لسقط على الكعبة وهكذا ظلت الملائكة تطوف حول البيت المعمور وتستغفر, بينما نزل إبليس إلى الأرض وصرخ : أيتها الأرض! أتيتك ناصحا! إن الله شاء أن يخلق منك أفضل الخلائق ! وأخشى أن يعصي الله فيدخل النار !! وعندها ستدخلين النار أنت أيضا !! فان جاء الملائكة يأخذون من ترابك فاقسمي عليهم بالرب العظيم أن لا يأخذوا من ترابك. وفعلا, فما أراد الله أن يخلق ادم أمر جبرائيل ليأتي بقبضة من أديم الأرض ليخلق منها خلقا جديدا , فاتاها جبرائيل فاقشعرت الأرض وسألته بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئا.
•فماذا فعل أمام هذا القسم العظيم؟!
أمره الله بالانصراف, وجاء بعده ميكائيل فكان من الأرض ما كان فانصرف أيضا, فجاء اسرافيل فجرى معه مثلما جرى مع سابقيه , فبعثني الله.
•فماذا فعلت؟
قلت لها :أمرني الله بأمر أنا ماض إليه سرك أو ساءك.
وقبضت منها كما أمرني الله قبضة من أعلاها وأدناها وأبيضها وأسودها وأحمرها وأخشنها وأنعمها ولذلك اختلفت صفات الناس وأخلاقهم وألوانهم فمنهم الأبيض والأسود والأصفر والأحمر, ثم إني صعدت بها إلى موقفي , فقال الله لي : كما وليت قبضها من الأرض كذلك تلي قبض أرواح كل من عليها وكل من قضيت عليه الموت من اليوم إلى يوم القيامة....
•فما كان شعورك حينها؟
بكيت .. فقال لي الحق تعالى : ما يبكيك؟ قلت : إذا كنت كذلك كرهني هؤلاء الخلائق! فقال : لا تخف إني اخلق لهم عللا فينسبون الموت إلى تلك العلل