قال اميرالموحدين-ع-لا تخلوا الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور
بتاريخ : 01-09-2014 الساعة : 09:15 PM
في البدايه اشكر الاخت وهج الايمان من منتدى ياحسين على ايرادها هذه المعلومه المفيده وجعل الله هذا في ميزان حسناتها والان نوردها بالوثائق
وسندعم الامر بما يلزم عند الردود
البداية والنهاية-لابن كثير الدمشقي-الجزءالثاني عشر-ص335
ترجمه
كميل بن زياد بن نهيك بن الهيثم ، النخعي الكوفي
روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي هريرة ، وشهد مع علي صفين ، وكان شجاعا فاتكا ، وزاهدا عابدا ، قتله الحجاج في هذه السنة ، - وقد عاش مائة سنة - قتله صبرا بين يديه ، وإنما نقم عليه; لأنه طلب من عثمان بن عفان القصاص من لطمة لطمها إياه ، فلما أمكنه عثمان من نفسه عفا عنه ، فقال له الحجاج : أو مثلك يسأل من أمير المؤمنين القصاص؟ ثم أمر فضربت عنقه . قالوا : [ ص: 335 ] وذكر الحجاج عليا في غبون ذلك فنال منه ، وصلى عليه كميل ، فقال له الحجاج : والله لأبعثن إليك من يبغض عليا أكثر مما تحبه أنت . فأرسل إليه ابن أدهم ، وكان من أهل حمص ، ويقال : أبا الجهم بن كنانة ، فضرب عنقه .
وقد روى عن كميل جماعة كثيرة من التابعين ، وله الأثر المشهور عن علي بن أبي طالب الذي أوله : القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها . وهو طويل ، قد رواه جماعة من الحفاظ الثقات ، وفيه مواعظ وكلام حسن ، رضي الله عن قائله .
والان لنعرف هذه الموعظه وما فيها
كتاب العلم من قسم الأفعال باب في فضله والتحريض عليه
29391- عن كميل بن زياد قال: أخذ بيدي علي بن أبي طالب فأخرجني إلى ناحية الجبانة فلما أصحر تنفس ثم قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم يزكوا على العمل والمال تنقصه النفقة يا كميل محبة العالم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة لربه في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته وصنيعة المال تزول بزواله، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة هاه إن ههنا وأشار إلى صدره علما لو أصبت له حملة ثم قال اللهم بلى أصبته لقنا (لقنا: أي فهما غير ثقة. النهاية 4/266. ب) غير مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا ويستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على كتابه أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في أحيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، اللهم لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بجمع الأموال والإدخار وليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه ثم قال: اللهم بلى لا تخلوا الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته وكم وأين أولئك، أولئك هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فباشروا روح اليقين، واستسهلوا ما استوعر منه المترفون، وانسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالنظر الأعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه الدعاة إلى دينه هاه شوقا إلى رؤيتهم أستغفر الله لي ولك.
--------
رواه أبو نعيم وغيره عن كميل بن زياد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل صائح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق . . . ثم ذكر كلاما في فضل العلم إلى أن قال : هاه إن ههنا لعلما جما - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حمله ، بل أصيب لَقِنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة ، ألا لا ذا ولا ذلك ، أو منهوما باللذة سلس القيادة للشهوة ، أو مغرما بالجمع شيء شبها بهما الأنعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين أولئك ؟ والله الأقلون عددا والأعظمون عند الله قدرا ، يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هَجَم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما أستوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلقة بالمحل الأعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه ، آه آه شوقا إلى رؤيتهم . انصرف إذا شئت .
فهذه الخطبه التي قال فيها ابن كثير تبين ان لله حجج اما ظاهر مشهور او غائب مغمور
قال القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني الجريري : (( لقد ألْقى أميرُ الْمُؤمنِينَ العالِمُ الربانيُّ إمامُ الْمُسلمين صلوَات الله عَلَيْهِ وَآله إِلَى كُميل بن زيادٍ فِي مَجْلِسه هَذَا علما عَظِيما وَحكما جسيمًا ، وخلَّف بِما أَتَى بِهِ مِنْهُ للْمُسلمين حِكْمَة شافيةً وَوَصِيَّة كَافِيَة، وَمن جعل من الْعلمَاء مستودع هَذَا الْخَبَر إِمَامه ، وَأخذ بِهِ فِي دينه ، اقتبسَ علما غزيرًا ، واستفادَ خيرا كثيرا.
ونسألُ الله التَّوْفِيق لإصابة القَوْل وَالْعَمَل ، والعصمة من الْخَطَأ والزلل )) , الجليس الصَّالح الْكَافِي والأنيس النّاصح الشَّافي ج 4 المجلس الثالث والتسعون ص 135 - 136.
قال ابن عبد البر المتوفى سنة 463 : (( وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغني عن الاسناد لشهرته عندهم )) جامع بيان العلم وفضله ج 2 ص 112.
وقال ابن كثير : (( وقد روى عن كميل جماعة كثيرة من التابعين وله الأثر المشهور عن علي بن أبي طالب الذي أوله " القلوب أوعية فخيرها أوعاها " وهو طويل قد رواه جماعة من الحفاظ الثقات وفيه مواعظ وكلام حسن رضي الله عن قائله )) البداية والنهاية ج 9 ص 57.
ولقد شرح هذا الحديث الشريف ابن قيم الجوزية في كتابه مفتاح دار السعادة ج 1 من ص 405 إلى ص 474.
أخيرا :
قال العلامة المجلسي رضوان الله عليه :(( ورواه الصّدوق بطرق كثيرة , بل هو من المتواترات , عند الخاصّة والعامّة , مع قطع النّظر عن متنه الفصيح , ومعناه الصريح ; الذي لايصدر إلاّ من معدن الرسالة والخلافة )) , الأربعون حديثا ح 2.