فعن الامام الصادق عليه السلام ، قال : يا أبا بصير إن فاطمة لتبكيه وتشهق فتزفر جهنم زفرة ، لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك .. مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها .. فيحرق أهل الارض ، فيكبحونها ما دامت باكية .. ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الارض .. فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة .. وإن البحار تكاد أن تنفتق فيدخل بعضها على بعض ، وما منها قطرة إلا بها ملك موكل ، فاذا سمع الملك صوتها أطفأ نأرها ( ثورتها أو هيجانها ) بأجنحته وحبس بعضها على بعض ، مخافة على الدنيا ومن فيها ومن على الارض ، فلا تزال الملائكة مشفقين يبكون لبكائها .. ويدعون الله ويتضرعون إليه ، ويتضرع أهل العرش ومن حوله .. وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس لله .. مخافة على أهل الارض .. ولو أن صوتاً من أصواتهم يصل إلى الارض ، لصعق أهل الارض وتقلعت الجبال ، وزلزلت الارض بأهلها ، ثم قلت : جعلت فداك ، إن هذا الأمر عظيم ، قال : غيره أعظم منه ، ما لم تسمعه .. ثم قال : يا أبا بصير ، أما تحب أن تكون فيمن يُسعد فاطمة ؟ فبكيت حين قالها ، فما قدرت على المنطق ، وما قدرت على كلامي من البكاء ثم قام إلى المصلى يدعو .. وخرجت من عنده على تلك الحال .. فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم وأصبحت صائماً وجلاً ، حتى أتيته فلما رأيته قد سكن ، سكنت وحمدت الله .. البحار ج45ص208