|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 52384
|
الإنتساب : Jul 2010
|
المشاركات : 16
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
أكد في خطبة الجمعة أن التطرف والغلو يخالف تعاليم الاسلام ويفتك
بتاريخ : 24-07-2010 الساعة : 04:38 AM
أكد في خطبة الجمعة أن التطرف والغلو يخالف تعاليم الاسلام ويفتك بمجتمعنا العربي العلامة الحسيني : لتشكيل الحكومة العراقية قبل " خراب البصرة " وتقسيم بلاد الرافدين
ألقى سماحة العلامة السيد محمد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم وتناول فيها موضوع الغلو والتطرف وضرورة تجنهما واعتماد الوسطية .
وذكّر العلامة الحسيني بحديثين لرسول الله ( ص ) : "لاجبر و لا تفويض ولكن أمر بين أمرين" ، و"خير الامور أواسطها"، هذان الحديثان الشريفان يجمعهما رابط محدد وواضح فيؤکدان على مسألة اختيار او تفضيل الحل او الخيار الوسطي.
إن الذين يسعون للتأکيد على تطرف الاسلام في التعامل مع الواقع بعمقه الاجتماعي يرکزون على انه ليس هناك وسطية ولا إعتدال في الدين الحنيف ويستشهدون بآيات قرآنية ، يتجاهلون عمدا الاسباب التاريخية التي اقتضت نزولها ، ويسعون لتعميمها کحالة قطعية وحدية لاتحتمل أي خيار آخر . وهكذا على سبيل المثال يوردون الآيات الخاصة بإعلان الجهاد ويعتبرونها دلالة قطعية وحاسمة في تحديد الموقف العنفي للإسلام من العالم، ويقومون في نفس الوقت بعملية خلط غير مدروسة وبعيدة جدا عن المنظور القرآني لآيات بالغة الاهمية و الحساسية نظير: (فلاتهنوا وتدعوا إلى السلم وانتم الاعلون) سورة محمد الآية ٣٥، إذ يدعي أصحاب الفهم القاصر او الاحادي الجانب لمثل هذه الآيات بأن الاسلام مبني على نظرية القوة ومتى استتب الامر للمسلمين وحسموا الامر لصالحهم، فإنهم يعتبرون أنفسهم في حل عن کل الالتزامات والمعايير ويفرضون قيمهم و أفکارهم على کل مخالفيهم حتى ولو کان ذلك بحد السيف .
ان الذي يميز القرآن الکريم عن غيره من الکتب السماوية الاخرى هو تساهله و تسامحه الاستثنائي مع الانسان الى أبعد حد ممکن و سعيه الى سلوك کل السبل المتاحة من أجل الرقي بالانسان والنهوض به . ولم يکن الاسلام يوما مشروعا للعنف او الدموية انما هو مشروع للفكر والمنطق والحوار والتواصل في ما بين الافراد والمجتمعات من جانب، وفي ما بين هؤلاء والسماء من جانب آخر. ان الاسلام يحمل في طياته مضامين و قيم ومبادئ حضارية تؤسس لقيام صرح إنساني فريد من نوعه، وهو يدعو و يؤکد على التواصل والتلاقي والتفاهم بين الشعوب والاعراق والاديان المختلفة و يفضل لغة الحوار على منطق العنف والقوة والاکراه، وان کل من يدعي او يسعى لتجيير و توجيه النصوص الشرعية بسياقات تتنافى وهذا المعنى فإنه يسبح بعکس التيار و يقينا ان تيار الاسلام الجارف بقوة منطقه سوف يغرق مرکبه الوهن و يکسر مجذافه الهزيل.
ان التطرف هو آفة تفتك بمجتمعنا العربي اذ تأخذه بعض القيادات السياسية اسلوب للعمل في مواجهة الجماعات الاخرى، وهكذا نجد بعض القوى العراقية تعمل على اقصاء الآخرين فتعطل اية امكانية للحوار الوطني الذي يفضي الى تشكيل حكومة عراقية قبل فوات الاوان ، وكما في القول الشائع " قبل خراب البصرة " ، وتقسيم بلاد الرافدين الى كانوتنات طائفية ومذهبية .
من هنا نرحب باصوات العقل والحكمة التي تدعو العراقيين للخروج من حالة العناد والمكابرة والتجاوب مع السورية والعربية لتقريب وجهات النظر بين الكتل العراقية تسهيلا لتشكيل الحكومة . ونرحب بتكثيف الجهود والمساعي العربية ، للمساعدة في اخراج العراق من ازمته السياسية الراهنة .
وفي فلسطين المحتلة يستمر الكيان الصهيوني الغاصب ، الذي قام في الاساس على التطرف والارهاب بجرائمه ضد الانسانية وضد الشعب الفلسطيني ، من خلال هدم المنازل وتشريد سكانها ، والعمل على تهويد المناطق الفسطينية الواحدة تلو الاخرى . وفي الوقت الذي يتحدث البعض عن استئناف المفاوضات تستفيد حكومة نتانياهو من الفراغ لاستكمال مخطط التهويد وتصعيد الاستيطان .
من هنا لا نرى أملا في العودة إلى المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل".
|
|
|
|
|