الضَّحِكُ المعتدلُ بلْسَمٌ للهمومِ ومرهَمٌ للأحزانِ ،
وله قوةٌ عجيبةٌ في فرحِ الروحِ ، وجَذلِ القلْبِ ،
حتى قال أبو الدرداء – رضي اللهُ عنهِ - :
إني لأضحك حتى يكونَ إجماماً لقلبي .
وكان أكرمُ الناس يضحكُ أحياناً حتى تبدو نواجذُه ،
وهذا ضحكُ العقلاءِ البصراءِ بداءِ النفسِ ودوائِها .
/
:
\
.. [ نــعــمــة الألــم ] ..
الطالبَ الذي عاشَ حياةَ الدَّعةِ والراحةِ ولم تلْذعْهُ الأَزَمَاتُ ،
ولمْ تكْوِهِ المُلِمَّاتُ ، إنَّ هذا الطالبَ يبقى كسولاً مترهِّلاً فاتراً .
وإنَّ الشاعر الذي ما عرفَ الألمَ ولا ذاقَ المر ولا تجرَّع الغُصَصَ ،
تبقى قصائدهُ رُكاماً من رخيصِ الحديثِ ، وكُتلاً من زبدِ القولِ
، لأنَّ قصائدَهُ خرجَتْ من لسانِهِ ولم تخرُجْ من وجدانِهِ ،
وتلفَّظ بها فهمه ولم يعِشْها قلبُه وجوانِحُهُ .
/
:
\
لا تتكدر إذا واجهتْكَ الصعابُ وداهمتْك المشاكلُ واعترضتك العوائق ، واصبر وتحمَّلُ
إنَّ الصبر أرفقُ من الجزعِ ،
وإنَّ التحمل أشرفُ من الخورِ ،
وإن الذي لا يصبرُ اختياراً سوف يصبرُ اضطراراً .
/
:
\
إن الكوخ الخشبيَّ ، وخيمةَ الشَّعْرِ ،
وخبز الشعيرِ ، أعزُّ وأشرفُ
– مع حفظِ ماءِ الوجهِ وكرامةِ العِرْضِ وصوْنَ النفسِ –
من قَصْرٍ منيفٍ وحديقةٍ غنَّاءَ مع التعكيرِ والكَدَرِ .
\
:
/
... [ اطرد الملل من حياتك ] ...
منْ أراد الارتياح والنشاط ومواصلةَ العطاءِ فعليهِ بالتنويعِ في عملِهِ ،
واطلاعِهِ وحياتِهِ اليوميَّةِ ، فعندَ القراءةِ مثلاً ينوِّعُ الفنونَ ،
ما بين قرآنٍ وتفسيرٍ وسيرةٍ وحديثٍ وفقهٍ وتاريخٍ وأدبٍ وثقافةٍ عامَّةٍ ، وهكذا ،
يوزِّع وقته ما بين عبادةٍ وتناولِ مباحٍ ،
وزيادةٍ واستقبالِ ضيوفٍ ،
ورياضةٍ ونزهةٍ ،
فسوفَ يجدُ نفسَهُ متوثِّبةً مشرقةً ؛
لأنها تحبُّ التنويعَ وتستملحُ الجديدَ
\
:
/
.. [ تـعامل مع الأمر الواقع ] ...
ما أسرع ما نتكيَّف مع واقعِنا ،
وما أعجب ما نتأقلمُ مع وضعِنا وحياتِنا ،
قبل خمسين سنةً كان قاعُ البيتِ بساطاً منْ حصيرٍ النخلِ ،
وقربة ماءٍ ، وقدراً منْ فخارٍ ، وقصعةً ،
وجفنةً، وإبريقاً ، وقامتْ حياتُنا واستمرتْ معيشتُنا ،
لأننا رضينا وسلَّمنا وتحاكمْنا إلى واقعِنا.