اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يسعدنا جدا استاذنا الكريم تلبيتكم لدعوة إدارة المنتدى للإستضافة ... و نتمنى فعلا حتى بعد انتهاء وقت استضافتكم أن تبقوا معنا كلّ ما اتسع لكم الوقت لتفيدونا من تجربتكم ...
أسئلتي لحضرتكم أستاذنا الكريم و أرجو أن يتسع صدركم لها ... هي : ماذا تقول أو بماذا ترد ... إن كنت تحاول حوار أحدهم و آل الحوار لإحدى النقاط التالية :
1- إن كنت تخبره عن المظالم التي تعرض لها أهل البيت عليهم السلام ... و بعد أن بدا متأثرا ... و ربما خوفا من التأثر أكثر ... أصبح يتسلح بقول : ما الفائدة في البحث في ما مضى ؟؟؟ من أحسن فلنفسه و من أساء فعليها ... و نحن ليس علينا حسابهم !!!
ماذا ترد عليه ؟؟؟
2- ان كنت تخبره عن وجوب اتباع أهل البيت عليهم السلام و معرفة امام الزمان ... فيرد : نحن نحب أهل البيت و نتبعهم ( رد السنة غالبا ) لكن أين من تريدين مني اتباعه الآن ؟؟؟ عند خروج المهدي عليه السلام سأتبعه و سيكون امامي !!!
ماذا ترد عليه ؟؟؟
3- ان كان هذا الشخص قد تأثر جدا بقضية الامام الحسين عليه السلام و صحبه و أهله بكربلاء ... و مواقف السيدة زينب عليها السلام ... حتى أنّه أستنكر اسلام من قاتلوهم ... لكنه ما أن يرى الشعائر الحسينية تراه ينفر و يقسى و يزداد بعدا ...
كيف تتعامل معه حينها ؟؟
كيف تتعامل مع النقاط الثلاث السابقة ان واجهتك ؟؟؟
أرجو ان لا أكون قد أثقلت عليكم ... بارك الله فيكم و وفقكم لكل خير استاذنا الكريم ...
لو أتيح للأخت السائلة أن تقرأ كتبي (التحكيم) (الشيعة والثورة) وصولا إلى كتاب (بيت العنكبوت) لأدركت أن تجزيء الحديث عن مظلومية أهل البيت عليهم السلام خطأ نحمد الله أننا لم نقع فيه.
جريمة إقصاء أهل البيت عن موقع قيادة الأمة أنتجت مسارات وانهيارات كارثية ما زالت الأمة تدفع ثمنها حتى الآن.
لو كان الأمر جريمة وانتهت أو حادث عارض مر وانتهى لكان منطق (ما هو فائدة الحديث فيما مضى) وتلك أمة قد خلت!!.. وغير ذلك من الردود الاحتيالية منطقا مقبولا إلا أن الواقع يقول أن كل خطيئة ارتكبت أنتجت عدة خطايا وبالتالي فالدفع بانعدام المصلحة هو دفع باطل وعديم القيمة.
عندما قتل قابيل هابيل قال تعالى (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)!!.
كيف يقال إذا أن قتل الحسين عليه السلام هو حادث عابر وتلك أمة قد خلت؟؟!!.
شخصيا انطلقت مسيرتي الفكرية من عباءة جماعة الإخوان ولهذه الجماعة رؤية تاريخية تقول أن مصائب العالم الإسلامي بدأت مع سقوط الخلافة العثمانية وهذا هراء احتاج في نقضه إلى قراءة التاريخ منذ البدء لمعرفة حقيقة ما جرى!!.
القضية إذا ليست مجرد تأثر عاطفي وإن كان للقلب والعاطفة دور بالغ الأهمية في تحريك الإنسان (وهل الدين إلا الحب والبغض) ولكنها قراءة لجذور أزمة الأمة الإسلامية ومحاولة إيجاد حلول لها.
جواب السؤال الثاني:
أنتم تقولون نحن نحب أهل البيت!!
ولكن هل تتبعونهم؟!
أنا لم أكن من الشيعة ومن ثم لم أكن أعرف معنى التشيع لأهل البيت وعندما تشيعت اكتشفت أننا لم نكن نعرف شيئا لا عن أهل البيت بدءا من علي بن أبي طالب وصولا إلى المهدي المنتظر ولا عن فقههم ولا معارفهم ومن ثم لا أفهم مضمون تلك الادعاءات الفارغة ولا دلالتها!!!!.
السؤال الآخر (من نتبع من أهل البيت؟!) ينقض النصف الأول (نحب أهل البيت ونتبعهم)......... من نتبع الآن؟!.
هل اتبعتوهم في الماضي يوم أن كانوا أحياء يمشون على الأرض؟!.
الجواب معلوم وهو أن أسلافهم اتبعوا كل ناعق من أعداء الأئمة.
يأخذون بآراء وأهواء عبد الله بن قيس ويتركون حزم الإمام علي بن أبي طالب وصلابته في الحق.
يأخذون بأهواء معاوية ورشاويه ويرفضون عدل الإمام علي!!.
يقولون: إذا جاء المهدي فسنكون أول من يتبعه!!.
حسنا: فلماذا تركوا الإمام علي بن أبي طالب وعقدوا سقيفة بني ساعدة ثم اختاروا غيره بعد ذلك وعندما بويع للإمام بالخلافة حاربوه
ما هو الفارق بين الإمام علي ع والإمام المهدي المنتظر؟!.
عندما يأتي الإمام المهدي سيحاول البعض تكرار هذه التجارب الفاشلة والمريرة والفارق بين الحالين هو فارق الظروف السياسية التي ستجعل من التمرد العسكري والحرب التي سيشنها هؤلاء عملا انتحاريا ينتهي بالقضاء عليهم وطبعا فنحن موقنون أنهم سيبدأون العدوان ولكنهم سيهزمون وهذا واضح الآن من خلال سلوك القوى المعادية لمنهج أهل البيت.
الشاهد أن أئمة أهل البيت قد أسسوا وتركوا لنا مدرسة وعلم وفقه واجتهاد وهي أمور يعاني غيرنا بسبب افتقادهم لها.
كيف يسأل البعض إذا ممن لا زالوا يتخبطون حول فتاوى رضاع الكبير وغيرها هذا السؤال.
نحن لدينا مؤسسة فقهية ومرجعية موصولة وصلا ثابتا ومباشرا بنهج الأئمة فكيف يسأل البعض من نتبع؟!.
هل يتعين علينا أن نغير ونبدل كل يوم فقيه بفقيه أو فقه بفقه أو نمضي على غير هدى كالذي (استوقد نار فلما أضاءت حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون)!!.
أما عن موقف البعض من العزاء الحسيني فعندي قناعة أن علينا أن ننقل الحدث الحسيني إلى الناس ونخاطبهم بلغتهم ولا نصر على أن يأتي الناس إلى ساحتنا.
لا ينبغي أن نلقي اللوم دوما على الناس لأنهم لا يفهمون ما نفعله.
علينا أن نواصل الشرح وأن نستخدم أكثر من لغة للخطاب كما قال الرسول والأئمة عليهم السلام: خاطبوا الناس على قدر عقولهم.