الإنسان في حياته خاضع لتقلب الزمن وأحداث الأيام ، صحيح أن الإنسان يستطيع أن يكييف حياته بالشكل الذي يريده ويرضاه ولكن في الحياة أحوالا لاتخضع لإرادة الإنسان فهي تارة حلوة عذبة المذاق وتارة أخرى مرة مرارة العلقم وهو في أكثر الأحيان مرغم على تقبل مايأتيه به الدهر شاء أم أبى .
والواقع أن حوادث الزمن ومصائبه هي مقاييس رجولة المرء وقدرته على الكفاح ، فالمصائب محك الرجال تكسب المرء الصلابة والحنكة وتزوده بالتجربة النافعة ، فإذا إستطاع الإنسان أن يصمد أمام المصائب وأن يتغلب عليها تمكن من العيش حياة ملؤها السعادة والتقدم رغم الكفاح .
ومادامت الحياة هكذا فالعاقل هو الذي يتخذ لكل يوم عدته ، عليه أن يستقبل صدمات الدهر بصبر وثبات وعزم متين لاينهار أمام النكبات مهما بلغت ، وهمة عالية لاتنحني أمام النوائب مهما عظمت ، فالإنسان الذي يستسلم يائسا اذا داهمته النوازل لايبقى لحياته معنى !!! وليعلم الإنسان أن كل شديدة تحل به لابد أن تنكشف وتزول فقد قال الله تعالى إن بعد العسر يسرا ) .
وقال الشاعر ابو تمام :
وما من شدة إلا سيأتي ....................... من بعد شدتها رخاء
وإذا ماأقبلت أيام السرور فعلى الإنسان أن يستقبلها بما تستحق من تمتع بالحياة بلا إفراط وإقبال عليها دون أن تصرفه عن التفكير في تغيير الأحوال وزوال الثروة والمال فعليه أن يمارس حياته ممارسة من يعلم إستمالة ودوام الحال .
وعلى الإنسان ألا يغتر بالدهر ويطمئن إليه لأن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك .