ناشط شيعي مغربي: لا طائل من محاربة التشيع.. وإيران غير متورطة
بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 09:15 AM
اعتبر التعبئة ضدهم كمحاربة خيط دخان
أحميدان اعتبر التشيع في المغرب أمراً طبيعياً بحكم حركية الأفكار وانتقالها
الرباط - حسن الأشرف، خديجة الفتحي
قال الباحث الشيعي المغربي عصام أحميدان في حوار مع "العربية.نت" إن حالة التشيع بالمغرب ليست سياسية ولا منظمة، وإنه لا جدوى من محاربته، نافياً أن يكون لإيران اي دور في نشر التشيع، ومؤكدا أنه من الصعب إحصاء عدد الشيعة في المغرب، وفيما تم إغلاق مدرسة عراقية أخرى في المغرب لم يؤكد بعد إن كان إغلاقها على خلفية محاربة التشيع في المغرب، بينما سخر المشرفون عليها من ربط المدارس العراقية بالتشيع.
ويعتبر عصام احميدان الحسني مقرباً من العلامة السيد محمد حسين فضل الله، وذكر في الموقع الالكتروني الخاص به أنه "كان مالكي المذهب بالوراثة، كما هو حال معظم الشعب المغربي، ثم انفتح على الحركة الإسلامية في سن مبكرة (14 سنة) وعاش في صفوفها إلى أن تحول إلى المذهب الجعفري". وكان لبعض الكتب الشيعية الدور الأكبر في انتقاله إلى المذهب الجعفري، ويرجع الفضل في ذلك ـ وفق سيرته الذاتية ـ إلى الانفتاح الذي عرفه المغرب على الكتاب الشيعي.
نشاط فردي
وبخصوص حقيقة التشيع في المغرب قال عصام أحميدان الحسني لـ"العربية.نت" إن هناك تشيعاً لأفراد مغاربة في كثير من المدن المغربية، وذلك أمر طبيعي بحكم حركية الأفكار وانتقالها الذي لا يقبل الحصر والتنميط، مادمنا نعيش في عالم صغير تتحرك فيه المعلومة بسرعة فائقة عبر وسائط متعددة منفلتة عن قدرة السلطات على تأميمها".
غير أنه استدرك بالقول إنه مع ذلك هذه الحالة ليست سياسية ولا منظمة، ولاتزال جنينية في السياق الثقافي والاجتماعي، ولو تركت دون استيعاب فقد تستثمرها جهات خارجية لحسابات سياسية خاصة" على حد تعبير الباحث المغربي.
وفي ما يتعلق بعدد الشيعة المغاربة ومدنهم، أجاب احميدان بالقول: "لا أحد إطلاقا لا أنا ولا حتى السلطة في المغرب تملك الإجابة الدقيقة عن هذا السؤال، ولا نملك أية وسيلة لإحصاء معتقدات الأفراد ومذهباتهم، رغم ما سعت إليه الداخلية أخيراً في سياق الاستجوابات"، مضيفاً أن "كثيراً من أهل السنة تم استنطاقهم على أساس أنهم شيعة، وكثيراً من الشيعة لم يستنطقوا لأنهم غير معروفين إطلاقا؛ فالمسألة تبدو كما قال بعض الإعلاميين أشبه بمحاولة القبض على خيط دخان لا غير".
وزاد احميدان قائلا: "البعض تعرف إلى المذهب الشيعي بالمغرب قبل الثورة الإسلامية في إيران بسنوات طويلة، ويصعب تحديد تاريخ موحد لانتقال الأفكار والمذاهب، وأي تحديد من أي باحث هو رجم بالغيب وضرب من ضروب العبثية في التحليل".
دفاع عن إيران
وينفي الباحث الشيعي المغربي الكلام عن الدور الايراني في التشيع بالمغرب، قائلاً "أظن أن إيران الدولة تتجنب العمل المذهبي لكونها تحمل مشروعا سياسيا معينا، ومن شأن تبنيها للورقة المذهبية أن تفقدها كثيرا من الأوراق السياسية في العالم الإسلامي السني كالتناغم مع حركات الإسلام السياسي السني في فلسطين من حماس والجهاد وفي بلدان عربية وإسلامية كثيرة، و إيران الدولة اليوم تبحث عن تحالفات سياسية أكبر من مجرد أفراد تشيعوا هناك أو هناك".
وأضاف "من الأكيد أن كل دولة تدعم مذهبها وتروج له، لكننا في المغرب لم نلحظ أي نشاط إيراني في مستوى التشييع، فبعض الأفراد قد يكونوا متأثرين عاطفيا بإيران وحزب الله، لكن ذلك لا يخرج عن حدود التعاطف ولا يصل إلى حد الموالاة بالمعنى العضوي للارتباط".
وجوابا عن سؤال يتعلق بالحياة الفردية للشيعة المغاربة بالداخل والخارج وطقوسهم، قال احميدان إنه ليس هناك شيء مميز في هذه الحياة بالنسبة للشيعة المغاربة في الخارج، فهم يصلون ويصومون ويقرأون أدعية مأثورة عن أهل البيت صباحا ومساءً، ويعيشون حياة طبيعية جداً، مردفا أنه في بعض المناسبات الدينية يحتفلون إما حزنا في ذكرى وفاة إمام أو فرحا في ذكرى ولادته".
وأضاف الباحث المغربي: "في المغرب نادراً ما نشهد هذه الأفعال بسبب عدم وجود إطارات قانونية لذلك، أما في الخارج فهم يتمتعون بحرية إحياء تلك المناسبات في مراكز مرخصة لذلك".
مصادرة الكتب
وتحدث عصام احميدان عن مصادرة الكتب الشيعية بالمغرب، ووصفه بكونه "ليس خياراً صحيحاً، فمن تشيع قد تشيع، والفكر الشيعي أصبح جزءاً من ثقافة هؤلاء، ولا يمكن لمنع كتاب ومصادرته أن ينهي المسألة، كما أن منع الشيء يجعل منه مرغوبا فيه، إذ كل ممنوع مرغوب فيه".
وأكثر من ذلك، يضيف المتحدث، قبل قطع العلاقات المغربية الإيرانية بسنوات لم يعد هناك قارئ شيعي للكتب الشيعية بسبب الفضائيات والانترنت، ما اضطر مكتبتين في مكناس وطنجة أن تقفلا وتفلسا؛ وهو ما يعني أن هذه الخطوة محدودة التأثير".
إغلاق المدارس العراقية طلاب المدرسة العراقية
وفي سياق ملف إغلاق المدارس العراقية في المغرب اغلقت وزارة التربية الوطنية بمدينة طنجة مدرسة في ملكية عراقي مقيم بالمغرب، وهي ثاني مدرسة يثم اغلاقها بعد المدرسة العراقية التكميلية بالرباط التي كانت تمارس نشاطها منذ عقود ويتابع بها الدراسة تلاميذ عراقيون ومغاربة.
ورغم أن اغلاق المدرسة العراقية الأولى "التكميلية" جاء على أساس دورها في نشر التشيع، إلا أن قرار اغلاق مدرسة "الحكمة" بطنجة بقي غامضاً، من حيث لم يظهر سبب واضح وراء الاغلاق سوى تشققات البناء.
وشكك نجاح السكرجي مدير مدرسة "الحكمة" بطنجة في تصريحه لـ"العربية نت" في خلفية الاغلاق الذي شكل له مفاجئة صادمة، معتبراً أن القرار تم بسرعة قياسية وبحجة أن الأقسام غير واسعة وتعتري جدرانها بعض التشققات ما يجعلها تهدد أرواح الأطفال.
وأضاف نجاح معلقاً على هذه الحيثيات بأن تاريخ نشاط مدرسته يعود الى ما يقارب 26 سنة، حيث حصل على رخصة المؤسسة من لدن وزارة التربية الوطنية سنة 1983 مختصة في التعليم الثانوي والاعدادي، لينحصر نشاطها في السنوات الأخيرة على التعليم الابتدائي، وعلى مدار هذا الزمن لم يسبق أن وجه لنا إنذار أو تنبيه بوجوب إجراء إصلاحات من طرف الجهات الوصية، أو تم بعت لجنة من اللجان للاضطلاع على أحوال البناية يقول مدير المؤسسة.
وعن احتمال أن يكون القرار يستند إلى خلفية ترويج الفكر الشيعي بالمؤسسة أجاب نجاح: إذا كان الأمر كذلك فأنا أستهزأ بهذا القرار، فقد توالت على المدرسة عدة أجيال ولم يسبق أن ثبت مثل هذه الإدعاءات، مضيفاً أن الطاقم التربوي والإداري جلهم مغاربة، وإذا حضرت للمؤسسة لا أقضي بها أكثر من 15 دقيقة فما يربطني بها هو التسيير المالي، ولا أتدخل في البرامج التي هي مقررة من طرف الوزارة.
"العربية.نت" اتصلت بمندوبية وزارة التربية الوطنية التي رفضت إعطاء تصريح في الموضوع بحجة أن المندوب المكلف في اجتماع إداري بالعاصمة.