|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 24-11-2009 الساعة : 06:13 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
وقـــد حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين ، وكان قد حج في تلك السنة محمد بن علــــي الباقر وابنه جعفر بن محمد عليهما السلام . وقال الإمام الصادق (ع) : الحمد لله الذي بعث محمداً بالحق نبياً وأكرمنا به فنحن صفوة اللـه على خلقه وخيرته من عباده وخلفاؤه ، فالسعيد من اتبعنا والشقي من عادانا وخالفنا.
ثم قال :
فأخبر مسلمة أخاه بما سمع ، فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى دمشق وانصرفنا إلى المدينة ، فأنفذ بريداً إلى عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي معه ، فأشخصنا ، فلما وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثاً ، ثم أذن لنا في اليوم الرابع فدخلنا ، وإذا قد قعد على سرير الملك ، وجنده وخاصته وقوف على أرجلهم سماطان متسلحان ، وقد نصب البرجاس حذاه وأشياخ قومه يرمون ، فلما دخلنا وأبي أمامي وأنا خلفه ، فنادى أبي وقال : يا محمد إرم مع أشياخ قومك الغرض .
فقال له : إني قد كبرت عن الرمي فهل رأيت أن تعفيني .
فقال : وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد (ص) لا أعفيك ، ثم أومأ إلى شيخ من بني أمية أن اعطه قوسك ، فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهماً ، فوضعه في كبد القوس ، ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه ، ثم رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه إلى نصله ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض ، وهشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالك إلاّ أن قال : أجدت يا أبا جعفر وأنت أرمى العرب والعجم ، هلاّ زعمت أنك كبرت عن الرمي ، ثم أدركته ندامة على ما قال .
وكان هشام لم يكن كنّى أحداً قبل أبي ولا بعده في خلافته ، فهمَّ به وأطرق إلى الأرض إطراقة يتروى فيها . وأنا وأبي واقفان حذاه مواجهين له ، فلما طال وقوفنا غضب أبي فهم به ، وكان أبي (ع) إذا غضب نظر إلى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه ، فلما نظر هشام إلى ذلك من أبي .
قال له : إلي يا محمد !
فصعد أبي إلى السرير ، وأنا أتبعه ، فلما دنا من هشام ، قام إليه واعتنقه وأقعده عن يمينه ، ثم اعتنقني وأقعدني عن يمين أبي ، ثم أقبل على أبي بوجهه .
فقال له : يا محمد لاتزال العرب والعجم تسودها قريش مادام فيهم مثلك ، لله درك ، من علمك هذا الرمي ؟ وفي كم تعلمته ؟
فقال أبي : قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثتي ثم تركته ، فلما اراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت فيه .
فقال له : ما رأيت مثل هذا الرَّمي قط مُذْ عقلت ، وما ظننت أن في الأرض أحداً يرمي مثل هذا الرمي أيرمي جعفر مثل رميك ؟ فقال :
إنا نحن نتوارث الكمال والتمام اللذين أنزلهما اللـه على نبيه (ص) في قوله : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } (المائدة/3) والأرض لا تخلــــو ممن يكمل هــــذه الأمـور التي
يقصر غيرنا عنها .
قال : فلما سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى فاحولت واحمر وجهه ، وكان ذلك علامة غضبه إذا غضب ، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه .
فقال لأبي : ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد ؟
فقال أبي : نحن كذلك ولكن اللـه جل ثناءه اختصنا من مكنون سره وخالص علمه بما لم يخص أحداً به غيرنا .
فقال : أليس اللـه جل ثناؤه بعث محمداً (ص) من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة ، أبيضها وأسودها وأحمرها من أين ورثتم ما ليس لغيركم ؟ ورسول اللـه (ص) مبعثوث إلى الناس كافة وذلك قول اللـه تبارك وتعالى : { وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ } (آل عمران/180) إلى آخر الآية فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء ؟ فقال : من قوله تبارك وتعالى لنبيِّه (ص) : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } (القيامة/16) الذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره اللـه أن يخصنا به من دون غيرنا ، فلذلك كان ناجى أخاه عليأً من دون أصحابه فأنزل اللـه بذلك قرآناً في قوله : { وَتَعِيَهَآ اُذُنٌ وَاعِيَةٌ } (الحاقة/12) فقال رسول اللـه (ص) لأصحابه : سألت اللـه أن يجعلها أذنك يا علي ، فلذلك قال علي بن أبي طالب صلوات اللـه عليه بالكوفة : علَّمني رسول اللـه (ص) ألف باب من العلم ففتح لكل باب ألف باب ، خصَّه رسول اللـه (ص) من مكنون سره بما يخص أمير المؤمنين أكرم الخلق عليه ، فكما خص اللـه نبيه (ص) خص نبيه (ص) أخاه علياً من مكنون سره بما لم يخص به أحداً من قومه ، حتى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا .
فقال هشام بن عبد الملك : إن علياً كان يدعي علم الغيب واللـه لم يطلع على غيبه أحداً ، فمن أين ادعى ذلك ؟
فقال أبي : إن اللـه جل ذكره أنزل على نبيّه (ص) كتاباً بيَّن فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } (النحل/89) وفي قوله : { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ } (الانعام/38) وأوحى اللـه إلى نبيه (ص) أن لايبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئاً إلاّ يناجي به عليّاً ، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ، ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه ، وقال لأصحابه : حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي ، فإنه مني وأنا منه ، له مالي وعليه ما عليَّ ، وهو قاضي ديني ومنجز وعدي . ثم قال لأصحابه : علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلاّ عند علي (ع) ، ولذلك قال رسول اللـه (ص) لأصحابه : أقضاكم علي أي هو قاضيكم وقال عمر بن الخطاب : لولا علي لهلك عمر ، يشهد له عمر ويجحده غيره .
فأطرق هشام طويلاً ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك .
فقال : خلفت عيالي وأهلي مستوحشين لخروجي .
فقال : قد آنس اللـه وحشتهم برجوعوك إليهم ولا تقم ، سر من يومك .
فاعتنقه أبي ودعا له وفعلت أنا كفعل أبي ، ثم نهض ونهضت معه وخرجنا إلى بابه ، وإذا بميدان ببابه وفي آخر الميدان أناس قعود عددهم كثير ، قال أبي : من هؤلاء ؟
فقال الحجاب هؤلاء القسيسون والرهبان وهذا عالم لهم يقعد إليهم في كل سنة يوماً واحداً يستفتونه فيفتيهم .
فلف أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه وفعلت أنا مثل فعل أبي ، فأقبل نحوهم حتى قعد نحوهم وقعدت وراء أبي ، ورفع ذلك الخبر إلى هشام ، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي ، فأقبل وأقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا ، وأقبل عالم النصارى وقد شد حاجبيه بحريرة صفراء حتى توسطنا ، فقام إليه جميع القسيسين والرهبان مسلمين عليه ، فجاؤوا به إلى صدر المجلس فقعد فيه ، وأحاط به أصحابه وأبي وأنا بينهم ، فأدار نظره ثم قال لأبي :
أمنّا أم من هذه الأمة المرحومة ؟
فقال ابي : بل من هذه الأمة المرحومة .
فقال : من أيهم أنت من علمائها أم من جهالها ؟
فقال له أبي : لست من جهالها ، فاضطرب اضطراباً شديداً ثم قال له : أسألك ؟ فقال له أبي : سل ، فقال : من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يُحدِثون ولا يبولون ؟
وما الدليل فيما تدعونه من شاهد لا يجهل ؟
فقال له أبي : دليل ما ندّعي من شاهد لا يجهل ، الجنين في بطن أمه يطعم ولا يحدث .
قال : فاضطرب النصراني اضطراباً شديداً ، ثم قال : هلاّ زعمت أنك لست من علمائها ؟
فقال له أبي : ولا من جهالها ، وأصحاب هشام يسمعون ذلك .
فقال لأبي : أسألك عن مسألة أخرى فقال له أبي : سل .
فقال : من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبداً غضة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة ؟ وما الدليل عليه من شاهد لا يجهل ؟
فقال له أبي : دليل ما ندَّعي أن ترابنا أبداً يكون غضاً طرياً موجوداً غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع ، فاضطرب اضطراباً شديداً ، ثم قال : هلاّ زعمت أنك لست من علمائها ؟ فقال له أبي : ولا من جهالها .
فقال له : أسألك عن مسألة ؟ فقال : سل ، فقال : أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل ولا من ساعات النهار ؟
فقــــال له أبي : هـــي الساعــــة التي بين طلوع الفجر إلــــى طلوع الشمــــس يهدأ فيهـــا المبتلي ، ويرقد فيهـــا
الساهر ، ويفيق المغمى عليه ، جعلها اللـه في الدنيا رغبة للراغبين وفي الآخرة للعاملين لها دليلاً واضحاً وحجة بالغة على الجاحدين المتكبرين التَّاركين لها .
قال : فصاح النصراني صيحة ثم قال : بقيت مسألة واحدة واللـه لأسألك عن مسألة لاتهدي إلى الجواب عنها أبداً .
قال له أبي : سل فإنك حانث في يمينك .
فقال : أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة وعمر الآخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا ؟
فقال له أبي : ذلك عزيز وعزيرة ولدا في يوم واحد ، فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاماً ، مرّ عزيز على حماره راكباً على قرية بأنطاكية وهي خاوية على عروشها { قَالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللـه بَعْدَ مَوْتِهَا } (البقرة/259) وقد كان اصطفاه وهداه فلما قال ذلك القول غضب اللـه عليه فأماته اللـه مائة عام سخطاً عليه بما قال ، ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه وعاد إلى داره ، وعزيرة أخوه لا يعرفه فاستضافه فأضافه وبعث إليه ولد عزيرة وولد ولده وقد شاخوا وعزير شاب في سن خمس وعشرين سنة ، فلم يزل يذكر أخاه وولده وقد شاخوا وهم يذكرون ما يذكرهم ويقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عيه السنون والشهور ، ويقول له عزيرة وهو شيخ كبير ابن مائة وخمسة وعشرين سنة : ما رأيت شاباً في سن خمسة وعشرين سنة أعلم بما كان بيني وبين أخي عزير أيام شبابي منك ! فمن أهل السماء أنت ؟ أم من أهل الأرض ؟ فقال : يا عزيرة أنا عزير سخط اللـه عليّ بقول قلته بعد أن اصطفاني وهداني فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزداد بذلك يقيناً ، إن اللـه على كل شيء قدير ، وها هو هذا حماري وطعامي وشرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده اللـه تعالى كما كان ، فعندها أيقنوا فأعاشه اللـه بينهم خمسة وعشرين سنة ، ثم قبضه اللـه وأخاه في يوم واحد .
فنهض عالم النصارى عند ذلك قائماً وقاموا - النصارى - على أرجلهم فقال لهم عالمهم : جئتموني بأعلم مني واقعدتموه معكم حتى هتكني وفضحني وأعلم المسلمين بأن لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا ، لا واللـه لا كلمتكم من رأسي كلمة واحدة ، ولا قعدت لكم إن عشت سنة .
فتفرقوا وأبي قاعد مكانه وأنا معه ، ورفع ذلك الخبر إلى هشام .
فلما تفرق الناس نهض أبي وانصرف إلى المنزل الذي كنا فيه ، فوافانا رسول هشام بالجائزة وأمرنا أن ننصرف إلى المدينة من ساعتنا ولا نجلس ، لأن الناس ماجوا وخاضوا فيما دار بين أبي وبين عالم النصارى ، فركبنا دوابنا منصرفين وقد سبقنا بريد من عند هشام إلى عامل مدين على طريقنا إلى المدينة أن ابنَي أبي تراب الساحرين : محمد بن علي وجعفر بن محمد الكذابين - بل هو الكذاب لعنه اللـه - فيما يظهران من الإسلام وردّا عليَّ ، ولما صرفتهما إلى المدينة مالا إلى القسيسين والرهبان من كفار النصارى وأظهرا لهما دينهما ومرقا من الإسلام إلى الكفر دين النصارى وتقربا إليهم بالنصرانية ، فكرهت أن أنكل بهما لقرابتهما ، فإذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس : برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلم عليهما فإنهما قد ارتدا عن الإسلام ، ورأى أمير المؤمنين أن يقتلهما ودوابهما وغلمانهما ومن معهما شر قتلة ، قال : فورد البريد إلى مدينة مدين .
فلما شارفنا مدينة مدين قدم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلاً ، ويشروا لدوابنا علفاً ، ولنا طعاماً ، فلما قرب غلماننا من باب المدينة أغلقوا الباب في وجوهنا وشتمونا وذكروا علي بن أبي طالب صلوات اللـه عليه فقالوا : لا نزول لكم عندنا ولا شراء ولا بيع يا كفار يا مشركين يا مرتدين يا كذابين يا شر الخلائق أجمعين ، فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم فكلمهم أبي وليَّن لهم القول وقال لهم :
اتقوا اللـه ولا تغلظوا فلسنا كما بلغكم ولا نحن كما تقولون فاسمعونا ، فقال لهم : فهبنا كما تقولون افتحوا لنا الباب وشارونا كما تشارون وتبايعون اليهود والنصارى والمجوس ، فقالوا : أنتم شر من اليهود والنصارى والمجوس لأن هؤلاء يؤدون الجزية وأنتم ما تؤدون ، فقال لهم أبي : فافتحوا لنا الباب وأنزلونا وخذوا منا الجزية كما تأخذون منهم ، فقالوا : لا نفتح ولا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعاً نياعاً او تموت دوابكم تحتكم ، فوعظهم أبي فازدادوا عتواً ونشوزاً ، قال : فثنى أبي رجله عن سرجه ثم قال لي : مكانك يا جعفر لا تبرح ، ثم صعد الجبل المطل على مدينة مدين وأهل مدين ينظرون إليه ما يصنع ، فلما صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة وجسده ، ثم وضع إصبعيه في أذنيه ثم نادى بأعلى صوته { وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللـه مَا لَكُم مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيـــــْرٍ وإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّـــاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللـه خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } (هود/84-86) نحن واللـه بقية اللـه في أرضه ، فأمر اللـه ريحاً سوداء مظلمة فهبت واحتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال والصبيان والنساء ، فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان إلاّ صعد السطوح ، وأبي مشرف عليهم ، وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن ، فنظر إلى أبي على الجبل ، فنادى باعلى صوته : اتقوا اللـه يا أهل مدين فإنه قد وقف الذي وقف فيه شعيب (ع) حين دعا على قومه ، فإن أنتم لم تفتحوا له الباب ولم تنزلوه جاءكم من اللـه العذاب . فإني أخاف عليكم وقد أعذر من أنذر ، ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا ، وكُتب بجميع ذلك إلى هشام فارتحلنا في اليوم الثاني ، فكتب هشام إلى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيقتله رحمة اللـه عليه وصلواته ، وكتب إلى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سم أبي في طعام أو شراب ، فمضى هشام ولم يتهيأ له في أبي من ذلك شيء(5).
(1) المصدر : ( ص 251 ) .
(2) المصدر باختصار : ( ص 329 - 331 ) .
(3) المصدر : ( ص 335 ) .
(4) المصدر : ( ص 337 ) .
(5) موسوعة بحار الأنوار : ( ص 306 - 313 ) نقلاً عن دلائل الإمامة تصنيف محمد بن جرير الطبري الإمامي .
|
|
|
|
|