العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

ahmed1399
عضو جديد
رقم العضوية : 6733
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 2
بمعدل : 0.00 يوميا

ahmed1399 غير متصل

 عرض البوم صور ahmed1399

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي نبذة عن حياة الإمام المعظم السيد المرجع المفدى (دام ظله
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 06:42 AM




وُلد سماحة السيد السيستاني في التاسع من شهر ربيع الأول عام ( 1349 هـ ) ، في مدينة مشهد المقدّسة . نشأ سماحة السيد السيستاني في أُسرة علمية دينية ملتزمة ، فوالده هو المقدّس السيد محمد باقر ، وأما جده الأدنى فهو العالم الجليل السيد علي ، الذي ترجم له العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة ، القسم الرابع ص 1432 .
وكانت أسرته - وهي من الأسر العلوية الحسينية - تسكن في مدينة إصفهان ، على عهد السلاطين الصفويين .
وقد عيّن جدّه الأعلى السيد محمد في منصب شيخ الإسلام في ( سيستان ) ، في زمن السلطان حسين الصفوي ، فانتقل إليها ، وسكنها هو وذريته من بعده .
وأول من هاجر من أحفاده إلى مدينة مشهد هو السيد علي – الذي مرَّ ذكره - ، حيث استقرَّ فيها برهة من الزمن ، ومن ثم هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته .
بدأ سماحة السيد وهو في الخامسة من عمره بتعلّم القرآن الكريم ، ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوها . في أوائل عام ( 1360 هـ ) بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدّمات العلوم الحوزوية ، فأتمَّ قراءة جملة من الكتب الأدبية ، كشرح الألفية للسيوطي ، والمغني لابن هشام ، والمطول للتفتازاني ، ومقامات الحريري ، وشرح النظام ، عند الأديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن .
وقرأ شرح اللمعة والقوانين عند السيد أحمد اليزدي المعروف بـ( نَهَنْگ ) .
وقرأ جملة من السطوح العالية كالمكاسب ، والرسائل ، والكفاية ، عند العالم الجليل الشيخ هاشم القزويني .
وقرأ جملة من الكتب الفلسفية كشرح منظومة السبزواري ، وشرح الإشراق ، والأسفار عند المرحوم الآيسي .
وقرأ شوارق الإلهام عند الشيخ مجتبى القزويني ، وحضر في المعارف الإلهية دروس العلامة الميرزا مهدي الإصفهاني .
كما حضر بحوث الخارج للميرزا مهدي الآشتياني والميرزا هاشم القزويني ( قدس سرهما ) .
وفي أواخر عام ( 1368 هـ ) هاجر إلى مدينة قم المقدسة لإكمال دراسته ، فحضر عند العلمين الشهيرين السيد حسين الطباطبائي البروجردي ، والسيد محمد الحجة الكوهكمري ، وكان حضوره عند الأول في الفقه والأصول ، وعند الثاني في الفقه فقط .
وخلال فترة إقامته في قم راسل العلامة السيد علي البهبهاني - عالم الأهواز الشهير ، ومن أتباع مدرسة المحقق الشيخ هادي الطهراني - وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة ، حيث ناقش سماحة السيد ( دام ظله ) بعض نظريات المحقق الطهراني ، ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها .
وبعد تبادل عدّة رسائل كتب السيد البهبهاني لسماحة السيد رسالة تقدير وثناء بالغين ، موكلاً تكميل البحث إلى حين اللقاء به ، عند تشرفهما بزيارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
وفي أوائل عام ( 1371 هـ ) هاجر من مدينة قم إلى النجف الأشرف ، فوصل مدينة كربلاء المقدسة في ذكرى أربعين الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ثم نزل النجف ، فسكن مدرسة البخارائي العلمية ، وحضر بحوث العلمين الشهيرين السيد أبو القاسم الخوئي ، والشيخ حسين الحلي ( قدس سرهما ) في الفقه والأصول ، ولازَمَهُما مُدَّة طويلة .
وحضر خلال ذلك أيضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين ، منهم السيد محسن الحكيم ، والسيد محمود الشاهرودي ( قدس سرهما ) .
وفي أواخر عام ( 1380 هـ ) عزم على السفر إلى موطنه - مشهد الرضا ( عليه السلام ) - وكان يحتمل استقراره فيه ، فكتب له استاذه السيد الخوئي ، وأستاذه الشيخ الحلي ( قدس سرهما ) شهادتين ، ببلوغه درجة الاجتهاد .
كما كتب شيخ محدّثي عصره الشيخ أغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة شهادة أخرى يطري فيها على مهارته في علمي الحديث والرجال .
وعندما رجع إلى النجف الأشرف في أوائل عام ( 1381 هـ ) ابتدأ بإلقاء محاضراته ( البحث الخارج ) في الفقه ، في ضوء مكاسب الشيخ الأنصاري ، وأعقبه بشرح العروة الوثقى .
كما كانت له محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن أبي عمير ، وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما .
وابتدأ ( دام ظله ) بإلقاء محاضراته في علم الأصول في شعبان عام ( 1384 هـ ) .
لقد برز سماحة السيد ( دام ظله ) في بحوث أساتذته بتفّوق بالغ على أقرانه ، وذلك في قوة الإشكال ، وسرعة البديهة ، وكثرة التحقيق والتتبع في الفقه والرجال ، ومواصلة النشاط العلمي ، وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقوق العلمية الحوزوية . ومما يشهد على ذلك شهادة خطية من الإمام الخوئي ( قدس سره ) ، وشهادة أخرى من العلامة الشيخ حسين الحلي ( قدس سره ) ، وقد شهدا ببلوغه درجة الاجتهاد في شهادتين مؤرختين في عام ( 1380 هـ ) ، مغمورتين بالثناء الكبير على فضله وعلمه .
كما كتب له شيخ محدثي عصره العلامة الشيخ أغا بزرك الطهراني ( قدس سره ) شهادة مؤرخة في عام ( 1380 هـ ) أيضاً ، يطري فيها على مهارته في علمي الرجال والحديث .
أي أن سماحة السيد قد حاز على هذه المرتبة العظيمة بشهادة العظماء من العلماء ، وهو في الحادية والثلاثين من عمره .
وهو منهج متميّز على مناهج كثير من أساتذة الحوزة ، وأرباب البحث الخارج ، فعلى صعيد الأصول يتجلّى منهجه بعدّة خصائص : 1 - التحدث عن تاريخ البحث ، ومعرفة جذوره التي ربما تكون فلسفية ، كمسألة بساطة المشتق وتركيبه ، أو عقائدية وسياسية كبحث التعادل والتراجيح ، الذي أوضح فيه أن قضية اختلاف الأحاديث فرضتها الصراعات الفكرية العقائدية آنذاك ، والظروف السياسية التي أحاطت بالأئمة ( عليهم السلام ) .
ومن الواضح أن الاطلاع على تاريخ البحث يكشف عن زوايا المسألة ، ويوصلنا إلى واقع الآراء المطروحة فيها .
2 - الربط بين الفكر الحوزوي والثقافات المعاصرة ، ففي بحثه حول المعنى الحرفي في بيان الفارق بينه وبين المعنى الإسمي ، وهل هو فارق ذاتي أم لحاظي ؟
اختار اتجاه صاحب الكفاية في أن الفرق باللحاظ ، لكن بناه على النظرية الفلسفية الحديثة ، وهي نظرية التكثر الإدراكي في فعالية الذهن البشري وخلاقيته ، فيمكن للذهن تصوّر مطلب واحد بصورتين .
تارة بصورة الاستقلال والوضوح ، فيعبر عنه بـ( الاسم ) ، وتارة بالانقباض والانكماش ويعبر عنه بـ( الحرف ) .
3 - الاهتمام بالأصول المرتبطة بالفقه ، وأن الطالب الحوزوي يلاحظ في كثير من العلماء إغراقهم وإسهابهم في بحوث أصولية ، لا يُعد الإسهاب فيها إلا ترفاً فكرياً ، لا ينتج ثمرة عملية للفقيه في مسيرته الفقهية .
كبحثهم في الوضع وكونه أمراً اعتبارياً أو تكوينياً ، وأنه تعهد أو تخصيص ، وبحثهم في بيان موضوع العلم وبعض العوارض الذاتية في تعريف الفلاسفة لموضوع العلم ، وما شاكل ذلك .
ولكن الملاحظ في دروس سماحة السيد هو الإغراق ، وبذل الجهد الشاق في الخروج بمبنىً علمي رصين في البحوث الأصولية المرتبطة بعملية الاستنباط ، كمباحث الأصول العملية ، والتعادل والتراجيح ، والعام والخاص ، وأما البحوث الأخرى ، فبحثه فيها بمقدار الثمرة العلمية في بحوث أُخرى ، أو الثمرة العملية في الفقه .
4 - الإبداع والتجديد : هناك كثير من الأساتذة الماهرين في الحوزة من لا يملك روح التجديد ، بل يصب اهتمامه على التعليق فقط ، والتركيز على جماليات البحث لا على جوهره ، فيطرح الآراء الموجودة ، ويعلّق على بعضها ، ويختار الأقوى في نظره ، ويشغل نفسه بتحليل عبارات من قبيل : فتأمّل ، أو : فافهم ، ويجري في البحث على أن في الإشكال إشكالين ، وفي الإشكالين تأملاً ، وفي التأمل توقّف .
5 - إلمامه بمقتضيات عصره : كجواز نكاح أهل الشرك ، وقاعدة التزاحم التي يطرحها الفقهاء والأصوليون ، كقاعدة عقلية أو عقلائية صرفة ، فيدخلها سماحة السيد تحت قاعدة الاضطرار التي هي قاعدة شرعية أشارت لها النصوص ، نحو : ما من شيء حرَّمه الله إلا وقد أحله لمن اضطر إليه .
فإن مؤدى قاعدة الاضطرار هو مؤدى قاعدة التزاحم بضميمة فهم الجعل التطبيقي .
وأحياناً قد يقوم بتوسعة القاعدة كما في قاعدة ( لا تُعاد ) ، حيث خصّها الفقهاء بالصلاة ، لورود النص في ذلك .
بينما سماحة السيد جعل صدر الرواية المتضمن لقوله : لا تُعاد الصلاة إلا من خمسة ، مصداقاً لكبرى أُخرى تعم الصلاة وغيرها من الواجبات ، وهذه الكبرى موجودة في ذيل النص ، ولا تنقض السنة الفريضة .
فالمناط هو تقديم الفريضة على السنة في الصلاة وغيرها ، ومن مصاديق هذا التقديم هو تقديم الوقت والقبلة .. إلخ على غيرها من أجزاء الصلاة وشرائطها ، لأن الوقت والقبلة من الفرائض لا من السنن .
6 - النظرة الاجتماعية للنص : إن من الفقهاء من هو حر في الفهم ، بمعنى أنه جامد على حدود حروف النص من دون محاولة التصرف في سعة دلالات النص ، وهناك من الفقهاء من يقرأ أجواء النص والظروف المحيطة به ليتعرف مع سائر الملابسات التي تؤثر على دلالته .
فمثلاً ماورد من أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حرّم أكل لحم الحُمُر الأهلية يوم خيبر ، فلو أخذنا بالفهم الحرفي لقلنا بالحرمة أو الكراهة لأكل لحم الحمر الأهلية .
ولو اتبعنا الفهم الاجتماعي لرأينا أن النص ناظر لظرف حرج ، وهو ظرف الحرب مع اليهود في خيبر ، والحرب تحتاج لنقل السلاح والمؤنة ، ولم تكن هناك وسائل نقل إلاّ الدواب ومنها الحمير .
فالنهي في الواقع نهي إداري لمصلحة موضوعية اقتضتها الظروف آنذاك ، ولا يُستفاد منه تشريع الحرمة ولا الكراهة .
وسماحة السيد هو من النمط الثاني من العلماء في التعامل مع النص .
7 - توفير الخبرة بمواد الاستنباط : إن سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) يركّز دائماً على أن الفقيه لا يكون فقيهاً بالمعنى الأتم حتى تتوفّر لديه خبرة وافية بكلام العرب ، وخطبهم وأشعارهم ومجازاتهم .
وذلك كي يكون قادراً على تشخيص ظهور النص تشخيصاً موضوعياً لا ذاتياً ، وأن يكون على اطلاع تام بكتب اللغة ، وأحوال مؤلفيها ، ومناهج الكتابة فيها ، فإن ذلك دخيل في الاعتماد على قول اللغوي أو عدم الاعتماد عليه .
وأن يكون على احاطة بأحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ورواتها بالتفصيل ، فإن علم الرجال فن ضروري للمجتهد ، لتحصيل الوثوق الموضوعي التام بصلاحية المدرك .
وله آراء خاصة يخالف بها المشهور ، مثلاً ما اشتهر من عدم الاعتماد بقدح ابن الغضائري ، أما لكثرة قدحه أو لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه .
فإن سماحة السيد لا يرتضي ذلك ، بل يرى ثبوت الكتاب ، وإن ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل أكثر من النجاشي والشيخ الطوسي وأمثالهما .
ويرى الاعتماد على منهج الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه ، ومعرفة كون الحديث مُسنداً أو مُرسلاً على ما قرّره السيد البروجردي ( قدس سره ) .
ويرى أيضاً ضرورة الإلمام بكتب الحديث ، واختلاف النسخ ، ومعرفة حال المؤلف ، من حيث الضبط والتثبت ومنهج التأليف .
وما يشاع في هذا المجال من كون الشيخ الصدوق أضبط من الشيخ الطوسي فلا يرتضيه ، بل يرى الشيخ ناقلاً أميناً لما وجده من الكتب الحاضرة عنده بقرائن يستند إليها .
فهذه الجهات الخبرية قد لا يعتمد عليها كثير من الفقهاء في مقام الاستنباط ، بل يكتفي بعضهم بالظهور الشخصي من دون أن يجمع القرائن المختلفة لتحقيق الظهور الموضوعي .
بل قد يعتمد على كلام بعض اللغويين بدون التحقيق في المؤلف ، ومنهج التأليف وقد لا يكون لبعض آخر أي رصيد في علم الرجال والخبرة بكتب الحديث .
إلا أن سماحة السيد والسيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) يختلفان في هذا المنهج ، فيحاول كل منهما محاولة الإبداع والتجديد .
أما في صياغة المطلب بصياغة جديدة تتناسب مع الحاجة للبحث ، كما صنع سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) عندما دخل في بحث استعمال اللفظ في عدّة معان .
حيث بحثه الأصوليون من زاوية الإمكان والاستحالة ، كبحث عقلي فلسفي لا ثمرة عملية تترتب عليه ، وبحثه سماحة السيد من حيث الوقوع وعدمه ، لأنه أقوى دليل على الإمكان ، وبحثه كذلك من حيث الاستظهار وعدمه .
وعندما دخل في بحث التعادل والتراجيح رأى أن سر البحث يكمن في علّة اختلاف الأحاديث ، فإذا بحثنا وحددنا أسباب اختلاف النصوص الشرعية انحلت المشكلة العويصة التي تعترض الفقيه ، والباحث والمستفيد من نصوص أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وذلك يغنينا عن روايات الترجيح والتغيير ، كما حملها صاحب الكفاية على الاستحباب .
وهذا البحث تناوله غيره كالسيد الصدر ( قدس سره ) ، ولكنه تناوله بشكل عقلي صرف ، أما سماحة السيد فإنه حشّد فيه الشواهد التاريخية والحديثية ، وخرج منه بقواعد مهمة لحل الاختلاف ، وقام بتطبيقها في دروسه الفقهية أيضاً .
8 - المقارنة بين المدارس المختلفة : إن المعروف عن كثير من الأساتذة حصر البحث في مدرسة معينة أو اتجاه خاص ، ولكن سماحة السيد ( دام ظله ) يقارن بحثه بين فكر مدرسة مشهد ، وفكر مدرسة قم ، وفكر مدرسة النجف .
فهو يطرح آراء الميرزا مهدي الإصفهاني ( قدس سره ) من علماء مشهد ، وآراء السيد البروجردي ( قدس سره ) كتعبير عن فكر مدرسة قم ، وآراء المحققين الثلاثة والسيد الخوئي والشيخ حسين الحلي ( قدس سرهما ) كمثال لمدرسة النجف .
وتعدّد الاتجاهات هذه يوسع أمامنا زوايا البحث والرؤية الواضحة لواقع المطلب العلمي .
وأما منهجه الفقهي فله فيه منهج خاص يتميّز في تدريس الفقه وطرحه ، ولهذا المنهج عدّة ملامح وهي :
1 - المقارنة بين فقه الشيعة وفقه غيرهم من المذاهب الإسلامية الأخرى ، فإن الإطلاع على الفكر الفقهي السني المعاصر لزمان النص كالاطلاع على موطأ مالك ، وخراج أبي يوسف ، وأمثالهم ، يوضح أمامنا مقاصد الأئمة ( عليهم السلام ) ونظرهم حين طرح النصوص .
2 - الاستفادة من علم القانون الحديث في بعض المواضع الفقهية ، كمراجعته للقانون العراقي ، والمصري ، والفرنسي ، عند بحثه في كتاب البيع والخيارات ، والإحاطة بالفكر القانوني المعاصر تزوّد الإنسان خبرة قانونية يستعين بها على تحليل القواعد الفقهية ، وتوسعة مداركها وموارد تطبيقها .
3 - التجديد في الأطروحة : إن معظم علمائنا الأعلام يتلقون بعض القواعد الفقهية بنفس الصياغة التي طرحها السابقون ، ولا يزيدون في البحث فيها إلا عن صلاحية المدرك لها أو عدمه ، ووجود مدرك آخر وعدمه ، أما سماحة السيد فإنه يحاول الاهتمام في بعض القواعد الفقهية بتغير الصياغة .
مثلاً بالنسبة لقاعدة الإلزام ، التي يفهمها بعض الفقهاء من الزاوية المصلحية ، بمعنى أن للمسلم المؤمن الاستفادة في تحقيق بعض رغباته الشخصية من بعض القوانين للمذاهب الأخرى ، وإن كان مذهبه لا يقرها .
بينما يطرحه سماحة السيد على أساس الاحترام ، ويسميها بـ( قاعدة الاحترام ) ، أي احترام آراء الآخرين وقوانينهم ، وانطلاقه من حرية الرأي ، وهي على سياق ( لكل قوم نكاح ) .
من يعاشر سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) ويتصل به يرى فيه شخصية فذة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حثَّ عليها أهل البيت ( عليهم السلام ) ، والتي تجعل منه ، ومن أمثاله من العلماء المخلصين مظهراً جلياً لكلمة عالم رباني . ومن أجل وضع النقاط على الحروف ، نطرح بعض المعالم الفاضلة التي رآها أحد تلامذته عند اتصاله به درساً ومعاشرة :
1 - الإنصاف واحترام الرأي : إن سماحة السيد ( دام ظله ) انطلاقاً من عشقه العلم والمعرفة ، ورغبة في الوصول للحقيقة ، وتقديساً لحرية الرأي والكلمة البناءة ، تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث ، ومعرفة الآراء حتى آراء زملائه وأقرانه ، أو آراء بعض المغمورين في خضمِّ الحوزة العلمية .
فتراه بعض الأحيان يشير في بحثه لرأي لطيف لأحد الأفاضل مع أنه ليس من أساتذته ، فطرح هذه ومناقشتها مع أنها لم تصدر من أساطين أساتذته يمثّل لنا صورة حيّة من صور الإنصاف واحترام آراء الآخرين .
2 - الأدب في الحوار : إن بحوث النجف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء أو الأستاذ وتلميذه ، وذلك ممّا يصقل ثقافة الطالب وقوّته العلمية ، وأحياناً قد يكون الحوار جدلاً فارغاً لا يوصل لهدف علمي ، بل مضمونه إبراز العضلات في الجدل وقوّة المعارضة .
وذلك ممّا يستهلك وقت الطالب الطموح ، ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة ، ويتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف .
أما بحث سماحة السيد ( دام ظله ) فإنه بعيد كل البعد عن الجدل وأساليب الإسكات والتوهين ، فهو في نقاشه آراء الآخرين أو مع أساتذته ، يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم .
حتى ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف والاندفاع ، وفي إجابته لاستفهامات الطالب يتحدّث بانفتاح وبروح الإرشاد والتوجيه .
ولو صرف التلميذ الحوار الهادف إلى الجدل الفارغ عن المحتوى فإن سماحة السيد يحاول تكرار الجواب بصورة علمية ، ومع إصرار الطالب فإنه حينئذ يفضّل السكوت على الكلام .
3 - خلق التربية : التدريس ليس وظيفة رسمية أو روتينية يمارسها الأستاذ في مقابل مقدار من المال ، فإن هذه النظرة تبعد المدرّس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته ، والصعود بمستواه العلمي للتفوّق والظهور .
كما أن التدريس لا يقتصر على التربية العلمية من محاولة الترشيد التربوي لمسيرة الطالب ، بل التدريس رسالة خطيرة تحتاج مزاولتها لروح الحب والإشفاق على الطالب ، وحثّه نحو العلم وآدابه .
وإذا كان يحصل في الحوزة أو غيرها أحياناً رجال لا يخلصون لمسؤولية التدريس والتعليم ، فإن في الحوزات أساتذة مخلصين يرون التدريس رسالة سماوية ، لابد من مزاولتها ، بروح المحبة والعناية التامة بمسيرة التلميذ العلمية والعملية .
وقد كان الإمام الحكيم ( قدس سره ) مضرب المثل في خلقه التربوي لتلامذته وطلابه ، وكذلك كانت علاقة الإمام الخوئي ( قدس سره ) بتلامذته .
وهذا الخلق تجسَّد في شخصية سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) ، فهو يحث دائماً بعد الدرس على سؤاله ونقاشه ، فيقول : إسألوا ولو على رقم الصفحة ، لبحث معين ، أو اسم كتاب معين ، حتى تعتادوا على حوار الأستاذ والصلة العلمية به .
وكان يدفع الطلاب لمقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة ، والوقوف عند نقاط الضعف والقوة .
وكان يؤكّد دائماً على احترام العلماء والالتزام بالأدب في نقاش أقوالهم ، ويتحدّث عن أساتذته وروحياتهم العالية ، وأمثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع .
4 – الورع : إن بحوث النجف ظاهرة جلية في كثير من العلماء والأعاظم ، وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن ، وربما يعتبر هذا البعد عند بعضهم موقفاً سلبياً لأنه هروب من مواجهة الواقع ، وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدّس .
ولكنّه عند التأمّل يظهر بأنه موقف إيجابي ، وضروري أحياناً للمصلحة العامة ومواجهة الواقع ، وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج لظروف موضوعية وأرضية صالحة تتفاعل مع هذا الموقف .
فلو وقعت في الساحة الإسلامية ، أو المجتمع الحوزوي إثارات وملابسات ، بحيث تؤدي لطمس بعض المفاهيم الأساسية في الشريعة الإسلامية ، وجب على العلماء بالدرجة الأولى التصدّي لإزالة الشبهات ، وإبراز الحقائق الناصعة ، فكما جاء في الحديث الشريف :
( فإذا ظهرت البدع وجب على العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سلب منه نور الإيمان ) .
ولكن لو كان مسار الفتنة مساراً شخصياً ، وجواً مفعماً بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معين أو خط معين ، أو كانت الأجواء تعيش حرباً دعائية مؤججة بنار الحقد والحسد المتبادل ، فإن علماء الحوزة ومنهم سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) يلتزمون دوماً الصمت والوقار ، والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة .
مضافاً لزهده المتمثّل في لباسه المتواضع ، ومسكنه الصغير الذي لا يملكه ، وأثاثه البسيط .
5 - الإنتاج الفكري : إن سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) ليس فقيهاً فقط ، بل هو رجل مثقف مطلع على الثقافات المعاصرة ، ومتفتّح على الأفكار الحضارية المختلفة ، ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي .
وعنده نظرات إدارية جيدة ، وأفكار اجتماعية مواكبة للتطوّر الملحوظ ، واستيعاب للأوضاع المعاصرة ، بحيث تكون الفتوى في نظره طريقاً صالحاً للخير في المجتمع المسلم .
نقل بعض أساتذة النجف الأشرف أنه بعد وفاة آية الله السيد نصر الله المستنبط ( قدس سره ) اقترح مجموعة من الفضلاء على الإمام الخوئي ( قدس سره ) إعداد الأرضية لشخص يُشار إليه بالبنان ، مؤهّل للمحافظة على المرجعية والحوزة العلمية في النجف الأشرف ، فكان اختيار سماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) لفضله العلمي ، وصفاء سلوكه وخطّه . ويذكر أنه كان في عيادة أستاذه السيد الخوئي ( قدس سره ) في ( 29 ) ربيع الثاني ( 1409 هـ ) لوعكة صحيّة المَّت به ، فطلب منه أن يقيم صلاة الجماعة في مكانه في جامع الخضراء .
فلم يوافق على ذلك في البداية ، فألحَّ عليه في الطلب وقال له : لو كنت أحكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج آقا حسين القمي ( قدس سره ) لحكمت عليكم بلزوم القبول .
فاستمهله بضعة أيام ، ونهاية الأمر استجاب لطلبه ، وأَمَّ المصلين من يوم الجمعة ( 5 ) جمادى الأولى ( 1409 هـ ) إلى الجمعة الأخيرة من شهر ذي الحجة عام (1414 هـ ) ، حيث أغلق الجامع .
وبعد وفاة الإمام الخوئي ( قدس سره ) كان من الستة المشيّعين لجنازته ليلاً ، وهو الذي صلّى على جثمانه الطاهر .
وقد تصدَّى بعدها للتقليد ، وشؤون المرجعية ، وزعامة الحوزة العلمية ، بإرسال الإجازات ، وتوزيع الحقوق ، والتدريس على منبر الإمام الخوئي ( قدس سره ) في مسجد الخضراء .
وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق ، والخليج ومناطق أخرى ، كالهند وأفريقيا وغيرها ، وخصوصاً بين الأفاضل في الحوزات العلمية ، وبين الطبقات المثقّفة والشابة .
وذلك لما يُعرف عنه من أفكار حضارية متطوّرة ، وهو ( دام ظله ) من القلة المعدودين من أعاظم الفقهاء ، الذين تدور حولهم الأعلمية بشهادة غير واحد من أهل الخبرة ، وأساتيذ الحوزات العلمية في النجف الأشرف ، وقم المقدسة ، فأدام الله ظلّه الوارف على رؤوس الأنام ، وجعله لنا ذخراً وملاذاً .
منذ ( 34 ) سنة من عمره الشريف ، بدأ يدرّس البحث الخارج فقهاً وأصولاً ورجالاً ، ويقدّم نتاجه وعطاءه الوافر ، وقد باحث المكاسب ، والطهارة ، والصلاة ، والقضاء ، والخمس ، وبعض القواعد الفقهية ، كالربا ، وقاعدة التقية ، وقاعدة الإلزام . ودرّس الأصول ثلاث دورات ، وبعض هذه البحوث جاهز للطبع ، كبحوثه في الأصول العلمية ، والتعادل والتراجيح ، مع بعض المباحث الفقهية وبعض أبواب الصلاة وقاعدة التقية والإلزام .
وقد أخرج بحثه عدة من الفضلاء البارزين ، وبعضهم على مستوى تدريس البحث الخارج ، منهم :
1 - العلامة الشيخ مهدي مرواريد .
2 - العلامة السيد مرتضى المهري .
3 - العلامة السيد حبيب حسينيان .
4 - العلامة السيد مرتضى الإصفهاني .
5 - العلامة السيد أحمد المددي .
6 - العلامة الشيخ باقر الإيرواني ، غيرهم ممّن هم من أفاضل أساتذة الحوزات العلمية .
وضمن انشغال سماحته في الدرس والبحث خلال هذه المدة كان ( دام ظله ) مهتماً بتأليف كتب مهمة ، وجملة من الرسائل ، لرفد المكتبة العلمية الدينية بمجموعة مؤلفات قيمة ، مضافاً إلى ما كتبه من تقريرات بحوث أساتذته فقهاً وأُصولاً .
وفيما يلي نذكر بعض مؤلفاته :
1 ـ
منهاج الصالحين (ج1).
2 ـ
منهاج الصالحين (ج2).
3 ـ
منهاج الصالحين (ج3).
4 ـ
الرافد في علم الاصول.
5 ـ
الفتاوى الميسرة.
6 ـ
المسائل المنتخبة.
7 ـ
الفقه للمغتربين.
8 ـ
مناسك الحجّ.
9 ـ
قاعدة لاضرر ولا ضرار.
10 ـ
تعليقة على العُروَة الوُثقى (ج1).
11 ـ
تعليقة على العُروَة الوُثقى (ج2).
12 ـ البحوث الأُصولية.
13 ـ كتاب القضاء.
14 ـ كتاب البيع والخيارات.
15 ـ رسالة في اللباس المشكوك فيه.
16 ـ رسالة في قاعدة اليد.
17 ـ رسالة في صلاة المسافر.
18 ـ رسالة في قاعدة التجاوز والفراغ.
19 ـ رسالة في القبلة.
20 ـ رسالة في التقية.
21 ـ رسالة في قاعدة الإلزام.
22 ـ رسالة في الاجتهاد والتقليد.
23 ـ رسالة في الربا.
24 ـ رسالة في حجية مراسيل ابن أبي عمير.
25 ـ رسالة في مسالك القدماء في حجية الأخبار.
26 ـ نقد رسالة تصحيح الأسانيد للأردبيلي.
27 ـ مشيخة التهذيبين.



الصفحة الرئيسية| التعريف بالمؤسسة| فروع المؤسسة| مجلة النجف الاشرف| أصدارات| ألمرجعية الدينية| حوزة النجف| أهل البيت|مكتبة المرتضى
مؤسسة المرتضى للثقافة والارشاد
murtadha@almurtadha.org


من مواضيع : ahmed1399 0 نبذة عن حياة الإمام المعظم السيد المرجع المفدى (دام ظله

الصورة الرمزية ثوار المهدي
ثوار المهدي
شيعي محمدي
رقم العضوية : 393
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 3,031
بمعدل : 0.46 يوميا

ثوار المهدي غير متصل

 عرض البوم صور ثوار المهدي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ahmed1399 المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2007 الساعة : 01:01 PM


بارك الله بيك

توقيع : ثوار المهدي
من مواضيع : ثوار المهدي 0 ادعو ..... للشفاء للاخ لجنة الاستقبال
0 للأهميه القصوى<<<<< رسالة جاتني على الايميل؟ شوفوها
0 عندما أبكاني الـ Google
0 رسالة من مجنون
0 عفوأً..أنت..في.. ( سلة المحذوفات )

الصورة الرمزية جند المرجعية
جند المرجعية
عضو نشط
رقم العضوية : 10815
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 202
بمعدل : 0.03 يوميا

جند المرجعية غير متصل

 عرض البوم صور جند المرجعية

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ahmed1399 المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-10-2007 الساعة : 06:33 PM


اخي العزيز لا اقول سوى حفظ الله امامنا وقائدنا المفدى الامام السيستاني اطال الله عمره الشريف ونسأل الله ربي ان يحفظكم اخي على هذا المجهود جزاك الله خير الجزاء

توقيع : جند المرجعية
يمنع وضع الروابط لمنتديات اخرى

== الاداره ==
من مواضيع : جند المرجعية 0 يابة السلام عليكم
0 عثمان بن عفان كاد يوسوس !! ضعف الإيمان مشكلة
0 عبد الرحمن بن عوف يعيّر عثمان بن عفان بفراره يوم أحد !!
0 اضحك مع الرسول استغفر الله
0 الصحابة يصلون خلف الائمة الفجار ى هاي هية خوش
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:38 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية