الحذر: التحرز من الشيء . والقدر: ما كتبه الله تعالى وقدره من الكائنات. ومعلوم أن ما قضى الله بوقعه فلا دافع له، وهذا من الأمثال الحكيمة. قال هانئ بن قبيصة الشيباني لقومه يحضهم يوم ذي قار وهو يوم مشهور أيامهم: يا معشر بكر! هالك معذور خير من ناج فرور. إنّ الحذر لا يغني من القدر، وإنّ الصبر من أسباب الظفر. المنية ولا الدنية. استقبال الموت خير من أستدباره. الطعن في ثغر النحور أكرم منه في الأعجاز والظهور. يا آل بكر! قاتلوا، فما للمنايا من بد!
ويحكى أنّ أمير المؤمنين عليا عليه السلام كان إذا حمي وطيس الحرب انشد:
أي يومي من الموت افر ... يوم لا يقدر أمثال يوم قدر
يوم لا يقدره لا أرهبه ... و من المقدور لا ينجي الحذر
ثم يحمل ويغشى لظاها.