|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.36 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
الخصائص العاطفية لدى المراهقات
بتاريخ : 23-08-2015 الساعة : 08:39 PM
الخصائص العاطفية لدىالمراهقات
يرافق النمو العضويالمتسارع لدى الفتاة في هذه المرحلة من العمر نشاط فطري وغريزي من نوع آخر ، فتتحركالعواطف والمشاعر في مجال جديد يترك آثاره على طبيعتها وسلوكها بشكل يضع أولياءالأمور أمام واقع جديد.
فإذا نظرنا الى مرحلة المراهقةمن هذه الزاوية ، فإنه يجب إعتبارها فترة التفتح والنشاط العاطفي الخاص ، حيث تغادرالفتاة تعلقها بوالديها ، وتتجه بعواطفها وإهتماماتها الى بنات سنها ، والى أبناءالجنس الآخر ، والى الحياة الزوجية.
ويبدو أن للترشحالهرموني في الدم بواسطة غدة الـHypophyseدور فعال في هذا التبدل العاطفي . إن النشاط العاطفي يتكاثف في هذه الفترة عند الفتاة الى درجة تثيرها أدنى عبارةأو حركة ، وتتضح على وجنتيها أمارات الإنفعال والخجل.
التبدلالعاطفي
من المميزات الظاهرةفي مرحلة المراهقة، سرعة التبدل العاطفي ، حيث إنها قلقة وغير مستقرة على حال أولون معين . ففي الوقت الذي يكون فيه أعضاء هذه الفئة العمرية مسرورين ومنبسطين ،يمكن أن تتغير هذه الحالة ليحل محلها الغم والهم لآتفه الأسباب . فتارة يحبون بشدةوأخرى يكرهون بشدة.
إن وجود العواطف ضرورة إنسانية ، وقدوصفها علماء التحليل النفسي
بعامل النشاط والتقدم الإنساني . فقدإعتبرها هلن دوتش ، في كتابه تحليل نفسية الفتيات من تجليات ديناميكية النفس التيتتمظهر بأشكال مختلفة ، وهي في الواقع بمثابة ردود فعل طبيعية على المحيط الخارجي.
إن معامل هذه العواطف تتمظهر بأشكال مختلفة ، منهاالتمرد على القيود العاطفية وعلى حالات التبعية للغير ، على ما كان مالوف في مرحلةالطفولة من تعلق عاطفي شديد بالوالدين و ... وقبل أن تتمركز عواطف الفتاة وتستقرحول الجنس الآخر فإنها تتعرض الى نوع من القلق والإضطراب الممزوج بالحيرة.
كما ويميل الكثير من أعضاء هذه الفئة الى التفكير بالمستقبل . والى العمل على ضمان هذا المستقبل ، ومن هنا فإنهن يسعين الى التعرف على قوانينوأعراف الحياة العاطفية ، والى كسب المهارات في مجالات الحب والغرام ! ولا شك فيتأثير إيحاءات ما يلاحظنه أو يسمعنه من الآخرين في هذا المجال.
جاذبيةالحب
تنجذب الإناث الىالحب مبكرا . وبحسب رأي موريس دبس ، فإن عاطفة الحب لدى الإناث هي أخصب مما لدىالذكور بكثير (الا أنهن مختلفات عن الذكور في مجال الإستمتاع الجنسي).
والجدير بالذكر هنا أيضا أن الإناث يرغبن في أن يكن محور ومركزالجذب في الحب وليس العكس ، وهذه الحالة هي واحدة من الفوارق العاطفية بين الجنسين.
وفي ذات الوقت ، فإن الإناث في مرحلة المراهقة يتمتعنبدرجات عالية من الإخلاص والصدق ، وبميل عاطفي شديد الى التضحية من أجل ما يحببن . والخطر الذي يكمن هنا هو تغلب الشعور العاطفي الطافح على المنطق والتفكير السليم ،الأمر الذي يدعو الى إعمال الرقابة عليه وترشيده بإستمرار.
لكنه فيما يتعلقبحب المراهقات لا بد من الإذعان بأنه ـ وبحسب موريس دبس ـ لا يعدو أكثر من صورةكاريكاتورية عن الحب ... إن حبهن يمازجه نوع من الغموض والالتباس ، فعلى سبيلالمثال ، لا بد من أن تتحرك طاقاتهن الجنسية بإتجاه الجنس الآخر ، فإنها تتجه الىأنفسهن أحيانا ... إن هؤلاء يتحدثن عن الحب ويتخيلنه قبل أن يعرفن ما الحب.
التعلقبالجمال
يكتسب الجمال العضويلدى الفتياة أهمية ستثنائية وكلما كان هذا الجمال منسجما مع نظراتهن اليه ، كلمازاد تعلقهن وإستمتاعهن به الى درجة يتحول معها الإهتمام بهذا الجانب ، عند بعضالمراهقات ، الى نوع العبودية والهيام من المفرط بالجسد(1).
ولا يتوقف إهتمامالمراهقات بالجمال عند الجانب العضوي وحسب ، بل ويتجاوزه الى الإهتمام بالكمالاتالأخرى أيضا ... إنهن يسعين الى بلوغ حد الكمال في مجالات العلم ، والأخلاق ،والأدب ، وحتى العبادة ، خصوصا عندما يتلبسن بلباس أصحاب القيم والمبادئ ويحاولنمجاراة الكبار في السلوك.
الحياء
فكما تمتاز الفتياتخلال مرحلة المراهقة بالكبرياء والغرور ، يتميزن بخصلة الحياء والخجل أيضا ،والأخيرة تعد نعمة كبيرة لهن ، وصيانة من كثير من حالات السقوط والإنحراف . فإذا قلالحياء قل التورع عن إرتكاب المعاصي والذنوب . وقد أشار الإمام علي عليه السلام الىهذا المعنى بقوله : «من قل حياؤه قل ورعه».
(1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 114 .
إن الفتاة المراهقةتتجاذبها حالتان : حالة الميل والرغبة بالإستماع بالجديد من اللذائذ من جهة ، وحالةالحياء التي تحول دون إطلاق العنان لرغباتها من جهة أخرى ، وإذا قدر لهذا الحياء أنيزول بنحو وآخر ، فإن حصن الفتاة يكون قد إنهار على رأسها ، ولدينا في الإسلامروايات وأحاديث تشير الى هذا المعنى ، وتفيد بأن اللمسة الأولى تزيل ثلث الحياء ،وأول إرتباط جنسي يزيل الثلث الآخر ، و ... وبالتالي يجب إدراك حقيقة أن الحياء حصنالفتاة ، و «لا إيمان كالحياء والصبر»(1).
المشاكلالعاطفية
تنشط في هذه السنينالميول والرغبات العاطفية ، وتزداد وتتسع مع تقدم العمر . وتتفوق الإناث على الذكورفي هذا المجال . وقد وصفت هذه المرحلة لشدة الإثارة العاطفية فيها بفترة الفورانالعاطفي.
فمع كل ما في هذه الحالة من جوانب جماليةإيجابية ، الا أنه يرافقها بعض المشاكل العاطفية السلبية أيضا ، خصوصا لدى الأشخاصالمحرومين من نعمة التربية الصحيحة ، وتتجلى هذه السلبيات في جانب منها على شكلالهتك في إبراز العواطف ، أو الإستجابة لدعوات الأغيار التي تؤدي الى حصول مفاسدأخلاقية ، نلاحظ نماذج منها في بعض الأوساط الإجتماعية.
ومن التجليات الأخرى للشذوذ العاطفي في هذه المرحلة السعي الى الإطلاع على القضاياالجنسية ، ومحاولة إقامة علاقات غير شرعية ومنحرفة من وجهة النظر الإسلامية.
(1) نهج البلاغة ، قصار الحكم ، الرقم 349 .
قلنا إنه في سنيالمراهقة تتفتح الميول وتنشط العواطف ، ونضيف أن هذه المرحلة يرافقها نوع منالفوران العاطفي الذي يؤدي الى وقوع أفراد هذه الفئة تحت التأثير الشديد والسريعلمختلف الإثارات العاطفية.
إن حياة المراهقين في هذهالفترة تكتسب وضعا جديدا ومختلفا . فيميلون الى الفات نظر الآخر وإثارته إشباعالرغباتهم ، ويتجهون الى قراءة نوع خاص ومثير من الأدب ، وحتى الذين يستمعونالموسيقى ، يميلون الى الإستماع الى نوع جديد من الإيقاع الموسيقي ، لأن الإيقاعاتالقديمة لا تشبع رغباتهم ، كما ويتطرفون في إستعمال العطور ، ويتجهون الى إستعمالالنوع المثير منها.
لقد أشار موريس دبس الى مسالةهامة فيوصف أفراد هذه الفئة يقوله : إن الفوران العاطفي لديهم يتقاطع مع نموهم الفكري ،ويعد حركة تراجعية الى الوراء ، إذ يصبح سلوكهم أشبه بسلوك الأطفال العاجزين عن ضبطميولهم العاطفية(1).
خدروحساسية
يبدو أن المراهقينيمضون أوقاتهم في ملاهيهم في شغل شاغل عما يحيط بهم ، ويتصور المحيطون بهم أنأكثرهم اشخاص لا أباليون ، ولا يكترثون بشيء من حولهم وسواء عندهم غربت الدنيا أمشرقت كما يقولون.
إنهم أسارى الحسن والجمال ، سواءالجمال الموجود في الطبيعة أو ذلك المسطر في متون الأدب من أشعار وقصص وروايات وماالى ذلك ، وحتى الإعجاب الشديد بشخصياتهم أحيانا ، ومن هنا نجدهم يقضون أوقاتاطويلة أمام المرآة ، الأمر الذي دفع بعض علماء التحليل النفسي الى وصف طبيعةتفكيرهم
(1) نفس المصدر ، 113 ـ قصار الحكم.
بالنرجسية(1).
لكنه ومع ذلك كله، فإن سن المراهقة هي سن الحساسية المفرطة والتأثر السريع بالأشياء ، حيث ينثاروينزعج المراهق بشدة لأبسط المسائل التي لا تتوافق مع ميوله ورغباته ، وتصبحالأوضاع بنظره جحيما لا يطاق إذا ما شعر بأدنى ظلم أو تمييز بحقه ، وهو ما يلفتإنتباه أولياء الأمور والمربين اليه بشدة.
وفيما يخصأسباب هذه الحالة فقد أرجعها البعض الى صحوة ونشاط الغريزة(2)، وقال فريق آخر إنها ناتجة عن ظروف نفسيةمتأزمة(3)، وذهب الآخرون الى إعتبارهاناشئة عن رقة العاطفة ، وحب التفوق الذي تواجهه عقبات ، وطبيعة عمل الغد و(4)... الا أن ما يمكن إستنتاجه من أسباب هومجموعة من هذه المسائل.
(1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 99 .
(2) علم تحليلنفسية الفتيات ، هلن دوتش.
(3) فرويد ، أدولف ، هوفليد و ...
(4) كارن هورناي، وهلن دوتش ، و ...
|
|
|
|
|