من قديمٍ ادعى الكذابون مقامات الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) . بل ادعوا مقام الله تبارك وتعالى ! وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلا مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي .
وفي عصرنا ، استغلوا عقيدة المسلمين بحتمية ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) فادعى بعضهم أنه المهدي الموعود ، أو أنه سفيره ورسوله الى العالمين أو أنه ابنه ، أو أنه ابن الإمام علي ( عليه السلام ) مباشرةً من بويضة ، أو أنه الإمام الرباني . ، وادعى بعضهم المهدية لأشخاص غيرهم .
وحركات الدجالين موجودة في كل بلاد المسلمين ، لكن للعراق نصيباً وافراً منها ، لأنه عاصمة الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وقاعدة دولته العالمية بإجماع المسلمين .
ولأن أهله يؤمنون بعقيدة المهدي ( عليه السلام ) ، وينبضون بحبه ، فيأمل الدجالون أن يجدوا فيهم من يصيدونه في شباك خداعهم .
وكانت بوادر هذه الحركات قبل هلاك الطاغية صدام ، لكنها استفحلت بعد هلاكه بسبب غياب الدولة .
والعامل الأساسي الذي جعلها تستفحل : أن بعض الدول المعادية للعراق تبنت بعضها ، وأمدتها بالمال والسلاح ، لتخدم أهدافها التخريبية .
وهذا تعداد مجمل لهذه الحركات الضالة :
1. الحركة السلوكية . وقد نشأت في بداية التسعينات بعد أن ألقى الشهيد السيد محمد الصدر( رحمه الله ) دروساً حوزويه في العرفان والسلوك وعلم الباطن والحقيقة ، مقابل علم الظاهر والشريعة .
وكانت برئاسة عدة أشخاص من أتباعه ، قيل منهم الشيخ حازم السعدي وعايد الصدري ، وعمار الصدري . وقد وقف السيد الصدر في وجههم .
2. حركة المنتظرون . وهم جماعة أخرى من تلاميذ المرجع الشهيد السيد محمد الصدر ، ظهروا في حياته أيضاً .
3. حركة جند المولى . ويقصدون بالمولى مرجعهم السيد محمد صادق الصدر . زعموا أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) تجلى فيه ! وقيل إنهم برئاسة منتظر الخفاجي وفرقد القزويني ، وقد وقف ضدهم السيد الصدر أيضاً .
4. حركة الشيخ حيدر مشتت المنشداوي ، وكان من أتباع المرجع الصدر ، وبدأ حركته في حياته ، لكنه كان متحفظاً لم يعلن دعوته إلا لأفراد . وقد ادعى أنه القحطاني الموعود ، ثم ادعى أنه اليماني .
5. حركة فاضل عبد الحسين المرسومي ، الذي ادعى أنه الإمام الرباني .
6. حركة المختار . برئاسة حبيب الله - أبوعلي المختار ، وقيل إنه من بغداد من اهالي الطالبية والده شيوعي سابق وكان يعمل في السحر وقراءة الفال .
7. حركة جند السماء . بقيادة : ضياء عبد الزهرة الكرعاوي .
8. حركة أحمد إسماعيل كويطع السويلمي ، الذي ادعى أنه هو اليماني وليس صديقه الشيخ حيدر ، والمدعو باليماني . ثم ادعى أنه سفير الإمام المهدي ورسوله الى العالمين ، ثم ادعى أنه ابنه ووصيه .
9. حركة أصحاب القضية وهم جماعتان :
الأولى : حركة روح الله الذين زعموا أن السيد الخميني ( رحمه الله ) هو المهدي ( عليه السلام ) وأنه لم يمت بل غاب ، وسوف يظهر !
الثانية : حركة النبأ العظيم . وتدعي أن السيد مقتدى الصدر هو الإمام المهدي ( عليه السلام ) . وقد انتشرت جزئياً في العمارة ثم في بغداد والرصافة .
وقد انقرضت هذه الحركات والحمد لله ، والموجودة منها فعلاً اثنتان فقط : حركة أحمد كويطع ، وحركة المرسومي .
وأهمها على الإطلاق حركتان : جُنْد السماء ، التي نشأت حركة مسلحة ، وخاضت مع الحكومة العراقية معركة طويلة ، وقتل من أعضائها نحو 300 ، من ضمنهم قائدها الكرعاوي . وقبض على نحو 600 عضو .
المصدر :
كتاب دَجَّـال البَصْرَة
أحمد إسماعيل كويطع . المسمي نفسه : الإمام أحمد الحسن