اللهم صلي على محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبراكته ..
في قول النبي(ص): يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس ، وفيه بيان ووجوه
- إكمال الدين : غير واحد ، عن محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضل ، عن ابن ظبيان ، عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري أنه سأل النبي(ص هل ينتفع الشيعة بالقائم عليه السلام في غيبته ؟ فقال(ص) : إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به ، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب . بيان : التشبيه بالشمس المجللة بالسحاب يومي إلى أمور : الأول : أن نور الوجود والعلم والهداية ، يصل إلى الخلق بتوسطه(ع)إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم العلل الغائية لايجاد الخلق ، فلولاهم لم يصل نور الوجود إلى غيرهم ، وببركتهم والاستشفاع بهم ، والتوسل إليهم يظهر العلوم و المعارف على الخلق ، ويكشف البلايا عنهم ، فلولاهم لاستحق الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب ، كما قال تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " ولقد جربنا مرارا لا نحصيها أن عند انغلاق الأمور واعضال المسائل ، والبعد عن جناب الحق تعالى ، وانسداد أبواب الفيض ، لما استشفعنا بهم ، وتوسلنا بأنوارهم ، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت ، تنكشف تلك الأمور الصعبة ، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الايمان ، وقد مضى توضيح ذلك في كتاب الإمامة .
الثاني : كما أن الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها - ينتظرون في كل آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ، ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيام غيبته عليه السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره ، في كل وقت و زمان ، ولا ييأسون منه .
الثالث : أن منكر وجوده(ع) مع وفور ظهور آثاره كمنكر وجود الشمس إذا غيبها السحاب عن الابصار .
الرابع : أن الشمس قد تكون غيبتها في السحاب أصلح للعباد ، من ظهورها لهم بغير حجاب ، فكذلك غيبته(ع) أصلح لهم في تلك الأزمان ، فلذا غاب عنهم .
الخامس : أن الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر إليها بارزة عن السحاب ، وربما عمي بالنظر إليها لضعف الباصرة ، عن الإحاطة بها ، فكذلك شمس ذاته المقدسة وبما يكون ظهوره أضر لبصائرهم ، ويكون سببا لعماهم عن الحق ، وتحتمل بصائرهم الايمان به في غيبته ، كما ينظر الانسان إلى الشمس من تحت السحاب ولا يتضرر بذلك .
السادس : أن الشمس قد يخرج من السحاب وينظر إليه واحد دون واحد فكذلك يمكن أن يظهر(ع) في أيام غيبته لبعض الخلق دون بعض .
السابع : أنهم عليهم السلام كالشمس في عموم النفع وإنما لا ينتفع بهم من كان أعمى كما فسر به في الاخبار قوله تعالى : " من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " .
الثامن : أن الشمس كما أن شعاعها تدخل البيوت ، بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك ، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنما ينتفعون بأنوار هدايتهم بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسهم ومشاعرهم التي هي روازن قلوبهم من الشهوات النفسانية والعلائق الجسمانية ، وبقدر ما يدفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولانية إلى أن ينتهي الامر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب .
فقد فتحت لك من هذه الجنة الروحانية ثمانية أبواب ، ولقد فتح الله علي بفضله ثمانية أخرى تضيق العبارة عن ذكرها ، عسى الله أن يفتح علينا وعليك في معرفتهم ألف باب يفتح من كل باب ألف باب ..
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخيره برحمتك ياارحم الراحمين العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان (اللهم عجل لوليك الحجة بن الحسن عليه السلام)