معنى المصحف : والمصحف - بضم الميم وكسرها , والضم أشهر , والحاء مفتوحة فيهما - وهو مجتمع الصحف أي مجمعها , ومنه سمي القرآن الذي صنفه عثمان مصحفاً , لأن القرآن كان قبل ذلك سوراً متفرقة , وآيات متقطعة , وأوراقاً منتشرة , وصحفاً متشتتة , فاذا جمعوا الصحف وجعلوها مجتمعة في نسخة واحدة سموها مصحفاً , فهو كان في الأصل اسماً للقرآن الذي كتبه عثمان بخطه , وكان يقال له الأمام أيضاً أي امام المصاحف , لكون سائر المصاحف مستنسخة منها , ثم استعمل في تلك المصاحف أيضاً , ولهذا المقام تفصيل آخر .
# فظاهر اطلاق مصحف فاطمة عليها السلام كون أصله صحفاً متعددة اجتمعت في نسخة واحدة , كما يظهر مما ذكره بعض علماء الجفر أنه كان أوراقاً متعددة , ويسمى كل قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه شيء صحيفة .
() وفي النهاية (1) أنه صلى الله عليه وآله كتب لعيينة بن حصين كتاباً , فلما أخذه قال : يا محمد أتراني حاملاً الى كتاباً كصحيفة المتلمس , والصحيفة الكتاب , والمتلمس شاعر معروف واسمه عبد المسيح بن جرير , كان قدم هو وطرفة الشاعر على الملك عمرو بن هند . فنقم عليهما أمراً فكتب لهما كتابين الى عامله بالبحرين يأمره بقتلهما وقال : اني قد كتبت لكما بجائزة .
فاجتازا بالحيرة فأعطى المتلمس صحيفته صبياً فقرأها فأذا فيها يأمر عامله بقتله , فألقاها في الماء ومضى الى الشام وقال لطرفة : افعل مثل فعلي فأن صحيفتك مثل صحيفتي , فأبى عليه ومضى بها الى العامل , فأمضى فيه حكمه وقتله , فضرب بهما المثل (2) .
الهامش :
(1) النهاية 13:3 / صحف
(2) انظر اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري : 200
الكليني , عن عدة من أصحابنا , عن أحمد بن محمد , عن عبد الله بن الحجال , عن أحمد بن عمر الحلبي , عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك اني أسألك عن مسألة ههنا أحد يسمع كلامي ؟
قال : فرفع أبو عبد الله عليه السلام ستراً بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك , قال : قلت : جعلت فداك ان شيعتك يتحدثون ان رسول الله صلى الله عليه وآله علم علياً عليه السلام باباً يفتح له منه ألف باب .
قال : فقال : يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام ألف باب يفتح من كل باب ألف باب , قال : قلت : هذا والله العلم , , قال : فنكت ساعة في الأرض ثم قال : انه لعلم وما هو بذلك , قال : يا أبا محمد وان عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله واملائه من فلق فيه خط علي بيمينه , فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس اليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده الي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك انما أنا لك فاصنع ما شئت قال : فغمرني بيده وقال : حتى أرش هذا كأنه مغضب قال : قلت : هذا والله العلم , قال : انه لعلم وليس بذاك .
ثم سكت ساعة ثم قال : وان عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قال : قلت : وما الجفر ؟
قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني اسرائيل قال : قلت : ان هذا هو العلم , قال : انه لعلم وليس بذاك .
ثم سكت ساعة ثم قال : وان عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟
قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟
قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرأنكم حرف واحد .
قال : قلت : هذا والله العلم
قال : انه لعلم وما هو بذاك
....................................... الى آخره
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عزوجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك(1) إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.
في البصائر : محمد بن عبد الجبار , عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ما مات أبو جعفر عليه السلام حتى قبض مصحف فاطمة عليها السلام
قال المجلسي : حتى قبض , أي الصادق او الباقر عليهما السلام , ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل .
(( البحار : 26 / 47 ح 86 ))
_____________________________________
وفيه : محمد بن اسماعيل عن ابن أبي نجران عن محمد بن سنان عن داود بن سرحان ويحيى بن معمر وعلي بن أبي حمزة عن الوليد بن صبيح قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا وليد اني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام قبيل فلم أجد لبني فلان فيها الا كغبار النعل .
(( بصائر الدرجات : 43 ))
_____________________________________
الخلاصة : ان الأئمة عليهم السلام توارثوا مصحف فاطمة عليها السلام والآن المصحف عن القائم المنتظر عجل الله فرجه وسهل الله مخرجه