تلخيص محاضرة الشيخ مسلم الداوري حول زيارة عاشوراء
رابط المحاضرة: http://shiavoice.com/play-FB4qE.html
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه واله
السلام عليكم ورحمة والله وبركاته
البحث في هذه الجلسة تحت عنوان زيارة عاشوراء يقع البحث في نقاط ثلاث
الاولى في سندها والثاني في متن الزيارة ومحتواها والثالث في الشبهات الواردة حولها وردها
النقطة الاولى في سند الزيارة:
ان لهذه الزيارة طرق خمسة ذكر الشيخ الطوسي في كتابه المصباح بثلاث طرق وذكرها الشيخ الجليل ابن قولويه في كامل الزيارات بسندين فهذه طرق الخمسة الاول منها ضعيف ولكن الثاني منها ممدوح والثلاثة الباقين صحيحة فبالجملة هذه الزيارة لها اربعة طرق معتبرة وواحد ضعيف وهذا يكفي في صحة الزيارة فما يقال انها ضعيفة باطل ومن اراد الاستزادة فليراجع كتاب زيارة عاشوراء تحفة من السماء.
النقطة الثانية في متن الزيارة:
النظر الى الزيارة والاداب التي فيها لا يشك انها صادرة من الامام عليه السلام وانه لا يمكن بحسب العادة ان تكون صادرة من غير المعصوم.
اما اداب الزيارة فبدابة يغتسل او يتوضئ ويذهب الى مكان مرتفع ويشر الى قبر الامام علي ع ويزور زيارة مختصرة الى امير المؤمنين عليه السلام ثم يصلي ركعتين ثم يشير الى قبر الامام الحسين ع ثم يسلم ثم يصلي ركعتين صلاة الزيارة ثم يقوم ويكبر مئة تكبيرة وبعد ذلك يشرع في الزيارة ومن ثم يسجد سجدة لله سبحانه وتعالى ويصلي ركعتين ويدعو دعاء علقمة هذه اداب هذه الزيارة وهذه الاداب لا تخطر في عقل احد وان كان من الكبار بهذه الكيفية ان يأتي بهذه الاداب.
اما من جهة متن الزيارة فهذه الزيارة مشتملة على مضامين عالية قل ما يوجد في غيرها فهذه الزيارة لها اثنا عشر مقطع وكلها ذو مضامين عالية مرتبة بحيث لا يقدر احد بحسب العادة ان تصدر منه مثل هذه المضامين.
المقطع الاول: التسليم على الامام الحسين ع وانه ابن رسول الله ص وابن امير المؤمنين ع وابن فاطمة ع وانه ثار الله وابن ثاره والتسليم له وعلى الارواح المستشهدين معه الى الابد والى ما دامت الارض والسماء.
المقطع الثاني: التذكر بالمصيبة الواردة على الامام ع وانها اعظم مصيبة والتي وردت علينا وعلى اهل الاسلام وعلى جميع اهل السماوات والارض ويلعن من شارك في قتلهم واعاوانهم واتباعهم واوليائهم والراضين بفعلهم.
المقطع الثالث: اعلان السلم لمن سالمهم والحرب لمن حاربهم الى يوم القيامة وانه يطلب العذاب على جماعة متكونة من ستة افراد الذين اشتركو في الظلم من ال زيادة وال مروان وال امية وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمر.
المقطع الرابع: الطلب من الله سبحانه ان يوفقه ان يطلب بثاره وان ياخد ثاره مع امام منصور من اهل البيت ع.
المقطع الخامس: الطلب من الله سبحانه ان يجعل هذه الزيارة تقربا الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام.
المقطع السادس : الطلب من الله والسؤال من الله سبحانه حيث من الله عليه بالماوساة معهم والبارءة من اعدائهم ان خمسة اشياء يطلبها من الله سبحانه الاول ان يجعله معهم في الدنيا والاخرة والثانية يثبت قدمهم معهم والثالث ان يصله ويبلغه المقام المحمود والرابع ان يرزقع طلب الثار مع امام هدى والخامس ان يؤتي الله سبحانه اجر اعظم مصيبة وقعت في الاسلام وهذه المضامين صعب ان تصدر من غير المعصوم على حسب العادة.
المقطع السابغ: يطلب من الله ان يجلعه في مقامه ان تاله منه صلاة ورحمة ومغفرة وان يجعل محياه محيى محمد وال محمد ومماته ممات محمد وال محمد.
المقطع الثامن: الاحياء والتذاكر ان يوم عاشوراء يوم تبركت به بنو امية على قتلهم الامام الحسين ع ولعنهم وطلب زيادة العذاب لهم.
المقطع التاسع: الطلب من الله اللعن والعذاب على اول ظالم ظلمهم واخر تابع لهم والعصابة التي اشتركت معهم مئة مرة
المقطع العاشر: التسلم على الحسين ع مئة مرة وعلى المستشهدين معه.
المقطع الحادي عشر: تخصيص اللعن والطرد الى جماعة والذين اسسو الظلم على ال النبي ص.
المقطع الثاني عشر : السجدة لله سبحانه وان يحمد الله على هذه المصيبة والطلب من الله الشفاعة من الامام الحسين ع يوم القيامة ويوم الورود. وبعدها يصلي ركعتين ويدعو بدعاء علقمة.
ومن المستحيل على غير المعصوم على حسب العادة ان يأتي بمثل هذه المضامين الواردة في الزيارة.
فهذه الزيارة لا شك انها صادرة من المعصوم ولا شك في كونها صحيحة وانها اجلى مصداق الى ما ذكره الشيخ الانصاري ان اثار الصدق تفوح من هذه الزيارة.
النقطة الثالثة الشبهات الواردة على هذه الزيارة:
الشبهة الاولى: ان الزيارة مخالفة لروح الاسلام بما فيها من كثر اللعن فكيف تكون صحيحة مع كثرة اللعن؟ واهل البيت ع حثو شيعتهم على الاخلاق الطيبة.
جواب الشبعة الاولى: قد وردت في هذه الشبهة روايات فقد اورد الكليني في الكافي بسنده الى الامام الصادق ع قال اياك ان تكون فحاشا او سبابا او لعانا .. وهذا نهي ان يكون الانسان لعانا وايضا ورد عن ابي جعفر ع قال: خطب النبي ص الناس فقال الا خبركم بشراركم قالو بلى قال الذي يمنع رفثه ويضرب عبده ويتزود وحده فظنو ان الله لم يخلق خلق اشر من هذا فقال الا اخبركم من هو شر من ذلك قالو بلى قال المتفحش اللعان الذي اذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم .. وهذه مذكورة بالكافي رواية الثالثة عن ابي جعفر ع ان اللعنة اذا خرجت من فيه صاحبها تررد بينهما فأن وجدت مساغا والا رجعت الى صاحبها.. فاللعن على كل قدير يكون مذموم فكيف يكون اللعن الوادر من هذه الزيارة مع اللعن الشديد
فيكون الجواب اللعن غير الفحش وغير السباب فكما في هذه الرواية اذا وجدت مساغا فهو والا رجعت الى صاحبه فاذا كان اهل للعن فتشمله والا ترجع للعان فاللعن ليس مطلق مورد للذم والا فاللعن ورد في كثير من الموارد في القرءان الكريم من الله سبحانه فقد لعن الظالمين والمنافقين في اكثر من ثلاثين اية فاذا كان اللعن مذموم منهي عنه فيكيف يكون موجود في القرءان فعلى هذا فيكون الله سبحانه من اللعانين وايضا ورد في السنة والروايات كثرة اللعن من النبي ص والائمة ع على جماعات فقد ورد في رواياتنا وقع اللعن من النبي ص والائمة ع على كثير من الاشخاص فاللعن ليس مذموم على نحو الاطلاق فمن الرواياة الوادرة يكفينا ذكر رواية واحدة في الموضوع هذه الرواية اوردها الكشي في رجاله اوردها بسند صحيح عن ابي جعفر ع قال: لعن الله ابي الخطاب ولعن اصحابه ولعن الشاكين في لعنه ولعن من وقف في ذلك وشك فيه ثم قال وهذا ابو الغمر وجعفر بن باقر وهاشم بن ابي هاشم استأكلو بنا الناس فصارو دعاة يدعون الناس يدعون الناس الى ما دعا اليه ابن الخطاب فلعنه الله ولعنهم الله يا علي لا تتحرج من لعنهم لعنهم الله فأن الله قد لعنهم ثم قال قال النبي ص من تأثم من يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله.. وهذه رواية صحيحة معتبرة ومن اراد غيرها فليراجع كتاب زيارة عاشوراء تحفة من السماء فاللعن ليس مذموم في هذا الموطن بل ممدوح واللعان من يكثر اللعن منه في غير محله وهذا مذموم كما ورد بالكافي اذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم فبناءا على ذلك هذه الشبهة غير صحيحة وكثرة اللعن في الزيارة فالظاهر الحكمة منها تركيز الاذهان على المصيبة انها ثابته وصاردرة منهم ولا يشك احد في العصور القادمة للمصيبة الواقعة على الامام الحسين ع وكما انه شك في بعض العصور شكو في مصائب الامام علي ع والسيدة فاطمة ع فقد شككو في وقوعها فهذا التكثير في التركيز لتثبت المصيبة والتشكيك فيها كما شكك في مصيبة الزهراء ع .
الشبهة الثانية: انها مشتلمة على ثواب عظيم حتى ورد انه من زارها له ثواب كل الشهداء او ثواب الامام وكثرة ثوابها تدل على انها موضوعة
جواب الشبهة: هذا لقلة التأمر في عبارات الزيارة فاما الثواب العظيم في نفسه فهو غير بعيد من الله سبحانه فقد ورد في ثواب الجماعة انه لو جمع الجن والانس على ان يحصو ثوابها لا يستطيعون ان يحسبو ثواب ركعة وثواب زيارة الامام الرضا ع في بعض الروايات تساوي مئة الف حجة فهل هذا دليل على انها موضوعة؟؟ فاذا كان الامام الحسين ع قدم نفسه واهله وكل ما بين يديه فلا يمنع من الله سبحانه ان يهدي زائره هذا الثواب.
الشبهة الثالثة: ان لو كانت الزيارة صحيحة فكيف لم ينقلها احد اصحاب المجاميع مثل الكليني في الكافي؟؟
جواب الشبهة: الظاهر انها من جهة التقية لان هذه الكتب كانت تدرس في الحوزات خصوصا في بغداد فقد كان الكليني يدرس كتاب الكافي وكذلك الشيخ الصدوق وعنده يستمعو كثر من العامة والخاصة فهذه الزيارة بما انها مشتملة على اللعن والطرد على الظالمين فهم لا يستطيعون ان يكتبو في كتبهم الزيارة ولذلك الشيخ الطوسي ذكرها في كتابه المصباح وهو كتاب دعاء وليس كتاب حديث وكذلك ابن قولويه ذكرها في كامل الزيارات وهو كتاب للزيارات والشاهد من ذلك ما وقع على الشيخ الطوسي من انه اخبرو عنه الخليفة لذلك احرقو بيته ومكتبته فسعو مرة الى الخليفة وقالو له ان الطوسي يلعن اصحابة فأتي بالشيخ واتو بكتاب المصباح فقالو له ياشيخ انت تلعن الصحابة والدليل كتاب المصبح وما ورد فيه من اللهم خص انت اول ظالم باللعن وابدأ به اولا ثم اللعن الثاني والثالث والرابع فقالو الشيخ ليس المراد بالخلفاء فاول ظالم هو قاببل لما قتل هابيل والثاني هو عاقر ناقة صالح والثالث هو قاتل يحيى بن زكريا والرابع قاتل الامام علي ع عبدالرحمن بن ملجم فلما سمع الخليفة بذلك فرح ورفع مقام الشيخ الطوسي رض فنجى الشيخ من هذا فالخلاصة من باب التقية لم يذكرو هذه الزيارة من باب التقية .
وهنا تنتهي المحاضرة من الشيخ مسلم الداوري حفظه الله وبدأ بالاسئلة منها:
السؤال الاول: يقول البعض ان زيارة عاشوراء وقع فيها التحريف خصوصا مقطع اللعن والبعض يدعي انه حقق في المخطوطات ووجد التحريف فما الجواب؟؟
جواب السؤال الاول: نعم بعض النسخ مختلفة ولقد بينا من من النسخ من منها صحيح ومن منها غير صحيح وقد بينا في كتابنا زيارة عاشوراء تحفة من السماء.
السؤال الثاني: من لم يستطيع زيارة الامام الحسين ع عن قرب وزاره من بعد فهل له ثواب الزيارة من قرب مع سوء الاوضاع بالعراق؟؟
جواب السؤال الثاني: هذه مسئلة فقهية وقدر ذكرنا في كتبانا التقية ان زيارة الامام الحسين ع لا تقية فيه ولا اشكال ان القرب له اجر اكثر من البعد:
السؤال الثالث: من هم الاولياء المقصودين في الزيارة فاسئل الله الذي اكرمني بمعرفتكم ومعرفة اوليائكم؟؟
جواب السؤال الثالث: اولياء اهل البيت ع ليس غيرهم.
السؤال الرابع: ورد في هذه الزيارة لعن بني امية قاطبة الم يكن لنبي امية احد صالح؟؟
الجواب السؤال الرابع: هذه العبارات انما يكون اللعن في من يستحق اللعن وان كان بنحو الجماعة ولكن الظاهر من بني امية هم الذي يحاربون اهل البيت ع اما من كان صالح فهو مستثنى.
السؤال الرابع: ما المقصود من بعض الروايات ان من زار الامام الحسين ع كمن زار الله سبحانه فوق عرشه؟
جواب السؤال الرابع: زيارة الامام الحسين هو مظهر من مظاهر الله سبحانه وهذا لا يختص بزيارة الامام ع بل حتى زيارة المؤمن كما ورد في الرواية ان من زاره لايمانه كمن زار الله سبحانه.
السؤال الخامس: هل طريق الشيخ للزيارة في المصباح صحيح؟؟
جواب السؤال الخامس: الطريق الاول ضعيف والطريقين الاخرين معتبرين.
السؤال السادس: هل صحيح ان كل ما في كامل الزيارات صحيح؟؟
جواب السؤال السادس: كان هذا رأي السيد الخوئي رض سابقا ان كل الاسانيد صحيحة بشروط منها وصلوها الى المعصوم وان لا يكون عامي ولا يكون فيها انقطاع ثم غير رأيه وبنى على وثاقة مشايخه المباشرين.
السؤال السابع: ما رأيكم بتضعيفات ابن الغضائري وابن الوليد وقولها بالغلو؟؟
جواب السؤال السابع: لا بأس في تضعيفات ابن الضغائري وكونه من الثقات ولكن كتابه لم يصل لنا بطريق معتمد ولكن لا بأس ان نجعل الكتاب من المؤيدات.
السؤال الثامن: من المراد بعلي بن الحسين ع في الزيارة؟؟
جواب السؤال الثامن: الظاهر انه علي الاكبر لان السلام خاص بالشهداء.
السؤال التاسع: لماذا ورد اللعن في الزيارة؟
جواب السؤال التاسع: جاوبنا في البحث سابقا.
السؤال العاشر: هل يجب السلام واللعن مئة مرة في الزيارة ام فقط يكفي مرة واحدة؟؟
جواب السؤال العاشر: اذا يريد ان يأمل بنفس الزيارة ان يكون مئة مرة وان اراد ثواب يكفي مرة من باب الرجاء.
نكتفي بهذا وصل الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
ملاحظة: هذا تلخيص عن المحاضرة فقد اختصرنا بعض الفقرات في المحاضرة لعدم الاطالة وان كان فيه خطأ فنتمنى ارشدنا اليه وقد يكون هناك اخطاء املائية ومن اراد الاستماع الى المحاضرة فليراجع موقع صوت الشيعة ويسمعها كاملة فقد وضعناه سابقا ومن اراد الاستفادة اكثر فليقرأ كتاب الشيخ مسلم زيارة عاشوراء تحفة من السماؤ ففهي الجواب الكافي يجده على هذا الرابط http://ridhatorath.com/*******/lib/books/pdf/Ashora.pdf
وصل اللهم على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين والسلام عليكم
المسامح
التعديل الأخير تم بواسطة المسامح ; 07-02-2013 الساعة 10:04 AM.