العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.37 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الامام الكاظم ع عند اهل السنة 1
قديم بتاريخ : 18-05-2015 الساعة : 05:46 PM



قول أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

1 ـ قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة 310، في كتابه تاريخ الأمم والملوك، طبع مطبعة الاستقامة بالقاهرة مصر، سنة 1358هـ، ج6 ص472:

"وفيها (أي: في سنة 183) مات موسى بن جعفر ابن محمد ببغداد)". وقال أيضاً في تاريخ الأمم والملوك طبع دار المعارف، ج8 ص177:

"وذكر أبو الأشعث الكندي قال: حدثني سليمان بن عبدالله قال: قال الربيع: رأيت المهدي يصلي في بهو(1) له في ليلة مقمرة، فما ادري أهو أحسن أم البهو أم القمر أم ثيابه.

قال: فقرأ هذه الآية: (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)(2).

قال: فتم صلاته والتفت الي فقال: يا ربيع.

قلت: لبيك يا أمير المؤمنين.

قال: علي بموسى، وقام إلى صلاته.

قال: فقلت: من موسى؟ ابنه موسى، أو موسى بن جعفر، وكان مجوساً عندي، قال: فجعلت أفكر، قال: فقلت: ما هو إلاّ موسى بن جعفر، قال: فاحضرته.

قال: فقطع صلاته وقال: يا موسى إني قرأت هذه الآية: (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)، فخفت أن أكون قد قطعت رحمك، فوثق لي انك لا تخرج علي.

قال: فقال: نعم، فوثق له وخلاّه".

____________

1 ـ البهو: البيت الذي كانوا يقيمونه امام البيوت أو الخيام منزلا للغرباء والضيوف ويعبر عنه أيضاً: قاعة أو محل الاستقبال.

2 ـ محمد: 22.

الصفحة 4

قول أبو محمد التميمي الحنظلي الرازي

2 ـ قال أبو محمد عبدالرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي، المتوفى سنة 327هـ، في كتابه (الجرح والتعديل) طبع دار احياء التراث العربي في بيروت لبنان، أوفست من طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الركن الهند، سنة 1372هـ، ج8 ص139:

"موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب.

روى عن أبيه، وروى عنه ابنه علي بن موسى، وأخوه علي بن جعفر، سمعت أبي يقول ذلك.

حديثا عبدالرحمن قال: سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين".

قول أبو الفرج الأصفهاني

3 ـ قال أبو الفرج الأصفهاني علي بن الحسين، المتوفى سنة 356، في كتابه (مقاتل الطالبيين)، طبع دار المعرفة بيروت، ص499 ـ 505:

"موسى بن جعفر بن محمد:

وموسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ويكنّى أبا الحسن وأبا إبراهيم، وأمه أم ولد تدعى حميدة.

حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا يحيى بن الحسن قال: كان موسى ابن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين دينار، فكانت صرار موسى مثلا.

حدّثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى: أن رجلا من آل عمر بن الخطاب كان يشتم علي بن أبي طالب إذا رأى موسى بن جعفر، ويؤذيه إذا لقيه.

فقال له بعض مواليه وشيعته: دعنا نقتله: فقال: لا.

الصفحة 5
ثم مضى راكباً حتى قصده في مزرعة له، فتواطأها بحماره، فصاح: لا تدس زرعنا، فلم يصغ إليه، واقبل حتى نزل عنده فجلس معه وجعل يضاحكه.

وقال له: كم غرمت على زرعك هذا؟ قال: مائة درهم، قال: فكم ترجوا ان تربح؟ قال: لا أدري، قال: إنما سألتك كم ترجو؟ قال: مائة اخرى.

قال: فاخرج ثلاثمائة دينار فوهبها له، فقام فقبّل رأسه.

فلمّا دخل المسجد بعد ذلك وثب العمري فسلّم عليه، وجعل يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته(1)، فوثب أصحابه عليه وقالوا: ما هذا؟ فشاتمهم.

وكان بعد ذلك كلما دخل موسى خرج يسلّم عليه ويقوم له.

فقال موسى لمن قال ذلك القول: أيما كان خيراً ما أردتم أو ما أردت؟

حدّثني أحمد بن عبدالله بن عمار، قال: حدّثني محمد بن عبدالله المدائني، قال: حدّثني أبي، قال حدّثني بعض أصحابنا: أن الرشيد لما حجّ لقيه موسى بن جعفر على بغلة.

فقال له الفضل ابن الربيع: ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين فأنت وإن طلبت عليها لم تدرك وإن طلبت لم تفت.

قال: إنها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير، وخير الأمور أوسطها.

ذكر السبب في أخذه وحبسه:

حدثني بذلك أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدّثنا علي بن محمد النوفلي، عن أبيه.

وحدثني أحمد ابن سعيد، قال: حدّثني يحيى بن الحسن العلوي.

وحدّثني غيرهما ببعض قصته.

فجمعت ذلك بعضه إلى بعض، قالوا:

____________

1 ـ الأنعام: 124.

الصفحة 6
كان السبب في أخذ موسى بن جعفر: ان الرشيد جعل ابنه محمداً في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث، فحسده يحيى بن خالد بن برمك على ذلك وقال: ان أفضت الخلافة إليه زالت دولتي ودولت ولدي، فاحتال على جعفر بن محمد، وكان يقول بالإمامة، حتى داخله وانسى به وأسر إليه، وكان يكثر غشيانه في منزله، فيقف على أمره ويرفعه إلى الرشيد، ويزيد عليه في ذلك بما يقدح في قلبه.

ثم قال يوماً لبعض ثقاته: اتعرفون لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما احتاج إليه من أخبار موسى بن جعفر؟ فدلّ على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد، فحمل إليه يحيى بن خالد البرمكي مالا.

وكان موسى يأنس إليه ويصله وربما أفضى إليه باسراره، فما طلب ليشخص بخ أحس موسى بذلك، فدعاه فقال: إلى أين يا بن أخي؟ قال: إلى بغداد قال: وما تصنع؟ قال: علي دين وأنا مملق، قال: فأنا اقضي دينك وافعل بك واصنع، فلم يلتفت إلى ذلك.

فعمل على الخروج، فاستدعاه أبو الحسن موسى فقال له: أنت خارج فقال له: نعم لابدّ من ذلك، فقال له: انظر يا ابن أخي واتق الله لا توتم أولادي، وأمر له بثلاثمائة دينار وأربعة آلاف درهم.

قالوا فخرج علي بن اسماعيل حتى أتى يحيى بن خالد البرمكي، فتعرف منه خبر موسى بن جعفر، فرفعه إلى الرشيد وزاد فيه، ثم أوصله إلى الرشيد فسأله عن عمه فسعى به إليه.

فعرف يحيى جميع خبره وزاد عليه وقال له: إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب، وإن له بيوت أموال، وانه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار فسمّاها اليسيرة، وقال له صاحبها وقد احضره المال: لا أخذ هذا النقد ولا
الصفحة 7
أخذ إلاّ نقد كذا وكذا، فأمر بذلك فردّ واعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سال بعينه.

فسمع ذلك منه الرشيد، وأمر له بمائتي الف درهم نسبت له على بعض النواحي، فاختار كور المشرق، ومضت رسله لقبض المال، ودخل هو في بعض الأيام إلى الخلاء فزحر زحرة فخرجت حشوته كلها فسقطت، وجهدوا في ردها فلم يقدروا، فوقع ليما به، وجاءه المال وهو ينزع فقال: وما اصنع به وأنا أموت؟

وحج الرشيد في تلك السنة، فبدأ بقبر النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله اني اعتذر إليك من شيء أريد أن أفعله: أريد أن أحبس موسى بن جعفر، فانه يريد التشتت بين أمتك وسفك دمائها(1).

ثم أمر به فأخذ من المسجد، فادخل إليه فقيده، وأخرج من داره بغلان عليهما قبتان مغاطاتان هو في أحديهما، ووجه مع كل واحد منهما خيلا.

فأخذوا بواحدة على طريق البصرة والأُخرى على طريق الكوفة، ليعمى على الناس أمره، وكان موسى في التي مضت إلى البصرة.

فأمر الرسول أن يسلّمه إلى عيسى بن جعفر ابن المنصور، وكان على البصرة حينئذ، فمضى به فحبسه عنده سنة.

ثم كتب إلى الرشيد: أن خذه مني وسلّمه إلى من شئت وإلاّ خلّيت سبيله، فقد اجتدهت أن أخذ عليه حجة فما أقدر على ذلك، حتى أني لاتسمع عليه إذا دعا لعله يدعوا علي أو عليك فما اسمعه يدعوا إلاّ لنفسه، يسأل الله الرحمة والمغفرة.

____________

1 ـ مجيء هارون إلى قبر النبي(صلى الله عليه وآله) والاعتذار منه لحبس الإمام الكاظم(عليه السلام) لانه... ليس هو إلاّ من المكر والخديعة اللذين عرفا من هارون الرشيد لاستغلال عواطف الناس...

الصفحة 8
فوجه من تسلمه منه، وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد، فبقى عنده مدة طويلة، وأراده الرشيد على شيء من أمره(1) فأبى، فكتب إليه ليسلّمه إلى الفضل بن يحيى، فتسلّمه منه، وأراد ذلك منه(2) فلم يفعل.

وبلغه أنه عنده في رفاهية وسعة ودعة، وهو حينئذ بالرقة، فانفذ مسروراً الخادم إلى بغداد على البريد، وأمره أن يدخل من فوره إلى موسى فيعرف خبره فان كان الأمر على ما بلغه أوصل كتاباً منه إلى العباس بن محمد وأمره بامتثاله وأوصل كتاباً منه إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس بن محمد.

فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريده ـ ثم دخل على موسى فوجده على ما بلغ الرشيد، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي ابن شاهك، فاوصل الكتابين إليهما.

فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض ركضاً إلى الفضل بن يحيى، فركب معه وخرج مشدوهاً(3) دهشاً، حيت دخل على العباس، فدعا العباس بالسياط وعقابين فوجه بذلك إلى السدي، فأمر بالفضل فجرّد، ثم ضربه مائة سوط وخرج متغير اللون بخلاف ما دخل، فذهبت قوته، فجعل يسلم على الناس يميناً وشمالا.

وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد، فأمر بتسليم موسى للسندي بن شاهك وجلس الرشيد مجلساً حافلا وقال: أيها الناس أن الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن العنه فالعنوه، فلعنه الناس من كل ناحية، حتى ارتج البيت والدار بلعنه.

____________

1 ـ أي أراده ليقتل الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام).

2 ـ أي: قتل الإمام الكاظم(عليه السلام).

3 ـ أي: مدهوشاً، كما في كتب اللغة.

الصفحة 9
وبلغ يحيى بن خالد الخبر، فركب إلى الرشيد، فدخل من غير الباب الذي يدخل منه الناس حتى جاءه من خلفه وهو لا يشعر، ثم قال له: التفت إلي يا أمير المؤمنين، فاصغى إليه فزعاً، فقال له: ان الفضل حدث وأنا اكفيك ما تريد(1) فانطلق وجهه وسرّه، فقال له يحيى: يا أمير المؤمنين، فقد غضضت من الفضل بلعنك إياه فشرفه بازالة ذلك.

فاقبل على الناس فقال: ان الفضل قد عصاني في شيء فلعنته، وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه، فقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت، وقد توليناه.

ثم خرج يحيى ابن خالد بنفسه على البريد حتى وافى بغداد، فماج الناس وارجفوا بكل شيء، وأظهر انه ورد لتعديل السواد والنظر في أعمال العمال وتشاغل ببعض ذلك.

ثم دخل ودعا بالسندي وأمره فيه بأمره(2)، فلفه على بساط، وقعد الفراشون النصارى على وجهه.

وأمر السندي عند وفاته أن يحضر مولى لم ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ليغسله ففعل ذلك.

قال: وسألته(3) أن يأذن لي في أن أكفنه، فأبى وقال: أنا أهل بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا واكفان موتانا من طاهر أموالنا، وعندي كفني.

فلما مات ادخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره، فنظروا إليه لا أثر به، وشهدوا على ذلك.

وأخرج فوضع على الجسر ببغداد، فنودي: هذا موسى بن جعفر قد مات

____________

1 ـ أي: ما تريد من قتل موسى بن جعفر.

2 ـ أي: بقتل موسى بن جعفر.

3 ـ أي: قال السندي: وسألت موسى بن جعفر.

فانظروا إليه، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت.

وحدّثني رجل من أصحابنا عن بعض الطالبيين: انه نودي عليه: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة(1) انه لا يموت، فانظروا إليه، فنظروا.

قالوا: وحمل فدفن في مقابر قريش رحمه الله، فوقع قبره إلى جانب قبر رجل من النوفليين يقال له: عيسى بن عبدالله".

قول أحمد بن أبي يعقوب

4 ـ قال أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكتاب العباسي المعروف باليعقوبي، في كتابه المعروف بتاريخ اليعقوبي صادر بيروت، صفحة 414 ـ 415:

"وتوفى موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد يقال لها حميدة ـ سنة 183، وسنة ثمان وخمسون سنة.

وكان ببغداد في حبس الرشيد قبل السندي بن شاهك، فأحضر مسروراً الخادم وأحضر القواد والكتاب والهاشميين والقضاة ومن حضر ببغداد من الطالبيين، ثم كشف عن وجهه فقال لهم: اتعرفون هذا؟ قالوا نعرفه حق معرفته، هذا موسى بن جعفر، فقال هارون: أترون أن به اثراً وما يدل على اغتيال؟ قالوا: لا.

ثم غسل وكفن واخرج ودفن في مقابر قريش في الجانب الغربي.

وكان موسى بن جعفر من أشد الناس عبادة.

وكان قد روى عن أبيه.

قال الحسن بن أسد: سمعت موسى بن جعفر يقول: ما أهان الدنيا قوم قط إلاّ هناهم الله إياها وبارك لهم فيها، وما أعزها قوم قط إلاّ نغّصهم الله إياها.

وقال: إن قوماً يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفاً، فهم الآمنون

____________

1 ـ الذين زعموا بأن موسى بن جعفر هو المهدي فرقة من الشيعة انقرضوا، ولم يدم بقاؤهم إلاّ قليلا.

الصفحة 11
يوم القيامة، إن كنت لأرى فلاناً(1) منهم.

وذكر عنده بعض الجبابرة فقال: إما والله لئن عز بالظلم في الدنيا ليزلف بالعدل في الآخرة.

وقيل لموسى بن جعفر وهو في الحبس: لو كتبت إلى فلان يدلم فيك الرشيد فقال: حدّثني أبي، عن آبائه: إن الله عزوجل أوحى إلى داود: يا داود، انه ما اعتصم به من عبادي بأحد من خلقي دوني عرفت ذلك إلاّ وقطعت عنه أسباب السماء واسخت الأرض من تحته.

وقال موسى بن جعفر: حدّثني أبي: أن موسى بن عمران قال: يا رب أي عبادك شر؟ قال: الذي يتهمني، قال يا رب، وفي عبادك من يتهمك؟ قال: نعم، الذي يستجيرني ثم لا يرضى بقضائي.

وكان له الولد ثمانية عشر ذكراً وثلاث وعشرون بنتاً.

فالذكور: علي الرضي، وابراهيم، والعباس، والقاسم، واسماعيل، وجعفر وهارون، والحسن، وأحمد، ومحمد، وعبيد الله، وحمزة، وزيد، وعبدالله، واسحاق والحسين، والفضل، وسليمان.

وأوصى موسى بن جعفر ألا تتزوج بناته(2)، فلم تتزوج واحدة منهن إلاّ أم سلمة، فانها تزوجت بمصر، تزوجها القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد فجرى في هذا بينه وبين أهله شيء شديد، حتى حلف انه ما كشف لها كنفاً، وانه ما اراد إلاّ أن يحج بها".

____________

1 ـ الظاهر ان المراد من فلان: علي بن يقطين.

2 ـ هذا المطلب تفرّد بنقله أحمد بن يعقوب، وهو غير كاف لاثباته وهو مخالف للسيرة والتاريخ، فتأمل.

الصفحة 12

قول أبو الحسن المسعودي

5 ـ قال ابو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، المتوفى سنة 346 في كتابه مروج الذهب طبع منشورات دار الهجرة 1409، اوفست عن دار الكتب اللبنانية ج3 ص355:

"موت موسى بن جعفر الطالبي:

وقبض موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداد مسموماً لخمسة عشرة سنة خلت من ملك الرشيد سنة ست وثمانين ومائة، وهو ابن اربع وخمسين سنة.

وقد ذكرنا في رسالته بيان أسماء الأئمة القطعيه من الشيعة أسماؤهم واسماء امهاتهم ومواضع قبورهم ومقادير اعمارهم وكم عاش كل واحد منهم مع أبيه ومن ادرك من أجداده(عليهم السلام)".

وقال أيضاً في مروج الذهب ج3 ص346:

"رؤيا للرشيد يُؤمر بالتخلية عن موسى بن جعفر:

وذكر عبدالله بن مالك الخزاعي ـ وكان على دار الرشيد وشرطته ـ قال: أتاني رسول الرشيد في وقت، ما جاءني فيه قط، فانتزعني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي، فراعني ذلك منه، فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم، فعرف الرشيد خبري، فإذن لي في الدخول عليه، فدخلت، فوجدته قاعداً على فراشه، فسلمت فسكت ساعة، فطار عقلي وتضاعف الجزع علي، قال لي: يا عبدالله اتدري لم طلبتك في هذا الوقت؟ قلت: لا والله يا أمير المؤمنين، قال: اني رأيت الساعة في منامي كان جيشاً(1) قد أتاني ومعه حربة، فقال لي: ان لم تخجل عن موسى بن جعفر الساعة وإلاّ نحرتك بهذه الحربة.

فاذهب فخل عنه.

فقلت: يا أمير المؤمنين، اطلق موسى بن جعفر؟ ثلاثاً، قال: نعم امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر واعطه ثلاثين الف درهم، وقل له: ان

____________

1 ـ كذا في الكتاب، والظاهر حبشياً كما في بقية المصادر.

الصفحة 13
احببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب، وان أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في إليك.

قال فمضيت إلى الحبس لاخرجه، فلما رآني موسى وثب إلي قائماً وظن اني قد امرت فيه بمكروه، فقلت: لا تخف، وقد امرني أمير المؤمنين باطلاقك وان ادفع اليك ثلاثين الف درهم وهو يقول لك: ان احببت المقام قبلنا فلك ما تحب، وان احببت الانصراف إلى المدينة فالأمر في ذلك مطلق إليك، واعطيته الثلاثين ألف درهم، وخليت سبيله.

وقلت: لقد رأيت من أمرك عجباً، قال: فاني اخبرك: بينما أنا نائم اذ أتاني النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: يا موسى حبست مظلوماً، فقال هذه الكلمات فانك لا تبيت هذه الليلة في الحبس، فقلت: بأبي وأمي ما أقول؟ فقال: قل: يا سامع كل صوت(1)، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت، اسألك باسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليماً ذا اناة لا يقوى على اناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصى عدداً فرج عني، فكان ماترى".

قول الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي

6 ـ قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفى سنة 463، في كتابه تاريخ بغداد أو مدينة السلام، الطبعة الأولى 1349هـ، الموافق 1931م، مكتبة الخانجي بالقاهرة والمكتبة العربية ببغداد، ج13 ص27 ـ 32:

"(موسى بن جعفر الهاشمي) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي.

يقال انه ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة تسع وعشرين

____________

1 ـ في نسخة: يا سامع الصوت.

الصفحة 14
ومائة.

واقدمه المهدي بغداد، ثم ردّه إلى المدينة، وأقام بها إلى أيام الرشيد، فقدم هارون منصرفاً من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين(1)، فحمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه.

اخبرنا الحسن بن أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد بن حيى بن الحسن بن الحسن العلوي حدثني جدي قال: كان موسى بن جعفر يدّعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده.

روى اصحابنا انه دخل مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فسجد سجدة في أول الليل، وسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، فجعل يردّدها حتى أصبح.

وكان سخياً كريماً، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه، فبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار، واربعمائة دينار، ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى.

اخبرنا الحسن، حدثني جدي، حدّثنا اسماعيل بن يعقوب، حدّثني محمد بن عبدالله البكري، قال: قدمت المدينة اطلب بها ديناً، فأعياني، فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك إليه، فأتيته بنقمي(2)في ضيعته، فخرج إلي ومعه غلام له منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره، فأكل واكلت معه، ثم سألني عن حاجتي، فذكرت له قصتي، فدخل، فلم يقم إلاّ يسيراً حتى خرج إلي، فقال لغلامه: اذهب، ثم مد يده إلي فدفع إلي صرة

____________

1 ـ ومائة.

2 ـ نقمي بالتحريك والمد: موضع من اعراض المدينة إلى جنب احد، كان لآل أبي طالب.

الصفحة 15
فيها ثلاثمائة دينار، ثم قام فولى، فقمت فركبت دابتي وانصرفت.

قال جدي يحيى بن الحسن وذكر لي غير واحد من أصحابنا ـ ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم علياً، قال: وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله، فنهاهم عن ذلك أشد النهي، وزجرهم أشد الزجر وسأل عن العمري فذكر له انه يزدرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمري: لا تطأ زرعنا فوطأه بالحمار حتى وصل إليه، فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟ قال له: مائة دينار، قال: فكم ترجو أن يصيب؟ قال: أنا لا أعلم الغيب، قال: انما قلت لك كم ترجوا أن يجيئك فيه؟ قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار، قال: فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال: هذا زرعك على حاله، قال: فقام العمري فقبّل رأسه وانصرف.

قال: فراح المسجد فوجد العمري جالساً، فلما نظر إليه قال: (الله اعلم حيث يجعل رسالته)(1)، قال: فوثب أصحابه فقالوا له: ما قصك؟ قد كنت تقول خلاف هذا، قال: فخاصمهم وشائمهم، قال: وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج.

قال: فقال أبو الحسن موسى لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري: أيما كان خير: ما أردتم، أو ما أردت أن أصلح امره بهذا المقدار؟

اخبرنا سلامة بن الحسين المقري وعمر بن محمد بن عبيدالله المودب قالا: اخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا القاضي الحسين ابن اسماعيل، حدّثنا عبدالله بن أبي سعد، حدّثني محمد بن الحسين بن محمد بن عبدالمجيد الكناني الليثي، قال حدثني عيسى بن محمد مغيث القرطي ـ

____________

1 ـ الأنعام 6: 124.

الصفحة 16
وبلغ تسعين سنة قال: زرعت بطيخاً وقثاء وقرعاً في موضع بالجوانية على بئر يقال لها أم عظام، فلما قرب الخير واستوى الزرع بغتني الجراد، فأتى على الزرع كله، وكنت غرمت إلى الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين ديناراً.

فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر فسلّم، ثم قال: ايش حالك؟ فقلت اصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل زرعي، قال: وكم غرمت فيه؟ قلت مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين، فقال: يا عرفة، زن لابي المغيث مائة وخمسين ديناراً، فربحك ثلاثين ديناراً والجملين، فقلت: أيا مبارك ادخل وادع لي فيها فدخل ودعا وحدثني عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) انه قال: (تمسكوا ببقايا المصائب).

ثم علقت عليه الجملين وسقيته، فجعل الله فيها البركة، زكت فبعت منها بعشرة آلاف.

اخبرنا الحسين أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد العلوي، حدثنا جدي قال: وذكر ادريس بن أبي رافع عن محمد بن موسى قال: خرجت مع أبي إلى ضياعه بسارية(1) فاصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها، واصبحنا على عين من عيون سارية، فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستنذر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور، فوقف على الغلمات فقال: أين سيدكم؟ قالوا هو ذاك قال: أبو مَنْ يكنّى؟ قالوا له: أبو الحسن، قال: فوقف عليه، فقال يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها إليك، قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها قال ثم ذهب، فلم نقل: بلغ، حتى خرج على رأسه حزمة حطب، حتى وقف فقال له يا سيدي هذا حطب أهديت اليك، قال: ضعه عند الغلمان

____________

1 ـ واد من حدود الحجاز فيه مزارع.


وشب لنا ناراً فذهب فجاء بنار، قال وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلي وقال: يا بني، احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها.

قال: فوردنا إلى ضياعه، وأقام بها ما طاب له، ثم قال: امضوا بنا إلى زيارة البيت.

قال: فخرجنا حتى وردنا مكة، فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعداً فقال: اذهب فاطلب لي هذا الرجل، فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتى امشي إليه، فاني أكره أن ادعوه والحاجة لي.

قال لي صاعد: فذهبت حتى وقفت على الرجل فلما رآني عرفني ـ وكنت اعرفه وكان يتشيع ـ فلما رآني سلم علي وقال: أبو الحسن قدم؟ قلت: لا، قال فايش اقدمك؟ قلت حوائج، وقد كان ملم بمكانه بساية، فتتبعني، وجعلت اتقصى منه ويلحقني بنفسه، فلما رأيت اني لا انفلت منه مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى اتيته، فقال: ألم أقل لك لا تعلمه؟ فقلت: جعلت فداك لم أعلمه، فسلّم عليه، فقال له أبو الحسن: غلامك فلان تبيعه؟ قال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك، قال: أما الضيعة فلا أحب أن اسلبكها.

وقد حدّثني أبي عن جدي: إن بائع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق ـ قال: فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها، فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار، واعتق العبد ووهب له الضيعة.

قال ادرى بن أبي رافع: فهو ذا ولده في الصرافين بمكة.

حدّثني الحسن بن محمد الخلال، حدّثنا الحديث محمد بن عمران، حدّثنا محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا عون بن محمد قال: سمعن اسحاق الموصلي غير مرة يقول: حدّثني الفضل بن الربيع، عن أبيه: انه لما حبس
الصفحة 18
المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول: يا محمد (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)(1)، قال الربيع: فأرسل إلي ليلا فراعني ذلك، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ـ وكان أحسن الناس صوتاً ـ وقال: علي بموسى بن جعفر. فجئته به فعانقه واجلسه إلى جانبه وقال: يا أبا الحسن اني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ علي كذا، فتؤمنني ان تخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فقال: الله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني، قال: صدقت، يا ربيع اعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة، قال الربيع: فأحكمت امره ليلا، فلما أصبح إلاّ وهو في الطريق خوف العوائق.

اخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا الحسين بن القاسم، حدّثني أحمد بن وهب، اخبرنا عبدالرحمن بن صالح الأزدي، قال: حج هارون الرشيد، فأتى قبر النبي(صلى الله عليه وآله)زائراً له وحوله قريش وافياء القبائل، ومعه موسى بن جعفر، فلمّا انتهى إلى القبر قال: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي ـ افتخاراً على من حوله ـ فدنا موسى بن جعفر، فقال: السلام عليك يا ابه، فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا ابا الحسن حقاً.

اخبرنا الحسن بن أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد العلوي، حدّثني جدي، حدّثني عمار بن أبان قال: حبس أبو الحسن موسى ابن جعفر عند السندي فسألته اخته ان تتولى حبسه ـ وكانت تتدين ـ ففعل، فكانت تلي خدمته فحكي لنا أنها قالت: كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل، فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح،

____________

1 ـ محمد 47: 22.

الصفحة 19
ثم يذكر قليلا حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ثم يرقد إلى قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه، فكانت أخت السندي إذا نظرت إليه قالت: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل.

وكان عبداً صالحاً.

اخبرنا الجوهري، حدّثنا محمد بن عمران المرزباني، حدّثنا عبدالواحد بن محمد الخصيبي، حدّثني محمد بن اسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت: انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلاّ انقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يسخر فيه المبطلون.

اخبرنا الحسن بن أبي بكر، اخبرنا الحسن بن محمد بن العلوي، قال حدّثني جدي قال: قال أبو موسى العباسي: حدّثني ابراهيم بن عبدالسلام بن السندي بن شاهك، عن أبيه قال: كان موسى بن جعفر عندنا محبوساً، فلمّا مات بعثنا إلى جماعة من العدول من الكرخ فادخلناهم عليه فاشهدناهم على موته، واحسبه قال: ودفن بمقابر الشونيزي.

اخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبدالله الأصبهاني، حدّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم الحافظ، حدّثني عبدالله بن أحمد بن عامر، حدّثنا علي بن محمد الصنعاني، قال: قال محمد بن صدقة العنبري: توفي موسى بن جعفر بن محمد بن علي سنة ثلاث وثمانين ومائة.

وقال غيره: توفى لخمس بقين من رجب".

وقال أيضاً في تاريخ بغداد ج1 ص120:

الصفحة 20
"باب ما ذكره في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد:

بالجانب الغربي في أعلا المدينة، مقابر قريش، دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجماعة من الأفاضل معه.

اخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الاسترابادي قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: سمعت الحسن بن ابراهيم أبا علي الخلال يقول: ماهمتي أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب".

وقال أيضاً في كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق، طبع مجلس دائرة المعارف بحيدرآباد سنة 1379، ج2 ص403:

"ذكر موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

قد ذكرنا بعض حديثه فيما تقدّم.

وهو موسى بن أبي عبدالله الذي روى عنه محمد بن اسماعيل ابن أبي قديك.

اخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن اسماعيل الداوري، اخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، حدثنا عبدالله بن محمد البغوي حدثنا علي بن مسلم، حدثنا ابن أبي قديك، حدّثنا موسى بن أبي عبدالله(1)، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب(رضي الله عنه)، عن أمه أم جعفر ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب(رضي الله عنه)، عن أسماء ابنة عميس:

ان فاطمة رضي الله عنهما بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما حضرتها الوفاة قالت يا

____________

1 ـ أي: موسى بن جعفر الكاظم.

الصفحة 21
أمه أني لاستحي مما يصنع بالنساء، فقالت لها: إني قد رأيت بأرض الحبشة شيئاً يصنع على النساء، فأمرتها أن تصنعه عليها ولا يلي غسلها إلاّ هي وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

قالت أسماء فعملت نعشاً وغسلتها عليه أنا وعلي.

قال ابن أبي فديك: ففاطمة أول من عمل عليها النعش".

قول عز الدين الشيباني (إبن أثير)

7 ـ قال عزالدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ، طبعة دار صادر بيروت لبنان عام 1399هـ، ج6 ص164:

"وفيهما (أي: سنة 183هـ) مات موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداد في حبس الرشيد.

وكان سبب حبسه: ان الرشيد اعتمر في شهر رمضان من سنة 179هـ، فلما عاد إلى المدينة على ساكنها السلام دخل إلى قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يزوره ومعه الناس، فلما انتهى إلى القبر وقف فقال السلام عليك يا رسول الله يا ابن العم ـ افتخاراً على من حوله ـ فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا ابه، فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر يا ابا الحسن جداً، ثم أخذه معه إلى العراق فحبسه عند السندي بن شاهك، وتولت حبسه اخت السندي بن شاهك، وكانت تتدين، فحكت عنه انه كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه إلى أن يزول الليل، ثم يقوم فيصلي، حتى يصلي الصبح، ثم يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ـ ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى ـ ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي، حتى يصلي العصر، ثم يذكر الله حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه إلى أن مات.

وكانت إذا رأته قالت: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل الصالح.

الصفحة 22
وكان يلقّب بالكاظم، لانه كان يحسن إلى من يسيء إليه، كان هذا عادته ابداً.

ولما كان محبوساً بعث إلى الرشيد برسالة انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلاّ ينقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتى ينقضيا جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء، يخسر فيه المبطلون".

قول محمد بن عمر الزمخشري

8 ـ قال محمد بن عمر الزمخشري، المتوفى سنة 538، في كتابه ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، طبع منشورات الشريف الرضي 1410هـ، اوفست طبعة بغداد، ج1 ص315 ـ 316:

"كان الرشيد يقول لموسى الكاظم بن جعفر: يا ابا الحسن خذ فدك حتى أردها عليك، فيأبى، حتى الح عليه، فقال: لا أخذها إلاّ بحدودها، قال وما حدودها؟ قال: يا أمير المؤمنين أن حددتها لم تردها، قال: بحق جدك إلاّ فعلت، قال:

أما الحد الأول فعدن، فتغير وجه الرشيد وقال: هيه.

قال والحد الثاني: سمرقند، فأربد وجهه.

قال: والحد الثالث افريقيه، فاسود وجهه، وقال: هيه.

قال: والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية.

قال الرشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحول في مجلسي.

قال موسى: قد اعلمتك أني إن حددتها لم تردها.

فعند ذلك عزم على قتله، واستكفى امره يحيى بن خالد، فاراه بثرة(1)فرجت في كفه وقال: هذه علامة أهل بيتنا قد ظهرت بي، وأنا أقضي عن

____________

1 ـ أي: فارى الإمام الكاظم يحيى بن خالد بثرة، وهذا المطلب تفرّد بنقله الزمخشري وهو مخالف لكتب التاريخ من استشهاد الإمام الكاظم بالسم، لا أن سبب وفاته بثرة فرجت في يده.

الصفحة 23
قرب، فقد كفيت امري، فتركه يحيى ومات بعد أيام".

وقال أيضاً في ربيع الأبرار ج2 ص211:

"سمع موسى بن جعفر يقول في سجوده آخر الليل: يا رب عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك".

وقال أيضاً في ربيع الأبرار ج3 ص553:

"قال الرشيد لموسى بن جعفر: اني قاتلك، قال لا تفعل، فإني سمعت أبي يقول: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إن العبد يكون واصلا لرحمه وقد بقى من أجله ثلاث سنين فيمدّها الله له حتى ثلاثين سنة، ويكون العبد قاطعاً لرحمه وقد بقي من أجله ثلاثون سنة فيعصرها الله حتى يجعلها ثلاث سنين".

قول جمال الدين إبن الجوزي

9 ـ قال جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي، المتوفى سنة 597هـ، في كتاب صفة الصفوة، الطبعة الثانية 1399هـ، دار المعرفة بيروت لبنان، ج2 ص184 ـ 187 رقم 191:

"موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن الهاشمي(عليهم السلام).

كان يدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان كريماً حليماً إذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه بمال.

عن الفضل بن ربيع عن أبيه: انه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب(عليه السلام) وهو يقول: يا محمد (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)(1)، قال الربيع: فأرسل إلي ليلا فراعني، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية، وكان أحسن الناس صوتاً فقال: علي بموسى بن جعفر، فجئته به، فعانقه واجلسه إلى جانبه وقال:

____________

1 ـ محمد 47: 22.

يا ابا الحسن رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ علي كذا، فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فقال: والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني، قال: صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة.

قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح إلاّ وهو في الطريق خوف العوائق.

وعن شقيق بن ابراهيم البلخي قال: خرجت حاجاً في سنة 249، فنزلت القادسية، فبينا أنا انظر في زينتهم وكثرتهم، فنظرت إلى فتى أحسن الوجه شديد السمرة يعلو فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان وقد جلس منفرداً، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم، والله لامضين له ولابخنه، فدنوت منه، فلما رآني مقبلا قال يا شقيق (اجتنوبا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم)(1)، ثم تركني ومضى.

فقلت في نفسي: إن هذا الأمر عظيم ـ قد تكلّم على ما في نفسي ونطق باسمي، وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنه ولاسألنه أن يحللني، فأسرعت في أثره فلم الحقه وغاب عن عيني، فلما نزلنا واقصة إذ به يصلي واعضاؤه تضطرب ودموعه تجري، فقلت هذا صاحبي أمضي إليه واستحله، فبصرت حتى جلس وأقبلت نحوه فلمّا رآني مقبلا قال: يا شقيق إنك: (واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحاً ثم اهتدى)(2) ثم تركني ومضى.

فقلت ان هذا الفتى لمن الابدال وقد تكلّم على سري مرتين، فلما تزلنا رمالا إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوه يريد أن يستقي الماء، فسقطت

____________

1 ـ الحجرات 49: 12.

2 ـ طه 20: 82.

الصفحة 25
الركوة من يده في البئر، وأنا انظر إليه، فرأيت قد رمق السماء وسمعته يقول:

أنت ربي إذا ظمئت من الماء وقوتي إذا أردت الطعاما
اللهم سيدي مالي سواها تعد منيها.

قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها، فمد يده فأخذ الركوة وملأها ماء وتوضأ وصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب.

فاقبلت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام، فقلت اطعمني من فضل ما انعم الله به عليك.

فقال: يا شقيق لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة وباطنة فاحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها، فإذا سويق وسكر، فوالله ما شربت قط الذّ منه ولا أطيب ريحاً منه فشبعت، فاقمت أياماً لا اشتهي طعاماً ولا شراباً.

ثم لم أره حتى دخلنا مكة، فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما رأى جلس في مصلاه يسبّح الله، ثم قام فصلّى الغداة، وطاف بالبيت اسبوعاً ـ وخرج فتتبعته فإذا له حاشية وأموال، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق، ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه، فقلت لبعض رأيته يقرب منه: من هذا الفتى؟ فقال هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).

فقتل: قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيد.

وعن أحمد بن اسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالته كانت: انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلاّ انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه
الصفحة 26
المبطلون.

ولد موسى بن جعفر(عليه السلام) بالمدينة في سنة 128هـ، وقيل 129هـ، واقدمه المهدي بغداد، ثم رده إلى المدينة، فأقام بها إلى أن توفى بها لخمس بقين من رجب في سنة 183هـ ".

قول أحمد بن محمد بن خلكان

10 ـ قال أبو العباس أحمد بن محمد بن خلكان، المتوفى سنة 608، في كتابه وفيات الأعيان، طبع دار صادر بيروت، ج5 ص308 ـ 310 رقم 746:

"موسى الكاظم:

أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، أحد الأئمة الاثني عشر رضي الله عنهم.

وقال الخطيب في تاريخ بغداد: كان موسى يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، وروى انه دخل مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، فجعل يردّدها حتى أصبح.

وكان سخياً كريماً، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة.

وكان يسكن المدينة، فأقدمه المهدي بغداد وحبسه، فرأى في(1) النوم علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) وهو يقول: يا محمد (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)(2).

قال الربيع: فأرسل إلي ليلا، فراعني ذلك، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية،

____________

1 ـ أي: المهدي.

2 ـ محمد 47: 22.

الصفحة 27
وكان أحسن الناس صوتاً، وقال: علي بموسى بن جعفر، فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال: يا أبا الحسن أني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) في النوم يقرأ علي كذا، فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من أولادي؟ فقال: والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني، قال: صدقت، اعطه ثلاث آلاف دينار وردّه إلى أهله إلى المدينة، قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلاّ وهو في الطريق فوق العوائق.

وأقام بالمدينة إلى أيام هارون الرشيد، فقدم هارون منصرفاً من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة، فحمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفى في محبسه.

وذكر أيضاً أن هارون الرشيد حج فأتى قبر النبي(صلى الله عليه وآله) زائراً وحوله قريش ورؤساء القبائل، ومعه موسى بن جعفر، فقال: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم، افتخاراً على من حوله، فقال موسى: السلام عليك يا ابت، فتغيّر وجه هارون الرشيد وقال: هذا هو الفخر يا ابا الحسن حقّاً، انتهى كلام الخطيب.

وقال أبو الحسن علي بن علي المسعودي في كتاب مروج الذهب في أخبار هارون الرشيد: ان عبدالله بن مالك الخزاعي كان على دار هارون الرشيد وشرطته، فقال: أتاني رسول الله الرشيد وقتاً ما جائني فيه قط، فانتزعني من موضعي، ومنعني من تغيير ثيابي فراعني ذلك، فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم فعرف الرشيد خبري، فاذن لي في الدخول، فدخلت فوجدته قاعداً على فراشه فسلّمت عليه فسكت ساعة، فطار عقلي وتضاعف الجزع علي، ثم قال: يا عبدالله اتدري لم طلبتك في هذا الوقت، قلت: لا والله يا أمير المؤمنين، قال: اني رأيت الساعة في منامي كان حبشياً قد
الصفحة 28
أتاني ومعه حربة، فقال ان خليت عن موسى بن جعفر الساعة وإلاّ نحرتك بهذه الحربة، فاذهب فخل عنه، قال: قلت: يا أمير المؤمنين اطلق موسى بن جعفر؟ ثلاثاً، قال: نعم امض الساعة حتى يطلق موسى ابن جعفر واعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له: ان احببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب، وان احببت المضي إلى المدينة فالاذن في ذلك لك.

قال: فمضيت إلى الحبس لاخرجه، فلما رآني موسى وثب إلي وظن اني قد امرت فيه بمكروه، فقلت: لا تخف، فقد امرني باطلاقك وان ادفع لك ثلاثين ألف درهم، وهو يقول لك: ان احببت المقام قبلنا فلك كل ما تحب، وان احببت الانصراف إلى المدينة فالأمر في ذلك مطلق لك، واعطيته ثلاثين ألف درهم وخليت سبيله.

وقلت له: لقد رأيت من أمرك عجباً، قال: فاني اخبرك: بينا أنا نائم إذ أتاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: يا موسى حبست مظلوماً، فقل هذه الكلمات فانك لا تبيت هذه الليلة في الحبس، فقلت: بابي وأمي ما أقول؟ قال: قل يا سامع كل صوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً ومنثرها بعد الموت أسألك باسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين يا حليماً ذا اناة لا يقوى على اناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابداً ولا يحصى عدداً فرج عني، فكان ما ترى.

وله اخبار ونوارد كثيرة.

وكانت ولادته يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر سنة تسع وعشرين ومائة.

وقال الخطيب: سنة ثمان وعشرين بالمدينة.

وتوفى لخمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة، وقيل سنة ست وثمانين ببغداد، وقيل انه توفي مسموماً، وقال الخطيب توفي في الحبس
الصفحة 29
ودفن في مقابر الشونيزيين خارج القبة، وقبره هناك مشهور يزال، وعليه مشهد عظيم فيه قناديل الذهب وافضة وأنواع الآلات والفرش ما لا يحد، وهو في الجانب الغربي، وقد سبق ذكر ابيه وأجداده وجماعة من أحفاده، رضي الله عنهم وارضاهم.

وكان الموكّل به مدة حبسه السندي بن شاهك جد كشاجم الشاعرة المشهور".

وقال أيضاً في وفيات الأعيان ج1 ص434 ـ 435:

"قال الهيثم: حدّثني بعض أصحاب جعفر الصادق قال: دخلت على جعفر وموسى بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منها ان قال:

يا بني واقبل وصيتي واحفظ مقالتي فانك وان حفظتها تعيش سعيداً وتمت حميداً.

يا بني انه من (قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يده غيره مات فقيراً، ومن لم يرض) بما قسم الله له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه.

يا بني من كشف حجاب غيره انكشف عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به ومن احتفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقره، ومن خالط العلماء وقّر، ومن دخل مداخل التهم اتهم.

يا بني قل الحق لك وعليك وإياك والنميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، يا بني ان طلبت الجود فعليك بمعادنه".

الصفحة 30

قول سبط بن الجوزي

11 ـ قال شمس الدين يوسف بن مرغلي المعروف بسبط بن الجوزي، المتوفى سنة 654، في كتابه تذكرة الخواص، طبع مؤسسة أهل البيت(عليهم السلام) بيروت 1401هـ، ص312 ـ 315:

"فصل في ذكر ولده (أي جعفر) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).

ويلقّب بالكاظم والمأمون والطيب والسيد، وكنيته أبو الحسن، ويدعى بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وامه أم ولد اندلسيه، وقيل بربريه، اسمها حميدة.

وكان موسى جواداً حليماً، وانما سمي الكاظم لانه كان إذا بلغه عن أحد شيء بعث إليه بمال.

ومولده بالمدينة سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة وهو من الطبقة السابعة من أهل المدينة من التابعين.

اخبرنا أبو محمد البزاز، أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا محمد بن عبدالملك والمبارك بن عبدالجبار الصيرفي قالا: أنبأنا عبدالله بن أحمد بن عثمان أنبأنا محمد بن عبدالرحمن الشيباني: ان علي بن محمد بن الزبير البجلي حدّثهم قال: حدّثنا هشام بن حاتم الأصم عن أبيه قال: حدّثني شقيق البلخي قال: خرجت حاجاً في سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلت القادسية، وإذا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان وقد منفرداً عن الناس.

فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس والله لأمضين إليه ولابخنه، فدنوت منه، فلمّا رآني مقبلا قال: يا شقيق (اجتنوبا كثيراً من الظن)(1) الآية، فقتل في نفسي: هذا عبد صالح قد نطق على ما في خاطري، لالحقنه ولاسألنه أن يحالني، فخاب عن عيني.

فلما نزلنا واقصة إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر، فقلت

____________

1 ـ الحجرات 49: 12.



امضي إليه واعتذر، فاوجز في صلاته وقال: يا شقيق: (واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحاً ثم اهتدى)(1)، فقلت: هذا من الأبدال قد تكلم على سري مرتين.

فلما نزلنا زبالا إذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستسقي الماء، فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه إلى السماء وقال:

أنت ربي إذا ظمئت من الماء وقوتي إذا أردت الطعاما
يا سيدي مالي سواها

قال فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ماؤها فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب، فقلت: اطعمني من فضل ما رزقك الله وما أنعم الله عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة، فاحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها، فإذا سويق وسكر ما شربت والله الذّ منه ولا أطيب ريحاً، فشبعت ورويت واقمت أياماً لا اشتهي طعاماً ولا شراباً.

ثم لم أره حتى دخلت مكة، فرأيته ليلة إلى جانب قبة الشراب نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبّح، ثم قام إلى صلاة الفجر وطاف بالبيت أُسبوعاً، وخرج فتبعته وإذا له غاشية وأموال وغلمان، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس يسلمون عليه ويتبرّكون به، فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).

فقلت: قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيد.

____________

1 ـ طه 20: 82.

الصفحة 32
قال أهل السير: كان مقام موسى بالمدينة، لانه ولد بها، فأقدمه محمد المهدي بغداد فحبسه بها ثم ردّه إلى المدينة لمنام رآه، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد عن الفضل بن الربيع، عن أبيه قال: لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي علياً(عليه السلام) في المنام فقال له: يا محمد (فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)(1) الآية.

قال الربيع: فأرسل إليَّ المهدي ليلا، فراعني ذلك فجئته، فإذا هو يقرأ الآية ـ وكان أحسن الناس صوتاً ـ فقال: علي بموسى بن جعفر، قال فجئته به، فعانقه واجلسه إلى جنبه وقال: يا أبا الحسن رأيت الساعة أمير المؤمنين وهو يقرأ علي هذه الآية، افتؤمنني أن لا تخرج علي ولا على أحد من ولدي بعدي؟ فقال: والله لا فعلت ذلك أبداً ولا هو من شيمتي، فقال: صدقت، ثم قال: يا ربيع اعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله.

قال الربيع: فأحكمت امره ليلا، فما أصبح إلاّ وهو على الطريق مخافة العوائق.

قال المدائني: أقام موسى بالمدينة حتى توفي المهدي والهادي وحج هارون الرشيد، فاجتمع بموسى بن جعفر عند قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال هارون للنبي(صلى الله عليه وآله) السلام عليك يا ابن العم افتخاراً على من حوله، فدنى موسى من القبر وقال: السلام عليك يا ابة، فتغير وجه هارون ثم قال: والله يا أبا الحسن هذا هو الفخر والشرف حقاً، ثم حمله معه إلى بغداد فحبسه بها سنة سبع وسبعين ومائة، فأقام في حبسه إلى سنة ثمان وثمانين ومائة في رجب فتوفى بها.

وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار: ان هارون كان يقول لموسى: خذ فدكاً

____________

1 ـ محمد 47: 22. الصفحة 33
وهو يمتنع ـ فلما ألح عليه قال: ما أخذها إلاّ بحدودها، قال: وما حدودها قال:

الحد الأول عدن، فتغير وجه الرشيد. والحد الثاني؟

قال: سمرقند، فأربد وجهه. قال: والحد الثالث؟

قال افريقيه، فاسود وجهه، قال والحد الرابع؟

قال: سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينيه.

فقال هارون: فلم يبق لنا شيء فتحول في مجلسي.

فقال موسى: قد اعلمتك أني إن حددتها لم تردها، فعند ذلك عزم على قتله واستكفى أمره.

وذكر الخطيب في تاريخه قال: بعث موسى من الحبس رسالة إلى هارون يقول له: ان(1) ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.

واختلفوا في سنه على أقوال:

أحدها: خمس وخمسون سنة.

والثاني: أربع وخمسون.

والثالث: سبع وخمسون.

والرابع: ثمان وخمسون.

والخامس: ستون.

ودفن بمقابر قريش وقبره ظاهر يزار.

وقيل: مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.

ذكره أولاده:

قال علماء السيد: وله عشرون ذكراً وعشرون انثى: علي الإمام، وزيد.

____________

1 ـ كذا، والظاهر: لن.

الصفحة 34
وهذا زيد كان قد خرج على المأمون، فظفر به فبعث به إلى أخيه علي بن موسى الرضا!، فوبّخه وجرى بينهما كلام ذكره القاضي المعافي في الجليس والأنيس، فيه: ان علياً قال له: سواه لك يا زيد، ما أنت قائل رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ سفكت الدماء وأخفت السبل وأخذت المال من غير حله، غرك حمقاء أهل الكوفة، وقول رسول الله(صلى الله عليه وآله) ان فاطمة احصنت فرجها فحرم الله ذريتهما على النار، وهذا لمن خرج من بطنها مثل الحسن والحسين فقط، لا لي ولا لك، والله ما نالوا بذلك إلاّ بطاعة الله، فان أردت أن تنال بمعصية الله ما نالوه بطاعته انك اذن لاكرم الله منهم.

وابراهيم، وعقيل، وهارون، والحسن، وعبدالله، وعبيدالله، واسماعيل وعمر، واحمد، وجعفر، ويحيى، واسحاق، والعباس، وحمزة، عبدالرحمن، والقاسم وجعفر الاصغر وقيل محمد.

وخديجة، وام فروة، واسماء، وعليه، وفاطمة الكبرى، والصغرى، والوسطى وفاطمة اخرى ـ فالفواطم اربع ـ وام كلثوم، وامنة، وزينب، وأم عبدالله، وزينب الصغرى، وأم القاسم، وحكيمة، وأسماء الصغرى، ومحمودة، وإمامة، وميمونة لامهات شتى".

قول صفي الدين الخزرجي

12 ـ قال صفي الدين أحمد بن عبدالله الخزرجي، في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، طبع مكتبة القاهرة بالقاهرة، ج3 ص63 ـ 64 رقم 7257:

"موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو الحسن الكاظم المدني.

عن أبيه، وعنه ابنه علي الرضا وأخواه علي ومحمد ابنا جعفر بن محمد وطائفة.

قال أبو حاتم: ثقة امام من أئمة المسلمين.

الصفحة 35
قال يحيى بن الحسين العلوي: بلغه عن رجل انه يؤذيه فبعث إليه بصرة فيها ألف دينار.

حبسه المهدي ثم اطلقه.

ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائة".

قول شمس الدين الذهبي

13 ـ قال أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ، في كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال، طبع دار المعرفة بيروت لبنان، ج4 ص201 ـ 202 رقم 8855:

"موسى بن جعفر بن محمد بن علي العلوي الملقّب بالكاظم، عن أبيه.

قال ابن أبي حاتم: صدوق امام من أئمة المسلمين.

وقال أبوه حاتم الرازي: ثقة إمام من أئمة المسلمين.

قلت: روى عنه بنوه: علي الرضا ـ وابراهيم، واسماعيل، وحسين، واخواه علي، ومحمد.

وانما أوردته لأن العقيلي ذكره في كتابه وقال: حديثه غير محفوظ يعني في الايمان.

قال: الحمل فيه على أبي الصلت الهروي.

قلت: فإذا كان الحمل فيه على أبي الصلت فما ذنب موسى تذكروه؟ وفي مسند الشهاب باسناد مظلم إلى سهل بن ابراهيم، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده ـ متصلا ـ قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر ـ وبعده ينفي الهم ويصح الصبر.

وجاء عن موسى، عن آبائه ـ مرفوعاً: نعم المال النخل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل.

وقد كان موسى من أجود الحكماء ومن العباد الاتقياء، وله مشهد معروف
الصفحة 36
ببغداد.

مات سنة 183هـ، وله خمس وخمسون سنة، وحديثه قليل جداً".

وقال أيضاً في كتابه دول الإسلام، طبع منشورات الأعلمي بيروت 1405 ص105:

"وفيها (أي: سنة ثلاث وثمانين ومائة) مات موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي من سادات أهل البيت".

وقال أيضاً في كتابه سير أعلام النبلاء، طبع مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى سنة 1401هـ، ج6 ص270 ـ 274:

"موسى الكاظم، الامام القدوة، السيد أبو الحسن العلوي، والد الإمام علي بن موسى الرضي، مدني نزل بغداد، وحدث بأحاديث عن أبيه، وقيل: انه روى عن عبدالله بن دينار وعبدالملك بن قدامة، حدث عنه أولاده: علي، وابراهيم واسماعيل، وحسين، وأخواه علي بن جعفر، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن صدقة العنبري، وصالح بن يزيد، وروايته يسيرة، لانه مات قبل أوان الرواية، رحمه الله.

ذكره ابو حاتم فقال: ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.

قلت: له عند الترمذي وابن ماجة حديثان.

قيل انه ولد سنة 128هـ بالمدنية.

قال الخطيب: اقدمه المهدي بغداد، ورده، ثم قدمها، وأقام بغداد في أيام الرشيد، قدم في صحبة الرشيد سنة 179هـ، وحبسه بها إلى أن توفى في محبسه.

ثم قال الخطيب: أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدّثني جدي يحيى بن الحسن بن عبيدالله ابن الحسين بن


من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:23 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية