[Gladiator]

من مجلة رواسي الناطقي الناطقة بلسان المقاومة الإسلامية في العراق "عصائب اهل الحق" - ـ العدد الثامن

عصائب المقاومة لم تترك الساح ولن تترك السلاح ( الجزء الثاني)

علي يحيى

عودا على بدء واستكمالا لمقالنا السابق وولوجا نحو المزيد من تفاصيل ومسببات ونتائج المفاوضات غير المباشرة ما بين عصائب اهل الحق والمستكبرين عبر وساطة الحكومة العراقية ،وبعيدا عن الإغراق العاطفي (كبكائيات السنيورة في حرب تموز و وهلوسات كهنة معبد آمون من مشايخ الفضائيات السلفية على ضياع العراق الذي حوصر ضرب من القواعد الأمريكية قرب منازلهم) و بعيدا الخطاب الصوتي الملقح ديماغوجيا (كصوتيات خالد بن سلطان مهددا فمزمجرا فمتلعثما بعد هزائمهم على يد الشباب المؤمن في شمال اليمن ) .

بداية لا بد من التنويه أنه لمجرد نضوج واستواء واكتمال العدة لصفقة تبادل أسرى ما بين حركة مقاومة من جهة وما بين الامبراطورية الأمريكية(أعتى قوة عسكرية عرفها كوكب الأرض )والإمبراطورية البريطانية(رابع قوة عسكرية في العالم حسب البنتاجون الامريكي لسنة 2009 والدولة الوحيدة التي لم تتعرض للإحتلال عبر التاريخ) ,هو بحد ذاته مفخرة للمستضعفين كونه كان نتيجة لامتلاك أوراق قوة أجبرت المتغطرسين الكونيين بعد تحطيم نرجسيتهم ,على الخنوع والتفاوض من منطلق الند للند .
يضاف ذلك لمفخرة عملية الأسر النوعية للبريطانيين ال5 بحد ذاتها وقد عقدت بسببها الحكومة البريطانية اجتماعا طارئا للجنة إدارة الأزمات المعروفة باسم "كوبرا" , وما تلا العملية من قدرة استثنائية لعصائب أهل الحق للإحتفاظ بهم لفترة قاربت ال3 سنوات في دائرة عمل مكشوفة مستباحة غير آمنة جهدت القوات الأمريكية والبريطانية وقوات الشرطة والجيش العراقي عبر المداهمات وعمليات الإغارة والإنزال الجوي لتحريرهم دون أي نتيجة تذكر .

فدائرة العمل المكشوفة هذه كانت الأصعب لناحية الإحتفاظ بأسرى لمدة طويلة فلم يتوفر فيها ما توفر مثلا للبحرية الإيرانية حين أسرت لمرتين متتاليتين البحارة البريطانيين الذين سحبوا نحو بر الأمان(ناهيكم عن احتجاز الديبلوماسيين الأمريكيين خلال الثورة الإيرانية ل444 يوما داخل بر الأمان النسبي) وعمليات الأسر التي نفذها حزب الله طوال تاريخه ومنها 51 عملية أسر في الثمانينات فقط (إضافة للعمليات التي تلت كاستدراج الضابط الصهيوني ألخنان تتنباوم ثم أسر الجنود الصهاينة في تموز 2006 ) كان يتوفر فيها دائما منطقة أمان نسبي في الضاحية والبقاع ، لم يختلف الأمر أيضا في عملية الوهم المتبدد التي أسر فيها جلعاد شاليط بعملية مشتركة نفذتها 3 مجموعات (كتائب عز الدين القسام ,ألوية الناصر صلاح الدين ,جيش الإسلام) ليتم سحبه نحو منطقة الأمان في غزة ،وكذلك الحال في صعدة وعمران وغيرها من مناطق المواجهات في اليمن الشمالي التي تشرشحت فيها جيوش عربية على رأسها الجيشين السعودي الذي أسر منه 9 على الأقل بحسب بيان وزارة دفاع السعاودة , واليمني الذي أسر منه المئات كانوا ينقلون لمناطق أمان نسبي يسيطر عليها الثوار بشكل كامل(فصعدة وحدها مساحتها 11375كلم مربع بينما لبنان مثلا 10452 كلم مربع ) ما يساعد على الإحتفاظ بالأسرى للفترة التي يحددها الآسرون.
يضاف لفرادة إنجاز العصائب ونوعيته ونجاحه أنهم لم يستثمروا نتائجه ليلبسوه ثوبا عصائبيا ،فبعد أن حاكته زنودهم السمراء ،جعلوه ثوبا عراقيا وعربيا , فأدرجوا ضمن قوائم التبادل معتقلين من التيار الصدري من خارج إطارالعصائب(كالحج حسن سالم) ومقاومين من رفاق الدرب والساح والسلاح من كتائب حزب الله وأخيرا وليس آخرا مقاومين من أهل السنة والجماعة ،كما تعدت سنابل خير العصائب حدود العراق نحو جبل عامل عموما وأهالي قرية عيتا الشعب خصوصا لتبشرهم بقرب الإفراج عن بطل مواجهات ساحات العز في إقليم التفاح وكربلاء السيد ساجد . أما الأسرى بشخوصهم فإطلاق سراحهم ليس سوى فرع عناوين لخصها لنا مصدر عصائبي ب:
ـ إطلاق سراح المعتقلين المقاومين كافة في السجون العراقية.(تحقق جزئيا)
ـ إلغاء احكام الاعدام والعفو عن المقاومين كافة(وهو ما حصل نسبيا)
ـ الإعتراف بالمقاومة كجهة وطنية .(وقد وصّف رئيس الوزراء نوري المالكي العصائب بالمقاومة الشريفة)
ـ تعهد الحكومة بزيادة جرعة الرفض لتسلط الإحتلال ,رفض قراراته بكافة الوسائل والسبل السياسية والعمل على الإكتفاء الذاتي الأمني لإنهاء وجوده بالوقت المقرّر، إضافة للتعهد بالسعي للاستقلال والسيادة بشكل كامل من الاستعمار بكل صنوفه العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. والبند الأخير تنفيذه من عدمه لن يغير في تكتيكات ولا استراتيجية العصائب بل إن التعهد من أساسه إنما هو لوضع الجهات المطالبة بنزع سلاح المقاومة(ولا أقصد كارلوس إده ونائلة معوض ودعاة الأبرامز من ذوي الشماغ المكوي من وسطه )تحت أمر واقع عدم قدرتهم فرض الإرادة إلا بالإعتماد على قوة المقاومة وهو ما تسرب لعقول البعض وأعاد تقنين ساعته العقلية ليهجر توقيت البيغ بن( BIG BEN). والدليل على انعتاق العصائب من التعلق بوعود الأوليغارشيين الجدد ،إيقافها المفاوضات مرات عديدة فكان ذلك أحد الأسباب التي حفزت لندن وأجبرتها على فتح خطوط تواصل مع حزب الله اللبناني(بحسب صحيفة الغارديان Guardian في 27/3/2009) لإعادة وصل حبل المفاوضات التي أعادت العصائب قطعها حاليا بعد المماطلة في الإفراج عن شيخ الأسرى قيس الخزعلي.(بحسب وكالة ال أ ف بAFP نقلا عن السيد سلام المالكي في 1/12/2009)

لكن إلى جانب الفخر والعزة والفرحة التي سببتها النتائج الأولية لعملية التبادل ،حضر الحسد ,والحسد حالة نفسية يتمنى صاحبها سلب الكمال والنعمة التي يتصورهما عند الآخرين ، سواء اكان يملكها ام لا ، وسواء ارادها لنفسه ام لم يردها (كما جاء في كتاب "الأربعون حديثا" للإمام الخميني قدس سره) .
فازدادت الطعنات التي تلقتها العصائب لتشمل القريب والبعيد, بعضهم بحجة تركها المقاومة رغم أن الهدنة التي وافقت عليها العصائب لمدة 3 أشهر قابلة للتجديد(لفترة مشابهة ليس أكثر)لم تتجاوز حتى كتابة هذه الكلمات نصف ربع المدة التي هادن فيها دون مقابل بعض المُتهمين , والمضحك أيضا أن بعض من عقدوا الإجتماعات الماراتونية مع الأمريكيين برعاية تركية(راغب السرجاني بدأ بنبش الصراع الصفوي ـ العثماني برعاية المخرج ولي الأمر ومباركة مهند ولميس !) ونقلوا السلاح من كتف لكتف وأصبحوا عمادا لصحوات ال300 دولار ك"جامع" فلتت من مرابضها ألسنتهم .( راجعوا الرسالة السادسة والأربعون ل"جامع" للصحوات) .
كما يبدو أن بعض تفسيرات عملية التبادل ,مشابهة لتفسيرات ومفسري أهل التوحيد الخالي من البدع والكولليستيرول لإيران ـ غيت (وهم لا يعرفون معنى غيت Gate أصلا) التي تحولت بنظرهم من نصر لهزيمة لإيران بعد أسر المقاومة اللبنانية للعديد من الأمريكيين في لبنان ليفتح ماك فرلاين عبر تاجر السلاح الإيراني قرباني فر خطوط تواصل عبر الرسائل معربا عن استعدادهم(هو وإدارته الأمريكية) لتأمين بعد احتياجات الإيرانيين من بعض قطع السلاح الذي لم يصل أصلا (خلال الحرب الأمريكية ـ السوفييتية ـ العربية ضدهم) مقابل المساعدة في الإفراج عن رهائنهم .(من كتاب مكاشفات).
واستكمالا لما كنا قد بدأنا به حول هدنة العصائب(الشكلية) ، أنه خلالها وقبل أشهر خلت صرح قادة عسكريين أمريكيين أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت قواتهم ونشاط المجموعات التي يقولون إن إيران تمولها، وهي أساسا «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية اليوم الموعود»(صحيفة الشرق الأوسط عدد11191).
ولم يأتي هذا التصريح من فراغ فالعصائب نفذت العديد من العمليات خلال الهدنة ضد قوات الإحتلال في الوسط والجنوب (بحسب مصادر أمريكية وغير أمريكية )ردا على بعض خروقات القوات الأمريكية داخل المدن وقد ذكر مراقبون في البصرة إتهامات للعصائب بتنفيذ الهجوم الذي قتل فيه 3 جنود أمريكيين في البصرة في 17/7/2009 بإطلاق نار غير مباشر (الشرق الأوسط العدد 11190) على قاعدتهم تبع ذلك اعتقال 2 من المقاومين ومصادرة عدة صواريخ إيرانية الصنع في البصرة أيضا في 18/8/2009 بحسب العقيد كريم الزيدي الناطق الإعلامي في قيادة الشرطة .
كذلك تصريحات بعض ضباط الجيش الأمريكي الذين ما انفكوا يعلنون مرارا(حتى خلال الهدنة) عن مصادرة مستودعات (!!) كبيرة(!!) وجدا(!!) للمجاميع الخاصة ,وكنت عند سماعي لكل تصريح من هذا النوع أضرب أخماسا بأسداس بصحن الفتوش والكبة نية, متسائلا هل تخفي العصائب مستودعاتها تحت شوارب سعد البزاز!? ليتبين لاحقا (بحسب مصادر عصائبية أيضا) أن كل ما صادره الإحتلال من سلاح العصائب طوال سنوات عملها هي 3 مخازن فرعية لا تتعدى حمولتها حمولة عربة نقل صغيرة يجدر بأصحاب ال466 مليار دولار ميزانية عسكرية سنوية أن يخجلوا من الطنطنة الإعلامية حولها مقارنة مثلا بما يغنمه أنصار الحق في اليمن من دبابات ومدرعات ومئات أطنان السلاح,مع التأكيد إلى أن العصائب وبعد تداري هذه الثغرة التي كان يلجأ فيها الأمريكيين لإرسال طائرات استطلاع لتعقب المقاومين قبل استهدافهم لكشف مخازن السلاح ،لم يصادر أي مخزن فرعي منذ 11 شهرا.
بل أكثر من ذلك فالآية معكوسة إذ ليس هناك استنزاف من مخازن السلاح بل إدخال لأنواع وكميات جديدة من السلاح , إضافة لحجم الإستعدادات العصائبية على مستوى إعادة الهيكلة والبناء التنظيمي الذي شارف على الإنتهاء مراعيا التوسع العامودي والأفقي في عديد وعتاد المقاومة وقد أقفل مؤخرا وبشكل مؤقت باب الإنتساب للجسم الأساسي في العصائب الموازي لبنانيا(عبر حزب الله)للمتفرغين وإيرانيا للباسدران واحتواء الأعداد الكبيرة من المتطوعين ضمن جسم التعبئة العسكرية. ونذكر بالمناسبة باستشهاد المدرب العسكري في العصائب الشهيد المجاهد زيد البيضاني أثناء حصص تدريبية مخصصة للمدربين أنفسهم.( استشهد مؤخرا وخلال الهدنة أيضا)

أما أهل المقاومة فيكيفهم قول شيخ الأسرى والمعتقلين في العراق الشيخ الذي ملك مفاتيح حريته بيده ولم يفتح بابها لتعهده بأن يكون آخر الخارجين خلال عملية التبادل:
" عندي الشجاعة لأن أتحمل مسؤولية كلامي وإن كنت داخل السجن ومهما كانت النتائج لأن المسألة هي مسألة مبدأ من أهم المبادئ التي عشنا لأجلها والجواب هو أن المقاومة في الساحة العراقية في حدوثها و إستمرارها لها سببها الموضوعي الذي إن كان موجودا فإن المقاومة موجودة وإن انتفى انتفت المقاومة والسبب الموضوعي هو وجود حالة الإحتلال فإن كان الإحتلال موجودا فإن المقاومة موجودة ونحن من هنا ومن داخل السجن ندعمها ونؤيدها وإن انتهت حالة الإحتلال انتهت المقاومة العسكرية "

تنويه لا بد منه: المقال كتب قبل فترة من بعض الأحداث التي فجرتها العصائب نبع خير كأسر العسكري الأمريكي عيسى سلومي فلم ترد في المقال الذي تأخر لأسباب معينة.

يمنع وضع الروابط
البغدادي