إذا تمعَّن الدارس لنهج البلاغة في إسلوب الخطاب ولون النصائح والعبر فيه ، لوجد فيه قوة مغناطيسية عجيبة تجعله مرغماً للإعجاب بشخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فيستسلم لحبِّه وإنْ لم يكن القارئ مسلماً، ولذا نجد عبر الزمن الحاضر والماضي شخصيات وشعراء غير مسلمين قد سطَّروا لنا حبّهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام فظهر ذلك جلياً في أشعارهم ، و مؤلفاتهم ، ومن شواهد ذلك ما ذكره أبو حيَّان فقال:
((ومن غريب هذا ما أنشدنا الإمام اللغوي رضي الدين أبو عبد الله محمد بن عليّ بن يوسف الأنصاري الشاطبي رحمه الله تعالى لزبينا بن إسحاق النصراني الرسغي :
عدّيٌ وتيم لا أحاول ذكرهم * بسوء ولكني محب لهاشم
وما تعتريني في عليّ ورهطه * إذا ذكروا في الله لومة لائم
يقولون ما بال النصارى تحبهم * وأهل النهي من أعرب وأعاجم
فقلت لهم إني لأحسب حبهم * سرى في قلوب الخلق حتى البهائم ))( 1 )
***************************************
( 1 ) تفسير البحر المحيط لأبي حيَّان :6 / 209[ سورة مريم – الآيات: 51- 98] ، دراسة وتحقيق وتعليق : الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ،والشيخ علي محمد معوض ، دار الكتب العلمية – بيروت، لبنان ،ط. الثانية ؛ 2007م – 1428هـ .