اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشرف العقائدي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
-------------------------------------
(نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء)
بارك الله تعالى أيتها الرائعة
مواضيعك في تالق دائم
أدام الله تعالى عليكم نعمة الولاء والتوفيق لأحياء أمرهم والجميع
------------------------------------------
|
و بارك بكم العلي القدير يا سيدي الكريم
أسأل الله لكم التوفيق ان شاء الله
شكرا على الثتبيت
/
تابع
يقول الكاتب حول ظروف تلك الفترة
2 ـ الفارق التاريخي بين شخصية الإمام الحسن عليه السلام و شخصية أبيه الإمام علي عليه السلام و نعني بالفارق التاريخي
رصيد كل واحد منهما في أذهان الناس إذ ليس هناك فارق بينهما في حساب الله عز وجل فإن كل واحد منهما إمام معصوم
و لكن المقصود هو ان المسلمين آنذاك لم يكونوا يؤمنون بفكرة النص على إمامة الامام سوى القلة القليلة منهم
و لذلك لم يعاملوا الإمام الحسن عليه السلام كإمام مفترض الطاعة منصوص عليه
و إنما عاملوه على ان امامته عامة وامتداد لخط السقيفة و مفهومها للخلافة
و الذي نؤكده هنا ان رصيد الإمام علي عليه السلام التاريخي في نفوس الناس لم يمتلك نظيره الإمام الحسن عليه السلام
3 ـ تسلم الإمام الحسن عليه السلام الحكم بعد استشهاد أبيه مباشرة مما قوي موجة الشك في رسالية المعركة التي يخوضها الإمام الحسن عليه السلام حتى ان الإيحاء كان لديهم قويا بأن المعركة هي معركة بيت مع بيت ( أمويين مع هاشميين )
و هي بالتالي ليست معركة رسالية
كل هذه الاسباب و الملابسات عقدت موقف الإمام الحسن عليه السلام في مسالة الحكم
و بات الإمام أمام خيارات أربع لا خامس لها :
الخيار الأول :
وهو إغراء الزعامات و أصحاب النفوذ بإعطائهم الأموال و وعدهم بمناصب لاستمالتهم الى جانبه
و هذا الخيار اقترحه البعض على الإمام الحسن عليه السلام
لكنه رفضه بقوله :
أتريدون أن أطلب النصر بالجور فوالله ما كان ذلك ابدا
2 ـ الخيار الثاني
و هو ان يتجه الإمام الى الصلح من أول الأمر مادامت الأمة قد أنِست بحياة الدعة و مادامت زعاماتها قد بدأت تتصل بمعاوية
الإمام الحسن عليه السلام استبعد العمل بأحد هذين الخيارين نهائيا لعدم جداوها
و بقي على ان يخوض معركة يائسة يستشهد فيها هو و جماعته
أو ان يصلح بعد ان يستنفد اطول وقت ممكن ليسجل المواقف و ليبين للناس من يثبت ممن ينحرف
/
و يعلق الكاتب على هذا العرض بتساؤلات
يقول
و ها نحن نسأل بدورنا
هل خوض معركة يائسة كانت تؤدي الى مفعول أو الى تغيير للواقع الإسلامي آنذاك ؟
و الإجابة : كلا
لم تكن تلك المعركة اليائسة لتؤدي الى اي مفعول ما دامت سوف تتم في ظل شك الجماهير بهذه المعركة
و من هنا جاء لوم كثير من المؤرخين للإمام الحسن عليه السلام منددين بتكاسله و ضعفه و تنازله عن حقه حسما للفتنة و قبوله بحياة الدعة و الراحة
و جوابا على هذا الإفتراء :
ان خوض الإمام عليه السلام و دخوله في معركة يائسة سلفا يجعل معركته في نظر كثير من المسلمين بمستوى المعركة التي خاضها عبدالله بن الزبير حتى قتل و قتل معه كل أصحابه الخواص
و نسأل
هل أحد من المسلمين فكر بابن الزبير ؟
وهل ان معركته التي خاضها حققت مكسبا حقيقيا للإسلام أو قدمت زخما جديدا للعمل ؟
فالجواب : كلا
لم يفكر فيه أحد لأن الناس كانوا يعيشون مفهوما واضحا تجاه عبدالله ب الزبير
فهو في نظرهم
خاض المعركة لزعامته الشخصية ضد عبدالملك بن مروان
ولم تكن من أجل انقاذ الرسالة أو حماية الأإسلام أو تعديل الحكم المنحرف
فنفس هذا الشك بل بدرجة أقوى قد وجدت عند الجماهير التي عاشت مع الإمام الحسن عليه السلام
نفس المصدر ص 95 / 96 / 97