اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
نبارك لكم ذكرى مولد ابطال كربلاء
نزف أسمى آيات التهاني و التبريكات إلى مقام
رسول الله و إلى مقام أمير المؤمنين
و إلى مقام سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين
و إلى مقام الإمام الحسن المجتبى عليهم السلام
و إلى مقامات التسعة المصومين
من ذرية الحسين عليهم السلام
لاسيما صاحب العصر و الزمان
عجل الله له الفرج و سهل له المخرج
ونبارك للأمة الإسلامية جمعاء ذكرى ميلاد سيد الشهداء
وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ( عليه السلام )
( وأخيه أبي الفضل العباس قمر بني هاشم ( عليه السلام )
والإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين ( عليه السلام )
سائلين الباري عز وجل أن يعيد هذه الذكريات العطرة
على الأمة الإسلامية جمعاء باليمن والعز
والخير والبركة ، إنه سميع مجيب
نبارك لكم ذكرىمولد ابطال كربلاء
مولد سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله
بطاقة الهوية
الاسم
الحسين (ع)
اللقب
سيد الشهداء
الكنية
أبو عبد الله
اسم الأب
علي بن أبي طالب(ع)
اسم الأم
فاطمة بنت محمد (ص)
الولادة
3 شعبان 4 للهجرة
الشهادة
10 محرم 61 للهجرة
مدة الإمامة
10 سنوات
القاتل
يزيد وجيشه
مكان الدفن
كربلاء
شعر عن الإمام الحسين عليه السلام
ولد الخير مد أطل حسين ليزين الحياة من عبقاته
هيبة المرتضى على جنباته وجمال النبي في وجناته
ومن المجتبى أخيه إعتزاز جمع الحسن كله في صفاته
أمه فاطم فيا كون قلي لي أو تدري له شبيها فهاته
والسبط خير الخلق بحر الندى
ومن به غرد صوت السحاب
بدر الهدى خامس أهل العبا
شمس سماء المجد عالي الجناب
الفرقد النور ومن أنزلت
في شأنه النور بغير ارتياب
زيارة الإمام الحسين عليه السلام
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
الذين بذلو مهجهم دون الحسين
السلام على العباس وعلى زينب العقيلة وعلى علي الاكبر
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين وأنا خت برحلك
عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار
ولا جعله الله ىخر العهد منا لزيارتكم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
وعلى أخيه أبي الفضل وأخته زينب الحوراء
جميعا ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا من غسله دمه ونشيج الرياح أكفانه
السلام عليك يا من سبيت حرائره من كربلاء إلى الشام
السلام عليك يا محزوز الرأس من القفا
السلام عليك أيها المقتول ظلماً
السلام عليك يا من بكت من أجله ملائكة السماء
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين السلام على أصحاب الحسين
السلام عليك يا أبا عبد الله
السلام عليك يا ابن رسول الله
لعن الله من قتلك ، و لعن الله من أعان عليك
و من بلغه ذلك فرضي به ، إنا إلى الله منهم بريء
سلام عليك يا قبلة الثائرين
سلام عليك وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك
الأرواح التي تحلّق في سماء المجد
سلام على أجسادكم المطّهرة التي عانقت ثرى الأرض الحبيبة
كربلاء التي كان لها شرف إحتضان الجثامين الشريفة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم
مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق
حسين مني و أنا من حسين, أحب الله من أحب حسينا, حسين سبط من الأسباط
منزلة الحسين عليه السلام
لأبي عبدالله الحسين عليه السلام, مكانه عظمى, لا يرقى إليها سوى أبيه و أمه و أخيه السبط و الأئمه من ولده عليهم جميعا أفضل الصلاة و السلام, و لو بذل المؤرخ وسعا, لتتبع مايحظى به الحسين عليه السلام, من مقام رفيع, بلغ القمة السامقة في دنيا الإسلام, لخرج بسفر جليل في هذا المضمار
فالقرآن الكريم الوثيقة الإلهية العظمى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه يعرب في العديد من آياته الكريمه عن الشوط البعيد الذي قطعه الحسين عليه السلام متدرجات الرفعة عند الله وهذه جمله منها
1- آيه التطهير
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا( الأحزاب-33)
أورد أهل الصحاح في سبب نزول هذه الآية, أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم دعا بكساء, و جلل به علي و فاطمة و حسنا و حسينا, ثم قال
اللهم هؤلاء أهل بيتي , فأذهب عنهم الرجس , و طهرهم تطهيرا
2-آية المباهله
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم, فقل تعالوا ندع أبنائنا و أبنائكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم, ثم نبتهل فنجعل لعنه الله على الكاذبين (آل عمران-61)
3-آية الموده
قل لا أسألكم عليه من أجرا إلا الموده فالقربى (الشورى-23)
قال المفسرون أن الايه المذكورة نزلت في علي و فاطمه و الحسن و الحسين عليهم السلام , فعن جابر بن عبد الله قال: جاء أعرابي الى نبي الله صلى الله عليه وآله و سلم, فقال : يا محمد أعرض علي الاسلام
فقال صلى الله عليه و آله و سلم
أتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله, قال تسألني عليه أجرا؟
قال صلى الله عليه وآله و سلم
لا , إلا الموده في القرب
قال قرباي أو أقرباؤك؟
قال صلى الله عليه وآله و سلم
قرباي
قال الإعرابي
هات أبايعك, فعلى من لا يحبك و لا يحب قرباك لعنه الله. قال صلى الله عليه و سلم: آمين
و في تفسير أحمد بن حمبل و الصحيحين و تفسير الثعلي و تفسير الطبرسي عن ابن عباس(ر ه ) قال لما نزل
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فالقربى
قالوا: يا رسول الله من قرباك الذين وجبت علينا مودتهم قال صلى الله عليه وآله و سلم:
علي و فاطمه و ابناهما
فمن خلال هذه الآيات الكريمه تتجلى مكانه الحسين عليه السلام و أهل البيت عليهم السلام و منزلتهم الساميه عند الله تعالى
الوليد المبارك
بعد حول من ميلاد الحسن السبط عليه السلام, و في اليوم الثالث من شهر شعبان المبارك, السنه الرابعه من الهجره, زفت البشرى إلى رسول صلى الله عليه وآله و سلم بميلاد الحسين عليه السلام , فأسرع الى دار علي و الزهراء عليهما السلام فقال لأسماء بنت عميس: يا أسماء هاتي إبني, فحملته إليه , وقد لف في خرقه بيضاء, فستبشر صلى الله عليه و سلم و ضمه إليه و أذن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى ثم و ضعه فحجره و بكى
فقالت أسماء فداك أبي و أمي مم بكائك؟
قال صلى الله عليه و آله وسلم من إبني هذا
قالت إنه وليد الساعه
قال صلى الله عليه وآله وسلم
يا أسماء تقتله الفئه الباغيه من بعدي, لا أنالهم الله شفاعتي ثم قال يا أسماء لا تخبر فاطمه فأنها حديثه بولادته
( أعلام الورى بأعلام الهدى/ الطبرسي )
ثم إن الرسول صلى الله عليه وآل و سلم قال لعلي عليه السلام أي شيء سميت ابني؟
فأجابه علي ماكنت لأسبقك باسمه يا رسول الله. و هنا نزل الوحي المقدس على حبيب الله محمدا صلى الله عليه و سلم حاملا اسم الوليد من الله تعالى, وإذ تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الله بتسميه وليده الميمون, ألتفت الى علي عليه السلام سمه الحسين
و فاليوم السابع, أسرع الرسول صلى الله عليه وآل و سلم الى بيت الزهراء عليها السلام, فعق على الحسين كبشا, و أمر بحلق رأسه, و التصدق بزنه شعره فضه, كما أمر بختنه, و هكذا أجرى للحسين عليه السلام ما أجرى لأخيه الحسن عليه السلام من مراسيم إسلاميه
ياليالي الفرح هلي عازفة
لحن الخلود لكل البشر
ويانجوم السماء زيني الكون
كوني عقداً من الدرر
فانشري الضياء في كل وادِ
كشعاع صبح إذا أسفر
صلوا على محمد خير البشر
فسلام على سبط رسول الله الشهيد أبي عبد الله الحسين
و عهدا في السير على خطه الجهادي المقدس
وولاء له ببذل النفوس ذودا عن رسال الإسلام العظيمه
مولد قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليه السلام
أبا الفضل يا من أسّس الفضل والإبا
أبى الفضل إلاّ أن تكون له أبا
اسمه ونسبه
العباس بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
أمه فاطمة العامرية الكلابية
وتُعرَف بأمِّ البَنين عليها السلام
ولادته
ولد عليه السلام سنة 26 هـ
كنيته ولقبه
يُكنَّى أبو الفَضل ، ويلقَّب بـ
السقَّاء
و قَمَر بني هاشم
و باب الحوائج
و سَبْعُ القَنْطَرة
و كَافِل زَينب
و بَطَل الشريعة
وبطل العلقمي
وكُنيّ بأبي الفضل، وأبي القربة، وأبي القاسم
و سبع الغضنفر, و جيدوم السرية أي(مقدام السرية)
وحامل اللواء ، وكبش الكتيبة، والعميد، وحامي الظعينة
خصاله الحميدة وشجاعته
في مقاتل الطالبيِّين : كان العبَّاس رَجُلاً ، وَسيماً
يركب الفرس المطهَّم ، ورجلاه تخطَّان في الأرض
وفي بعض العبارات
إنَّه كانَ شُجاعاً ، فارساً ، وسيماً ، جسيماً
مسجات بمناسبة مولد أبي الفضل العباس عليه السلام
عن أحوالي يا حبيبي لا تسايل
تدري هاي الليلة ليلة ابو فاضل
القمر من فرحته للنجمة يغازل
بقصيده أو بنشيده أو برسايل
بالورد والعطر نمسيكم وبالحب
والإخلاص نحيكم وبمولد العباس نهنيكم
زيارة أبي الفضل العباس (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
السَّلامُ عَلَيكَ أيَّها العَبـدُ الصالِحِ المُطيعُ لله ولرسُولِهِ ولأَميرِ المؤمِنين والحَسَن والحُسـينِ صَلّـى اللهُ عَلَيهم وسَلَّم ، السلامُ عليكَ ورَحَمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ومَغفرَتُهُ ورضوانُهُ وعلى رُوحِك وبَدَنِكَ ، أشهدُ وأشهِدُ الله أَنَّك مَضيتَ على ما مَضى بهِ البدريّونَ والمجاهدونَ في سَبيل الله ، المناصِحوُن لَهُ في جِهادِ أعِدائهِ المُبالِغونَ في نُصرَةِ أوليائهِ الذّابّونَ عن أحبّائهِ ، فجزاكَ اللهُ أفضل الجزاء وأكثرَ الجزاء وأوفرَ الجزاء وأوفى جزاء أحـد ممِّن وفى ببيعَتِهِ واستَجابَ لهُ دَعوَتَهُ وأطاعَ ولاةَ أمِرِه ، أشَهِدُ أنّكَ قد بالغَتَ في النصيحَةِ وأعطيتَ غايَةَ المجهُودِ فبَعثَك اللهُ فـي الشُهِدِاء وجَعَلَ رُوحَك مَع أرواحِ السُّعداء وأعطاك من جنانهِ أفسحَها منـزلاً وأفضَلها غُرَفاً ورفَـعَ ذِكرَكِ فـي عليين وحَشَرَك مع النبييّن والصدّيقين والشهداءِ والصالِحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً ، أشهدُ أنّك لـم تَهن ولم تنكُل وأنَّكَ مَضِيتَ علـى بصيرَةٍ من أمرِك مقتدياً بالصالحين ومُتَّبعاً للنبييّن، فَجَمَعَ اللهُ بينَنا وبينَك وبين رسُوله وأوليائهِ في منازِل المخُبتين ، فإنّه أرحم الراحمين
مولد الإمام علي أبن الحسين أبن أبي طالب زين العابدين عليه السلام
الإمام علي بن الحسين السجاد عليهما السلام
أخلاقه و صفاته:
وصف الفرزدق الشاعر الإمام زين العابدين عليه السلا
م بأنه أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة
و كان بين عينيه أثر السجود ولذا لقّب بالسجّاد
وقال عنه ابنه محمّد الباقر عليه السلام:
كان أبي علي بن الحسين عليه السلام إذا انقضى الشتاء
يتصدق بكسوته على الفقراء وإذا انقضى الصيف يتصدّق بها أيضا
كان يلبس أفخر الثياب وإذا وقف للصلاة اغتسل و تطيّب
اشتهر الإمام زين العابدين بكثرة دعائه و بكائه
يقول طاووس اليماني وكان رجلا من أصحابه: رأيت رجلا يصلّي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من صلاته فإذا هو زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله تبكي وأنت ابن رسول الله فقال:
أما أني ابن رسول الله فلا يأمنّني من عذاب الله وقد قال الله:
"فلا أنساب بينهم يومئذ"
لقد خلق الله الجنّة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبدا حبشيّا
وخلق النار لمن عصاه وأساء ولو كان سيّدا قرشيّا
حجّ إلى بيت الله تعالى ماشيّا عشرين مرة
و كان يوصي أصحابه بأداء الأمانة ويقول:
فوالذي بعث محمّد بالحق لو أن قاتل الحسين عليه السلام
ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديّته إليه
وكان يوصيهم أيضا بقضاء حوائج المحتاجين ويقول:
إن لله عبادا يسعون في قضاء حوائج الناس هم الآمنون
يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سرورا
فرّح الله قلبه يوم القيامة
كان زين العابدين عليه السلام جالسا بين أصحابه
فجاءه رجل من أبناء عمومته وشتمه وأسمعه كلاما مرّا
فلم يكلّمه الإمام حتّى مضى ثمّ قال الإمام لأصحابه:
قد سمعتم ما قال هذا الرجل و أنا أحب أن تبلغوا معي حتى تسمعوا ردّي عليه
فقاموا معه يظنّون أن الإمام سوف يرد عليه بالمثل .
طرق الإمام الباب فخرج الرجل مستعدا للشر فقال له الإمام بأدب جم :
يا أخي انك قلت فيّ ما قلت فان كان حقّا
فأستغفر الله منه وإن كان باطلا فغفر الله لك
فتأثّر الرجل وندم وأقبل على الإمام معتذرا
ذهب الإمام إلى محمد بن أسامة بن زيد ليعوده
في مرضه فرآه يبكي فقال الإمام:
"ما يبكيك؟"
فقال محمد بن أسامة: عليّ دين
فقال الإمام:
"وكم يبلغ؟"
قال: خمسة عشر ألف دينار
فقال الإمام:
"هو عليّ"
ووفّاه عنه
كان الإمام يخرج في منتصف الليل ويحمل معه الأموال
والطعام ويجوب المدينة فيوزّع على فقرائها
ما يحمله وهم لا يعرفونه
وكان يعول أكثر من مائة أسرة
وعندما استشهد افتقدوا ذلك الرجل فعرفوا أنّه الإمام عليه السلام
الفرزدق
وكان الفرزدق الشاعر حاضرا فارتجل قصيدة تعدّ
من روائع الأدب العربي إذ قال جوابا
على سؤال الشامي من هذا:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلّهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة أن كنت جاهله
بجـده أنبـياء الله قد ختـم
الصحيفة السجّاديّة:
تبدو الصحيفة السجّاديّة كتابا صغيرا يتضمّن مجموعة
من الأدعية ولكنها في الحقيقة مدرسة كبرى
تعلّم الإنسان الخلق الكريم و الأدب الرفيع
إضافة إلى المسائل الفلسفيّة والعلميّة
و الرياضيّة وحتى السياسة،
وهذه نماذج من أدعيته عليه السلام:
اللهم اني أعوذ بك من الكسل والجبن والبخل والغفلة والقسوة والذلّة
سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار
سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر
سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور
سبحانك عجبا من عرفك كيف لا يخافك
وللإمام أدعية خاصة بالأيام ولكل أسبوع دعاء
وخمس عشرة مناجاة تنساب كلماتها رقة وعذوبة
وتدل على أدب رفيع ونفس خاشعة لله سبحانه
من كلماته المضيئة:
قال لابنه الباقر عليهما السلام:
يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم في الطريق.. إياك ومصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه يبيعك بأكلة وما دونها وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك فيما أنت أحوج ما تكون إليه وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضّرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله
يا بني افعل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره
النسب
هو الإمام المعصوم الرابع علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. والمعروف بين المحدثين بابن الخيرتين فأبوه: الحسين بن علي بن أبي طالب وأمه من بنات ملوك الفرس. جاء ربيع الأبرار للزمخشري ( إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب بنو هاشم. ومن العجم فارس )
أمه
اتفقت الروايات على أن أمه من أشراف الفرس، ولكنها اختلفت في تاريخ الاستيلاء عليها من قبل المسلمين. هي: شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى. قال فيه أبو الأسود الدؤلي
وإن غـلاماً بين كسرى وهاشم
لأكرم من نـيطت عليه التمائم
ولادته
جاء في بعض الروايات أن ولادة علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يوم الجمعة ويقال يوم الخميس بين الخامس والعاشر من شهر شعبان سنة ثمان وثلاثين أو سبع وثلاثين من الهجرة
كنيته
أبو محمد ويكنى بـ ( أبي الحسن ) أيضاً
ألقابه
زين العابدين والسجاد وذو الثفنات والبكاء والعابد ومن أشهرها زين العابدين ولقب بذي الثفنات لأن موضع السجود منه كانت كثفنة البعير من كثرة السجود عليه
أما عن تسميته بالبكاء يروى الرواة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق
عليه السّلام أنه قال: ( بكى علي بن الحسين على أبيه عشرين سنة ما وضع خلالها بين يديه طعام إلا بكى وقال له بعض مواليه : جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين، فقال: إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع أبي وإخوتي وبني عمومتي إلا خنقتني العبرة
وقد روى الرواة كثيراً عن حزنه وبكائه فكان كلما قدم له طعام وشراب يقول
كيف آكل وقد قتل أبو عبد الله جائعاً، وكيف أشرب وقد قتل أبو عبد الله عطشاناًَ. وكان كلما اجتمع إليه جماعة أو وفد يردد (عليهم) تلك المأساة ويقص عليهم من أخبارها. وأحياناً يخرج إلى السوق فإذا رأى جزاراً يريد أن يذبح شاة أو غيرها يدنو منه ويقول: هل سقيتها الماء؟ فيقول له: نعم يا بن رسول الله إنا لا نذبح حيواناً حتى نسقيه ولو قليلاً من الماء، فيبكي عند ذلك ويقول: لقد ذبح أبو عبد الله عطشاناً. كان يحاول في أكثر مواقفه هذه أن يشحن النفوس ويهيئها للثورة على الظالمين الذين استباحوا محارم الله واستهزأوا بالقيم الإنسانية والدعوة الإسلامية من أجل عروشهم وأطماعهم وقد أعطت هذه المواقف المحقة ثمارها وهيأت الجماهير الإسلامية في الحجاز والعراق وغيرها للثورة
إمامته: مدتها 35 سنة
روى الكليني بإسناده عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: (إن الحسين بن علي (عليهما السلام) لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرة، وكان علي بن الحسين (عليهما السّلام) مبطوناً معهم لا يرون إلا أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السّلام) ثم صار ذلك الكتاب إلينا يا زياد! قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟ قال: فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا والله إن فيه الحدود حتى إن فيه أرش الخدش كما روى المجلسي بإسناده عن محمد بن مسلم قال
(سألت الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام) عن خاتم الحسين بن علي (عليهم السلام) إلى من صار، وذكرت له إني سمعت أنه أخذ من إصبعه فيما أخذ قال (عليه السّلام): ليس كما قالوا، إن الحسين أوصى إلى ابنه علي بن الحسين (عليه السّلام) وجعل خاتمه في إصبعه وفوّض إليه أمره كما فعله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأمير المؤمنين (عليه السّلام) وفعله أمير المؤمنين بالحسن (عليهما السلام)، وفعله الحسن بالحسين (عليهما السلام)، ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي بعد أبيه، ومنه صار إلي فهو عندي، وإلي لألبسه كل جمعة وأصلي به، قال محمد بن مسلم: فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلي فلما فرغ من الصلاة مد إلي يده فرأيت في إصبعه خاتماً نقشه: لا إله إلا الله عدة للقاء الله. فقال: هذا خاتم جدي أبي عبد الله الحسين بن علي
مكان الولادة
واختلف المؤرخون في المكان الذي حظي بولادة الإمام زين العابدين عليه السلام، وفيما يلي ما ذكروه
(أ) أنه ولد في الكوفة
(ب) كانت ولادته في يثرب
والذي أراه أن ولادته كانت في الكوفة، وذلك لما أجمع عليه الرواة والمؤرخون أنه ولد قبل وفاة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) بسنتين ومن المقطوع به أن الإمام الحسين وأفراد عائلته كانوا مع الإمام أمير المؤمنين في الكوفة، ولم يقم أي أحد
منهم في يثرب طيلة خلافته
الزمان
وتضاربت أقوال المؤرخين في الزمان الذي كانت فيه ولادة الإمام، وفيما يلي ما ذكروه
(أ) ولد في اليوم الخامس من شعبان سنة (38 هـ)(5) وذلك في يوم الخميس
(ب) ولد في يوم الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة (38 هـ)
(ج) ولد في النصف من جمادى الأولى سنة (38 هـ)
(د) ولد يوم الجمعة 26 جمادى الآخرة سنة (38 هـ)
(هـ) ولد في شهور سنة (33 هـ)(10)
وهذا القول شاذ ومخالف لما أجمع عليه الرواة
والمؤرخون من أن ولادته كانت سنة (38 هـ)
والمشهور عند الإمامة هو القول الأول، فإنهم يقيمون مهرجاناتهم العامة إحياء لذكرى ولادته في اليوم الخامس من شعبان
صفاته الجسمية
أما صفاته وملامحه الجسمية فقد ذكر المؤرخون أنه كان أسمر قصيراً نحيفاً(1 ورقيقاً(2)، وكان كلما تقدمت به السن ازداد ضعفاً وذبولاً، وذلك لكثرة عبادته، وقد أغرقته في الأحزان والآلام مذبحة كربلاء، فقد ظلت أهوالها تلاحقه حتى لحق بالرفيق الأعلى
هيبته ووقاره
أما هيبته فتعنو لها الوجوه والجباه، فكانت تعلو على أسارير وجهه أنوار الأنبياء، وهيبة الأوصياء، ووصف شاعر العرب الأكبر الفرزدق في رائعته هيبة الإمام بقوله
يكاد يمسكه عرفان راحته
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياءً ويغضى من مهابته
فلا يكلم إلا حين يبـتسم
ويقول الشيخاني القادري: وكان لا تشبع من رؤية صباحة وجهه عين الناظر لقد كانت هيبته تحكي هيبة جده الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله، وقد بهر بها المجرم السفاح مسلم بن عقبة الذي استهان بجميع القيم والمقدرات فحينما رأى الإمام ارتعدت فرائصه، وقابله بمزيد من العناية والتكريم وقال لمن حوله: إن على زين العابدين سيماء الأنبياء
--
محمد النبي اخي وصنوي ... وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي و يمسي ... يطير مع الملائكة ابن امي
وبنت محمد سكني و عرسي ... منوط لحمها بدمي و لحمي
وسبطا احمد ولداي منها ... فايكم له سهم كسهمي ؟
سبقتكم الى الاسلام طرا ... على ما كان من فهمي و علمي
فويل ثم ويل ثم ويل ... لمن يلقى الاله غدا بظلمي
نرجس