في محاولةٍ لكي نفرّغ عيوننا من حمولتها الذابلة ، في بحرك يا حسين ، تكتض صراخاتنا ( لبيك يا حسين ) التي اوثقت شياطينهم بجبريل صبرنا المؤلم ، يا حسين ، افض علينا من بحر جودك وانبتْ اوردَةَ العزاءِ في قلوبنا بعد ان اغلقتها صمامات البُعد ، يا حسين ، بوحدتك في اسطر التاريخ وصراخات قوافيك المؤلمة ، أسدلتَ الخلود مع ثلةٍ من الاصحاب ، على جبل عرفات كربلاء ، الذي هو الاخر تقدسَ بذكرك ، وعَزَ حجيجُهُ بركنك ، يا حسين ، زينبك في الطفوف تستغيث ، لم تجد الا جحافل الدموع مؤنسٌ لها ، وسط ركام هامد من الذكريات ، وقتلى نسيتها الملائكة على اعتاب الطفوف ، يا حسين ، ملحمة طفك كرغيف من الآمال ، يلتهمها الحق من اجل اعلاه رايته ، يا حسين ، تستمطر الأخوة عباسك في شط الفرات ، فتأبى غيومه الا رعد الموت دونك ودون أطفالك ، يا حسين ، كيف اصف غربتك ، وتاريخي يأبى الوقوف على بحرها ، بل كيف اصل الى عرشك وملائكة كلماتي مقطعة القوافي ، يا حسين ، ساعلنها على جبين امجد عنوانا ، من لم يعشقك ليس انسانا ..
ذلك حديثٌ غير مكذوب .. فصراخات كربلاء .. وضجيج آلامها .. اخرست أفواه الظلم .. وصكّت مسامعه .. ليولد من خاصرة الجراح .. (( يا حسين )) .. نداءٌ أزليٌ لا زال يردده الليل والنهار ..
التعديل الأخير تم بواسطة جعفر المندلاوي ; 29-11-2013 الساعة 11:24 PM.