كانت البدايات مع قانون برايمر المشلول والمشؤوم مرورا بالطقوس السياسية المتقلبة التي جاءت بعد ذلك وبدا بعد حين ان العراق يقسم طائفيا ومناطقيا بصورة شوهاء حتى وصل الحال ان هذا الطرف العراقي يخشى من الاخر العراقي اكثر مما يخشى من المحتل الاجنبي ، وقد شارك السياسيون الجدد بصورة بشعة في زرع البذور وسقيها وانتظار الثمر الذي تجرعه العراقيون غصة بعد غصة لاجل مناصبهم وكراسيهم الزائفة وهم يضعون يدا على الزناد ويدا على الجواز الدبلوماسي تاهبا للرحيل هربا بجلودهم والعودة من حيث جاءوا ...
كثيرة هي الملابسات التي جعلت العراق مزرعة يعشش فيها الارهاب وفرق الموت وساحة للتنافس الدولي والاقليمي على كسب هذه الساحة المفتوحة ولم يكن مفهوم الشعب الواحد او مفهوم الوطنية مفهوما ذي بال في هذا المعترك حتى اصبح ابن الشمال يفكر انه كردي ليس الا وابن المحافظات الغربية يفكر انه سني واخر ما يفكر به انه عراقي واما ابن الجنوب فكان الحال يرثى له بدفع من الاحزاب التي لبست العباءة الشيعية لاجل مآربها الخاصة فكان الناس يقولون نريد شيعي ولا نريد غيره حتى لوكان هذا الشيعي لا يعرف ان يقود عائلة فضلا عن قيادة شعب وحتى ولو لم يولد في العراق اصلا وحتى لو لم يعرف شئ عن العراق ووضعه ومجتمعه وحتى لو كان من سلالة عراقية غادرت العراق منذ قرون !!، اما في بغداد العاصمة فكانت الطامة الكبرى لتداخل كل الطوائف والخلفيات في هذه المدينة ووقعت المآساة التي يندى لها الجبين والعالم يتفرج والدولة المحتلة سيدة العالم تتفرج والدول الاسلامية تتفرج والعربان يتفرجون والسياسيون يصبون الزيت على النار والابرياء وقود الفتنة وتردى الوضع العراقي حتى اصبحت الدولة العراقية في ذيل القائمة بين دول العالم في كل مناحي الحياة العصرية في عالم اليوم وهي الدولة الاكثر ثراءا بين دول العالم وكل ذلك يعود فضله للساسة مزدوجي الجنسية وقانون بريمر المشؤوم ،
ونحن وبسم ابناء الشعب العراقي لا نبرئ احدا من السياسيين الذين كانوا في سدة الحكم ولهم دور في مجمل العملية السياسية خصوصا الحكومة المركزية عما حدث من دمار واراقة الدماء والتهجير القسري ودمار البنى التحتية وكل ما حدث مما لايسع ذكره فانهم سيُسآلون عنه ويُحاكمون عليه وتاخذ العدالة مجراها كما يحاكم مجرموا النظام الصدامي حاليا والايام دول كما هو ثابت تاريخيا
الان وهذا الهدوء النسبي في العراق بعد ان ملت الناس من القتل والدماء والماسي ولا يعود الهدوء النسبي الى جهود متميزة لساسة الحكم الا بنسبة اقل من 10 % على احسن تقدير لكسب مشاعر الناس لكن اثار الطائفية ما زالت موجودة ولم تمُت في مراكز القوة والمال المُرتبطة بساسة الحكم فالقنوات الفضائية مُحيدة عندما تتحدث عن اسيادها تظهرهم انهم فقط في الساحة وهم اصحاب العصا السحرية وغيرهم بعثى او وهابي او عميل لاحد الاطراف واما الشخصيات القريبة من هذه الشخصية السياسية او تلك يعتبرون انفسهم الافضل بين الناس بلا مسوغ او حقيقة ملموسة وكذا المناطق التي يعيش فيها اصحاب القصور الفارهة والسيارات المظلله هي مناطق افضل من غيرها بدرجات لا متناهية حتى رجال الشرطة الذين لا يميزون بين البوستر السياسي والمفكرة الصادرة من مؤسسة مجتمع مدني يقولون هذه الاحزاب الصغيرة!! تثير البلابل لانها تريد الانتقام من الاحزاب الكبيرة ( صغيرة وكبيرة )
ما زالت رواسب الطائفية التي اُسٍست في قانون بريمر وحملها ساسة الصراع على السلطة موجودة وربما تنفجر في أي لحظة لان القادة الجدد القادمين من الخارج لم ينهضوا بمستوى الوعي الى المستوى الصحيح والذي يعود بالنفع على العراق كل العراق وانما ارادوا ابقاء الشعب على حالة وما ترسب عن حقبة الطاغية من جهل وضياع بل هبطوا بمستواه ليستغبوا الشعب ويستغلوه لحساباتهم وغاياتهم المريضة
ان الطائفية ما زالت تحاصرنا