|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 47947
|
الإنتساب : Jan 2010
|
المشاركات : 938
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
شذرات من حياة العقيلة ( زينب الكبرى ..ع ) بقلم السيد بهاء آل طعمه
بتاريخ : 15-04-2010 الساعة : 12:33 AM
شذرات منْ حياة عقيلة آل محمّد (ص. وآله) ( زينبُ الكبرى )
السّيد بهاء آل طعمه
في ميلادها وكُناها وألقابها ونشأتها وتزويجها
كانت ولادتها الميمونة الطاهرة، والدرة الفاخرة، في اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى، في السنة الخامسة - أو السادسة للهجرة - على ما حققه بعض الأفاضل. وقيل في غرة شعبان في السنة السادسة .وعن الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية : ولدت في حياة جدها رسول الله ( ص .وآله ) وكانت لبيبة جزلة عاقلة لها قوة جنان ، فإن الحسن ( ع ) ولد قبل وفاة جده بثمان سنين ، والحسين ( ع ) بسبع سنين وزينب الكبرى بخمس سنين انتهى كلامه .ولما ولدت ( ع ) : جاءت بها أمها الزهراء إلى أبيها أمير المؤمنين ( ع ) وقالت له : سم هذه المولودة ؟ فقال ( ع ) ما كنت لأسبق رسول الله ( ص ) وكان في سفر له ، ولما جاء النبي ( ص ) وسأله عن اسمها فقال : ما كنت لأسبق ربي تعالى ، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي ( ص ) السلام من الله الجليل وقال له : سـمّي هذه المولودة ( زينب .. ع ) فقد اختار الله لها هذا الاسم ، ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب ، فبكى النبي ( ص.وآله ) وقال : من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين ( ع ) وتكنى بأم كلثوم ، وأم الحسن ، وتلقب : بالصديقة الصغرى ، والعقيلة ، وعقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيين
والموثقة ، والعارفة ، والعالمة غير المعلمة ، والكاملة ، وعابدة آل علي ، وغير ذلك من الصفات الحميدة والنعوت الحسنة ، وهي أول بنت ولدت لفاطمة صلوات الله عليها .
ولقد كانت نشأة هذه الطاهرة الكريمة وتربية تلك الدرة اليتيمة في حضن النبوة ، ودرجت في بيت الرسالة ، رضعت لبان الوحي من ثدي الزهراء البتول ، وغذيت بغداء الكرامة من كف ابن عم الرسول ( ص .وآله ) فنشأت نشأة قدسية وربيت تربية روحانية متجلببة جلابيب الجلال والعظمة ، متردية رداء العفاف والحشمة ، فالخمسة أصحاب العباء ( ع ) هم الذين قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها ، وكفى بهم مؤدبين ومعلمين . ولما غربت شمس الرسالة ، وغابت الأنوار الفاطمية ، وتزوج أمير المؤمنين ( ع ) بإمامة بنت أبي العاص وأمها زينب بنت رسول الله ( ص ) بوصية من الزهراء ( ع ) إذ قالت : وأوصيك أن تتزوج بإمامة بنت أختي زينب ، تكون لولدي مثلي فقامت إمامة بشؤون زينب خير قيام كما كانت تقوم بشؤون بقية ولد فاطمة ( ع ) ، وكانت إمامه هذه من النساء الصالحات القانتات العابدات ، وكانت زينب ( ع ) تأخذ التربية الصالحة والتأديب القويم من والدها الكرار وأخويها الكريمين الحسن والحسين ( ع ) إلى أن بلغت من العلم والفضل والكمال مبلغا عظيما . ولما بلغت صلوات الله عليها مبلغ النساء ، ودخلت من دور الطفولة إلى دور الشباب ، خطبها الأشراف من العرب ورؤساء القبائل ، فكان أمير المؤمنين ( ع ) يردهم ولم يجب أحدا منهم في أمر زواجها ، وممن خطبها الأشعث بن قيس وكان من ملوك كندة على ما في الإصابة ، فزبره أمير المؤمنين ( ع ) وقال : يا ابن الحائك أغرّك ابن قحافة زوجك أخته - والحائك هنا المحتال والكذاب - وكان أبو بكر زوج أخته أم فروة بنت أبي قحافة من الأشعث ، وذلك أن الأشعث ارتد فيمن ارتد من الكنديين وأسر ، فأحضر إلى أبي بكر فأسلم وأطلقه وزوجه أخته المذكورة ، فأولدها محمد بن الأشعث وهو أحد قتلة الحُسين ( ع ) ، ثم أن الذي كان يدور في خلد أمير المؤمنين ( ع ) أن يزوج بناته من أبناء إخوته ليس إلا امتثالا لقول النبي ( ص.وآله ) حين نظر إلى أولاد علي ( ع ) وجعفر وقال : بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا ، ولذلك دعا بابن أخيه عبد الله بن جعفر وشرفه بتزويج تلك الحوراء الإنسيّة إياه على صداق أمها فاطمة أربعمائة وثمانين درهما ، ووهبها إياه من خالص ماله ( ع ) .وذكر بعض حملة الآثار أن أمير المؤمنين ( ع ) لما زوج ابنته من ابن أخيه عبد الله بن جعفر اشترط عليه في ضمن العقد أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحُسين ، وكان عبد الله بن جعفر أول مولود في الإسلام بأرض الحبشة ، وكان ممن صحب رسول الله ( ص.وآله ) وحفظ حديثه ثم لازم أمير المؤمنين ( ع ) والحسين ( ع ) وأخذ منهم العلم الكثير .قال في الاستيعاب : وكان كريما ، جوادا ، ظريفا ، خليقا ، عفيفا ، سخيا ، وأخبار عبد الله بن جعفر في الكرم كثيرة ، وكان يدعوه النبي ( ص.وآله ) من أيسر بني هاشم وأغناهم ، وله في المدينة وغيرها قرى وضياع ومتاجرة عدا ما كانت تصله من الخلفاء من الأموال ، وكان بيته محط آمال المحتاجين ، وكان لا يرد سائلا قصده ، وكان يبدأ الفقير بالعطاء قبل أن يسأله فسئل عن ذلك فقال : لا أحبُ أن يريق ماء وجهه بالسؤال ، حتى قال فقراء المدينة بعد موته : ما كنا نعرف السؤال حتى مات عبد الله بن جعفر ، فيحق له أن يتمثل بقول الشاعر :
نحن أناس نوالهم خضلَ
يرتعُ فيه الرجاء والأملِ
تجودُ قبل السؤال أنفسنا
خوفا على ماء وجه من يسلِ
ولا زالت الصديقة زينب الكبرى سلام الله عليها في بيت زوجها عبد الله بن جعفر الجواد ، وهو من علمت ثروته ، ويساره ، وكثرة أمواله ، وخدمه ، وحشمه يوم ذاك كانت تخدمها العبيد والإماء والأحرار ، ويطوف حول بيتها الهلاك منْ ذوي الحوائج وطالبي الاستجداء ، وكان بيتها الرفيع وحرمها المنيع لا يضاهيه في العز والشرف وبعد الصّيت إلاّ بيوت الخلفاء والملوك .وقد ولدت لعبد الله بن جعفر كما في الجزء الثاني من تاريخ الخميس عليا وعونا الأكبر وعباسا وأم كلثوم ، وذكر ألنوري في تهذيب الأسماء واللغات جعفرا الأكبر ، وذكر السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص محمدا ، فأما العباس وجعفر ومُحمد فلم نقف لهم على أثر ولا ذكرهم النسابة من المعقبين ، وأما علي وهو المعروف بالزينبي ففيه الكثرة والعدد ، وفي ذريته الذيل الطويل والسلالة الباقية . وأما عون الأكبر فهو من شهداء ألطف ، قتل في جملة آل أبي طالب ، وهو مدفون مع آل أبي طالب في الحفيرة مما يلي رجلي الحسين ( ع ) ، وتوفي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه في المدينة المنورة سنة ثمانين من الهجرة النبوية عام الحجاف - وهو سيلُ كان ببطن مكة حجف بالناس فذهب بالحاج والجمال بأحمالها وذلك في خلافة عبد الله بن عبد الملك بن مروان - وصلى عليه السّجاد أو الباقر ( ع ) كان أمير المدينة يومئذ أبان بن عثمان ، وخرجت الولائد خلف سريره قد شققن الجيوب والناس يزدحمون على سريره ، وممّن حمل السرير أبان بن عثمان وما فارقه حتى وضعه بالبقيع ودموعه تسيل وهو يقول : كنت والله شريفا واصلا برا ، قال هشام المخزومي : أجمع أهل الحجاز وأهل البصرة وأهل الكوفة على أنهم لم يسمعوا ببيتين أحسن من بيتين رأوهما على قبر عبد الله بن جعفر وهما :
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه
لقاؤك لا يُرجى وأنت قريبُ
تزيد بلى في كل يوم وليلة
وتنسى كما تبلى وأنت حبيبُ
ــــــــــــــــــــــ
من عظمة السيدة زينب (ع)
أدركت السيدة زينب (عليها السلام) جدّها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فهي على الاصطلاح: صحابية .وأدركت أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) ورأت مصيبتها ، وسمعت خطبتها في المسجد النبوي الشريف، وروت ذلك كما أشرنا إليه في كتاب ( من فقه الزهراء عليها السلام) .. وشاهدت أذى القوم لها، وكسر ضلعها وسقط جنينها واستشهادها وتشييعها ودفنها (عليها السلام) ليلاً .وأدركت أبيها الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام وكانت حاضرة خطبه وجهاده واستشهاده..وسمعت جبرائيل (عليه السلام) ينادي بين السماء والأرض: ( تهدّمت والله أركان الهدى).وأدركت أخيها الإمام الحسن (عليه السلام)، ومصائبه، وتسميمهُ ، وقذف كبده من فمه، وتشييعه ، ورمي جنازته بالسّهام . وحضرت كربلاء بكل قضاياها الفريدة في العالم.وأدركها الأسر، ولأول مرة تؤسر بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكانت (عليها السلام) هي التي أوصلت صوت الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العالم بأجمعه.
واُحضرت مجلس ابن زياد ومجلس يزيد، ومن ثم عودتها إلى مدينة جدها(صلى الله عليه وآله وسلّم) بكل مآسيها، وفي المدينة المنورة تلقتها نساء أهل البيت ونساء المسلمين بكل لوعة وأسى .
ومن جملة من تلقتها من النساء ( أم لقمان) وكانت صديقة لزينب (عليها السلام) فلما رأتها لم تعرفها، فقالت لزينب (عليها السلام): من أنت يا أُخيَّة؟ بينما لم يكن بُعدها عنها أكثر من أشهر، وإنما لم تعرفها لشدة تأثير المصائب عليها، فرأتها امرأة متحطمة مغبرة الوجه من حر الشمس، مبيّضة الشعر… لذا قالت: من أنت يا أخيّة فقالت زينب (عليها السلام): لك الحق أن لا تعرفيني ، أنا زينب.. فعلا نحيبها وبكت بكاء شديدا قلّ مثيله.وهكذا تلقت السيدة زينب (عليها السلام) هذه المصائب.نعم إن رفعة درجات الآخرة رهينة بكثرة الابتلاءات والمشاكل في دار الدنيا، ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأُمها فاطمة (عليها السلام): ( يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً) وقد قالوا (عليهم السلام): ( أفضل الأعمال أحمزها).ولا فرق في ذلك بين الأحمز طبيعة، كالصيام في الحر بالنسبة إلى الصيام في البرد ، وبين الأحمز اختيارا، ولذا كان الإمام الحسن (عليه السلام) يذهب إلى الحج ماشيا راجلا، والنجائب تساق بين يديه وقد ذكرنا في (الفقه) الجمع بين هذا الحديث وبين قوله سبحانه: [ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ]
العصمة الصغرى
وهكذا السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)، فان التراب لا يأكل أجساد هؤلاء الطاهرين.
فان لها من المقام عند الله سبحانه ما يجعلها في المرتبة الثانية من المعصومين (عليهم السلام).
ولذا صرح بعض العلماء : بأن لها العصمة الصغرى..
ومع كل ذلك فكيف لا يكون لمرقدها الشريف تلك المنزلة؟.
إنها وإن لم نرَ في الروايات هبوط الملائكة على قبرها، كما هو مذكور في متواتر الأحاديث حول قبر أخيها الإمام الحسين (عليهما السلام) لكن استظهار ذلك من بعض الآثار غير بعيد، ولعل المتتبع يجد ما لم نجده
وما أعظمها من كلمة: ( إن الله شاء أن يراهن سبايا)
فالله الذي أعظم من كل عظيم يرى بمشيئته شيئاً كبيرًا لا نتمكن من وصفه، ودرك كنهه..
أليس يحق لها فوق ما نتصوره من العظمة؟،
بلى.. وأكثر..
الشفيعة زينب(ع)
أصبت بشبه أزمة قلبية في وسط محرم الحرام فأحضروا حولي بعض الأطباء.
فقال أحدهم : كيف أحضرتموني على رأس ميت ؟!..
وأخيراً قرروا نقلي الى المستشفى، فنقلت على سرير.. وكان وعيي كاملا حيث وضعت على سريري في المستشفى فأخذني النوم، فرأيت في المنام أن السيدة زينب (عليها السلام) واقفة متصلة بسريري وهي تنظر أليَّ !.وبعد أن صحوت من النوم تعجبت من هذا الحلم، فإني لم أرَ السيدة زينب (عليها السلام) قبل ذلك طيلة عمري، ثم لم يكن يتبادر الى ذهني أن أتوسل بها (عليها السلام)، حتى يحتمل أنه بسبب ذلك …
وبعد ساعة جاء أخي إلى زيارتي فنقلت له الرؤيا، فقال: نعم، لقد طلبت ـ قبل مجيئي ـ من الأهل والأولاد أن يتوسلوا بالسيدة زينب (عليها السلام) في شفائك، فتوسلوا بها وأخذوا يقرؤون القرآن اهداءً لها، ولعل ذلك هو السبب.
كتب في كراماتها
ينبغي أن تكتب عدة كتب في كرامات السيدة زينب (عليها السلام) التي ظهرت منها ، فانها لا تعد ولا تحصى، ولعله يرى منها (عليها السلام) ما لا يقل من كرامة أو كرامات في كل يوم.. ويوم.
فكما أن النور يشع مهما كان ضعيفاً، فأهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) بأجمعهم لهم الإشعاع، حتى في الطبقات غير العالية منهم، فكيف بالمستويات الرفيعة كالسيدة زينب (عليها السلام) ومن أشبهها.
وقد ورد في زيارة السيدة المعصومة (عليها السلام): ( من زارها وجبت له الجنة ) مع أنا لا نعرف عنها ـ حيث انه لم يصلنا فيها من التواريخ والروايات ـ حتى عشر ما للسيدة زينب (عليها السلام).
نعم الشيء مهما كان كبيراً دنيوياً، لا قيمة له.. فانه يزول، والشيء مهما كان صغيراً، إلا أنه إذا ارتبط بالله سبحانه وتعالى، فهو أكبر من كل كبير.
فإنهم (عليهم الصلاة والسلام) أطاعوا الله تعالى فكانوا مثله كما في الحديث القدسي: ( أقول للشيء كن فيكون، وتقول للشيء كن فيكون) هذا بالنسبة إلى كراماتها (سلام الله عليها).
أما مكانتها الكونية: فلا شك أن المعنويات في مكانتها الكونية، أعظم وأجل من الماديات فيها، وقد قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام): ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً كان خيراً لك مما طلعت عليه الشمس)
إن ما طلعت عليه الشمس أمور مادية، والأمور المادية لها مدة محدودة، أما الأمور المعنوية فلا زوال لها ولا انقضاء ، ولا يعرف أبعادها إلا الله سبحانه ومن اختارهم.
إن إحاطتهم(16) بالكون فوق ما نتصور، وهي (عليها السلام) وإن كانت في مرتبة أنزل من المعصومين (عليهم السلام) إلا أنها في درجة رفيعة لا نتمكن أن نتصور منزلتها العظيمة، فمن غير المعقول أن يستوعب الظرف الأقل حجما على ما هو أكثر من ذلك، ومن هنا يعرف قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام): ( يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا)
ومن الواضح إن معرفة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ومعرفته (عليه السلام) والرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) لله سبحانه، يراد بذلك القدر الممكن منها ، وإلا فلا يمكن للممكن معرفة الله كما هو هو، مهما كان الممكن رفيعاً، ولو كان سيد الكائنات وأشرف المخلوقات.
وأمّا خطبتها في الشام ..
فهي قَالَ السَّيِّدُ وَ غَيْرُهُ فَقَامَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) فَقَالَتْ :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ صَدَقَ اللَّهُ كَذَلِكَ يَقُولُ ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُوا السُّوأى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُونَ أَ ظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حَيْثُ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ وَ آفَاقَ السَّمَاءِ فَأَصْبَحْنَا نُسَاقُ كَمَا تُسَاقُ الْأُسَارَى أَنَّ بِنَا عَلَى اللَّهِ هَوَاناً وَ بِكَ عَلَيْهِ كَرَامَةً وَ أَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِنْدَهُ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَ نَظَرْتَ فِي عِطْفِكَ جَذْلَانَ مَسْرُوراً حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً وَ الْأُمُورَ مُتَّسِقَةً وَ حِينَ صَفَا لَكَ مُلْكُنَا وَ سُلْطَانُنَا مَهْلًا مَهْلًا أَ نَسِيتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى { وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ }
أَ مِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَ إِمَاءَكَ وَ سَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا ؟
إلى أن قالت .. لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَ لَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيٌّ وَ كَيْفَ يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الْأَزْكِيَاءِ
وَ نَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ ؟ وَ كَيْفَ يَسْتَبْطِئُ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ نَظَرَ إِلَيْنَا بِالشَّنَفِ وَ الشَّنَآنِ وَ الْإِحَنِ وَ الْأَضْغَانِ ؟ ثُمَّ تَقُولُ غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ وَ لَا مُسْتَعْظِمٍ :
وَ أَهَلُّوا وَ اسْتَهَلُّوا فَرَحاً ثُمَّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تُشَلُ
مُنْتَحِياً عَلَى ثَنَايَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَنْكُتُهَا بِمِخْصَرَتِكَ ، وَ كَيْفَ لَا تَقُولُ ذَلِكَ وَ قَدْ نَكَأْتَ الْقَرْحَةَ وَ اسْتَأْصَلْتَ الشَّافَةَ بِإِرَاقَتِكَ دِمَاءَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وَ نُجُومِ الْأَرْضِ مِنْ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ تَهْتِفُ بِأَشْيَاخِكَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تُنَادِيهِمْ فَلَتَرِدَنَّ وَشِيكاً مَوْرِدَهُمْ وَ لَتَوَدَّنَّ أَنَّكَ شَلَلْتَ وَ بَكِمْتَ وَ لَمْ يَكُنْ قُلْتَ مَا قُلْتَ وَ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ .
اللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا وَ انْتَقِمْ مِنْ ظَالِمِنَا وَ أَحْلِلْ غَضَبَكَ بِمَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا وَ قَتَلَ حُمَاتَنَا ، فَوَ اللَّهِ مَا فَرَيْتَ إِلَّا جِلْدَكَ وَ لَا جَزَزْتَ إِلَّا لَحْمَكَ وَ لَتَرِدَنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ سَفْكِ دِمَاءِ ذُرِّيَّتِهِ وَ انْتَهَكْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَ لُحْمَتِهِ حَيْثُ يَجْمَعُ اللَّهُ شَمْلَهُمْ وَ يَلُمُّ شَعَثَهُمْ وَ يَأْخُذُ بِحَقِّهِمْ { وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } حَسْبُكَ بِاللَّهِ حَاكِماً وَ بِمُحَمَّدٍ خَصِيماً وَ بِجَبْرَئِيلَ ظَهِيراً وَ سَيَعْلَمُ مَنْ سَوَّى لَكَ وَ مَكَّنَكَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا وَ أَيُّكُمْ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً .وَ لَئِنْ جَرَّتْ عَلَيَّ الدَّوَاهِي مُخَاطَبَتَكَ إِنِّي لَأَسْتَصْغِرُ قَدْرَكَ وَ أَسْتَعْظِمُ تَقْرِيعَكَ وَ أَسْتَكْبِرُ تَوْبِيخَكَ لَكِنَّ الْعُيُونَ عَبْرَى وَ الصُّدُورَ حَرَّى أَلَا فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اللَّهِ النُّجَبَاءِ بِحِزْبِ الشَّيْطَانِ الطُّلَقَاءِ ؟ فَهَذِهِ الْأَيْدِي تَنْطِفُ مِنْ دِمَائِنَا وَ الْأَفْوَاهُ تَتَحَلَّبُ مِنْ لُحُومِنَا وَ تِلْكَ الْجُثَثُ الطَّوَاهِرُ الزَّوَاكِي تَنْتَابُهَا الْعَوَاسِلُ وَ تَعْفُوهَا أُمَّهَاتُ الْفَرَاعِلِ وَ لَئِنِ اتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لَتَجِدُنَا وَشِيكاً مَغْرَماً حِينَ لَا تَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمْتَ وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ فَإِلَى اللَّهِ الْمُشْتَكَى وَ عَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ ، فَكِدْ كَيْدَكَ وَ اسْعَ سَعْيَكَ وَ نَاصِبْ جُهْدَكَ فَوَ اللَّهِ لَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَ لَا تُمِيتُ وَحْيَنَا وَ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَ لَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا وَ هَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَ أَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَ جَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَتَمَ لِأَوَّلِنَا بِالسَّعَادَةِ وَ لِآخِرِنَا بِالشَّهَادَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَ يُوجِبَ لَهُمُ الْمَزِيدَ وَ يُحْسِنَ عَلَيْنَا الْخِلَافَةَ إِنَّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
فَقَالَ يَزِيدُ :يَا صَيْحَةً تُحْمَدُ مِنْ صَوَائِحِ مَا أَهْوَنَ الْمَوْتَ عَلَى النَّوَائِحِقَالَ ثُمَّ اسْتَشَارَ أَهْلَ الشَّامِ فِيمَا يَصْنَعُ بِهِمْ فَقَالُوا لَا تَتَّخِذْ مِنْ كَلْبِ سَوْءٍ جَرْواً .
فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ انْظُرْ مَا كَانَ الرَّسُولُ يَصْنَعُهُ بِهِمْ فَاصْنَعْهُ بِهِمْ هذه الخطبة من أروع الخطب وقد تكلمت بنت علي ببلاغة أبيها وشجاعته وصبره حتى جعلت ذلك الطاغية المتجبر كأنه أحد الجرذان وعرفته قيمته وأصله وفرعه وما قام به من جريمة سودت وجه التاريخ وستبقى وصمة عار عليه وعلى كل من شايعه وتابعه ورضي بفعله وأنه تبع حزب الشيطان .
كما عرفت المقتولين وموقعهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنهم حزب الله النجباء .
_______________________________
وقال عنها علي زين العابدين بن الحسين ""يا عمة أنت عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة""
[عدل] تاريخ وفاتها ومحل دفنها
ضريح السيدة زينب في القاهرة .
اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين انها توفيت في سنة 62 هـ، لكن ذهب آخرون إلى ان وفاتها سنة 65هـ. واتفق المؤرخون على انّ وفاتها كانت في يوم الخامس عشر من شهر رجب. م). وذكر الكثير من المؤرخين وسير الاخبار بأنها توفيت ودفنت في دمشق وهذا قول الطائفة الشيعية، أما عند أهل السنة وعلى الكثير من الروايات في القاهرة. وتشير الروايات إلى ان عبد الله بن جعفر رحل من المدينة، وانتقل مع السيدة زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية يقال لها (راوية) وقد توفيت السيدة زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها والمنطقة معروفة الآن ب السيدة زينب وهي من ضواحي دمشق.أما أدق الروايات فإنه بعد أن أصدر يزيد بن مُعاوية باستبعادها من المدينة المنورة، رحلت إلى مصر، واستقبلها والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري الخزرجي وشعب مصر في أطراف الصحراء في شعبان عام واحد وستين للهجرة واستقبلت استقبال الملوك، ثم أنزلها داره بالحمراء وجعل لها جناحاً خاصاً بها، وجعل لكل يوم من أيامها خصوصيته، فيوم لتعليم أهل مصر أمور دينهم، ويوم تعرض فيه أمور الرعية فتنظر فيها، ويوم لتحفيظ القرآن الكريم، ويوم للحديث، وغيره، فلما حان موعد لقائها بالباري عز وجل، أرسلت لزوجها أن تزوج من أختي أم كلثوم من بعدي، ففعل.
لقيت الله تعالى بعد عام ونصف تقريباً من استشهاد أخيها الحسين العظيم عليه السلام، وذلك في السابع عشر من شهر رجب المبارك عام اثنان وستون للهجرة ووري جسدها الشريف في حجرتها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري وصلت عليها جموع مصر، وضريحها اليوم داخل مسجد يسمى مسجد السيدة على رواية ضعيفة .. أمّا الرّواية الأشهر فقد استشهدت مولاتنا ( زينب الكبرى ) ودفنت في الشام بمنطقة تعرفُ بمنطقة السيدة ( زينب ..ع) ويقصدها الملايين لزيارتها وطلب حوائجهم منها في باب الله الذي منه يُأتى . سلام الله عليها ورضاه ورضوانه يوم ولدت ويوم ظلمت واستشهدت ويوم تبعث بين يدي الله تعالى. والحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. منقـــول.
|
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الامام الكاظم ; 15-04-2010 الساعة 06:39 AM.
|
|
|
|
|