العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:14 AM


كتاب الإمام علي إلى ابنه الحسن ( عليهما السلام )


لمّا انصرف الامام علیه السلام من صفّين كتب إلى ابنه الحسن علیه السلام كتاباً ، نذكر مقتطفات منه :
كتب ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من الوالد الفاني ، المقر للزمان ، المدبر العمر ، المستسلم للدهر ، الذام للدنيا ، الساكن مساكن الموتى ، الظاعن عنها غداً ، إلى الولد المؤمّل ، ما لا يدرك السالك سبيل من قد هلك ، غرض الأسقام ، ورهينة الأيّام ، ورمية المصائب ، وعبد الدنيا ، وتاجر الغرور ، وغريم المنايا ، وأسير الموت ، وحليف الهموم ، وقرين الأحزان ، ورصيد الآفات ، وصريع الشهوات ، وخليفة الأموات .
أمّا بعد ، فإنّ فيما تبينت من ادبار الدنيا عنّي ، وجموح الدهر عليّ ، وإقبال الآخرة إليّ ، ما يزعني عن ذكر من سواي ، والاهتمام بما ورائي ، غير أنّي حيث تفرّد بي دون هم الناس هم نفسي ، فصدفني رأيي وصرفني عن هواي ، وصرح لي محض أمري ، فأفضى بي إلى جد لا يرى معه لعب ، وصدق لا يشوبه كذب ، وجدتك بعضي بل وجدتك كلّي ، حتّى كان شيئاً لو أصابك أصابني ، وحتّى كان الموت لو أتاك أتاني ، فعناني من أمرك ما يعنيني عن أمر نفسي ، فكتبت إليك كتابي ، هذا مستظهراً به إن أنا بقيت لك أو فنيت .
فأوصيك بتقوى الله يا بني ، ولزوم أمره ، وعمارة قلبك بذكره ، والاعتصام بحبله ، وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله جل جلاله إن أخذت به ، فأحي قلبك بالموعظة ، وأمته بالزهد ، وقوّه باليقين ، ونوّره بالحكمة ، وذلّله بذكر الموت ، وقرّره بالفناء ، وأسكنه بالخشية ، وأشعره بالصبر ، وبصّره فجائع الدنيا ، وحذّره صولة الدهر ، وفحش تقلّبه ، وتقلّب الليالي والأيّام .
وأعرض عليه أخبار الماضين ، وذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين ، وسر في ديارهم ، واعتبر آثارهم ، وأنظر ما فعلوا وأين حلّوا ونزلوا ، وعمّن انتقلوا ، فإنّك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبّة ، وحلّوا دار الغربة ، وكأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم ، فأصلح مثواك ، ولا تبع آخرتك بدنياك ، ودع القول فيما لا تعرف ، والنظر فيما لا تكلف ، وأمسك عن طريق إذا خفت ضلالته ، فإنّ الكف عند حيرة الضلالة خير من ركوب الأهوال ، وأمر بالمعروف تكن من أهله ، وأنكر المنكر بلسانك ويدك ، وباين من فعله بجهدك ، وجاهد في الله حق جهاده ، ولا تأخذك في الله لومة لائم .
وخض الغمرات إلى الحق حيث كان ، وتفقّه في الدين ، وعوّد نفسك التصبّر على المكروه ، فنعم الخلق الصبر ، والجأ نفسك في الأمور كلّها إلى إلهك ، فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ، ومانع عزيز ، وأخلص في المسألة لربّك ، فإنّ بيده العطاء والحرمان ، وأكثر الاستخارة ، وتفهّم وصيتي ، ولا تذهبن عنك صفحاً ، فإنّ خير القول ما نفع ، واعلم أنّه لا خير في علم لا ينفع ، ولا ينفع ، ولا ينتفع بعلم لا يحق تعلمه .
يا بُني إنّي لمّا رأيتني قَد بَلغت سِناً ، ورأيتني أزداد وهناً ، أردت بوصيتي إيّاك خصالاً منهن : إنّي خفت أن يعجل بي أجلي قبل أن أفضي إليك بما في نفسي ، وأن انقص في رأيي كما نقصت في جسمي ، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى ، وفتن الدنيا ، فتكون كالصعب النفور ، فإنّ قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما القي فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبّك لتستقبل بجد رأيك ما قد كفاك أهل التجارب بغيبة وتجربة ، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب ، وعوفيت من علاج التجربة ، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما أظلم علينا فيه ... .
واعلم أنّ أمامك طريقاً ذا مشقّة ، بعيداً ، وهولاً شديداً ، وأنّك لا غنى بك عن حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من الزاد مع خفّة الظهر ، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقله وبالاً عليك ، وإذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل لك ذلك فيوافيك به حيث تحتاج إليه تغتنمه ، واغتنم ما أقرضت من استقرضك في حال غناك ، وجعل قضاءه لك في يوم عسرتك ، وحمله إيّاه ، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه ، فلعلّك تطلبه فلا تجده ، واعلم أنّ أمامك عقبة كؤوداً لا محالة أن مهبطها بك على جنّة أو نار ، فارتد لنفسك قبل نزولك ... .
واعلم يا بني أنّك خلقت للآخرة لا إلى الدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وأنّك لفي منزل قلعة ، ودار بلغة ، وطريق من الآخرة ، وأنّك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ، ولا يفوته طالبه ، وإيّاك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة ، وإن استطعت ألا تكون بينك وبين الله تعالى ذو نعمة فافعل ... .
يا بني فإن تزهد زهدتك فيه وتعزف نفسك عنها فهي أهل ذلك ، وإن كنت غير قابل نصيحتي إيّاك فيها ، فاعلم يقيناً أنّك لن تبلغ أملك ولا تعدو أجلك ، فإنّك في سبيل من كان قبلك ، فخفض في الطلب ، وأجمل في المكتسب ، فإنّه رب طلب قد جر إلى حرب ، وليس كل طالب بناج ، وكل مجمل بمحتاج ، وأكرم
نفسك عن دنية ، وإن ساقتك إلى الرغائب ، فإنّك لن تعتاض بما تبذل شيئاً من دينك ، وعرضك بثمن وإن جل ، ومن خير حظ امرأ قرين صالح ، فقارن أهل الخير تكن منهم ، وباين أهل الشر تبن عنهم .
لا يغلبن عليك سوء الظن فإنّه لا يدع بينك وبين صديق صفحاً ، بئس الطعام الحرام ، وظلم الضعيف أفحش الظلم ، والفاحشة كاسمها ، والتصبّر على المكروه يعصم القلب ، وإذا كان الرفق خرفاً كان الخرق رفقاً ، وربما كان الداء ودواء ، وربما نصح غير الناصح ، وغش المستنصح ، وإيّاك والاتكال على المنى ، فإنّها بضائع النوكى ، ومطل عن الآخرة والدنيا ، زك قلبك بالأدب كما يزكي النار بالحطب ، ولا تكن كحاطب الليل وغثاء السيل ... .
واعلم يا بني أنّ الدهر ذو صروف ، فلا تكن ممّن يشتد لائمته ، ويقل عند الناس عذره ، ما أقبح الخضوع عند الحاجة ، والجفاء عند الغنى ، إنّما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك ، فأنفق في حق ولا تكن خازناً لغيرك ، وإن كنت جازعاً على ما تفلت من بين يديك ، فاجزع على كل ما لم يصل إليك ، واستدلل على ما لم يكن بما كان ، فإنّما الأمور أشباه ، ولا تكفر ذا نعمة ، فإنّ كفر النعمة من ألام الكفر ، واقبل العذر ولا تكونن ممّن لا ينتفع من الغطة ، إلاّ بما لزمه إزالته ، فإنّ العاقل يتّعظ بالأدب ، والبهائم لا يتّعظ إلاّ بالضرب .
اعرف الحق لمن عرفه لك ، رفيعاً كان أو ضيعاً ، واطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين ، من ترك القصد جار ، ونعم حظ المرء القنوع ، ومن شر ما صحب المرء الحسد ، وفي القنوط التفريط ، والشح يجلب الملامة ، والصاحب مناسب ، والصديق من صدق غيبة ، والهوى شريك العمى ، ومن التوفيق الوقوف عند الحيرة ، ونعم طارد الهموم اليقين ، وعاقبة الكذب الندم ، وفي الصدق السلامة ، ورب بعيد أقرب من قريب ، والغريب من لم يكن له حبيب ، لا يعدمك من شفيق سوء الظن ، ومن حم ظمئ ، ومن تعدّى الحق ضاق مذهبه ، ومن اقتصر على قدره كان أبقى له ، نعم الخلق التكرّم ، وألام اللؤم البغي عند القدرة ، والحياء سبب إلى كان جميل ، وأوثق العرى التقوى ، وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين الله .
سرّك من أعتبك ، والأفراط في الملامة يشب نيران اللجاجة ، كم من دنف قد نجا ، وصحيح قد هوى ، وقد يكون اليأس إدراكاً إذا كان الطمع هلاكاً ، وليس كل عورة تظهر ، ولا كل فريضة تصاب ، وربما أخطأ البصير قصده ، وأصاب الأعمى رشده ، وليس كل من طلب وجد ، ولا كل من توفّى نجا ، أخّر الشر فإنّك إذا شئت تعجلته ، وأحسن إن أحببت أن يحسن إليك ، واحتمل أخاك على ما فيه ، ولا تكثر العتاب فإنّه يورث الضغينة ، واستعتب من رجوت عتباه ، وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ، ومن الكرم منع الحزم ، ومن كابر الزمان عطب ، ومن ينتقم عليه غضب ، ما أقرب النقمة من أهل البغي ، وأخلق بمن غدر أن لا يوفى له ، زلة المتوفي أشد زلة ، وعلّة الكذب أقبح علّة ، والفساد يبير الكثير ، والاقتصاد ينمى اليسير ، والقلّة ذلّة .
وبر الوالدين من أكرم الطباع ، والمخافة شر يخاف ، والزلل مع العجل ، ولا خير في لذّة تعقب ندماً ، العاقل من وعّظته التجارب ، ورسولك ترجمان عقلك ، والهدى يجلو العمى ، وليس مع الخلاف ائتلاف ، من خيّر خواناً فقد خان ، لن يهلك من اقتصد ، ولن يفتقر من زهد ، ينبئ عن امرء دخيله ، رب باحث عن حتفه ، لا يشوبن بثقة رجاء ، وما كل ما يخشى يضر ، ولرب هزل قد عاد جدّاً ، من أمن الزمان خانه ، ومن تعظّم عليه أهانه ، ومن ترغّم عليه أرغمه ، ومن لجأ إليه أسلمه ، وليس كل من رمى أصاب ،


من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:14 AM


وإذا تغيّر السلطان تغيّر الزمان ، خير أهلك من كفاك ، المزاح تورث الضغائن ، أعذر من اجتهد ، وربما أكدى الحريص .
رأس الدين صحّة اليقين ، تمام الإخلاص تجنّب المعاصي ، خير المقال ما صدقه الفعال ، السلامة مع الاستقامة ، والدعاء مفتاح الرحمة ، سل عن الرفيق قبل الطريق ، وعن الجار قبل الدار ، وكن عن الدنيا على قلعة ، احمل من أدل عليك ، واقبل عذر من اعتذر إليك ، وخذا العفو من الناس ، ولا تبلغ من أحد مكروهاً ، وأطع أخاك وإن عصاك ، وصله وإن جفاك ، وعوّد نفسك السماح ، وتخيّر لها من كل خلق أحسنه ، فإنّ الخير عادة .
وإيّاك أن تكثر من الكلام هذراً ، وأن تكون مضحكاً ، وإن حكيت ذلك عن غيرك ، وأنصف من نفسك ... وإيّاك أن تعاتب فيعظم الذنب ويهون العتب ، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً ، وما خير بخير لا ينال إلاّ بشر ، ويسر لا ينال إلاّ بعسر ، وإيّاك أن توجف بك مطايا الطمع ، وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل ، فإنّك مدرك قسمك وآخذ سهمك ، وإن اليسير من الله أكرم وأعظم من الكثير من خلقه ، وإن كان كل منه ، فان نظرت - فلله المثل الأعلى - فيما تطلب من الملوك ومن دونهم من السفلة ، لعرفت أن لك في يسير ما تصيب من الملوك افتخاراً ، وإن عليك في كثير ما تطلب من الدناة عاراً ، إنّك ليس بايعاً شيئاً من دينك وعرضك بثمن ، والمغبون من غبن نفسه من الله ، فخذ من الدنيا ما آتاك .
وتول عمّا تولّى عنك ، فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطلب ، وإيّاك ومقاربة من رهبته على دينك وعرضك ، وباعد السلطان لتأمن من خذع الشيطان ، وتقول : متى أرى ما أنكر نزعت ، فإنّه هكذا هلك من كان قبلك ، إن أهل القبلة قد أيقنوا بالمعاد ، فلو سمت بعضهم ببيع آخرته بالدنيا لم تطب بذلك نفساً ، وقد يتخيّله الشيطان بخدعه ومكره حتّى يورطه في هلكة بعرض من الدنيا يسير حقير ، وينقله من شئ إلى شئ حتّى يؤيسه من رحمة الله ، ويدخله في القنوط ، فيجد الراحة إلى ما خالف الإسلام وأحكامه ، فإن نفسك أبت إلاّ حب الدنيا وقرب السلطان ، فخالفتك إلى ما نهيتك عنه ممّا فيه رشدك ، فأملك عليه لسانك ، فإنّه لا ثقة للملوك عند الغضب ، فلا تسأل عن أخبارهم ، ولا تنطق بأسرارهم ، ولا تدخل فيما بينهم ) .


من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:18 AM


كتاب الإمام علي ( عليه السلام ) إلى مالك الأشتر لما ولاه مصر


كتب الامام علیه السلام كتاباً إلى الصحابي الجليل مالك الأشتر ( رضوان الله عليه ) لمّا ولاّه مصر ، جاء فيه :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين ، مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه ، حين ولاّه مصر : جباية خراجها ، وجهاد عدوّها ، واستصلاح أهلها ، وعمارة بلادها .
أمره بتقوى الله ، وإيثار طاعته ، واتباع ما أمر به في كتابه ، من فرائضه وسننه ، التي لا يسعد أحد إلاّ باتباعها ، ولا يشقى إلاّ مع جحودها وإضاعتها ، وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه ، فإنّه جل اسمه ، قد تكفّل بنصر من نصره ، وإعزاز من أعزه .
وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات ، ويزعها عند الجمحات ، فإنّ النفس أمارة بالسوء ، إلاّ ما رحم الله .
ثمّ اعلم يا مالك ! إنّي قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور ، وأن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك ، ويقولون فيك ما كنت تقول فيهم ، وإنّما يستدل على الصالحين بما يجري الله لهم على ألسن عباده ، فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح ، فاملك هواك ، وشح بنفسك عمّا لا يحل لك ، فإنّ الشح بالنفس الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت .
وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم .
ولا تنصبن نفسك لحرب الله ، فإنّه لا يد لك بنقمته ، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته ، ولا تندمن على عفو ، ولا تبجحن بعقوبة ، ولا تسرعن إلى بادرة وجدت منها مندوحة ، ولا تقولن : إنّي مؤمر آمر فأطاع ، فإنّ ذلك ادغال في القلب ، ومنهكة للدين ، وتقرّب من‏ الغير ، وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة ، فانظر إلى عظم ملك الله فوقك ، وقدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك ، فإنّ ذلك يطامن إليك من طماحك ، ويكف عنك من غربك ، ويفي‏ء إليك بما عزب عنك من عقلك .
إيّاك ومساماة الله في عظمته ، والتشبه به في جبروته ، فإنّ الله يذل كل جبّار ، ويهين كل مختال .
أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ، ومن خاصّة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ، فإنّك إلا تفعل تظلم ! ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومن خاصمه الله أدحض حجّته ، وكان لله حرباً حتّى ينزع أو يتوب .
وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم ، فإنّ الله سميع دعوة المضطهدين ، وهو للظالمين بالمرصاد .
وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق ، وأعمها في العدل ، وأجمعها لرضى الرعية ، فإنّ سخط العامّة يجحف برضى الخاصّة ، وإنّ سخط الخاصّة يغتفر مع رضى العامّة .


من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:21 AM


وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء ، وأقل معونة له في البلاء ، وأكره للإنصاف ، وأسأل بالإلحاف ، وأقل شكراً عند الإعطاء ، وأبطأ عذراً عند المنع ، وأضعف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصّة .
وإنّما عماد الدين ، وجماع المسلمين ، والعدّة للأعداء ، العامّة من الأمّة ، فليكن صغوك لهم ، وميلك معهم .
وليكن أبعد رعيتك منك ، وأشنأهم عندك ، أطلبهم لمعائب الناس ، فإنّ في الناس عيوباً ، الوالي أحق من سترها ، فلا تكشفن عمّا غاب عنك منها ، فإنّما عليك تطهير ما ظهر لك ، والله يحكم على ما غاب عنك ، فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك .
أطلق عن الناس عقدة كل حقد ، واقطع عنك سبب كل وتر ، وتغاب عن كل ما لا يضح لك ، ولا تعجلن إلى تصديق ساع ، فإنّ الساعي غاش ، وإن تشبه بالناصحين .
ولا تدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ، ويعدك الفقر ، ولا جباناً يضعفك عن الأمور ، ولا حريصاً يزين لك الشره بالجور ، فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظن بالله .
إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ، وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم وآثامهم ، ممّن لم يعاون ظالماً على ظلمه ، ولا آثماً على إثمه ، أولئك أخف عليك مؤونة ، وأحسن لك معونة ، وأحنى عليك عطفاً ، وأقل لغيرك إلفاً .
فاتخذ أولئك خاصّة لخلواتك وحفلاتك ، ثمّ ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك ، وأقلّهم مساعدة فيما يكون منك ممّا كره الله لأوليائه ، واقعاً ذلك من هواك حيث وقع .
والصق بأهل الورع والصدق ، ثمّ رضهم على ألا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله ، فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزهو ، وتدني من العزة .
ولا يكونن المحسن والمسي‏ء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة ! وألزم كلاّ منهم ما ألزم نفسه .
واعلم أنّه ليس شيء بأدعى إلى حسن ظن راع برعيته من إحسانه إليهم ، وتخفيفه المؤونات عليهم ، وترك استكراهه إيّاهم على ما ليس له قبله .
فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك ، فإنّ حسن الظن يقطع عنك نصباً طويلاً ، وإن أحق من حسن ظنّك به لمن حسن بلاؤك عنده ، وإن أحق من ساء ظنّك به لمن ساء بلاؤك عنده .
ولا تنقض سنّة صالحة عمل بها صدور هذه الأمّة ، واجتمعت بها الألفة ، وصلحت عليها الرعية ، ولا تحدثن سنّة تضر بشيء من ماضي تلك السنن ، فيكون الأجر لمن سنّها ، والوزر عليك بما نقضت منها .
وأكثر مدارسة العلماء ، ومناقشة الحكماء ، في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك ، وإقامة ما استقام به الناس قبلك .
واعلم أنّ الرعية طبقات ، لا يصلح بعضها إلاّ ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض : فمنها جنود الله ، ومنها كتاب العامّة والخاصّة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمّال الإنصاف والرفق ، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمّة ومسلمة الناس ، ومنها التجّار وأهل الصناعات ، ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة ، وكل قد سمى الله له سهمه ، ووضع على حدّه فريضة في كتابه أو سنّة نبيه ( صلى الله عليه و آله ) عهداً منه عندنا محفوظاً .
فالجنود ، بإذن الله ، حصون الرعية ، وزين الولاة ، وعز الدين ، وسبل الأمن ، وليس تقوم الرعية إلاّ بهم ، ثم لا قوام للجنود إلاّ بما يخرج الله لهم من الخراج الذي يقوون به على جهاد عدّوهم ، ويعتمدون عليه فيما يصلحهم ، ويكون من وراء حاجتهم .
ثمّ لا قوام لهذين الصنفين إلاّ بالصنف الثالث من القضاة والعمّال والكتّاب ، لما يحكمون من المعاقد ، ويجمعون من المنافع ، ويؤتمنون عليه من خواص الأمور وعوامها .
ولا قوام لهم جميعاً إلاّ بالتجّار وذوي الصناعات ، فيما يجتمعون عليه من مرافقهم ، ويقيمونه من أسواقهم ، ويكفونهم من الترفق بأيديهم ما لا يبلغه رفق غيرهم .
ثمّ الطبقة السفلى من أهل الحاجة والمسكنة الذين يحق رفدهم ومعونتهم ، وفي الله لكل سعة ، ولكل على الوالي حق بقدر ما يصلحه ، وليس يخرج الوالي من حقيقة ما ألزمه الله من ذلك إلاّ بالاهتمام والاستعانة بالله ، وتوطين نفسه على لزوم الحق ، والصبر عليه فيما خف عليه أو ثقل ، فوّل من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك ، وأنقاهم جيباً ، وأفضلهم ‏حلماً ، ممّن يبطئ عن الغضب ، ويستريح إلى العذر ، ويرأف بالضعفاء ، وينبو على الأقوياء ، وممّن لا يثيره العنف ، ولا يقعد به الضعف .
ثمّ الصق بذوي المروءات والأحساب ، وأهل البيوتات الصالحة ، والسوابق الحسنة ، ثمّ أهل النجدة والشجاعة ، والسخاء والسماحة ، فإنّهم جماع من الكرم ، وشعب من العرف .
ثمّ تفقّد من أمورهم ما يتفقّد الوالدان من ولدهما ، ولا يتفاقمن في نفسك شي‏ء قويتهم به ، ولا تحقرن لطفاً تعاهدتهم به وإن قل ، فإنّه داعية لهم إلى بذل النصيحة لك ، وحسن الظن بك ، ولا تدع تفقد لطيف أمورهم اتكالاً على جسيمها ، فإنّ لليسير من لطفك موضعاً ينتفعون به ، وللجسيم موقعاً لا يستغنون عنه .
وليكن آثر رؤوس جندك من واساهم في معونته ، وأفضل عليهم من جدته ، بما يسعهم ويسع من وراءهم من خلوف أهليهم ، حتّى يكون همّهم همّاً واحداً في جهاد العدو ، فإنّ عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك ، وإن أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد ، وظهور مودّة الرعية .
وإنّه لا تظهر مودّتهم إلاّ بسلامة صدورهم ، ولا تصح نصيحتهم إلاّ بحيطتهم على ولاة الأمور ، وقلّة استثقال دولهم ، وترك استبطاء انقطاع مدّتهم ، فافسح في آمالهم ، وواصل في حسن الثناء عليهم ، وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم ، فإنّ كثرة الذكر لحسن أفعالهم تهز الشجاع ، وتحرض الناكل ، إن شاء الله ... ، مع حسن الثناء في العباد ، وجميل الأثر في البلاد ، وتمام النعمة ، وتضعيف الكرامة ، وأن يختم لي ولك بالسعادة والشهادة ، ( إنا إليه راجعون ) ، والسلام على رسول الله وعلی آله الطيبين الطاهرين ، وسلّم تسليماً كثيراً ، والسلام ) .


من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:23 AM


فضل زيارة الإمام علي ( عليه السلام )



1ـ روي عن الامام الصادق علیه السلام عن آبائه عن الرسول(ص) أنّه قال : ( من زار علياً بعد وفاته فله الجنّة ) .
2ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلا تكن عن الخير نوّاماً ) .
3ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من ترك زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم ينظر الله تعالى إليه ، ألا تزورون من تزوره الملائكة والنبيون ( عليهم السلام ) ، إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أفضل من كل الأئمّة ، وله مثل ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فضلوا ) .


من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:25 AM


علي يقضي في حضرة النبي(صلى الله عليه وآله)


ذكر جمع من علماء السنة انه جاء رجلان إلى مسجد النبی (ص)وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) جالسا مع أصحابه.

فقال أحدهما: يا رسول الله إن لي حمارا ولهذا بقرة وإن بقرته قتلت حماري.
فقال بعض الصحابة بعد استفتاهم النبي(صلى الله عليه وآله) ليرى مدى علمهم: لا ضمان على البهائم.
فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعلي: (اقض بينهما يا علی).
فقال علي للرجلين: (أكانا مرسلين؟).
قالا: لا.
فقال علي: (أفكانا مشدودين؟).
قالا: لا.
فقال علي: (أفكانت البقرة مشدودة والحمار مرسلا؟).
قالا: لا. فقال: (أفكان الحمار مشدودا والبقرة مرسلة وصاحبهما معا؟).
قالا: نعم. فقال علي: (على صاحب البقرة ضمان الحمار)، فحكم لصاحب الحمار بوجوب الضمان على صاحب البقرة بحضرة رسول الله(صلى الله عليه وآله) والنبي(عليه السلام) قرره وأمضى قضاءه.


من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:28 AM


علي عليه السلام في عهد الخلفاء


فاضت نفس الرسول(ص)في حجر علی علیه السلام ورحل(صلى الله عليه وآله) إلى ربه الأعلى، وهو قلق على مستقبل الرسالة والأمة، كما يجسد ذلك بقوة قوله: (صلى الله عليه وآله) عند زيارته لقبور المؤمنين في البقيع في بداية مرضه الذي قضى فيه(السلام عليكم يا أهل القبور، ليهنئكم ما أصبحتم فيه، مما فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها..).
وتأكيده المستمر على ضرورة التزام الثقلين: كتاب الله تعالى والعترة الطاهرة.
وطلبه في آخر ساعة من حياته أن يؤتى بدواة وكتف ليكتب للأمة كتاباً لن تضل بعده أبداً.
إلى غير ذلك من مصاديق توجسه وقلقه(صلى الله عليه وآله) على مستقبل المسيرة الإسلامية، بالرغم من احتياطه لتحصين الأمة وتجنيبها من الوقوع في الفتنة.
وما أن فاضت نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله) واشتغل علي(عليه السلام) واهل البیتبتجهيزه من أجل مواراة جسده الطاهر في مثواه الأخير، حتى عقدت الأنصار وبعض المهاجرين اجتماعاً في سقيفة بني ساعدة لتنصيب من يخلف النبي(صلى الله عليه وآله) في قيادة المسلمين.
وبعد مناقشات حادة وطويـــلة سادها جو من الـــتوتر والقلق والعنف والخلاف بادر عمر بن الخطاب إلى بيعة أبي بـــكر بالخلافة وطلب من الحاضرين ذلك، ولم يكن علي(عليه السلام) على علم بما حدث، ولكن النبأ قد انساب إلى مسامعه من خلال الضجيج الذي أحدثه خروج القوم من السقيفة، وهم في طريق توجههم للمسجد النبوي:
وحتى تلك الساعة مازال علي وأهل البيت(عليه السلام) مشغولين بتجهيز فقيد الأمة العظيم رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ ظل(صلى الله عليه وآله) جثمانه الطاهر ثلاثة أيام دون دفن ليتسنى للمسلمين توديعه والصلاة عليه.
ولعدم قناعة الإمام(عليه السلام) بما جرى ظل مؤمناً بحقه في الخلافة واعتزل الناس، وما هم فيه ستة شهور، ولم يسمع له صوت في ما يسمى بحروب الردة ولا سواها.
ولقد استجدت أمور وأحداث خطيرة تتهدد الإسلام وأمته بالفناء، فقد قوي أمر المتنبئين بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) واشتد خطرهم في الجزيرة العربية من أمثال: مسيلمة الكذاب، وطلحة ابن خويلد الأفاك وسجاح بنت الحرث الدجالة وغيرهم وصار وجودهم يشكل خطراً حقيقياً على الدولة الإسلامية.
واشتد ساعد المنافقين وقويت شوكتهم في داخل المدينة وكان الرومان والفرس للمسلمين بالمرصاد.
هذا عدا ظهور التكتلات السياسية في المجتمع الإسلامي على أثر بيعة السقيفة.
ولقد تعامل الإمام(عليه السلام) مع الخلافة حسب ما تحكم به المصلحة الإسلامية حفظاً للإسلام وحماية للجامعة الإسلامية من التمزق والضياع، وتحقيقاً للمصالح العليا الإسلامية التي جاهد من أجلها.
وللإمام علي(عليه السلام) كتاب جاء فيه –بهذا الصدد– ما نصه(.. فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب أو كما ينقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق واطمأن الدين وتنهنه).
بيد أن صوت علي(عليه السلام) كان يعلو عندما يستشار ويجهر عندما يستفتي، وقد تصدى –في هذا المضمار– لتوجيه الحياة الإسلامية، وفقاً لما تقتضيه رسالة الله تعالى في الحقول التشريعية والتنفيذية والقضائية.
ومن أجل ذلك فإن الباحث التاريخي في حياة الإمام(عليه السلام) لا يلبث إلا أن يلتقي مع مئات المواقف والأحداث – في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان التي لا تجد غير علي(عليه السلام) مدبراً لها ومعالجاً وقاضياً بأمر الشريعة فيها.
والخلفاء الثلاثة لم يروا بدأ من استشارته إذا التبست عليهم الأمور، وهكذا تجده –مرة– مرشداً إلى الحكم الإسلامي الصحيح في أمر ما ومرة تجده قاضياً في شأن من شؤون الأمة، وأخرى موجهاً للحاكم الوجهة التي تحقق المصلحة الإسلامية العليا.

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-11-2010 الساعة : 02:30 AM


أ - في خلافة أبي بكر:

1 - فكر أبو بكر بغزو الروم فاستشار جماعة من الصحابة فقدموا وأخروا، ولم يقطعوا برأي، فاستشار علياً(عليه السلام) في الأمر فقال(عليه السلام) إن فعلت ظفرت.
فقال أبو بكر: بشرت بخير.
وأمر الناس بالخروج بعد أن أمر عليهم خالد بن سعيد.
2 - أراد أبو بكر أن يقيم الحد على شارب خمر...
فقال الرجل: إني شربتها ولا علم لي بتحريمها فأرسل إلى الإمام يسأله عن ذلك فقال(عليه السلام): (مُر نقيبين من رجال المسلمين يطوفان به على المهاجرين والأنصار وينشدانهم هل فيهم أحد تلا عليه آية التحريم أو أخبره بذلك عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فإن شهد بذلك رجلان منهم فأقم الحد عليه، وإن لم يشهد أحد بذلك، فاستتبه وخلِّ سبيله).
ففعل الخليفة ذلك، فعلم صدق الرجل فخلى سبيله.
3 - قدم جاثليق النصاري يصحبه مائة من قومه فسأل أبا بكر أسئلة، فدعا علياً(عليه السلام) فأجابه عنها، ونكتفي منها بسؤال واحد من أسئلة الجاثليق: -أخبرني عن وجه الرب تبارك وتعالى!
فدعا علي(عليه السلام) بنار وحطب، وأضرمه، فلما اشتعلت قال أين وجه هذه النار؟
قال الجاثليق: هي وجه مع جميع حدودها.
فقال علي(عليه السلام): هذه النار مدبرة مصنوعة، لا يعرف وجهها وخالقها ولا يشبهها، ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فتم وجه الله لا تخفى على ربنا خافية.
4 - وأرسل ملك الروم رسولاً إلى أبي بكر يسأله عن رجل لا يرجو الجنة ولا يخاف النار، ولا يخاف الله، ولا يركع ولا يسجد ويأكل الميتة والدم، ويشهد بما لم ير ويحب الفتنة ويبغض الحق، فأخبر بذلك علياً(عليه السلام) فقال:
هذا رجل من أولياء الله: لا يرجو الجنة ولا يخاف النار، ولكن يخاف الله ولا يخاف من ظلمه، وإنما يخاف من عدله، ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة، ويأكل الجراد والسمك، ويأكل الكبد، ويحب المال والولد(إنما أموالكم وأولادكم فتنة) ويشهد بالجنة والنار وهو لم يرهما، ويكره الموت وهو حق.
هذه بعض مصاديق اهتماماته بمسيرة الإسلام التاريخية في عهد أبي بكر.

ب - في خلافة عمر بن الخطاب:

1 - حين أراد عمر بن الخطاب أن يغزو الروم راجع الإمام(عليه السلام) في الأمر، فنصحه الإمام بألا يقود الجيش بنفسه مبيناً علة ذلك قائلاً: (.. فابعث إليهم رجلاً مجرباً واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءاً للناس، ومثابةً للمسلمين).
2 - ورد إلى بيت مال المسلمين مال كثير فقسمه عمر بين المسلمين، ففضل منه شيء، فجمع عمر المهاجرين والأنصار واستفتاهم بأمره قائلاً: ما ترون في فضلٍ، فضل عندنا من هذا المال؟
قالوا: يا أمير المؤمنين إنا شغلناك بولاية أمورنا من أهلك وتجارتك، وضيعتك، فهو لك.
فالتفت عمر إلى علي قائلاً: ما تقول أنت؟
قال الإمام(عليه السلام): قد أشاروا عليك.
قال الخليفة: فقل أنت؟
قال(عليه السلام): لِمَ تجعل بيقينك ظناً، ثم حدثه بواقعة مشابهة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وأخيراً أشار عليه الإمام(عليه السلام) بتوزيعه على الفقراء، قائلاً، (أشير عليك أن لا تأخذ من هذا الفضل وأن تفضه على فقراء المسلمين).
فقال عمر: صدقت والله.
3 - بعث أبو عبيدة بن الجراح وبرة بن رومان الكلبي إلى عمر بن الخطاب: إن الناس قد تتابعوا في شرب الخمر بالشام، وقد ضربت أربعين ولا أراها تغني عنهم شيئاً، فاستشار عمر الناس..
فقال علي(عليه السلام): أرى أن تجعلها بمنزلة حد القذف(ثمانون جلدة).
إن الرجل إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى. فجلدها عمر بالمدينة، وكتب إلى أبي عبيدة.. فجلدها بالشام.
4 - وقد ورد أن عمر بن الخطاب رأى ليلة رجلاً وامرأة على فاحشة، فلما أصبح قال للناس: أرأيتم أن إماماً رأى رجلاً وامرأة على فاحشة. فأقام عليهما الحد ما كنتم فاعلين؟
قالوا: إنما أنت إمام.
فقال علي ابن أبي طالب: (ليس ذاك لك، إذن يقام عليك الحد، إن الله لم يأمن على هذا الأمر أقل من أربعة شهداء) ثم إن عمر ترك الناس ما شاء الله، ثم سألهم: فقال القوم مثل مقالتهم الأولى.. وقال علي(عليه السلام) مثل مقالته.
فأخذ عمر بقول الإمام.
5 - بعد أن فتح المسلمون الشام جمع أبو عبيدة بن الجراح المسلمين واستشارهم بالمسير إلى بيت المقدس أو إلى قيسارية، فقال له معاذ بن جبل: اكتب إلى أمير المؤمنين عمر، فحيث أمرك فامتثله، فكتب ابن الجراح إلى عمر بالأمر، فلما قرأ الكتاب، استشار المسلمين بالأمر.
فقال علي(عليه السلام): أأمر صاحبك أن ينزل بجيوش المسلمين إلى بيت المقدس، فإذا فتح الله بيت المقدس، صرف وجهه إلى قيسارية، فإنها تفتح بعدها إن شاء الله تعالى، كذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال عمر: صدق المصطفى(صلى الله عليه وآله)، وصدقت أنت يا أبا الحسن.. ثم كتب إلى أبي عبيدة بالذي أشار به علي(عليه السلام).
6 - بعد انتصار المسلمين على الفرس في خلافة عمر، شاورابن الخطاب أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) في سواد الكوفة..
فقال بعضهم: تقسمها بيننا، ثم شاور علياً(عليه السلام) في الأمر.
فقال إن قسمتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء، ولكن تقرها في أيديهم يعملونها، فتكون لنا ولمن بعدنا فقال عمر لعلي: وفقك الله... هذا الرأي.
هذه بعض ملامح دور الإمام علي(عليه السلام) الرسالي في خلافة عمر بن الخطاب.

ج - في عهد عثمان:

1 - تزوج شيخ كبير بكراً فحملت، فادعى الرجل أنه لم يصل إليها، فسأل عثمان المرأة: هل افتضك الشيخ؟
قالت: لا فأمر بإقامة الحد عليها.
فقال الإمام(عليه السلام): إن للمرأة سمين: سم الحيض وسم البول، فلعل الشيخ كان ينال منها فسال ماؤه في سم الحيض، فحملت منه.
فقال الرجل: قد كنت أنزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالافتضاض.
فقال الإمام علي(عليه السلام): (الحمل له، والولد له، وأرى عقوبته على الإنكار له).
2 - عن موطأ مالك عن بعجة بن بدر الجهني: أنه أتى –عثمان– بامرأة قد ولدت لستة أشهر، فهم برجمها فقال علي(عليه السلام): إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك، إن الله تعالى يقول: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) ثم قال: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة).
فحولان مدة الرضاعة وستة أشهر مدة الحمل.
فقال عثمان: ردوها .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-11-2010 الساعة : 11:19 PM


حکم الامام علی علیه السلام القصار

اشتهرت قصار حكمه ( عليه السلام ) شهرة واسعة بين الأدباء والبلغاء ، حتّى قال الجاحظ وهو الناقد البليغ وصاحب المؤلّفات المعروفة في الأدب والبلاغة : وددت لو أنّي أعطيت جميع مصنّفاتي وقطعت أنسابها عنّي ، وأخذت بدلها ثلاث كلمات منسوبة إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وصارت منسوبة إليَّ .
وإليك بعض حكم الإمام علي ( عليه السلام ) القصار :
1ـ قال ( عليه السلام ) : ( ما أخذ الله تعالى على أهل الجهل أن يتعلّموا ، حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلموا ) .
2ـ قال ( عليه السلام ) : ( البخل والجبن والحرص من أصل واحد ، يجمعهن سوء الظن بالله تعالى ) .
3ـ قال ( عليه السلام ) : ( كل شيء يعز حين ينزر ، والعلم يعز حين يغزر ) .
4ـ قال ( عليه السلام ) : ( تجنّبوا الأماني فإنّها تذهب بهجة ما خولتم ، وتصغّر مواهب الله عندكم ، وتعقبكم الحسرات على ما أوهمتم أنفسكم ) .
5ـ قال ( عليه السلام ) : ( أوصيكم بخصال لو ضربتم إليها آباط الإبل كن أهلا لها : لا يرجون أحد إلاّ ربّه ، ولا يخافن إلاّ ذنبه ، ولا يستحيين إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول : لا أعلم ، ولا يستحيين إذا لم يعلم الشيء ، أن يتعلّمه ) .
6ـ قال ( عليه السلام ) : ( من قوي فليقو على طاعة الله ، ومن ضعف فليضعف عن محارم الله ) .
7ـ قال ( عليه السلام ) : ( إنّ أخيب الناس سعياً وأخسرهم صفقة رجل أتعب بدنه في آماله ، وشغل بها عن معاده ، فلم تساعده المقادير على إرادته ، وخرج من الدنيا بحسرته ، وقدم على آخرته بغير زاد ) .
8ـ قال ( عليه السلام ) : ( إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه ) .
9ـ سمع أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) رجلاً يغتاب رجلاً عند ابنه الحسن علیه السلام، فقال : ( يا بني ! نزه نفسك وسمعك عنه ، فإنّه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك ) .
10ـ قال ( عليه السلام ) : ( من بالغ في الخصومة ظلم ، ومن قصر فيها ظلم ، ولا يستطيع أن يتقي الله من يخاصم ) .
11ـ قال ( عليه السلام ) : ( يجب على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه ، مالكاً للسانه ، مقبلاً على شأنه ) .
12ـ قال ( عليه السلام ) : ( القريب من قرّبته المودّة وإن بعد نسبه ، والبعيد من باعدته العداوة وإن قرب نسبه ) .
13ـ قال ( عليه السلام ) : ( الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ، لأنّه لا خير في عبادة لا علم فيها ، ولا علم لا فهم معه ، ولا قراءة لا تدبّر فيها ) .
14ـ قال ( عليه السلام ) : ( من أراد أن ينصف الناس من نفسه ، فليحب لهم ما يحب لنفسه ) .







من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.73 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : melika المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-11-2010 الساعة : 11:20 PM


ممن اعترض على تنصيب الإمام علي ( عليه السلام )


نَصَّب النبی (ص) الامام علی (ع) إماماً في غدير خم على أثر نزول قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ ) ، ( المائدة : 67 ) .
وبعد التنصيب تحركت قافلة النبوة والإمامة من غدير خم نحو المدينة المنورة ، وسكن قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) واطمأنَّ ، ولكن قريشاً لم تسكن ولم تهدأ ، بل صارت في حالة غليان من الغيظ .
العذاب الواقع :

وقد ورد في أحاديث السنة والشيعة أسماء عديدة لأشخاص اعترضوا على إعلان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولاية علي ( عليه السلام ) في غدير خم ، وكان أغلبهم قرشيون .
و الخلاصة :

أن أحد هؤلاء الأشخاص – أو أكثر من واحد على اختلاف الروايات – اتهمه ( صلى الله عليه وآله ) بأن تنصيب الإمام علي ( عليه السلام ) ولياً على الأمة كان عملاً من عنده ( صلى الله عليه وآله ) ، وليس بأمر من الله تعالى له ، فأخبره ( صلى الله عليه وآله ) أنه ما فعل ذلك إلا بأمر من ربه .
وذهـب المعترض من عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) مُغاضِباً وهو يدعو الله تعالى أن يمطر الله عليه حجارة من السماء إن كان هذا الأمر من عنده .
فرماه الله بحجر من سِجِّيل ، فأهلكه وأحرقه ، وعندها أنزل الله تعالى قوله : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعذَابٍ وَاقِع ) ، (المَعارج : 1 ).
وهذه الحادثة تعني أن الله تعالى استعمل التخويف مع قريش أيضاً ، وذلك لِيعصم رسوله ( صلى الله عليه وآله ) من تكاليف حركة الردة التي قد تُقدِم عليها .

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:23 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية