قال الله سبحانه : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )
قال ابن عباس : الموازين الأنبياء والأولياء ، والميزان يقتضي كفتين
وشاهدين ضرورة فالكفة الأولى منه :
لا إله إلا الله
وقسطاسه المرفوع :
محمد رسول الله قائما بالقسط
والكفة الأخرى : علي ولي الله ، وإليه الإشارة بقوله :
والسماء رفعها ووضع الميزان .
قال ا لعالم عليه السلام : السماء رسول الله والميزان علي لأن بحبه
توزن الأعمال ، وقوله : ولا تخسروا الميزان أي لا تظلموا عليا حقه
لأنه من جهل حقه لا ميزان له . وروي في قوله تعالى : الله الذي أنزل
الكتاب بالحق والميزان قال : الكتاب القرآن والميزان الولاية.
قال رسول الله –صلى الله عليه واله وسلم-
طاعت علي طاعتي ، ومعرفته هي معرفتي ، والذي بعثني بالحق نبيا لو
كان أحدكم صف قدميه بين الركن والمقام يعبد الله ألف عام ، ثم ألف
عام صائما نهاره قائما ليله ، وكان له ملء الأرض مالا فأنفقه ، وعباد
الله ملكا فأعتقهم ، وقتل بعد هذا الخير الكثير شهيدا بين الصفا والمروة
، ثم لقي الله يوم القيامة باغضا لعلي لم يقبل الله له عدلا ولا صرفا
وزج بأعماله في النار وحشر مع الخاسرين .
فصل علي أمير المؤمنين عليه السلام فهو المنتجب بالوصية المنتخب
من الطينة الزكية الحاكم بالسوية العادل في القضية ، العالي البنية إمام
سائر البرية ، بعل فاطمة الرضية ، والد العترة الزكية ، ليث الحروب
ومفرج الكروب ، الذي لم يفر من معركة قط ، ولا ضرب بسيفه إلا قط ،
ولا لقي كتيبة إلا انهزمت ولم يقاتل تحت راية إلا غلبت ، ولم يفلت من
بأسه بطل ولا ضرب بحسامه شجاعا إلا قتل ، ولم يرافق سرية إلا كان
النصر معها ، ولم يلق جحفلا إلا ولوا مدبرين وانقلبوا صاغرين ، وكانت
وثبته إلى عمرو أربعين ذراعا ورجوعه إلى خلف عشرين ذراعا ، وضرب
الكافر يوم أحد فقطعه وجواده نصفين ثم حمل على سبعة عشر كتيبة
جمعها سبعون ألفا ففرقها ، وبدد شملها ومزقها ، حتى تحير الفريقان
من بأسه وتعجبت الأملاك من حملاته ، وهذه خواص إلهية وآيات
ربانية ، الليث الباسل والبطل الجلاجل ، والهزبر المنازل والخطب النازل
، والقسورة الذي واتباعه فضيلة ، ومحبته إلى الله وسيلة ، ومن أحبه
في حياته
وبعد وفاته كتب الله له من الأمن والإيمان
ما
طلعت عليه الشمس وغربت .
بحار الأنوار
أعيان الشيعة
قال صلى الله عليه وآله :
من كتب فضيلة من فضائل علي لم
تزل الملائكة تغفر له ، ومن ذكر
فضيلة من فضائله غفر الله له ما
تقدم من ذنوبه وما تأخر.