وضعوه علی السریر في الممر لم يكن هناك جريحا واحدا وانما كان 200 سرير اصطفو من الفناء الى كل انحاء المستشفى .. كانو في الانتظار .. ينتظرون نقلهم الى طهران او احدى المدن الكبرى من اجل الجراحة . مسشفى طالقاني الصغير كان مستنفرا
كانت قد وقعت مواجهات جديدة (عمليات مسلم بن عقيل) لم اجلس حتى للحظة واحدة . كل عظام ظهري كانت تؤلمني .وكان العرق يتصبب من راسي
الممرضات كن يتراكضون باستمرار داخل الصالات بلباسهم الابيض الذي تحول الى لون الدماء , مكبرات الصوت كانت تنادي الاطباء بشكل متواصل , القلق و التوتر في كل مكان , المستشفى يفوح برائحة الدماء
,, ذهبت قريبا منه .. تقطع قلبي .. لم اكن استطيع حتى ان انظر اليه .. كل جسمه محترقا .. متفحما .. عدا اسنانه البيضاء التي كانت زاهية عندما كان يحرك شفتيه و کان منشغلا بذکر ... لا امل له بالبقاء .. هذا ما سمعته من الطبيب الجراح عندما سمع النداء من مكبرات الصوت ومع التعب جاء مسرعا نحو الغرفة
- سلام أخي .. تحمل قليلا .. الان سينقلونكم الى طهران .. ان شاء الله ستكون افضل
كانتا شفتيه تتحركان بهدوء .. ولم اكن اسمع صوته .. دنوت راسي منه اكثر .. انهار حالي من رائحة اللحم المحترق
- احلفكم بالله .. احلفكم بالله .. اعرفو قدر الامام الخمیني .. لا تتركو الامام الخمیني وحيدا .. اياكم ان تقع كلمه الامام على الارض .. احلفكم بالله ...
مابكيت وحسب وانما جفوني كانت التصقت ببعضها ووضعت يدي على فمي حتى لايسمع شهقاتي . ترکت الممر بحرارته و رطوبته وجلست على الدرج خارج المستشفى واطلقت العنان لنفسي بالبكاء . ثم عدت الى الممر .. فرأيت الممرضات قد وضعو الغطاء الابيض على وجهه ثم اخرجوه من المكان .