سدوا الأبواب كلها الا باب علي ابن أبي طالب وأومأ بيده إلى باب علي» (١)
بتاريخ : 30-06-2013 الساعة : 05:59 AM
اللهم صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك .
اللهم صلِّ على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
وروى الكنجي باسناده عن محمّد بن علي: «انه سمع جابر بن عبداللَّه يقول:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: سدوا الأبواب كلها الا باب علي ابن أبي طالب وأومأ بيده إلى باب علي» (١)
وروى باسناده عن ابن عبّاس: «ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أمر بسد الأبواب الا باب علي بن أبي طالب:
قلت: هذا حديث حسن عال، وانما أمر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بسد الأبواب، وذلك لأن أبواب مساكنهم كانت شارعة إلى المسجد، فنهى اللَّه تعالى عن دخول المساجد مع وجود الحيض والجنابة، فعم النبي بالنهي عن الدخول في المسجد والمكث فيه للجنب والحائض، وخص علياً بالاباحة في هذا الموضع وما ذاك دليل على اباحة المكروه له، وانما خص بذلك لعلم المصطفى صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأنه يتحرى من النجاسة هو وزوجته فاطمة واولاده صلوات اللَّه عليهم، وقد نطق القرآن بتطهيرهم في قوله عزّوجل «١»«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» «٢».
وروى السمهودي عن عبداللَّه بن مسلم الهلالي عن أبيه عن أخيه، قال:
«لما أمر بسد أبوابهم التي في المسجد خرج حمزة بن عبد المطلب يجر قطيفة له حمراء وعيناه تذرفان يبكي يقول: يا رسول اللَّه أخرجت عمّك واسكنت ابن عمك؟
فقال: ما أنا اخرجتك ولا اسكنته ولكن اللَّه اسكنه» «٣».
وقال: «أسند ابن زبالة ويحيى من طريقه عن رجل من اصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: بينما الناس جلوس في مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ خرج منادٍ فنادى: ايّها الناس، سدوا أبوابكم، فتحسحس الناس لذلك ولم يقم أحد، ثم خرج الثانية، فقال: ايّها الناس سدوا أبوابكم فلم يقم احد، فقال الناس: ما أراد بهذا؟ فخرج فقال: ايّها الناس سدوا أبوابكم قبل أن ينزل العذاب، فخرج الناس مبادرين وخرج حمزة بن عبد المطلب يجر كساءه حين نادى سدوا أبوابكم قال: ولكل رجل منهم باب إلى المسجد، أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم، قال: وجاء علي حتى قام على رأس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: ما يقيمك؟ إرجع إلى رحلك، ولم يأمر بالسد، فقالوا: سد ابوابنا وترك باب علي وهو أحدثنا، فقال بعضهم: تركه لقرابته، فقالوا: حمزة أقرب منه وأخوه من الرضاعة وعمه، وقال بعضهم: تركه من اجل ابنته، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخرج اليهم بعد ثالثة فحمد اللَّه واثنى عليه محمراً وجهه- وكان إذا غضب أحمر عرق في وجهه- ثم قال: أما بعد ذلكم، فان اللَّه أوحى إلى موسى ان اتخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه الا هو وهارون وابناء هارون شبراً وشبيراً، وان اللَّه أوحى اليّ أن اتخذ مسجداً طاهراً لا يسكنه الا أنا وعلي وأبناء علي حسن وحسين، وقد قدمت المدينة، واتخذت بها مسجداً، وما أردت التحول اليه حتى أمرت، وما اعلم الا ما علّمت، وما اصنع الا ما أمرت، فخرجت على ناقتي فلقيني الأنصار يقولون: يا رسول اللَّه أنزل علينا، فقلت: خلوا الناقة فانها مأمورة حتى نزلت حيث بركت، واللَّه ما أنا سددت الأبواب وما أنا فتحتها، وما أنا أسكنت علياً ولكن اللَّه اسكنه» (٤)
------------------------ (١) كفاية الطالب ص ٢٠١
(١) كفاية الطالب ص٢٠٢.
(٢) سورة الأحزاب: ٣٣.
(٣) وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٢ ص ٤٧٧.
(٤) وفاء الوفاء باخبار المصطفى ج ٢ ص