بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه نسخة من محضر اجتماع مجلس وزراء الخليفة عثمان كما نقله الطبري في ج3 من تاريخه :
فأرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان وإلى عبدالله ابن سعد بن أبي سرح وإلى سعيد بن العاص وإلى عمرو بن العاص بن وائل السهمي وإلى عبدالله بن عامر فجمعهم ليشاورهم في أمره وما طلب إليه وما بلغه عنهم فلما اجتمعوا عنده قال لهم إن لكل امرئ وزراء ونصحاء وإنكم وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي وقد صنع الناس ما قد رأيتم وطلبوا إلى أن أعزل عمالي وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون فاجتهدوا رأيكم وأشيروا علي فقال له عبدالله بن عامر رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك وأن تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك فلا يكون همة أحدهم إلا نفسه وما هو فيه من دبرة دابته وقمل فروه ثم أقبل عثمان على سعيد بن العاص فقال له ما رأيك قال يا أمير المؤمنين ان كنت تريد رأينا فاحسم عنك الداء واقطع عنك الذي تخاف واعمل برأيي تصب قال وما هو قال ان لكل قوم قادة متى تهلك يتفرقوا ولا يجتمع لهم أمر فقال عثمان ان هذا الرأى لولا ما فيه ثم أقبل على معاوية فقال ما رأيك قال أرى لك يا أمير المؤمنين ان ترد عمالك على الكفاية لما قبلهم وأنا ضامن لك قبلي ثم أقبل على عبدالله بن سعد فقال ما رأيك قال أرى يا أمير المؤمنين ان الناس أهل طمع فأعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم ثم أقبل على عمرو بن العاص فقال له ما رأيك قال أرى انك قد ركبت الناس بما يكرهون فاعتزم أن تعتدل فإن أبيت فاعتزم أن تعتزل فإن أبيت فاعتزم عزما وامض قدما فقال عثمان مالك قمل فروك أهذا الجد منك فأسكت عنه دهرا حتى إذا تفرق القوم قال عمرو لا والله يا أمير المؤمنين لانت أعز علي من ذلك ولكن قد علمت أن سيبلغ الناس قول كل رجل منا فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي فأقود إليك خيرا أو أدفع عنك شرا.
نلادظ من خلال المحضر ما يلي :
1- ان كل الوزراء من وي التاريخ السيء في الاسلام فهم طلقاء او امويين او قضى شطر من حياته يحارب الاسلام .
2- الخيانة فيما بينهم كما نص عليها عمرو في النهاية .
3- كيدهم لعامة الناس والتشاور للقضاء على ارادة الشعب الراضخ تحت الظلم .