|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 26-06-2009 الساعة : 05:40 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
لقاء مع الموت
قـالت سـيـّدة شـابـة كـابـدت النـزع الاخـيـر إ ثـر دهـس سـيّارة :
كان لى موعد مع طبيب الاسنان ، وبذلت وسعى للحـضـور فـى المـوعـد المـقـرّر بـاءسـرع وقـت مـمـكـن . وكـان المـطـر يـهـطل ، واردت ركوب الحافلة ، فعبرت الشارع من محلّ عبور السابلة ، ولم يكن هناك ضوء للمرور . وبينما كنت اهـمّ بـعـبـور الشـارع صـرخ احـد المـارّة عـاليـا ، فـالتـفـتّ إ ليـه لارى مـايـقـول . وكـان يـريـد ان يـلفـت انـتـبـاهـى الى سـيارة قادمة ، ولكنّ سيارة سوداء قد دهمتنى من خلفى تزامنا مع تـحـذيـره لى ! هذا كلّ ما اتذكّره فى ذلك الحين . ثم انى بتّ اشرف على المشهد واشاهد جسدى ، وكنت منفصلة عنه تماما ، فاءثارت هذه الحالة تعجّبى . وكنت لا اتذكّر انّى اسمع اصوات الا خرين ، فكنت اتفرّج فقط وانا اسبح فـى الفـضـاء . وإ نّ الشى ء الوحيد الذى اثار اهتمامى آنذاك هو انى كنت فاقدة لكلّ مايثير إ حساسى ، وكاءنى عقل او فكر محض تماما ، فما خفت ممّا انا فيه ؛ لانى كنت احس إ حساسا سويّا . وممّا يجدر ذكره هو انى رايت حذائى مـهـشـّما تحت عجلة السيارة ، وقرطى مكسورا ، وثوبى متهرئا ، وكنت قد خطته حديثا ولبسته للمرّة الثانية فى ذلك اليـوم . إ نّ هـذا امـر يـبـعـث عـلى العـجـب ؛ إ ذ لم يـطـرا عـلى بـالى مـن قـبـل قط ، فجسدى مطروح على الارض وحالى يرثى لها . وهذا الموضوع بنفسه يوضّح امرا ، وهو انّى لم ادرك جـدّيـة هـذا المـشهد فى ذلك الظرف الخطير . ثمّ حدّثت نفسى قائلة :
يا إ لهى ! إ نى منسلحة عن جسدى ، ماذا حدث لى يا ترى ؟ وفى ذلك الحين رايت سائقة السيارة تذرف الدموع . وكانت السيارة متوقّفة فى المكان الذى دهست فـيـه ، والمـراة واقـفـة جـنـبـها . ورايت ايضا الخسف الناشى ء عن الاصطدام . ثم رنوت الى جسدى انظر إ ليه من زاويـة ، وكـانـت هـنـاك سـيارة إ سعاف تقف خلف السيارة ، وقد هرع عدّة اشخاص الى جسدى يرفعونه من الارض ، ويـضـعـونـه فـى نـقّالة ، وينقلونه الى الاسعاف . وإ نى لاتذكّر انّهم كانوا يفحصون عينى ، وكاءنّهم يريدون مـعـاينتهما . لقد انبهرت بسرعة عملهم حينما رايتهم ينقلونى من مسرح الحادثة الى المستشفى . وما تذكّرت ماجرى لى بـعـد ذلك حـتى افقت فى غرفة الطوارى ء فى المستشفى ، وادركت انّ امّى كانت هناك . وممّا يخطر فى بالى هو انّى بكيت فى البداية ؛ لانى ما استطعت ان ارى شيئا ، فقد بقيت نصف ساعة بعد انتباهى لاابصر شيئا . وبعد مدّة عرضوا علىّ وسائلى ، وكان احد قرطى مكسورا وفرد من حذائى محطّما .
|
|
|
|
|