اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
قطعاً لكل بناء (روحي أو مادي)
لابد من وجود أُسٌ أو أساس يستند عليه
فبدونه لا يغدو وجود للبناء،
أو حالة من الفوضى لا فائدة منها.
إذن لنضع جملة من التسائلات
نوضح من خلالها المغزى من هذا الموضوع
ولماذا يتداخل بين المظهر والجوهر،
ولماذا ينمُّ عن قوة الأفعال وضعفها،
وما هو مقدار التشابه بين بناء الروحي للإنسان
وبين البناء المادي بعد تطويع أسس المادة؛
التي يستخدمها في عمليات البناء،
كيف يظهر الأساس المتين من صورة البناء
وكيف نحكم على ضعفه دون أن
حيث يكون في أسفل البناء المادي،
ويكون في أعلى نقطه من البناء الروحي (أقصد العقل)،
هذه التسائلات تكمن أجابتها هنا :
من بديهيات المنطق أن لكل شيء أصل
بكونه النواة الأولى المتكوّنه في الرحم،
والمستعد دائماً لاستقبال حبِّ الحياة ومتاعبها،
ومن ثم عقله المسيطر على أفعاله،
من أجل بناء خلية المجتمع،
التي يرقى بها ويظهر منه الفعل والتقدّم والقوّة.
وحينما نفرِّق بين الأسس المادية والروحيه
نعلم أن البناء العقلي هو المسؤول عن بيان ذلك،
كما أنه يعمل على إظهار قدرات الإنسان
بحكم خضوعه لنظرية مواكبة التطور،
والذي لا يتقدّم إلاّ بعد امتلاكه لقواعد المنشأ؛
المتمثله بالجذور التاريخية،
أي السلوك النظري العلمي والعملي؛
الذي نقيس به معايير النجاح والفشل.
على ضوء هذا يتأكد لنا أنه لابدّ من وجود أساس
لأيِّ شيء نريد أن نحوّله إلى حقيقة،
وهذا لا يتمّ إلاّ إذا امتلك الإنسان
بصيرة عملية معرفية وفهمية،
تُدخله دائرة البناء من نقطة المركز
وحتى إنشاء الدائرة الكامله.
وأهمّ ما يؤسس له الإنسان،
أساس التعاون والعمل المشترك
والمبادره وأخذ زمام الأمور والأخلاق الحميده
فإذا تم التأسيس على هذا الأساس،
ظهر به الإنسان الاجتماعي الممتلك للإيمان بمجتمعه،
كمكوّنٍ لبناءٍ فريدٍ وراقٍ.