صلوات الله عليهما والتي نشرنا جزء منها سابقاً وهذا جزء آخر : أي بني ، من نظر في عيوب الناس ورضي لنفسه بها ، فذاك الاحمق بعينه ، ومن تفكر اعتبر ومن اعتبر اعتزل ، ومن اعتزل سلم ، ومن ترك الشهوات كان حراً ومن ترك الحسد كانت المحبة له عند الناس .. أي بني ، عز المؤمن غناه عن الناس ، والقناعة مال لا ينفد .. ومن أكثر ذكر الموت .. رضي من الدنيا باليسير ، ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه ، العجب ممن يخاف العقاب فلم يكف ورجا الثواب ، فلم يتب ويعمل .. ثم قال الامام المرتضى : أى بني :
الفكرة تورث نوراً والغفلة ظلمة
والجهالة ضلالة ، والسعيد من وعظ بغيره .. والادب خير ميراث .. وحسن الخلق خير قرين .. ليس من قطيعة الرحم نماء .. ولا مع الفجور غنى .. أي بني ، العافية عشر أجزاء .. تسعة منها ، في الصمت .. إلا بذكر الله .. وواحد في ترك مجالس السفهاء .. أي بني ، من تزيا بمعاصي الله في المجالس ، أورثه الله ذلاًً ، ومن طلب العلم ، علم ، يا بني ، رأس العلم الرفق ، وآفته الخرق ، ومن كنوز الايمان الصبر على المصائب ، والعفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى ، كثرة الزيارة ، تورث الملالة ، والطمأنيتة قبل الخبرة ، ضد الحزم .. ثم قال :
وإعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله
أي بني ، كم نظرة جلبت حسرة ، وكم من كلمة سلبت نعمة ، أي بني ، لا شرف أعلى من الاسلام .. ولا كرم أعز من التقوى .. ولا معقل أحرز من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة ، ولا لباس أجمل من العافية ، ولا مال أذهب بالفاقة من الرضى بالقوت ، ومن اقتصر على بلغة الكفاف .. تعجل الراحة .. وتبوء خفض الدعة .. أي بني الحرص مفتاح التعب ، ومطية النصب ، وداع الى التقحم في الذنوب .. والشرة جامع لمساوئ العيوب .. وكفاك تأديباً لنفسك ، ما كرهته من غيرك ، لاخيك عليك مثل الذي لك عليه .. ومن تورط فى الامور بغير نظر في العواقب ، فقد تعرض للنوائب .. التدبير قبل العمل .. يؤمنك الندم .. تحف العقول 88 وهناك تكملة سنذكرها إنشاء الله ..