........................................ فاطمة(ع) فضحت الباطل
إنّما كانت مطالبة الزهراء عليها السلام بفدك إيقاظاً للأُمّة، لتثبت لهم أنّ هؤلاء الذين سيطروا على الحكم يأكلون الحقّ الواضح لبنت
النبي صلّى الله عليه وآله وينكرونه، فماذا سيفعلون في حقوق الأُمّة غداً؟!
كانت غصّتها أنّ الذي يجلس مكان النبي صلّى الله عليه وآله اليوم لا يعرف مسألة إرث الجدّة، ويدّعي أنّ الأنبياء
عليهم السلام مستثنون من أحكام الشريعة!
وغداً سيجلس مكان النبي عمر بن الخطّاب، وهو لا يعرف حكم التيمّم! وبعده سيجلس أمثال الوليد بن عبدالملك، ثمّ هارون والمأمون!
ثمّ يتقاتلون على كرسي النبي صلّى الله عليه وآله ويسفكون دماء الأُمّة، والأُمّة تسير بهم في الضلال والضعف والتفكّك، حتّى تنهار!!
هذه غصّة فاطمة عليها السلام، وليست مزرعة فدك! غصّتها أنّهم بفعلهم وبأساسهم الذي أسّسوه،
يبطلون الهدف من بعثة الأنبياء عليهم السلام!
إنّ الذي صدع قلب الصدّيقة الزهراء عليها السلام وقتلها، أنّها لم تستطع أن تشكو مرارتها وغصّتها إلى عامّة الأُمّة، وتجعلهم يستوعبون
ما حدث! لكنّها قالت لأبي بكر وعمر في نفسيهما قولاً بليغاً! وقالت لهما في آخر حياتها عندما جاءا لزيارتها، ما رواه ابن قتيبة وروته
مصادرنا كما في البحار: 29/158، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (بينما أبو بكر وعمر عند فاطمة يعودانها، فقالت
لهما: أسألكما بالله الذي لا إله إلاّ هو هل سمعتما رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني
فقد آذى الله؟ فقالا: اللهمّ نعم. قالت: فأشهد أنّكما آذيتماني)!!
الحقّ المبين في معرفة المعصومين سلام الله عليهم / للمرجع الديني سماحة الشيخ الوحيد الخراساني دام ظلّه